كورونا المستجد كشف الستار عن أشهر الأوبئة فتكًا بالبشرية التي ظهرت على مدار أعوام كثيرة، فيعيش العالم الأن واحدة من أحلك اللحظات التي مرت على البشرية بسبب فيروس كورونا المستجد أو كوفيد ١٩، الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية في الحادي عشر من مارس وباء عالمي. فقد باتت الحياة شبه متوقفة في جميع أنحاء العالم. و أصبح معظم سكان الكوكب تحت الحجر لحين إشعار أخر. و لكن هل شهد الإنسان على مدار تاريخه أوبئة أخرى فتاكة؟ الإجابة نعم. وهذا ما سنتحدث عنه في مقالنا عن أشهر الأوبئة التي فتكت بالبشرية و سنعرف متي و أين ظهرت و أرقام وفيات التي أحدثتها كلِ منها.
الوباء | عدد الوفيات | متي بدء؟ |
---|---|---|
طاعون جستنيان | ٢٥-٥٠ مليون | ٥٤٢ ميلاديًا |
الطاعون الدبلي | ٢٥ مليون | ١٣٤٧ ميلاديًا |
الجدري | ٢٠ مليون | ١٤٩٢ ميلاديًا |
الكوليرا | ملايين (غير معروف) | ١٨١٧ ميلاديًا |
الإنفلونزا الأسبانية | ٥٠ مليون | ١٩١٨ ميلاديًا |
إنفلونزا هونج كونج | ٥٠٠ ألف إصابة | ١٩٦٨ ميلاديًا |
الإيدز | ٣٢ مليون | ١٩٨١ ميلاديًا |
السارس | ٧٧٤ حالة وفاة | ٢٠٠٣ ميلاديًا |
إنفلونزا الخنازير H1N1 | ١٨،٠٠٠ | ٢٠٠٩ ميلادياً |
الإيبولا | ١٣،٥٠٠ | ٢٠١٤ ميلاديًا |
الكورونا المستجد | – | ٢٠١٩ ميلاديًا |
١- طاعون جستنيان من أشهر الأوبئة فتكًا بالبشرية
كان طاعون جستنيان أو وباء جستنيان هو أول وباء ضخم يسجل في التاريخ عام ٥٤٢ ميلاديَا. وقد أصاب الإمبراطورية البيزنطية التي كان يحكمها الأمبراطور جستنيان ليصبح من أشهر الأوبئة فتكًا بالبشرية.
ومن هنا جاء اسم الوباء الذي أصيب به ولكنه نجا منه. ولم يختفي الوباء إلا في عام ٧٥٠ ميلاديًا. وقد دمر إمبراطوريته من الناحية العسكرية والاقتصادية.
ظهور طاعون جستنيان
نشأ الطاعون في الصين وشمال شرق الهند، وانتقل إلى منطقة البحيرات الكبرى في أفريقيا عبر طرق التجارة البرية والبحرية. كانت وسيلة انتقال الطاعون هي الجرذ الأسود، الذي كان يتواجد على سفن الحبوب والعربات المرسلة إلى القسطنطينية كجزية.
وكانت شمال إفريقيا، في القرن الثامن الميلادي، المصدر الرئيسي للحبوب للإمبراطورية، إلى جانب عدد من السلع المختلفة بما في ذلك الورق والنفط والعاج والعبيد. وكانت تخزن الحبوب في مستودعات شاسعة، مما وفر أرضًا خصبة لتكاثر البراغيث والجرذان، وهو أمر حاسم لانتقال الطاعون.
وببينما من المعروف أن الفئران تأكل أي شيء تقريبًا (بما في ذلك المواد النباتية والحيوانات, إلا أن الحبوب هي وجبتها المفضلة. وهكذا نقلت الجرذان المرض في جميع أنحاء الإمبراطورية.
ويقال أنه أدى إلى وفاة نحو ٢٥-٥٠ مليون شخص، وهو ما يعادل ١٣-٢٦٪ من سكان العالم في وقت تفشي المرض.
كيف انتشر طاعون جستنيان ؟
نظرًا لأن العلوم الطبية كما نعلمها لم تكن موجودة خلال فترة تفشي طاعون جستنيان, كان على الناس أن يتوصلوا إلى أسبابهم الخاصة لحدوثه. فقد كتب المؤرخ اليوناني بروكوبيوس أن العديد من الناس يعتقدون أن المرض ناتج عن روح شريرة أو شيطان.
