باتت محكمة الأسرة هي المكان الذي يتردد عليه الكثير و الكثير في الآونة الأخيرة، فصار قرار الطلاق و الإنفصال من أسرع ومن أسهل القررات وباتت أسباب الطلاق عديدة التي يمكن للزوجين أن يتخذوها في ثانية واحدة.
فالبعض قد لا يدرك العواقب التي قد تترتب على تلك الخطوة الكريهة، و لكن لكي نصبح أكثر واقعية و حياد لابد أن نعرف بأن هذا القرار قد يكون هو الخيار الأمثل في بعض الحالات، و بين هذا و ذاك دعونا ننظر إلى تلك القضية من منظور قريب، و نتعرف على جوانبها، و أسباب الطلاق ، و لا سيما أيضاً نتائجها و آثارها المحتملة على الأسرة ذاتها و على المجتمع بأكمله.
متي يلجأ الزوجين إلى إتخاذ قرار الإنفصال ؟
من المؤكد و بلا أدني أشك أن الزوجين يلجأن إلى هذا الحل في المقام الأول عندما تصبح الحياة و العلاقة بينهما مستحيلة.
فالزواج كما هو نتعارف عليه علاقة بين فردين قائمة على الود و المحبة و الإحترام و التقدير، و في حالة غياب تلك الشروط القائمة، تصبح الحياة الزوجية بلا معنى و بلا هدف، حينها يلجأ الزوجين إلى إتخاذ هذه الخطوة كنوع من أنواع المحاولة لحل هذه المشكلة.
و لكن يا تُرى هل هذا هو الحل الأمثل؟ كما سبق و ذكرنا يتوقف هذا على نوع المشكلة و الخلافات، و إلى أي مدى قد تطورت، و لكن الآن سنحاول من كشف و توضيح بعض أسباب الطلاق التي تجعل الطلاق هو نهاية المطاف.
ما هى أسباب الطلاق ؟
من أسباب الطلاق إنعدام التفاهم والأهتمام بين الزوجين
تتفاوت و تختلف الأسباب التي قد تؤدي لحدوث الإنفصال، فقد يحدث بسبب عدم وجود أي نوع من أنواع التفاهم أو الإهتمامات المشتركة بين الزوجين.
و قد يحدث بسبب عدم وجود الإهتمام أو التقدير من طرف واحد تجاه الآخر أو من قبل الطرفين معاً.
الطلاق بسبب الخيانة الزوجية
أهم أسباب الطلاق يعتبر الخيانة الزوجية و التي تعد أشهر الاسباب حول العالم للطلاق
و قد يحدث الطلاق أيضاً بسبب حدوث نوع من أنواع الخيانة و عدم الوفاء من طرف تجاه الطرف الآخر.
و من الأسباب التي تؤدي لحدوث الإنفصال أيضاً تأصل صفة الشك وعدم الثقة من قبل أحد الزوجين ، تلك الصفة التي تعد كفيلة بأن تدمر و تبيد العلاقة و الود بينهما.
الطلاق بسبب الأهل
يعد تدخل الاهل و تحكماتهم من أهم أسباب الطلاق
و أحياناً نلاحظ وجود حالات طلاق كان الأهالي هم المتسبب الرئيسي فيها، فالبفعل قد يتسبب بعض الأهل في إثارة الحقد و الضغائن بين الزوج و الزوجة.
و على النقيض الآخر نجد أيضا بأن الأهالي نفسهم قد يدفعوا أبنائهم إلى زيجات تكون غير متوافقة تماماً، و لكن هذا يكون بدافع تحقيق مصالح و رغبات شخصية، و أخيراً و ليس أخراً قد تكون الظروف الاقتصادية سبب من أسباب الطلاق، فقد يتخذ الزوج قرار الإنفصال بسبب عدم مقدرته على تحمل مصاريف و أعباء الحياة اليومية.
أسباب اخري من أسباب الطلاق
عندما يصبح الحب سبباً من أسباب الطلاق
و قد يكون أحد أسباب الطلاق بدافع الحب من وجهة نظرالزوجين فهم لا يريدون التسليم بحقيقة أن أبنائهم قد أصبحوا ناضجين و أصبح لكل منه حياته الشخصية الخاصة و المستقلة.
و كما يقال تعددت الأسباب و النتيجة واحدة، فهذا هو الحال ذاته هنا، فيكون نهاية المطاف دخول أسرة جديدة بمنعطف جديد لا يعلم أحد ماذا ستكون عواقبه و نتائجه غير الله سبحانه و تعالى.
