مصابيح الأمة هم من قال عنهم رسولنا الكريم “أصحابي كنجوم بأيهم إقتديتم إهتديتم” و الصحابي هو كل من رأى النبي و لو للحظة و كان مؤمناً به، هم رجالٌ صدقو وعدهم مع الله تعالى و رسوله، فصدقهم الله و أرضاهم و رضي عنهم. نصروه و أزروه و دافعو عنه بأموالهم و أنفسمهم و أهلهم. منهم المهاجرين الذين عانو الأضطهاد و التعذيب و الإيذاء في سبيل الله و رسوله، حتى أذِن الله لهم بالهجرة الى المدينة المنورة، فتركوا بلادهم و ديارهم و أموالهم و خرجو فارين بدينهم و أنفسهم لايرجون إلا وجه الله. و منهم الأنصار و الذين شرفهم الله بجوار النبي فنزل بينهم بأصحابه فكانو خير أهل و خير نصير لهم و عاملوهم بأحسن مايُعامل الضيف، بل أثاروهم على انفسهم فقدمو لهم كل غالي و بذلوا لهم كل ما ملكو رضي الله عنهم جميعاً و أرضاهم. و من ضمن الصحابة الذين أناروا في العتمة و له مواقف عديدة في الإسلام هو الصحابي أسامة بن زيد حب رسول الله رضي الله عنه و هو من سنعرض نبذة عن حياته و وفاته في هذه المقالة.
أسامة بن زيد حِبُ رسول الله
أسامة بن زيد هو صحابي جليل له من العزه و المكانة ما أهله لان يكون حب رسول الله صلى الله عليه و سلم، فهو محبوب رسولنا الكريم إنه- أسامة بن زيد بن حارثه بن شرحبيل بن كعب بن عبد العزى الكلبي- كنيته ابا محمد رضي الله تعالى عنه، قال النبي عنه و عن ابيه: “إن كان لمن احب الناس الي، و إن هذا لمن احب الناس إلي بعده”.
ميلاد و نشأة أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنه:
ابتهج النبي لميلاده ابتهاجاً كبيراً و سُر أيما سرور و فرح به فرحاً شديداً، ففرح المسلمون به لفرحة النبي به فأطلقو عليه لقب (الحِبُ و ابن الحِب).
نشأ أسامة بن زيد في الاسلام و لم يعرف غيره، ذلك بأن اباه زيد بن حارثه رضي الله تعالى عنه من أوائل من أسلموا، فكان من اول الناس اسلاماً و هو الناشئ في بيت النبي صلى الله عليه و سلم، فقد تبناه النبي صلى الله عليه و سلم و سمي زيد بن محمد قبل ان يُحرَم التبني و يعود الي اسمه زيد بن حارثة، نشأ أسامة في الإسلام من أبوين مسلمين أمه- أم أيمن- و أسمها بركة الحبشية كانت عند النبي صلى الله عليه و سلم حاضنته و مربيته، لازمت النبي بعد موت أمه صغيرا.ً حتى إعتبرها اماً له بعد امه أمنة. و كان يشير إليها على إنها البقية من أهله. و كانت تسقي المسلمين و تداوي الجرحى منهم في غزوة أُحد.
مكانة أُسامة عند النبي صلى الله عليه و سلم:
قد كان أسامة بن زيد قريباً من النبي صلى الله عليه و سلم، و قد أردفه خلفه في رحلته من عرفة الى المزدلفة، كما أردفه من قبل ذلك عندما كان في أعظم المواقف إنتصاراً و قوةً، في فتح مكه مع بلال عند دخوله مكه منتصراً.
و عندما أرادت قريش من يتوسط و يشفع للمرأة المخزوميه التي سرقت فأمر النبي بقطع يدها، لم يجدوا إلا أسامة بن زيد لمعرفتهم مكانته عند النبي و الذي قال له رسولنا الكريم (أتشفع في حدٍ من حدود الله) مما يدل على عظم شانه عند النبي صلى الله عليه و سلم.
و كذلك فقد روى عن النبي الكثير من الاحاديث النبوية الشريفة مثل حديث فضل صيام الاثنين و الخميس، و حديث فضل صيام شعبان، و حديث الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و غيرها الكثير و الكثير، كما روى عن عدد من الصحابة مثل ابو هريرة، و ابن عباس، و ممن روى عنهم من التابعين عثمان النهدي و ابو وائل.
