تعد المجاعات من أكثر الكوارث الطبيعية فتكًا بالبشر، و تستمر نتائجها لفترات طويلة من الزمن، و يعد الموت بسبب عدم وجود طعام أكثرًا ألمًا من أي شئ اخر، و ذلك يصيب عدد كبير من الأطفال و كبار السن، و لعل أسوأ المجاعات فى تاريخ البشرية حدثت في عدة قرون متفرقة مثل المجاعة الكبري في أيرلندا و كوريا الشمالية و البنغال وغيرهما.
ولعل أسوأ المجاعات فى تاريخ البشرية ، هما:
- المجاعة الكبرى في أيرلندا ١٨٤٥-١٨٥٣
- المجاعة الفيتنامية عام ١٩٤٥
- المجاعة الكورية الشمالية عام ١٩٤٥
- المجاعة الروسية عام ١٩٢١
- مجاعة البنغال عام ١٩٤٣
- مجاعة البنغال عام ١٧٧٠
- المجاعة السوفيتية ١٩٣٢ -١٩٣٣
- مجاعة تشاليسا
- المجاعة الصينية ١٩٠٧
- المجاعة الصينية الكبرى
ما هى المجاعة ؟
غالبًا تعتبر المجاعة اكبر الكوارث الطبيعية التي من الممكن أن تحدث لدولة، و آثارها تكون منتشرة على مدار واسع، و قد يدوم تأثيرها لشهور إذا لما يكن لسنوات، فى الظروف المعتادة تكون المجاعات ناتجة عن كوارث طبيعية كالأعصار و إنفجار البراكين والتي يمكن أن تؤدى إلى أختفاء قرى ومدن فى بعض الأحيان، أن الموت بسبب قلة الطعام و سوء التغذية عذاب بطئ و مولم جدا، و يصيب فى كل مرة عدد كبير من الأطفال و كبار السن.
يمكن أيضا أن تنشأ المجاعة من سوء الإدارة السياسية و عدم كفاءتها بصورة جيدة أو القسوة و العنف تجاه الآخرين.
ما هي أسوأ المجاعات فى تاريخ البشرية ؟
أسوأ المجاعات فى تاريخ البشرية ، أدت إلي موت وتهجير الملايين من بلادهم، تنتج المجاعات عن كوارث طبيعية كالأعصار و إنفجار الراكين، و تعد من أسوء الكوارث الطبيعية التي تواجه البشر، و لعل أسوأ المجاعات فى تاريخ البشرية ، المجاعة الصينية الكبري و مجاعة البنغال و ايرلندا الكبري و غيرهما كالاتي:
١- مجاعة أيرلندا الكبرى
إنها واحدة من أسوأ المجاعات فى تاريخ البشرية و كانت بسبب مرض البطاطس عام 1854.
و كان إعتماد ٣٣%من الشعب الأيرالندى كان على البطاطس سواء فى الحياة اليومية أو من أجل التجارة، مما أدى إلى ظهور مجاعة في ايرلندا عام 1845 و التي استمرت حتى عام 1953، ثم أمر الحاكم البريطاني فى ذلك الوقت بقمع السكان الكاثوليك، و تركوا عاجزين عن إمتلاك أراضي او حتى تأجيرها او إمتلاك وظيفه و الاحتفاظ بها.
و عندما انتشرت الآفة منعت السفن البريطانية السفن الاخرى من تقديم المساعدات الغذائية لايرلندا، و في هذا الوقت شهدت ايرلندا هروبًا جماعيًا حيث هرب على ما يقارب مليوني شخص، و في نهاية عام 1953 وصل عدد الضحايا إلى واحد و نصف مليون قتيل و 2 مليون مواطن هاجروا إلى دول عديدة، و تقلص عدد سكان ايرلندا بنسبة ٢٥%.
٢- المجاعة الفيتنامية عام ١٩٤٥
كانت فيتنام تعتبر كمحمية تحت الحكم الأستعماري لمعظم الحرب العالمية الثانية، و عندما قررت اليابان التوسع في الهند الصينية تم أخذ فيتنام لليابانيين، و قد ساعدت الحكومة الفرنسية و المتعاونة مع اليابان.
و هنا تحول الغرض من الزراعة من للرزق إلى الزراع، لكى يلبوا أحتياجات الحرب، و أفضل مثال على ذلك هو المطاط.
و أستغل اليابانيون من بقى من مزارع المحاصيل، و إستولت و أخدت بالقوة معظم المحاصيل.
و الذى ساعد مع جفاف فى نفس الوقت و تلاه فيضانات متتالية، تسبب ذلك فى مجاعة جماعية فى معظم شمال فيتنام.
