اثناء مراحل الدراسه التي قد اجتزتها كنت حين استلم الجدول اليومي الموزع به الحصص ” جدول الحصص ” كنت ابحث دائما عن حصة الرسم ، كنت احيانا اجدها يومين فقط بالاسبوع وربما مره واحده كحصتين ممزوجتين ، ولكنها كانت موجوده وكنت انتظرها واستعد لها وكأنها الحصه الوحيده التي اقضيها بسعاده وحاله من الرضا التام ، حتي وصلت الي مرحلة التعليم الثانوي وبدأت تقل تدريجييا ، اما الان كنت اسال احد الاطفال في العائله ، ماذا ترسم في حصة الرسم ؟ ، كنوع من المزاح لاني اعلم مدي السعاده في هذه الحصه بالاخص ،
فرد الطفل علي : ” مبناخدش حصص رسم ، يعني ايه حصة الرسم ؟؟!! ” ، سؤالي جعله يتعجب ولكني انا من اصبت بالذهول ، كيف لا يعرف الطفل هذه الحصه وهذا يعني انه لم يري يوما معلم او معلمه رسم ، فسألت سؤال اخر ، هل هي غير مكتوبه بالجدول ؟ ،
فرد : ” لا هي مكتوبه ، بس احنا ساعات بناخدها math (رياضيات ) او science ( علوم ) او العاب ” ، فاستغربت اكثر ، كيف للطفل صغير السن ان يتحمل هذه الجديه في حصص يومه ، ونادرا ما يعطوه حصه تفتح افاق ذهنه وتحسن استيعابه لتفاصيل الحياه والالوان ، كيف يحرم المسئولون عن تربية الجيل الجديد من هذه الحصه ، لا زلت اذكر كيف كانت معلمة الرسم تعلمنا الرسم من خلال خطوط بسيطه وتتحول كراسة كل منا الي لوحات بريئه ، ولا زلت اذكر مسابقات الرسم التي كانت تعلن في المدرسه كلها ،
اذا كنا نغلق اعين صغارنا عن امساك قلم وتقليد الطبيعه و التعبير عن حبهم لما حولهم او التعبير عن احتفال او مناسبه ما ، كيف ستراها عينه ويشعر بها ، من فوائد الرسم انه يجعل الطفل يبحث اكثر واكثر في تفاصيل ما يراه ، حتي ينقله بخطوط بسيطه علي الورق ، ليس عندي ادني شك ان هذا سبب من اسباب انحطاط مجتمعنا وتحوله الي مجموعة صور قبيحه ، نحن نقتل الاحساس لدي صغارنا ونقتل تقديرهم للجمال وهذا رد فعل طبيعي لما فعلناه ، ان يتحول الطفل منذ الصغر لكاره لكل جمال ذو افاق ضيقه لا يبحث في تفاصيل الامور ، فيبدأ بنقل كل قبح يراه الي سلوكه دون ان يدري ، ومنه الي ردود افعاله ووجهات نظره للمجتمع والحريات وغيرها .