يعتبر الوقت من أهم الكنوز التي لا يقوم العديد منا بالأستفادة منه، بل يضيع الوقت دائما بدون أي فائدة، و في هذا المقال سنتحدث عن إستغلال الوقت و كيفية تحقيق أقصي إستفادة مممكنة منه.
هل تريد أن تستفيد من هذا الكنز؟ هل تريد أن تصبح من أغنى الناس؟ هل تعرف بأنك تمتلك هذا الكنز بالفعل و أنت لا تدرك قيمته؟
فإن الكنز ليس بالضرورة أن يكون أموال أو أملاك أو ذهب أو ياقوت أو غيرها، فإن الكنز الحقيقي هو الذي أحسنت استغلاله لأستطعت تحقيق كل ما تريد، هو الذي يمكنك من أن تصبح إنسان ذو قيمة، هو الذي يجعل الناس تنظر إليك نظرة احترام و تقدير، تُرى ما هذا الكنز الغامض؟
إذاً دعني أخبرك بحقيقة هذا السر الصغير، إن هذا الكنز هو الذي تستغله أنت الآن أثناء قراءتك لهذه المقالة، وذلك لكي تقوم بتثفيف ذاتك وإثراء معلوماتك، إنه “الوقت“، لهذا دعونا نتطرق و نتوغل لمعرفة هذا الكنز الثمين و معرفتة أهميته.
تعريف كنز الوقت
إن الوقت حقا هو شيء رائع، حيث يمكن تعريفه على نحو ُمرضٍ على أنه ليس له بداية ولا نهاية، حيث يولد كل شيء في الوقت المناسب، و ينمو في الوقت المناسب ثم يتحلل و يموت أيضاً في الوقت المناسب، فالوقت يعطي فرصة واحدة فقط و على المرء بذل كل جهد وذكاء لاستغلالها الاستغلال الأفضل.
ما هي قيمة و أهمية الوقت ؟
هناك قول مأثور يقول “الوقت كالمد والجزر لا ينتظر شيء”، هذا القول صحيح مائة بالمائة، فإن الوقت لا ينتظر أي شيء، إنه يأتي ويذهب، فالمال لا يمكنه شرائه، و لا شيء على الأرض يمكن أن يُخضعه أو يقهره.
فالوصف الأكثر دقة للوقت هو بأنه ثمين، فقيمته لا يمكن فهمها وقوته لا تقدر بثمن، كما أن إمكاناته و قدراته شيء لا يمكننا حسابه، فالدقيقة كافية للفوز و النصر، و الثانية كافية لتجعلك أغنى رجل في العالم، و يمكن لجزء من الثانية أن يحدث فرقًا بين الحياة و الموت.
فكل لحظة تجلب معها الآلاف من الفرص الذهبية، و كل دقيقة عبارة عن متجر “فرص”، لذلك، يجب ألا نسمح لمثل هذا الوقت الثمين بالهروب، فإذا فعلنا ذلك فإننا نسمح لتلك الفرص الذهبية بالهروب منا أيضاً، و مع مرور الحياة أعتقد بأنه قد حان الوقت لأن ندرك بأنه إذا مر أي شيء في الحياة فإنه لن يعود أبداً.
فبمجرد عبور الوقت إلى عتبة “الماضي” فإنه لن يعود مرة أخرى إلى “الحاضر”، فأولئك الذين أدركوا هذه الحقيقة الأساسية للحياة لن يسمحوا أبدًا للوقت بالزوال دون استخدام.
و لاستغلال الوقت بشكل مثمر يجب أن نتخذ خطوات ملموسة بشأن كيفية استخدامنا له و ما الذي سنفعله به، و ذلك للوصول إلى نتائج مرضية.
كيف نقوم بإهدار الوقت و عدم إستغلال الوقت في أشياء غير مجدية؟
إذ نظرنا و تأملنا قليلاً، سوف نجد بأن معظم أوقاتنا تضيع هباءاً ودون أي جدوى.
فعلى سبيل المثال و على ذكر أبسط الأشياء التي نفعلها يومياً و بشكل متكرر، هي تلك الهواتف المحمولة التي لا تفارق أيدينا طوال اليوم.
و يا ليتنا نستغلها في فعل أشياء نافعة و مجدية، و لكن للأسف فنحن نقضي بالساعات على مواقع التواصل الإجتماعي التي أصبحت في زيادة مستمرة و في تطور سريع.
فعلى مدى فترات متقاربة أصبح يظهر لنا تطبيق جديد، و يلتف حوله الأفراد حتى يظهر تطبيق آخر و هكذا، و لكن لكى نكون على الحياد فإننا لا ندين تلك المواقع بل ندين طريقة إستخدامنا لها.