أدت المجاعة إلى موت حوالى ٢ مليون قتيل.
٣- المجاعة الكورية الشمالية
عانت كوريا الشمالية من مجاعة هائلة من عام ١٩٩٤ حتى عام ١٩٩٨ .
و كانت عبارة عن بعض أسباب أدت فى النهاية إلى مجاعة جماعية، منها القيادة الغير صحيحة و المضللة والفيضانات واسعة النطاق حيث فى عام ١٩٩٥ أمطرت سناء كوريا الشمالية الكثير من المياه مما أدى إلى غرق و تدمير 1.5 مليون طن من احتياطات كوريا الشمالية من الحبوب.
و كان السبب الرئيسي فى الأسباب السياسية هو أن كيم يونغ أتبع سياسة (العسكرية والجيش اولا ).
و التي و ضعت أحتياجات الجيش فوق أحتياجات العامة و جعلها ضرورة قصوى، بما فى ذلك الحصص الغذائية.
ثم زادت الأمور سوء الركود الاقتصادي الذى أصاب الأمة المعزولة، و كان سبب رئيسي فى عدم قدرتها على استراد المواد الغذائية هي أنها كانت فى هذا الوقت منعزلة عن العالم الخارجي، و أستمر هذا الحال حتى وصل معدل وفيات الأطفال ٩٣ طفل من أصل ١٠٠٠ طفل، و وصل معدل الوفيات فى النساء الحوامل إلى ٤١من اصل ١٠٠٠ ام.
و على مدار أربعة سنوات توفى ٢.٥ : ٣ مليون قتيل بسبب قلة المواد الغذائية و المجاعة و سوء التغذية.
٤- المجاعة الروسية عام ١٩٢١
كانت بداية القرن العشرين و قتًا صعبًا و غير مستقر على الروس، حيث فقدوا و خسروا مئات الملايين في الحرب العالمية الأولى، و قامت ثروة عنيفة و شديدة عام ١٩١٧، و زاد الأمور سوء أنه قامت حروب أهلية كثيرة خلال الحروب مما جعل روسيا تعانى بشدة ، و دائما ما كان يجبر الجنود البلشفيون الفلاحين على التضحية بطعامهم فى مقابل القليل، و على هذا المنوال توقف العديد من الفلاحين عن زراعة المحاصيل.
و هذا لأنهم لم يستطيعوا أن يأكلوا ما يزرعونه، و قد وصل بهم هذا الطريق الى نقص كبير فى الطعام و البذور.
و هذه كانت مشكلة للفلاحين حيث أنهم اعتادوا على اكل البذور لأنهم لم يكونوا يستطيعوا أكل أي محاصيل يزرعونها.
و في نهاية المطاف وصل عدد القتلى فى عام ١٩٢١الي ٥ مليون روسي.
٥- مجاعة البنغال عام ١٩٤٣
كانت مجاعة البنغال عام ١٩٤٣ تدور حول عاصفة من الأحداث الكارثية، مع إحتدام الحرب العالمية الثانية و نمو الامبريالية.
و خسرت البنغال أكبر شريك تجاري لها فى بورما، و كان تعتمد البنغال على بورما فى إستيراد مع الطعام.
لكن اليابانيين أوقفوا تلك التجارة فى عام 1942.
و هنا تتدخل الطبيعة ليكون لها يد فى المجاعة فضرب البنغال إعصار هائل و ثلاثة موجات منفصلة لتدمر الفيضانات الناتجة عن المد والجزر ما يقارب 3200 ميل مربع من الأراضي الزراعية القابلة للزراعة، و لم تنتهى الكوارث الطبيعية عند هذا الحد بل أيضًا ظهر فطر غير متوقع فدمر 90% من المحاصيل فى طوال فترة ظهوره، و عندما دخل اللاجئون الفارون من اليابانيين من بورما البنغال زادت الحاجة إلى المواد الغذائية بصورة جعلت البنغال عاجزة على يد تلك الاحتياجات، و بحلول ديسمبر 1943 مات ما يقارب 7 مليون شخص من البنغاليين و البروميين من اللاجئين بسبب الجوع و قلة المواد الغذائية.
٦- مجاعة البنغال عام ١٧٧٠
مجاعة أخري فى البنغال، لكن هذه المرة الحدث المروع ثلث سكان البنغال، و كانت البنغال فى هذا الوقت تحت حكم شركة الهند الشرقية و التابعة لبريطانيا العظمى في هذا الوقت.
و كانت الشركة تتجاهل تقارير كثيرة عن الجفاف الشديد و نقص المحاصيل و المواد الغذائية.
