ابن الأثير هو عز الدين ابي الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم بن الأثير الجزري الملقب ب ابن الأثيـر الجزري أو عز الدين بن الأثير من أكبر مؤرخي الدولة الإسلامية صاحب كتاب الكامل في التاريخ وهو من أعظم و أهم الكتب التاريخية
و الذي يؤرخ ويرصد فيه ابن الأثير أحداث الحروب الصليبية وخروج التتار لغزو العالم وفترة حكم صلاح الدين الأيوبي التي عاش فيها ابن الأثيـر وغيره من الشخصيات التاريخية الهامة ك نور الدين محمود وجانكيس خان
وغيرهم من الشخصيات التي كان لها تأثير في الأحداث التاريخية الهامة.
المولد والنشأة
ولد ابن الأثيـرعام 555هـ في جزيرة مسماة جزيرة ابن عمر وهي جزيرة تقع في جنوب شرق
الأناضول في تركيا ، ثم انتقل مع أسرته إلى الموصل التي ارتبط بها أسمه فيقال :عز الدين أبي
الحسن الجزري الموصلي.
إهتم والده بتعليمه فحفظ القرآن وتعلم أصول الكتابة والقراءة و أهتم بعلم الحديث على يد بعض
شيوخ الموصل وارتحل للتعلم في بغداد والشام.
علمه ومؤلفاته
كما ذكرنا أن ابن الأثير قد تنقل بين البلدان لتلقي العلوم المختلفة على أيدي علماء وشيوخ كبار فقد
درس ابن الأثير الحديث ، والمنطق ، الفقه،الأصول، القراءات والتاريخ ، لكنه تعمق وتميز في
دراسة الحديث والتاريخ .
فصار عالما في الحديث و حافظا للتواريخ و خبيرا بأنساب العرب و أخبارهم وتاريخهم خاصة تاريخ الصحابة.
مما زاع صيته وشهرته في الحديث والتاريخ وإن غلب علم التاريخ فهو يعرف ك مؤرخ
مؤلفات ابن الأثير
وكما ذكرنا أن ابن الأثير قد برع في التاريخ فكان ابن الكثير من أكبر المؤرخين المسلمين
فقد توفرت له المعلومات التاريخية التي كان يسطرها في كتبه من خلال صلته الوثيقة بحكام الموصل
وكثرة ترحالة إلى بلدان مختلفة سواء لطلب العلم أو في مهمة سياية من قبل حكام الموصل، هذا و
بالإضافة لمصاحبته صلاح الدين في غزواته كما أنه عاصر أحداث تاريخية مهمة مثل حروب
التتار والحروب الصليبية، كل هذا جعله يرصد ويدون كل ما شاهده و عاصره من قلب الأحداث
مع كثرة قراءته واطلاعه على الكثير من الكتب جمع ابن الأثير كل هذه العلومات في أربعة مؤلفات
من أهم كتب التاريخ التي جعلت من ابن الأثير أبرز المؤرخين المسلمين بعد الطبري و هذه الكتب:
الكامل في التاريخ: كتاب في التاريخ العام يبدأ فيه ابن الأثيـر ببدأ الخلق وينتهي فيه بأحداث 628هـ
فهو يعالج تاريخ العالم القديم و التاريخ الإسلامي منذ ظهور الإسلام حتى عصره كما أنه تناول
أخبار الغرب و هذا ما جعل كتابه كتاب في التاريخ العام .
التاريخ الباهر في الدولة الأتابكية: كتاب في تاريخ الدول، ويختص بالدولة الأتابكية أو الزنكية
ويضع فيه ابن الأثيـر صورة عن الفرنجة وعلاقتهم بالمسلمين أثناء احتلالهم العديد من المناطق الإسلامية.
أسد الغابة في معرفة الصحابة:كتاب في تراجم الصحابة وقد أحتوى الكتاب على ترجمة 7565
صحابيا وصحابية أعتمد فيه على عدة كتب أبرزها( معرفة الصحابة _لأبي نعيم ،الإستيعاب في
معرفة الصحاب_ لابن عبد البر، ومعرفة الأصحاب لابن منده)
اللباب في تهذيب الأنساب: وهو في الأنساب.
وفاة ابن الأثير
لقد كان ابن الأثير كثير الترحال في طلب العلم لكنه في فترة ما في حياته عاد الى الموصل و استقر
فيها بعدما ترك المناصب الحكومية التي كانت تعطى له ، وعاش حياة كريمة في الموصل بعدما
جمع ثروة كبيرة من المال وانشغل بكتابة التاريخ والتأليف وكانت داره ملتقى للطلاب وللزائرين
حتى توفي عام 630 هـ في الموصل.