منا لا يحب الطعام؟، من منا لا يشعر بالسعادة و هو يتناول طعامه المفضل؟، فمما لا شك فيه أن الطعام هو نعمة من نعم الله و لذة من ملذات الحياة، فإنه مثل الساحر الذي في مقدرته أن يتحكم في حالتك النفسية و مزاجك اليومي، و لكن هل يمكننا أن نتناول كل ما نريد دون أي حساب أو مقدار؟، بالطبع لا، إذاً ما الذي يجب عليه تناوله؟ و لماذا؟، و هل هناك أنواع لابد أن نتجنبها؟، كل هذه التساؤلات عن إختيار الأغذية الصحية سنسعى جاهدين لتقديم إجابات مًرضية لها في هذه المقالة بإذن الله تعالى.
ما هو المعنى المقصود بكلمة غذاء أو طعام صحي؟
في البداية نود أن نوضح بأن كلمة الغذاء أو الطعام الصحي تعني الطعام الذي يشمل على عناصر مفيدة لجسد الإنسان، و أيضاً الأطعمة الصحية هي تلك التي لا تحتوي على أى نوع من المواد كيميائية والمواد الحافظة و كذلك الألوان و النكهات الصناعية.
فالأطعمة الصحية من المؤكد أنها بلا شك تلعب دوراً بارزاً في سلامة بناء و تكوين الجسم بشكل عام، فتناول الطعام الصحي و إختيار الأغذية الصحية هو أكبر عامل في سلامة الأعضاء الداخلية التي تؤدي إلى سلامة الجسم بأكمله، و هذا بالتالي يؤدي إلى تعزيز الأداء و العمل في العديد من الوظائف المختلفة من الحياة.
و لكن السؤال هنا أين نستطيع أن نجد تلك الأطعمة؟ و ما هي مكوناتها؟ هذا الذي سنحاول توضيحة الآن.
مما يتكون الطعام الصحي؟ وكيفية إختيار الأغذية الصحية
يجب أن يكون إختيار الأغذية الصحية بحيث يكون الغذاء متوازنًا على قدر كبير، فالإلتزام بالأنظمة الغدائية الصحية لا يعني بالضرورة الشعور بالحرمان، بل يعني الإلتزام بالقدر المطلوب الذي يحتاجه الجسم.
سواء كان من كربوهيدرات أو سكريات أو فيتامينات أو أملاح و معادن و غيرها من العناصر الغذائية الأساسية، فلقد وهبنا الله سبحانه و تعالى العديد من الأطعمة المختلفة التي تحقق تلك المعادلة الصعبة من إمداد الجسم بما يحتاجه، و في الوقت ذاته تتمتع بمذاق شهي و لذيذ، و منها على سبيل المثال الخضروات و الفواكه بمختلف أنواعها و أشكالها.
و أيضاً من الكنوز الثمينة التي نغفل للأسف عن قيمتها “الماء” ، تلك النعمة التي منحنا الله إياها، و التي تمد الإنسان بالعديد من الفوائد سواء من : تحسين وظائف الجهاز الهضمي، و تخليص الجسم من السموم، هذا بالإضافة إلى وقايته من العديد من أنواع السرطانات المختلفة.
وهذا فضلاً عن دورها في الجانب الجمالي من تحسين البشرة و العمل على نضارتها و حيويتها، و كذلك الحفاظ على شبابها و رونقها.
و على الرغم من تلك الفوائد المذكورة إلا أن البعض منا قد يغفل عن شرب الماء طوال يومه، أو قد يتذكرها فقط عند تناول الطعام، بل و امتدت الكارثة الكبرى لقيام البعض بإستبدالها ببعض الأنواع من المياه الغازية، تلك السموم التي تدخل جسد الإنسان و تعمل على تدميره ببطء.
إختيار الأغذية الصحية في مواجهة الوجبات السريعة، ترى أيهما سينتصر؟
من البديهي أنك إذ رأيت هذا العنوان سيدور في ذهنك تساؤل سريع ” هل يوجد مقارنة من الإساس ، الطعام الصحي مقابل الوجبات الجاهزة؟”
سوف أخبركم و بكل أسف “نعم”، ففي الأونة الأخيرة أصبحت الوجبات السريعة هي سمة العصر، و أصبح الكل يلجأ إليها و يتهافت عليها، سواء كان لطريقة عرضها المغرية، أو كحل سريع و فوري تلجأ إليه بعض ربات البيوت التي لا يتوفر لديها متسع من الوقت لتحضير و طهي الوجبات المنزلية.