قيل أن الشيطان إما يظهر للناس في المنام أو يظهر نفسه عندما يستيقظون. ولمنع الشيطان من دخول المنزل، بدأ الناس في قفل أبوابهم، وتوقفوا عن السماح للزوار بدخول منازلهم, وحتى أفراد الأسرة الآخرين. كانت الطريقة الوحيدة التي عرفوا بها لمنع دخول المرض والإصابة به.
أعراض طاعون جستنيان
كان طاعون جستنيان يبدأ بحمى خفيفة فقط. وبعد أيام قليلة، كان الجسم يبدأ في التورم. وتبدأ البثور السوداء المليئة بالقيح في الظهور وهو ما كان علامة أكيدة على إصابة شخص بالطاعون.
عند هذه النقطة، كان الضحايا يدخلون أحيانًا في غيبوبة عميقة ويموتون. ومن لم يكن يموت كان يدخل في حالة من الهذيان والجنون. وغالبًا ما كانوا ينتحرون، وكان كل هذا يحدث في غضون أيام قليلة.
كان يتم التخلص من الجثث عن طريق إلقاءها في البحر. ولم يكن البشر وحدهم هم الذين تأثروا, فقد ماتت الحيوانات من جميع الأنواع، بما في ذلك القطط والكلاب.
كيف أثر طاعون جستنيان على البشرية
دمر الطاعون إمبراطورية جستنيان واقتصادها. وقضى على المزارعين والخبازين، وأصبح الخبز نادر. وتوفي البائعون في الأسواق إما بسبب الطاعون أو بسبب الخوف من الذهاب إلى الأماكن الخارجية.
ومع وفاة العديد من الأشخاص كل يوم، توقفت التجارة تمامًا. كان الناس يتضورون جوعًا، وأولئك الذين ربما تمكنوا من اجتياز الطاعون لم يكن لديهم طعام لمساعدتهم على التغلب على المرض. لقد كانت حلقة مفرغة من المعاناة والموت.
ولم يمنع هذا نظام جستنيان من المطالبة بنفس المستوى من الضرائب من السكان. لأنه كان يريد استرداد القوة السابقة للإمبراطورية الرومانية بعد أن أثر الوباء على قوتها العسكرية، واستمر الإمبراطور في شن حروب ضد القوط في إيطاليا و الوندال في قرطاج خشية تفكك إمبراطوريته.
٢- الموت الأسود أو الطاعون الدبلي من أشهر الأوبئة فتكًا بالبشرية
بين عامي ١٣٤٧ و ١٣٥١، انتشر الطاعون الدبلي في جميع أنحاء أوروبا، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من ٢٥ مليون شخص. واستغرق تعداد السكان الأوروبيين أكثر من ٢٠٠ عام حتى يعودوا إلى مستواهم قبل عام ١٣٤٧. ومن المرجح أنه قتل أعدادًا أكبر في آسيا، وخاصة الصين، حيث يعتقد أنها مكان نشأته.
جاء مصطلح الموت الأسود عام ١٨٣٢ من الطبيب الألماني يوستوس هيكر في كتابه الموت الأسود في القرن الرابع عشر. وكان لهذا الكتاب صدى كبير، خاصة أنه صدر خلال وباء الكوليرا.
وترجم الكتاب إلى الإنجليزية في عام ١٨٣٣. ومنذ ذلك الحين استخدمت عبارة الموت الأسود, وخاصة في المناطق الناطقة بالألمانية والإنجليزية، إشارةً إلى وباء الطاعون في القرن الرابع عشر.
نشأة الطاعون الدبلي
نشأ في آسيا الوسطى وانتقل إلى شبه جزيرة القرم عن طريق المحاربين والتجار المغول. ثم دخل أوروبا عبر إيطاليا، عن طريق الفئران التي كانت توجد على سفن تجارية جنوية تبحر من البحر الأسود.
كان عدد القتلى مرتفعًا جدًا لدرجة أنه كان له عواقب وخيمة على مجتمع العصور الوسطى الأوروبية ككل، مع نقص المزارعين مما أدى إلى مطالب بإنهاء العبودية
أعراض الطاعون الدبلي
- ألم في المعدة
- إسهال.
- قيء وغثيان.
- حمى وقشعريرة.
- ضعف شديد.
