اختفت الموسيقي مع مستمعيها من شوارعنا للاسف ، وهذه احدي السمات الموجوده حاليا في مجتمعنا ، عدم سماع الموسيقي الحقيقيه ، في زمن ما قد مضي وانتهي ، كانت مصر هي أم الموسيقي كانت المقاهي و النوادي الليليه بدلا من ان تشاهد البرامج السياسيه و ماتشات المصارعه ، تفتح مقطوعات لاغاني الطرب الاصيل و موسيقي التسعينات وكل من في المقهي يجلس مستمعا لها ومنصت جيد ومتأثر بتموجات الموسيقي ، ودار الأوبرا المصريه كان يوميا تقام به حفلات الموسيقي العالميه ، وكانت الطبقه الغنية تواظب علي الذهاب للأوبرا في زيهم الرسمي ، وتباع هذه السمفونيات علي اسطوانات جرامافون يسعي كل فرد ان يكون جزء من اثاث منزله ،
و الدليل الاكبر علي وجود الموسيقي كركن اساسي في حياة المصريين حينها حفلات ام كلثوم ، التي دام عقدها لسنوات وكانت الحفله لا تقل عن اربعة ساعات والجمهور جالس امام كوكب الشرق يستمع الي الغناء والعزف خلفها ، وبعدها بفتره حفلات عبد الحليم حافظ و ورده الجزائريه و نجاة وغيرهم ……..
لا اتحدث عن مجرد الاستماع الي الموسيقي العابر بل الجلوس للتأمل في الحان المعزوفه و تركها تنساب مع الوجدان الخاص بالمستمع ، ومجتمعنا فقد هذه السمه ، اكثر الدراسات اثبتت ان المجتمع فاقد الاذن الموسيقيه هو اكثر المجتمعات فوضي و تضحية بالسلوك والمقومات الاساسيه له ،
فقدنا الحس الموسيقي في حين ان معظم الدول تبدا بالاستعانه بالموسيقي لتطوير المجتمعات ، في اليابان مثلا الشوارع اصبحت مزوده باجهزه صوت عالية الجوده ، حتي يستمع الناس في الشوارع والعمل الي الموسيقي ، وان لم تكن معزوفات فتقوم الحكومه بتشغيل اصوات من الطبيعه ، كنوع من انواع التحكم في هدوء السلوك والتحضر وتحفيز الوعي و تحفيو العقل علي التأمل والاختراع والمحافظه علي نظام الحياه بتركيز تام ،
الموسيقي ليست من المحرمات لانها تجعل الانسان يتأمل في ملكوت الخالق الذي وهبنا هذه الاصوات ، فأحد العلماء العوام ذات مره ذكر حين سئل ، ان الموسيقي اذا اتخذت سبيلا لعشق الله ستكون شئ في غاية السمو ، فأوصي احد الحاضرين بفتح مقطوعة ما وكلما سمع لحن ما اعجبه يذكر إسم الله اعجابا بخلقه ،
اذن فقد حرمنا مجتمعنا من الموسيقي التي تشكل الروح ، فنتيجة ذلك هي سلوكيات المجتمع وفقدانه لهويته تدريجيا وانحطاطه لموسيقي ” التوك توك ” التي تهدم ثقافة المجتمع .