خلع عليه النبي حلة ثمينة اهداها له احد سادات قريش من شدة حبه له.
و كان اذا أستقبله النبي قَبّله بين عينيه مثلما كان يفعل مع ابنته فاطمة و جعفر بن ابي طالب.
و قد دعا له النبي في مرض موته. هاجر حين أمر الله تعالى نبيه بالهجرة الى المدينة المنورة فهو من المهاجرين.
عمر بن الخطاب يكرم أُسامة لمكانته عند النبي:
حيث ميزه عندما فرض للناس الأموال حتى إنه أعطاه أكثر مما أعطى إبنه عبدالله.
شمائله و صفاته الكريمة:
ذكيا حاد الذكاء،ذو شجاعة خارقة، ثاقب الحكمة يضبط نصاب الامور، ضُرب به المثل في بره بأمه ما أستطاع.، تقياً ورعاً يحبه الله تعالى ورسوله و الناس عاماً؛ كيف لا وهو ممن لم يتدنس بوثنيه ولا جاهليةٌ قط بل وُلد و رُبي و نشأ في بيت النبوة الطاهر فشرب الإيمان و التوحيد و الاخلاق الحميدة و الصفات الرشيدة منذ نعومة اظافره.
أسامة بن زيد قائداً و فاتحاً عظيماً:
حمل أسامة بن زيد السيف و هو أبن خمسة عشر عاما جهاداً في سبيل الله فشهد مع النبي غزوة الأحزاب و غزوة مؤتة و كان ممن ثبتهم الله تعالى في غزوة حنين فلم يفر مع من فرو من جيش المسلمين بشجاعة و إقدام منقطعة النظير مما أهله لأختيار النبي صلى الله عليه و سلم له قائداً على جيش خارجاً الى بلاد الشام في السنة الحادية عشر من الهجرة و عمره حينها ثمانية عشر عاماً و الجيش يضم كبار الصحابه الشجعان المخضرمين _ابي بكر و عمر و عثمان و على _ و ذلك لقوته و قدرته على القياده في هذه السن صغيرة حتى سمى الجيش بأسمه فسمي جيش اسامة.
حتى عندما مات النبي صلى الله عليه وسلم قبل خروج الجيش ما كان لابا بكر ان يعدل رايه وضعها النبي-صلى الله عليه و سلم- في يد أسامة بن زيد قائلا: ” والله لا أحل عقدة عقدها رسول الله، لأجهزن جيش اسامة”. فخرج الجيش بقيادته في عزة و قوة ففتحت بلاد الروم على يدهم دون ضحايا تذكر من جيش المسلمين، فضرب به وبجيشه المثل بسبب رجوعه بجيشه سالماً دون ضحايا فأثبت جدارته وإستحقاقه لقيادة الجيش و ثقة النبي به.
ثبات أسامة بن زيد في مواقف ذَل بها الكثير:
من فضل الله تعالى على أسامة أن عصمه في حادثة الإفك حين خاض الناس في عرض أُمنا -عائشة- زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكانت من احلك الأوقات والأزمات التى مرت به حتى برأها الله تعالى من فوق سبع سموات، فلم يقل أُسامة إلا خيراً.
و عندما حدثت الفتنة بين أهل الإسلام بعد مقتل عثمان بن عفان، بين معاويه بن سفيان و علي بن أبي طالب أمتنع أسامة رضي الله عنه عن الدخول في هذه الفتنه رغم حبه و ٦قربه من على رضي الله عنه، الا إنه لزم داره و أمتنع عن الإنحياز لأحد الطرفين وفاءاً بالعهد الذى قطعه على نفسه بٱلا يرفع سيفاً على أحد قال لا إله إلا الله ابداً.
وفاة أسامة بن زيد رضى الله عنه وأرضاه:
توفاه الله تعالى في الرابع و الخمسين من الهجره النبويه في عهد معاوية بن أبي سفيان بالمدينة المنورة عن عمر الخامسة والسبعين ودفن بها.
اقرأ أيضاً: حسان بن ثابت .. شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم
عمار بن ياسر (رضي الله عنه)
بلال بن رباح مؤذن الرسول
على بن ابى طالب رضى الله عنه
طلحة بن عبيد الله