- نزيف (قد لا يتمكن الدم من التجلط)
- تحول لون الجلد إلى الأسود (الغرغرينا)
آثار الطاعون الدبلي
كانت هناك مشاكل عملية يجب مواجهتها. فمع عدم وجود عدد كاف من العمال لتلبية الاحتياجات، ارتفعت الرواتب والأسعار. ومثلت ضرورة الزراعة لإطعام الناس تحديًا خطيرًا، وكذلك انخفض الطلب على السلع المصنعة نظرًا لوجود عدد أقل بكثير من الناس لشرائها.
كان لهذا الوباء أثر أيضًا على القوانين والحياة الاجتماعية حيث سُمح لهؤلاء النساء اللواتي فقدن أزواجهن بالاحتفاظ بأرضه لفترة معينة حتى يتزوجن مرة أخرى, على عكس ما كان من قبل.
في حين أن أيا من هذه التغييرات الاجتماعية لا يمكن ربطها مباشرة بالموت الأسود نفسه، لأن بعضها كان جارًا بالفعل حتى قبل وصول الطاعون، فإن موجة الصدمة التي تسبب بها الموت الأسود للمجتمع الأوروبي كانت بالتأكيد عاملًا مؤثرًا في ذلك.
٣- الجدري من أشهر الأوبئة فتكًا بالبشرية
أدخل الأوروبيون عددًا من الأمراض الجديدة عندما وصلوا لأول مرة إلى الأمريكتين في عام ١٤٩٢. وأحد هذه الأمراض كان الجدري، وهو مرض معدي كان يقتل حوالي ٣٠ ٪ من المصابين.
و خلال هذه الفترة، أودى الجدري بحياة ما يقرب من ٢٠ مليون شخص، أي حوالي ٩٠ ٪ من السكان، في الأمريكتين. وساعد الوباء الأوروبيين على استعمار وتطوير المناطق التي تم إخلاؤها، مما أدى إلى تغيير تاريخ الأمريكتين والاقتصاد العالمي إلى الأبد.
٤- الكوليرا من أشهر الأوبئة فتكًا بالبشرية
بدأت أول جائحة للكوليرا في جيسور، الهند، وانتشرت عبر معظم المنطقة ثم إلى المناطق المجاورة. وكانت هذه هي أول سبع أوبئة للكوليرا التي قتلت ملايين البشر.
عرف طبيب بريطاني يدعى جون سنو بعض الأشياء حول كيفية منعه من الانتشار في عام ١٨٥٤.
وصفت منظمة الصحة العالمية الكوليرا بأنها “الوباء المنسي” وقالت إن تفشيه السابع الذي بدأ في عام ١٩٦١ لا يزال مستمرا حتى يومنا هذا.
بحسب ما ورد تصيب الكوليرا ١،٣ مليون إلى ٤ ملايين شخص كل عام، وتتراوح الوفيات السنوية بين ٢١٠٠٠ و ١٤٣٠٠٠.
وبما أن الكوليرا ناتجة عن تناول الطعام أو المياه الملوثة ببكتيريا معينة، فإنها تضر بأغلبية ساحقة من البلدان التي تعاني من التفاوت الشديد في الثروة ونقص التنمية الاجتماعية.
تستمر الكوليرا في تغيير العالم بإيذاء الأجزاء الأقل قدرة على الدفاع عن نفسها، في حين أن الدول الأكثر ثراءً بالكاد تقلق بشأنها
٥- الإنفلونزا الأسبانية من أشهر الأوبئة فتكًا بالبشرية
كانت الإنفلونزا الإسبانية، المعروفة أيضًا باسم جائحة إنفلونزا عام ١٩١٨، تفشيًا لفيروس H1N1 الذي أصاب حوالي ٥٠٠ مليون شخص، أو ثلث سكان العالم، في أوائل القرن الحادي والعشرين.
كان الوباء مسؤولاً عن قتل أكثر من ٥٠ مليون شخص على مستوى العالم.
في وقت تفشي المرض، كانت الحرب العالمية الأولى على وشك الانتهاء، ولم يكن لدى سلطات الصحة العامة أي بروتوكولات رسمية للتعامل مع الأوبئة الفيروسية، مما ساهم في تدهور الأمر.
وكان لتنقل الجنود من مكان لأخر وتجمعهم في السكنات العسكرية بالغ الأثر في سرعة تفشي الوباء.