تأثير الطلاق علي الأطفال
لكل فرد رد فعل، هذا هو المبدأ المتعارف عليه بيننا، فلذلك من الطبيعي أن تؤثر تلك الخطوة و هذا القرار على متخذيه أولاً، و هذا التأثير ينعكس بدوره على الأطفال، و كذلك على أهاليهم و المحيطين بهم ، و من ثم يؤثر على المجتمع بأكمله.
فقرار الإنفصال من المؤكد ليس بالقرار الهين على الزوج و الزوجة و من الطبيعي أن يوثر على الحالة النفسية لهم بالسلب، فالكل منا يتمني من تكوين أسرة سعيدة، و الكل منا يرغب في أن ينعم بحياة هادئة و مستقلة، و أيضاً الكل منا يكره الفشل ويكره الشعور بالعجز و بعدم القدرة على النجاح في مثل هذا الإختبار.
و بالطبع تأثيرات الطلاق علي الأطفال يكون كبير ومن أكثر ما يسبب للزوجين الشعور بالالآم هم بالطبع أبنائهم، فالجميع يرغب في تأمين حياة هادئة و متزنة لأبنائه.
و من المؤكد أن مثل هذا القرار سيكون له عواقب وخيمة عليهم، فالأبناء قد لا يستطيعون تفهم حقيقة أسباب إتخاذ هذا القرار، لهذا قد يسبب لهم هذا في الشعور بالغضب و عدم القدرة على تقبله.
و قد يؤثر قرار الإنفصال أيضاً على القدرة الإستعابية للطفل و يجعله يتخلف عن بقية زملائه، و بالتالي يؤثر بالسلب على مستواه الدراسي.
و قد يحول قرار الطلاق سلوك الطفل إلي سلوك عدواني و شرس تجاه الآخرين، و ذلك لشعوره بعدم الأمان، و لإعتقاده أيضاً بعدم وجود أي شخص يحبه أو يفضله في هذه الحياة، فالنتيجة المسلم بها إذاً بأن للطلاق أثار نفسية سلبية الأثر على الأبناء قد تؤدي بنا إلى الوصول لعواقب وخيمة في المستقبل.
إذاً لقد ذكرنا تأثير الطلاق علي الأطفال، و لكن السؤال هنا هل يؤثر هذا القرار على المجتمع أيضأ؟
بالطبع و بلا أدني شك نعم، فهذا التفكك الأسري الذي يحدث لابد و أن تكون له آثار ضارة محتملة على المجتمعات، فهولاء الأبناء الذي يعانون من غياب الأب أو الأم أو كلاهما معأ، قد يتولد بداخلهم الحقد و الكراهية.
و قد يرغبون أيضأ في الإنتقام سواء كان من أبويهم، أو حتي من أنفسهم، فيلجأوا إلى طرق الإنحراف و الفساد، و لهذا نرى نجد ارتفاعات كبيرة في انتشار جرائم السرقة و القتل و الإغتصاب.
و كذلك من تأثير الطلاق علي الأطفال ازباد نسب الإدمان حيث يتخذونه كحل سريع و فعال ليتناسوا به همومهم و مشاكلهم.
اقرأ ايضًا: نصائح تربية الأبناء بعد الطلاق
ما الدور الذي يجب أن يمارسه الأبوين مع الأبناء بعد حدوث الطلاق ؟
كما سبق و ذكرنا بمدي تأثير الطلاق علي الأطفال سلبياً، لذلك يجب على الآباء التدخل، و العمل على تهدئة و إرضاء أبنائهم، و ذلك من خلال إظهار المحبة لهم، وكذلك الإهتمام بهم، وأيضاً إشعارهم بالأمان.
و علي الأب و الأم أن يظهروا التقدير و الإحترام المتبادل بينهم أمام الأبناء، وذلك كمحاولة لإقناعهم بإن العلاقات بينهم مازالت يسودها المحبة و الود.
و أيضاً على الآباء بذل الجهود المكثفة لمساعدة الطفل على تخطي و تجاوز تلك الأزمة، و أن يقدموا له الدعم اللازم للتكيف مع التغييرات و التطورات المستجدة.
كما يتوجب عليهم أيضاً أن يراقبوا سلوك الطفل جيداً، و في حالة ظهور أي تغييرات به سواء كانت من الناحية التعليمية أو الناحية الأخلاقية و الاجتماعية، لابد حينها من التدخل الفوري و السريع للعمل على حل تلك المشكلة حتي لا تتفاقم الأمور، و تؤدي بنا في النهاية إلى نتائج نندم عليها بقية العمر المتبقي.
لذلك في النهاية نقول و نكرر، أحسنوا الإختيار من البداية، و راعوا الله في تعاملتكم، و استخدوا العقل و المنطق في حل الأزمات بينكم.
و حاولوا بأن تعملوا جاهدين على تأسيس أسرة صالحة، حتي لا نصل إلى كل هذه العواقب الأليمة في النهاية.