و خاصة في حالة ما إذا كانت الأم إمراة عاملة، فتلك الوجبات السريعة تشكل أيضاً المنقذ السريع للأفراد الذي يقضون معظم أوقاتهم خارج المنزل سواء للدراسة ، أو للعمل أو حتى للترفيه و الترويح عن الذات.
فكل تلك العوامل السابق ذكرها خلقت هذه النوع من المقارنة الغير عادلة، و المثير للجدل أن معظم الأفراد يملكون القدر الكافي من الوعي الذي يجعلهم يدركون خطورة تلك الوجبات السريعة، و ما تسببه من مشاكل صحية و أمراض متعددة، و لعلها تقوم أيضاً بدور المساهم الأكبر في تفشي مرض السمنة الذي أصبح مثل الوحش الذي يواجه كافة المجتمعات، و يهدد أمنها و سلامها.
لذا لو حاول البعض بذل مزيد من الجهد للتخلص من تلك العادة السيئة المسماة ” بالوجبات السريعة”، لاستطاعوا من الحفاظ على صحتهم و سلامتهم، و لاستطاعوا أيضأً من تمكين الطعام الصحي في الإنتصار ضد هذا العدو اللدود.
كيف نستطيع إستبدال الوجبات السريعة بالطعام الصحي و المفيد؟
كما نرى الآن أنه قد أصبح متوفر لدينا بعض الأساليب و الطرق البديلة التي تمكننا من أن نقلع تدريجياً عن إدمان تلك الوجبات السريعة.
فالبعض كان يتحجج في البداية بعدم إماكنية توافر الأكل الصحي بشكل مستمر خارج المنزل، فلذلك فهو يلجأ لمثل تلك الحلول السريعة.
و لكن الأن أصبح متاح للأفراد بعض الوجبات السريعة ذات القيمة الغذائية العالية كالعصائر الطبيعية، أو منتجات الشوفان، أو المكسرات، و كذلك الفواكه و الخضروات، كل تلك الوجبات السابقة ممن الممكن أن يتم تجهيزها ووضعها في العلبة المخصصة بالطعام “اللانش بوكس”، و من ثم التحرك و التنقل بها في أي مكان.
ما هى فوائد تناول الأطعمة الصحية؟
- فقدان الوزن و التمتع بجسد رشيق و مثالى، نظراً لما يتمتع به هذا النوع من الطعام بالسعرارات الحرارية القليلة.
- التقليل من إماكنية الإصابة بالتعرض للأمراض الخطيرة كارتفاع ضغط الدم، و السكري، و أمراض القلب و غيرها.
- التقليل من معدلات السمنة التي باتت منتشرة بشكل مبالغ فيه في معظم المجتمعات.
- تحسين حالة الجهاز الهضمي و الأمعاء، و التقليل من فرص الإصابة بأمراض القولون و سوء الهضم.
- تحسين الحالة المزاجية العامة للأفراد.
ما هى النصائح التي ينبغي علينا إتباعها لكي نحظى بنمط حياة صحي و سليم؟
- تناول قدر كافي من الفواكه و الخضروات، للحصول على ما بهما من فوائد متعددة.
- شرب و تناول قدر كافي من الماء خلال اليوم.
- الإبتعاد تمام البعد عند المشروبات الغازية، و محاولة إستبدالها بالعصائر الطبيعية.
- تناول كميات مناسبة من اللحوم، و مراعاة عدم الإفراط في تناولها تجنباً للإصابة بالأمراض، و الإبتعاد تماماًعن اللحوم المصنعة.
- الحرص على ممارسة التمارين و الأشنطة الرياضية يومياً، و تخصيص وقت معين و ثابت لها على مدار اليوم.
- التقليل من السُمين الأبيضين (الملح، و السكر) لما بهما من أضرار بالغة، و محاولة إستبدال السكر الأبيض بعسل النحل الطبيعي.
و بهذا نكون حاولنا قدر المستطاع توضيح و لو جزء بسيط عن كيفية اختيار الأطعمة الصحية المناسبة، و ذلك لكى نحظى بحياة سليمة و متزنة، نتمكن من خلالها من تحقيق كل ما نريد دون وجود أي عوائق أو صعوبات، ففي النهاية لابد أن يدرك كل فرد أن جسده هذا هو نعمة من نعم خالقه، التي منحنا إياها للتمتع بها و الحفاظ عليها، لا للتقصير و الإهمال بها، لذا فعلى الجميع أن يُحكم عقله و يختار الأنسب و الأمثل له.