الفئة العمرية المتأثرة بالإنفلونزا الأسبانية
على عكس ما هو معروف عن مثل هذه الأوبئة, كما هو الحال مع فيروس كورونا, وهو أن الأشخاص الأكثر عرضة للخطر هم كبار السن, فإن الغالبية العظمى من الضحايا كانوا من اليافعين الأصحاء.
فقد كان له القدرة على إحداث مضاعفات مميتة في من أعمارهم أقل من ٤٥ سنة. فالإحصائيات تشير إلى أن ٩٩٪ من الوفيات كانت في أشخاص أعمارهم أقل من ٦٥ سنة، وأكثر من نصف الوفيات كانت في المجموعة العمرية ما بين ٢٠-٤٠ سنة.
كان السبب الرئيسي للوفاة هو الاختناق نتيجة نزيف رئوي أو التهاب رئوي ثانوي. ويرى البعض أن سبب مناعه كبار السن ضد الإنفلونزا الأسبانية يعود لتعرضهم للإنفلونزا الروسية عام ١٨٨٩ مما أكسبهم مناعة جزئية ضد الفيروس.
كان هناك رأي أخر يقول أن الفيروس كان يستحث الاستجابة المناعية المفرطة وهي ما يطلق عليها متلازمة إفراز السيتوكين أي الإفراز السريع والمتلاحق لكميات هائلة من الخلايا المناعية والجزيئات التي تنظم الاستجابة المناعية والتي تسمى بالسيتوكينات.
وبينما تساعدنا الاستجابة المناعية الفعالة في مكافحة العدوى، فإن الإفراز المفرط للخلايا المناعية النشطة في الجسم، قد يؤدي إلى حدوث التهابات حادة وتجمع السوائل في الرئتين، مما يزيد احتمالات الإصابة بعدوى بكتيرية ثانوية، مثل الالتهاب الرئوي الثانوي.
سبب تسمية الإنفلونزا الأسبانية ونشأتها
رصد المرض لأول مرة في مقاطعة هاسكل بكنساس بأمريكا في يناير ١٩١٨. وكان عند السعال أو العطس ينتشر أكثر من نصف مليون جسيم فيروسي إلى المجاروين.
أما سبب تسميته بالإنفلوزنا الاسبانية هو أن أسبانيا لم تشارك في الحرب ولم تفرض رقابة على الصحف على عكس الدول الأخرى، فكانت أكثر الدول نشرًا لأخباره فظن خطأ أنها مصدره.
حصد الوباء حوالي ٥٪ من مجموع سكان الهند آنذاك وقد قدر الرقم بنحو ١٧ مليون شخص، وفي اليابان أحصيت أكثر من ٢٣ ميلون حالة إصابة نتج عنها حوالي ٣٩٠ ألف حالة وفاة.
أصيب حوالي ٢٨٪ من السكان في الولايات المتحدة بالمرض و حصد أرواح ما بين ٥٠٠ و ٦٧٥ ألف شخص، وفي بريطانيا رصدت أكثر من ٢٥٠ ألف ضحية وفي فرنسا بلغ العدد ٤٠٠ ألف. وسقط في كندا حوالي ٥٠ ألف مريض.
الإنفلونزا الأسبانية من أشهر الأوبئة فتكًا بالبشرية
يقال أن الفيروسات ليس من مصلحتها قتل الجسم المضيف لها لأن هذا سيقلل من فرص انتقاله لشخص أخر. لهذا تتطورت معظم الفيروسات مع الوقت لتصبح أقل تأثيرا على المصاب. ولكن في عام ١٩١٨، لم يكن فيروس الإنفلونزا قد اكتسب هذه الخصائص بعد.
والحال نفسه ينطبق على الفيروس المسبب لوباء ١٩٦٨، المسمى بإنفلونزا هونغ كونغ، فهذا الفيروس المهجن كان يحمل جينات فيروسات عديدة موجودة بالفعل، وكانت الفيروسات الأصلية قد تكيفت وأصبحت أقل شراسة من السلالات السابقة.
وكذلك وباء الإنفلونزا الذي تفشى عام ٢٠٠٩، فكان سببه فيروس إنفلونزا الخنازير، ولأن الخنازير بطبيعة الحال أقرب إلى البشر على الأقل مقارنة بالطيور، فإن هذا الفيروس الذي يصيب الخنازير عادة ما يتطور ليصبح أقل شراسة من الفيروسات السابقة.
