آثار الطلاق علي المرأة : 5 ضغوط تواجه المرأة التى تطلب الطلاق
حالات الطلاق لاشك أنها أزمات فى حيوات أصحابها، بمعنى أنه لا يوجد فى الكون شىء أسمه ” أنا لم أتأثر بطلاقى و لا أتبره أزمة فأنا من طلبت و مقتنع بكلامى”، لأن مهما كان من طلب الطلاق أو ظروفه أو كان الشريكين على توافق أو لا، إلا أنها فى كل الحالات أزمة يصعب مرورها و تحتاج للمساعدة من الأصدقاء والقريبين منّا، و آثار الطلاق علي المرأة متنوعة بين اجتماعية و نفسية.
و لكن للحق الأمر يختلف كثيراً إن كان الرجل هو من طلّق زوجته أو أنها هى من طلبت الطلاق.
على كل المستويات و فى كل المجتمعات مهما وصل تقدمها و تحضرها الأمر ينقلب رأساً على عقب عندما تطلب المرأة الطلاق.
و كأنها لا تملك حق أن تحب حياتها مع هذا الرجل أو لا، فما دامت وافقت الأمر إذاً إنتهى و عليها إحتمال الوضع إلا أن يقضى الله أمراً كان مفعولًا، و لكن موضوعنا اليوم ليس دفاعاً عن حقوق أى من الطرفين.
لماذا تطلب المرأة الطلاق ؟
السؤال بوضوح قبل أن نتطرق لتفاصيل الضغوط التى تتعرض لها المرأة فى هذة الفترة لو تجرأت و طلبت الطلاق.
لماذا تطلب الطلاق أصلاً ؟
الأسطورة تقول مادام الرجل يفى بإحتياجات المرأة من طعام و شراب و فراش و لا يضربها، فلا يحق لها طلب الطلاق أو حتى التأفف من الحياة معه.
و الحق أقول أن مجتماعتنا فى غاية التعقيد و الثقافات تجعل الأمرمعقدأ بزيادة.
ما بين ما ثقافتنا تلقنه لنا عن هذة الأفكار التى تجعلك دائما فى مأزق الشعور الرهيب بالذنب.
لأن هذة المرأة التى لا تشعر بالراحة و الإكتفاء مع الرجل الذى يقدم ما فى وسعه هى بلا شك مجرمة وعليها أن تحترق بنار الذنب.
و بين ما تقوله الأبحاث و العلم و العلماء عن حق كل شخص فى الإختيار و حقه أيضاً أن يغير رأيه بعد التجربة.
فهذا بالظبط ما تعنية جملة أن” التجربة خير بيان” يعنى هذا أنه ربما بعد التجربة لم أشعر بالرغبة فى التكملة.
ربما بعد الزواج قدم لى حق الطعام و الشراب و الفراش لكن ينقصنى ألف حق نفسى لا أستطيع العيش بدونه.
و كذلك ربما ما يقدمه هو ما يستطيع تقديمه بالفعل، و لكن لا يناسبنى، و لا أشعر بالإكتفاء.
و ربما واردة هذا بعيداً عن كونه ربما يهينها لفظياً أو جسدياً، أو بخيل أو لا يناسبها فكرياً أو الثقافات مختلفة.
و هناك أسباب تستدعى الطلاق من جهة المرأة.
اقرأ ايضًا: تأثير الطلاق على الأطفال : نصائح لمساعدة أطفالك على التأقلم
ما هى آثار الطلاق علي المرأة و الضغوط التى تتعرض لها المرأة التى تطلب الطلاق ؟
بالطبع لا يعنى كلامنا عن المرأة التى طلبت الطلاق أن الأخرى التى طُلقت رغماً عنها لا تتعرض لضغوط نفسية.
و لكن الضغوط موجودة لكل طرف و فى كل تفصيلة من هذه الأزمة.
و لكن مع الأسف التى تطلب هى الطلاق تثعاقب فوق العقاب عقابين، و تتكاثر عليها الهموم.
حتي أنها لا تلقى من الدعم و التعاطف ما تتلقاه الأخرى.
لذلك سنعرض بعض الضغوط التى تتعرض لها المراة خلال الطلاق.
أبسط طريقة للضغط عليها هى أنها تُحرم من كل ما هو حق لها من نفقة و مكان يأوي أولادها و من مصاريف أطفالها.
العجيب أن الرجل فى الطلاق يعتبر الولاد و أمهم فى سلة واحدة، فإن طلقها يُطلقهم معها و يحرمهم منه بالكامل و يرميهم حرفياً لأمهم.
هذه بعض الضغوط و البعض الأخر يأتى من المجتمع نفسه من ضغوط إجتماعية و نفسية و ضغوط على الأطفال أيضاً.
و فيما يلى تفصيل لبعض الضغوط:
1- الضغوط المادية
فى أغلب حالات الطلاق خاصة فى مجتماعتنا يتنصل الرجل من دوره من كل النواحى فى حياة أبناؤه.
يخرج منها كلياً دون أن يُلقى نظرة خلفه ولكن إن كان هذا يحدث قيراط عندما يكون الطلاق رغبته، فإنه يحدث 24 قيراط إن طلبت هى الطلاق.
فيقوم بحرمانها من كل حقوقها و حقوق أولاده المادية حتى تسقط هى فى بئر مظلم.