فمواقع التواصل الإجتماعي هذه لها مميزات و فوائد متعددة لا حصر لها من إتاحة التواصل مع الآخرين و اكتساب المعلومات و الخبرات و غيرها.
فكل شيء يكون له فائدة إذا أحسنا و أجدنا استخدامه و استغلاله على النحو الصحيح.
و من الأشياء التي يهدر فيها الكثير وقته أيضاً هو النوم، فالأنسان الطبيعى البالغ يحتاج حوالي من 8 إلى 10 ساعات كمعدل طبيعي للنوم خلال اليوم.
و لكن للأسف لا يتبع معظم الناس هذه الأرقام الموضحة، بل أن البعض يتستطيع أن ينام ضعف عدد هذه الساعات المذكورة دون أن يقوم بأي عمل مجدي.
و يجب أن ينام الشخص عدد محدد من الساعات دون التقليل من ساعات النوم لما له من أضرار علي الصحة.
و أيضاً من الأشياء الشائعة في مجتمعنا للأسف هي ثقافة عدم احترام المواعيد أو الإلتزام بها،.
سواء كان بين الأصدقاء أو في المدارس و الجامعات، أو حتى فى مواعيد العمل، و ذلك لعد وجود وعي بأهمية و قيمة عنصر الوقت، فالمعظم لا يشعر بتلك الأهمية إلا عندما يُوضع في أزمة أو موقف حرج.
حينها يدرك قيمة كل ساعة و كل دقيقة، بل و قيمة كل ثانية أيضاً.
إستغلال الوقت و تحقيق الإستفادة القصوى منه
يقول الناس إن الوقت هو المال، لكن في حقيقة الأمر أنه أغلى من المال، فالأموال المفقودة يمكننا استردادها، و لكننا لا نستطيع استرداد الوقت الضائع بكل تأكيد.
لذلك ينبغي علينا أن لا نضيع دقيقة واحدة، فيجب استخدام كل ثانية بشكل صحيح و ذات مغزى.
و يجب أن يتم تخطيط وتنظيم كل المهام و الأعمال الخاصة بنا من مدرسة أو جامعة أو عمل، و كذلك تنظيم ساعات النوم و الراحة و الإستجمام و الترويح عن الذات.
حتى ذلك الوقت الذي نتعبره وقت فراغ يجب أن يستخدم بحكمة، فينبغي أن يستخدم في السعي لتحقيق هوايات صحية و هامة على سبيل المثال: نقرأ الكتب، نتعلم الموسيقى، نلعب مع الأطفال، نزرع حديقة، فلابد نتعلم أن نفعل شيئًا جديدًا و مفيدًا، وكذلك لابد من تخصيص وقت لممارسة التمارن الرياضية نظراً لما لها من أهمية كبيرة في تحسن سلامة الفرد الصحية و النفسية.
كما يجب ألا نؤجل عمل الأشياء الجيدة و المهمة إلى الغد، و لا ينبغي لنا أن نكون خاملين، فالمتعة لا تكون متعة حقيقية إلا بعد العمل الشاق المثمر.
أي إذا نظرنا إلى خلاصة كيفية الإستفادة من الوقت، نجد أن أفضل حل هو وضع جدول زمني يتم فيه التخطيط لكل ما سيتم فعله خلال اليوم و نحاول أن نلتزم به قدر الإمكان.
فهؤلاء الأفراد الذين يخططون مسبقاً نادراً ما يتعرضوا للفشل، فإنهم يكونوا قادرين على بدء عملهم في الوقت المحدد و يمكنهم أيضاً إكماله في الوقت المناسب.
فأولئك الذين يخططون لمعيشتهم و أنشطتهم نادراً ما يواجهون وجع القلب و التوترات الذهنية و المخاوف، حيث أن التخطيط و التنفيذ السليم يجلب النجاح دائماً.
لذلك، إذا كنا نريد أن ننجح في الحياة فيجب علينا أن نحدد ما سنفعله بالدقائق و الساعات و الأيام و الشهور و السنوات الموجودة تحت تصرفنا
فهذه هي الخطوة الأولى للنجاح، و ثانياً يجب عدم تأجيل العمل حيث أن هذا التأجيل قد يجعلنا لا نفعل أي شيء مما نرجو على الإطلاق، فالماضي لا نملك منه شيئاً و لا نستطيع تغييره.
و لكن الحاضر يوجد بين أيدينا و نستطيع التحكم به و السيطرة عليه، فالتأجيل و الكسل هما الحبال التي تخنق الوقت وتجعله يلفظ أنفاسه الأخيرة، لذا وجب الإبتعاد عنهما.
إذاً في النهاية يمكننا القول بأن عليك الإجتهاد و المثابرة و تعلم كيفية حسن إستغلال الوقت المتاح لديك، و بكل تأكيد بعدها سوف تستطيع الوصول إلى كل ما تطمح و تريد بإذن الله تعالى.