٦- إنفلونزا هونج كونج
بعد مرور خمسين عامًا على الإصابة بالإنفلونزا الإسبانية، انتشر فيروس إنفلونزا آخر H3N2 حول العالم. وقدر عدد القتلى على مستوى العالم بحوالي مليون شخص، منهم ١٠٠ ألف في الولايات المتحدة.
عام ١٩٦٨ ثالث تفشي للإنفلونزا يحدث في القرن العشرين، فالاثنتان الأخريتان هما الإنفلونزا الإسبانية عام ١٩١٨ و وباء الإنفلونزا الآسيوي عام ١٩٥٧.
يعتقد أن الفيروس المسؤول عن الإنفلونزا الآسيوية تطور وعاد إلى الظهور بعد ١٠ سنوات فيما يسمى إنفلونزا هونج كونج مما أدى إلى جائحة H3N2. ومع ذلك، استمر القرن الحادي والعشرون في رؤية تفشي الإنفلونزا
على الرغم من أن فيروس H3N2 لم يكن مميتًا مثل تفشي إنفلونزا عام ١٩١٨ ، إلا أنه كان معديًا بشكل استثنائي، حيث أصيب ٥٠٠ ألف شخص في غضون أسبوعين من أول حالة تم الإبلاغ عنها، في هونغ كونغ. ساعد الوباء المجتمع الصحي العالمي على فهم الدور الحيوي للتطعيمات في منع تفشي المرض في المستقبل.
٧- الإيدز
تم الإبلاغ عن أول حالات معروفة لفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز في عام ١٩٨١ ولكن المرض لا يزال يصيب الناس ويقتلهم اليوم. منذ عام ١٩٨١، أصيب ٧٥ مليون شخص بفيروس نقص المناعة البشرية و توفي حوالي ٣٢ مليون شخص نتيجة لذلك.
باعتباره مرضًا ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي ولا يوجد علاج له، فإن فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز هو وباء مستمر لا يزال يؤثر على ملايين الأشخاص كل عام. وعلى الرغم من عدم وجود علاج له.
هل يوجد علاج لمرض نقص المناعة البشرية
يمكن لأدوية العلاج بمضادات الفيروسات السيطرة على فيروس نقص المناعة البشرية وإبطاء تقدمه بشكل كبير، مما يسمح للشخص المصاب بالعيش حياة طويلة
صنع نجم كرة السلة ماجيك جونسون التاريخ عندما تقاعد من الدوري الأميركي للمحترفين في عام 1991، ليصبح أبرز المشاهير الذين تم الإعلان عن تشخيصهم بفيروس نقص المناعة البشرية في ذلك الوقت.
لا يزال التأثير السلبي لفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز على الاقتصاد العالمي قيد الدراسة، لا سيما في أفريقيا ، القارة التي لديها أكبر نسبة من حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز.
من أوائل الأفلام التي تناولت فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز كان فيلم “فيلادلفيا” الحائز على جائزة الأوسكار والذي عُرض عام 1993.
٨- السارس
السارس، أو متلازمة الجهاز التنفسي الحادة، هو مرض يسببه أحد الفيروسات التاجية السبعة التي يمكن أن تصيب البشر. في عام ٢٠٠٣ .
أصبح تفشي المرض الذي نشأ في مقاطعة قوانغدونغ الصينية جائحة عالمية حيث انتشر بسرعة إلى ما مجموعه ٢٦ دولة، وأصاب أكثر من ٨٠٠٠ شخص بقليل و قتل ٧٧٤ منهم.
كانت عواقب جائحة السارس لعام ٢٠٠٣ محدودة إلى حد كبير بسبب الاستجابة المكثفة للصحة العامة من قبل السلطات العالمية، بما في ذلك عزل المناطق المتضررة وعزل الأفراد المصابين.
اكتشف العلماء الذين يدرسون الفيروس التاجي الجديد لعام ٢٠١٩ أن تركيبه الجيني مطابق بنسبة ٨٦.٩٪ لفيروس السارس، ويقارن المسؤولون الآن الاثنين لمعرفة ما إذا كان بإمكان الحكومات تكرار أي من إجراءات الاحتواء التي تمت في عام ٢٠٠٣.
زاد تفشي السارس من الوعي بمنع انتقال الأمراض الفيروسية، خاصة في هونغ كونغ، حيث تم تطهير الأسطح العامة بانتظام منذ ذلك الحين وأصبحت أقنعة الوجه مشهدا شائعا.