و ايضًا تتوه وسط طلبات الأولاد و تغطية إحتياجتهم، و قد يستطيع البعض القيام بذلك و البعض الأخر لا يستطيع.
قد يقول البعض القانون كفل لنا كل الحقوق و يمكنها رفع قضية و المطالبة بجميع حقوقها.
و لكن مع الأسف القانون يحكم بمالغ لا تكفى حتى الخبز و لا تأمن مأوى.
القانون فى مسألة الطلاق يقف جنباً لجنب مع الرجل و لا تخرج المرأة بأى شىء سوى بضع جنيهات لا تسمن و لا تغنى من جوع.
و بهذا فإن الضغط المادى من أقوى الضغوط التى يستخدمها المجتمع لقهر المرأة و جعلها ترضى بالذى يُقدم لها.
اقرأ ايضًا: اسباب حالات الطلاق المتزايدة فى مصر
2- الضغوط الأجتماعية
أيضا تبدأ الضغوط بمجرد محاولة فتح الموضوع قبل أى شىء، بمجرد بدأ الحوار بينها و بين زوجها أنها تريد الطلاق.
يبدأ فى الغضب و التوعد و ترك البيت و وقف كل ما كان يقدمه لها و لأولدها.
و عندما تحاول الإستغاثة بأحدهم فلا تجد إلا إلقاء اللوم و الجفاء، و الأسئلة التى تنهمر على رأسها.
لينتهى الحوار فى كل مرة على أنها هى التى تريد ذلك فلتحتمل، فلا سند و لا دعم إلا ما رحم ربى.
و مهما كانت اسيايها حتى لو كانت هذه الأسباب هى الضرب و الإهانة يومياً.
غالباً ما يكون الرد فى أحسن الأحوال أننا سنتحدث معه و نعدك بألا يفعلها ثانية و لكن لا للطلاق.
و هى تعلم و من يعدها يعلم أنه من رابع المستحيلات أن يمتنع عن الضرب من إعتاده فهو مرض.
فما بالك إن كانت أسبابها حول إحتياجات نفسية فهذة قد تُهجر حتى من أسرتها.
اقرأ ايضًا: أشكال الدعم العاطفي و أبرز وسائل الدعم للآخرين
3- آثار الطلاق علي المرأة : ضغط المأوى
و هنا يظهر واحد من أهم الضغوط فى شرعنا عىل الرجل ترك شقة الزوجية للزوجة إن كان معها أولاد.
و تُسمى شقة الحضانة و يستمر هذا لحين إنهاء الأبناء وقت حضانتهم.
و لكن غالباً ما يحاول الرجل التلاعب بالقانون لإفساد تلك الحق و إستبدالة بملغ أجر السكن الذى تحددة المحكمة.
و غالبًا ما يتراوح بين 50-300 جنيه على حسب أجر الزوج و هذا فى الحالات العادية.
مما يعنى أن الزوجة يستحيل عليها إيجاد مأوى خاص إلا إن كانت تعمل عملاً يدّر عليها راتب كبير لتغطية جميع النفقات.
و لكن يبقى هذا ضغطًا جديداً لم يفرضه الله على من تطلب الطلاق، و لكن الكثيرات يعانين منه.
و الأكثر منّهن يعشنّ مع أزواج يكرهون وجودهم فى الحياة لعدم قدرتهم على مواجهة كل الضغوط.
4- آثار الطلاق علي المرأة : ضغط الأبناء
إن وجد الأبناء فالضغوط لا حصر لها فالأبناء بالنسبة للزوجة كتقيد يديها خلف ظهرها، بعد الحروب التى تخضها هذه المرأة لتوفير لهم السكن و المال و الرزق و السهر عليهم.
إن إستطاعت المرور بكل ما سبق، يأتى ضغطهم هم أنفسهم، وكيف يملأهم الأب أو أفراد عائلته أن أمكم هى من خربت البيت.
و ايضًا هى التى حرمتكم من أباكم و من تواجده بجانبكم، و أن أباكم يفى بكل إحتياجتكم لأنه يدفع ما قررته المحكمة.
و كما فى كل مرة تبدا حلقة جديدة مفرغة للوم الضحية وتعذيبها.
اقرأ ايضًا: نصائح من أجل تربية الأطفال بعد الطلاق بين الزوجين و طرق مساعدة الأولاد
5- آثار الطلاق علي المرأة : ضغط العمل
حتى تستطيع هذه الزوجه المرور خلال كل هذة العراقيل و تصل للمرحلة التى تكسب فيها حريتها، لابد لها من العمل لساعات طويلة عمل مضنى حتى تستطيع توفير كل ما يحتاجة البيت و تأمين كل المصروفات، و بعد كل هذا تعود للمنزل لتُكمل دورها كأم من إعداد طعام ورعاية منزل و وقت تقضيه مع الأولاد الذى بالفعل حُرموا منها أغلب ساعات اليوم.
بعد فترة تكتشف أنها لم تعد تحيا و لا تتذكر شىء عن نفسها و أنها أضحت شبح و لم يكن هناك داعى لخوض حروباً من أجل الحصول على المزيد من العذاب.
و بالطبع هنا لم يكن الطلاق السبب، و إنما ظلم المجتمع و أكل الحقوق و قصور القانون و ربما غياب الضمير.
المصادر
https://www.equitablemediation.com//blog/how-to-ask-for-divorce