تُظهر الأبحاث الحالية أن بعض من العبارات الإيجابية الأكثر استخداماً والتي نستخدمها مع الأطفال هي في الواقع مُدمرة تماما. رغم نوايانا الحسنة عند قولها ، إلا أن هذه العبارات تعلم الأطفال عدم الثقة في نظام التوجيه الداخلي لديهم ، فيصبحوا مخادعين ، يقومون بأقل قدر ممكن من العمل المطلوب منهم ، أو يتخلون عنه تماماً عندما يكون أمراً صعباً .
وهنا بعض منها والتي ينبغي الإقلاع عنها إذا كنت تريد أن ينمو طفلك بعقل مفكر ويصبح فعال في المجتمع وناجح . وتشمل البدائل أيضاً ، حيث أنه يمكنك استبدال هذه العبارات الاعتيادية بالعبارات التي من شأنها تشجيع الدافع الداخلي للطفل .
..
1- ” عمل جيـد ” أو ” أحسنت”
أكبر مشكلة مع هذه العبارة هي أنها تقال مرارا وتكرارا حتى لو لم يفعل الطفل أي شيء يستحق أو لم يبذل أي جهد أو بذل الجهد ولم ينجح في المهمة التي يقوم بها . وهذا يعلم الأطفال أن أي شيء هو “عمل جيد” طالما أن أبي وأمي يقولون ذلك .
حاول بدلاً من ذلك أن تقول له “أنت حقاً تحاول جاهداً فعل ذلك ” وأنت بذلك تمدح جهد الطفل ومحاولاته لتحقيق الهدف ، حتى وإن لم يفعله فسيجد أنك تشكر جهده وتركز عليه وهذا سيشعره أن هذا الجهد أكثر أهمية من النتائج. مما يعلم الأطفال أن يكونوا أكثر إصرارا عندما يقومون بالمحاولة لإنجاز مهمة صعبة ويعلمهم أن يروا الفشل مجرد خطوة نحو النجاح.
..
2- ” ولد شاطر ” أو ” بنت شاطرة “
معظم الآباء والأمهات يقولون هذه العبارة كوسيلة لتعزيز الثقة بالنفس للطفل. ولسوء الحظ، فإن لها تأثير مختلف تماما. فعندما يسمع الطفل عبارة ” أنت طفل شاطر” بعد أداء مهمة قد طُلبت منه، فإنه يعتقد أنه “شاطر” لأنه فعل ما قد طلبته أنت منه . ومن ثم يصبح الأطفال يخشون فقدان وضعهم كأطفال “شاطرين” وتكون دوافعهم للتعاون دائماً هو أن يتلقون ردود فعل الوالدين الإيجابية وهذه العبارات .
بدلاً من ذلك، حاول أن تقو ل له ” أنا أقدر جداً مافعلته معي من تعاون ” ، وهذا يعطي الأطفال المعلومات الحقيقية حول ما كنت ترغب فيه ،ويعلمهم أن الهدف من طلباتك هو أن يتعاونوا معك وليس أن ينالوا منك المدح فقط ، ويمكن أيضاً أن تقول لطفلك شيئا مثل “لقد رأيتك تتقاسم لعبك مع أخيك ” وهذا يسمح لطفلك أن يقرر لنفسه ما إذا كان تقاسمه للعبة مع أخيه أمر “جيد” أم لا . فالأب والأم لم يؤكدا له أو لم يطلبا منه مباشرة تقاسم اللعب ولكن نوهوا له عن الأمر وتركوا له الاختيار ويهذا أتاحوا له اختيار تكرار الفعل من خلال دوافعه الداخلية فقط ، بدلاً من أن يقوم بذلك فقط لإرضاء والديه الذين طلبا منه ذلك .
..
3- ” يالها من صورة فنية رائعة “
عندما نضع التقييمات والأحكام على العمل الفني للطفل، فإن ذلك في الواقع يسلب منهم فرصة الحكم والتقييم على عملهم الخاص .
حاول بدلاً من ذلك أن تقول له : “أنا أرى ألوان الأحمر والأزرق والأصفر! فهل يمكنك أن تخبرني عن صورتك ؟ ” ، أي لا تصدر تقييمك مباشرة ، بل انتظر واسمح لطفلك أن يقرر إذا كانت الصورة جميلة أم لا ، عليك أن تدعوه للبدء في تقييم عمله و أن يصفه ويشاركك بنيته من هذا الرسم ، وهذا سيكون بمثابة إثراء لإبداع ونضج ونمو طفلك كفنان .
..
4- ” توقف عن ذلك فوراً ” أو ما إلى ذلك من العبارت التهديدية
أولاً وقبل كل شيء ، اعلم أن تهديد الطفل فكرة غير جيدة. وكذلك إستخدام القوة الغاشمة للحصول على ماتريده من طفلك قسراً ودون رغبة منه ، سواء بالتهديد أو بإصدارك لعقوبات في لحظة غضبك ، والذي من شأنه أن يضعك في أمر محرج عندما تتراجع عنه في وقت لاحق وهذا سيعلم الطفل أن تهديدك لامعنى له وفي تلك الحالة لا تحصل على ماتريده ، بل قد تفقد اتصالك بطفلك مرة بعد مرة
ورغم صعوبة مقاومة الرغبة في تهديد الطفل ومحاولة توجيه إلى شيء آخر ملائم له ، إلا انه ينبغي أن تحاول ذلك وأن توجه طفلك إلى بديل آخر مناسب له ، فمثلا إذا أخطأ طفلك وقام بضرب أخيه ، بدلاً من تهديده وعقابه قم بتوجيهه وقل له مثلاُ ” أنا غير راضي عن ضربك لأخيك ، أنا قلق عليه قد يحدث له مكروه ،و وقتها سينتقم منك ويضربك هو أيضاً ، إذا حدث بينكم شيء لاتفعل ذلك مرة ثانية واضرب الوسادة بدلاً منه ” ، أنت بذلك وجهته إلى بديل للتنفيث عن غضبه ، وفي نفس الوقت حذرته وخوفته من إصابة أخيه بمكروه .
كانت هذه بعض العبارات الشائعة ، والحقيقة أن هناك الكثير غير ذلك ، وهذا يدعونا إلى إعادة النظـر في أساليبنا التقليدية في تربية أبنائنا وتوجيههم إلى الصواب