٩- إنفلونزا الخنازير H1N1
ظهر شكل جديد من فيروس الإنفلونزا في عام ٢٠٠٩، وقد اكتشف أولا في المكسيك في أبريل من ذات العام، قبل أن ينتشر في العديد من دول العالم, بينما أعلنت منظمة الصحة العالمية في العام ٢٠١٠ عن وفاة ١٨ ألف شخص جراء الوباء.
يطلق عليها “إنفلونزا الخنازير” لأنه يبدو أنه ينتقل من الخنازير إلى البشر، اختلف فيروس H1N1 عن تفشي الإنفلونزا المعتاد في أن ٨٠ ٪ من الوفيات المرتبطة بالفيروس كانت تحدث في الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن ٦٥ عامًا.
أظهر فيروس H1N1 مدى سرعة انتشار الوباء الفيروسي في القرن الحادي والعشرين، مشيرًا إلى أنه ستكون هناك حاجة إلى استعدادات إضافية لكي يستجيب المجتمع العالمي بشكل أسرع في المستقبل.
١٠- الإيبولا من أشهر الأوبئة فتكًا بالبشرية
كان فيروس الإيبولا، الذي سمي باسم نهر قريب من مكان تفشيه الأول، محدودًا في نطاقه مقارنة بمعظم الأوبئة الحديثة ولكنه كان مميت بشكل لا يصدق.
بدأ في قرية صغيرة في غينيا في عام ٢٠١٤ و انتشر إلى حفنة من البلدان المجاورة في غرب أفريقيا. وقد قتل ١١،٣٢٥ من أصل ٢٨،٦٠٠ مصاب، وكانت معظم الحالات متركزة في غينيا وليبيريا وسيراليون.
عاد الوباء ليضرب مجدد في العام ٢٠١٨، وهذه المرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث فقد أكثر من ٢٢٠٠ شخص حياتهم، من بين حوالي ٣٣٠٠ إصابة تم تأكيدها.
فيروس الكورونا أو كوفيد ١٩
كشف الانتشار المستمر للفيروس التاجي الجديد أو كورونا المستجد، الذي يسبب مرضًا يعرف باسم COVID-19، عن نقاط ضعف في استجابة المجتمع العالمي لتفشي الفيروسات. حتى ١٨ مارس عام ٢٠٢٠.
تجاوزت حالات كورونا المستجد في جميع أنحاء العالم ٢٠٠،٠٠٠ مع أكثر من ٨٠٠٠ حالة وفاة، و الغالبية العظمى من الحالات في الصين. وفي 11 مارس، وصفت منظمة الصحة العالمية تفشي المرض بأنه جائحة.
تشير التقديرات إلى أن الفيروس التاجي كورونا المستجد سينتشر إلى حد كبير في جميع أنحاء العالم ويمكن أن يصيب في النهاية ٤٠ ٪ إلى ٧٠ ٪ من سكان العالم. وتقدر دراسة أجرتها الجامعة الوطنية الأسترالية أن الفيروس التاجي سيتسبب في ملايين الوفيات.
في مراحله الأولى، كشفت الجائحة عن نقاط ضعف في استعداد العالم الحديث وقدرته على احتواء انتقال فيروس شبيه بالإنفلونزا، كما كان الحال قبل عقد تقريبًا خلال تفشي إنفلونزا الخنازير.
وكان أول تفش لفيروس كورونا المستجد في سوق هوانان للمأكولات البحرية في ووهان بمقاطعة هوبي في الصين، قبل أن ينتقل إلى بانكوك في تايلاند وطوكيو في اليابان وسول في كوريا الجنوبية . ثم في مدن بكين وشنغهاي وغوانغدونغ في البر الصيني، وهونغ كونغ وماكاو، وإيفرت، وفيتنام، وسنغافورة.
تضمنت الأعراض الموثقة حدوث حمى في ٩٠ في المئة من الحالات، وضعف عام وسعال جاف في ٨٠ في المئة، وضيق في النفس في ٢٠ في المئة، مع ضائقة تنفسية في ١٥ في المئة من حالات كورونا المستجد.
بهذا نكون قد أنتهينا من أشهر الأوبئة فتكًا بالبشرية و عدد الوفيات و متي بدء الوباء بالإنتشار، حفظكم الله جميعًا