و كانت الشركة لا تعطى اهتمامًا بهذا الوضع لا استمرت على تحصيل الضرائب من المنطقة.
و استمرت أيضًا فى زيادة الضرائب على الفلاحين و المزارعون، حيث لم يتمكنوا من زراعة المحاصيل، و اي طعام يمكن شراؤه كام مكلفًا جدًا و لم يستطع إلا الأغنياء على سعر الطعام، أما بالنسبة للبنغاليين الجائعين كانوا لا يستطيعوا شراء أي طعام، و ايضًا أجبرت الشركة الفلاحين على زراعة النيلي و الأفيون لأنها كانت تنظر إلى الربح لأن الأفيون أكثر ربحًا بالنسبة للأرز الرخيص.
و تركوا البنغال فارغة من أي مخزون من الطعام سواء كان الرز او غيره.
و ترك المواطنين دون أدنى احتياطات للمواد الغذائية، و قتلت المجاعة هذه المرة ١٠ ملايين بنغالي.
٧- المجاعة السوفياتية عام ١٩٣٢-١٩٣٣
لم تكن هذه المجاعة معروفة حتى أدت الظروف إلى ظهورها عند إنهيار الاتحاد السوفيتي فى التسعينات، و كان السبب الرئيسي فيها هي سياسة الجماعية التي اثتبعها جوزيف ستالين، و مضمونها و فكرتها هو تحويل مساحات كبيرة من الأراضي إلى مزارع جماعية تتم زراعتها كلها من قبل الفلاحين.
و تم هذا من خلال الاستيلاء على أراضي المزارعين بالقوة، تدمير المحاصيل المزروعة و قتل المواشي الحية.
و أدت التقارير واسعة النطاق عن الفلاحين الذين يخبئون المحاصيل لاستهلاك الفردي و تدمير اي محاصيل مخبأة.
و تسبب تدمير بذور هذه المحاصيل إلى مقتل على ما يقارب ١٠ مليون قتيل.
اقرأ ايضًا: بركان فيزوف
٨- أسوأ المجاعات فى تاريخ البشرية : مجاعة تشاليسا
حدثت مجاعة تشاليسا فى عام ١٧٨٣، حيث عانت من عام جفاف بشكل غير معتاد، و كان السبب الرئيسي فيه هو التحول فى نظام النينيو للطقس الي سقوط أمطار اقل بكثير، حتى ذبلت مساحة كبيرة من المحاصيل، و ماتت و توفيت عدد كبير من الماشية بسبب نقص الغذاء والماء، و وصل عدد القتلى فى هذا العلم ال ١١ مليون قتيل.
٩- أسوأ المجاعات فى تاريخ البشرية : المجاعة الصينية ١٩٠٧
كانت مجاعة الصين لها نصيب الأسد حيث أحتلت المركز الثاني على أنها كانت حدث قصير المدى إلا أنه أودى بحياة أكثر 25 مليون شخص ، و كان سببها الرئيسي هو أنه شرق وسط الصين كان يعانى بموسم من المحاصيل السيئة.
و يرجع سببها الي هبوب عاصفة ضخمة دمرت حوالي ٤٠ الف ميل من المحاصيل الزراعية.
و دمرت 100% من المحاصيل، و كانت هناك أعمال شغب بشكل شبه يومي حيث أنه فى يوم جيد كان يموت 5000 شخص.
لكن لسوء حظ الصينين أنها لن تكون اخر مجاعة.
اقرأ ايضًا: العواصف الترابية ما أسبابها؟ و ما هى عواقبها؟
١٠- أسوأ المجاعات فى تاريخ البشرية : المجاعة الصينية الكبرى
كانت المجاعة الصينية الكبرى ظروفها مثل المجاعة السوفيتية ٢٩٣٣_١٩٣٣ هو أن القادة الشيوعيون الذين حاولوا فرض التغيير على السكان غير الراغبين كقفزة لإمام، و تم حظر امتلاك الأراضي الزراعية الخاصة فى عام 1958، و كان هذا لمحاولة زيادة المحصول زيادة ضخمة، و لكن كان هناك أهمية أخرى و هي انتاج الحديد و الصلب حيث تم الملايين من العمل فى الزراعة و أخذهم قهرًا من بيوتهم للعمل فى المصانع لإنتاج المعادن.
بالإضافة إلى الأخطاء القاتلة فى الزراعة، و عندما حل عليهم فيضانات عان1959 و الجفاف عام 1960.
و انتهت هذه المجاعة عام 1962 لتكون المركز الاول تاريخيًا بحصد روح 43 مليون قتيل.