تميزت كتابات الأديب المصري العظيم توفيق الحكيم، بوجود المرجعية الدينية والتي يربطها بأمثلة، ودلائل إيمانية قوية. ونحن بصدد الكشف عن أبرز هذه الأدلة، وكذا اكتشاف العديد مما جاد به الحكيم في مؤلفه ” الأحاديث الأربعة في رؤية توفيق الحكيم “، وما تضمنه الكتيب من تفاصيل أخرى خاصة بعلاقة المسلم بربه.
مقدمة عن الأحاديث الأربعة في رؤية توفيق الحكيم
يستهل الكاتب مؤلفه بمقدمة بسيطة، يشرح فيها لغته الخاصة في مناجاة الله عز وجل.وأن في حديثه عن الأحاديث الأربعة ما يسرد به أساساً دينياً قويماً، يثبت في ظل جميع التغيرات التي تتعلق بالزمان أو المكان أو العقليات .
هذا بالإضافة لحديثه عن الفارق بين علماء الدين وعلماء الفكر المعاصر، وكذا توجيهه لأهمية الحفاظ على ماعاش لسنوات طوال من عصر الإسلام الأول.
كما ويضيف الكاتب هدفاً أخيراً يتمثل في التأكيد على أن الإسلام هو دين لكل العصور، والأزمان.
الحديث الأول
بعد مقدمة بسيطة اعترف فيها الكاتب بفضل الله عليه، ولجوئه إليه في الأيام الأخيرة من عمره، وبعد صبر على وفاة ابنه في الثلاثين من عمره، يبدأ الكاتب في الحديث الأول والذي يتبع الآية القرآنية ” ولا يكتمون الله حديثاً”.
يبدأ الحكيم في مناجاة اعتمد فيها ألفاظاً بسيطة، وقريبة من القلب، هذا بالإضافة إلى دعمها بالحديث الشريف، وآية من الذكر الكريم دليل حي على وجود الله ووحدانيته.
ثم يعقد الكاتب مقارنة بين جميع العلوم، وبين ما تم ذكره من آيات العلم بالقرآن الكريم.
كما ويتحدث أيضاً عن معجزة الإيجاز في القرآن الكريم، ويتناول أيضاً الحديث عن آيات الآخرة ويوم الحساب.
وينهي الكاتب الحديث الأول بأن الدين هو سبب استقامة الإنسان، وأول أسباب بقائه.
الحديث الثاني
وهنا نكتشف أن نفس الآية القرآنية يبدأ بها الحكيم كل فصل من الأحاديث الأربعة.
ويبدأ الكاتب هنا في الحديث عن أسباب نزول الرسالات السماوية: التوراة، والإنجيل و الإسلام.
كما ويتحدث عن العقل، والإدراك الذاتي، وطريق الأنبياء في البحث، والإيمان بوحدانية الله عز وجل ، ودور العقل في ذلك.
ويؤكد الكاتب على أن الإيمان بالرسالات السماوية لا يُجزأ، فلابد أن يتم التعرف على الأديان الأخرى حتى تكتمل قناعات الإنسان بدينه، وحتى يؤمن بوجود الأديان الأخرى.
ويستكمل الحكيم مناجاته، بألمه على فقدان ابنه، وكيف زاده الأمر إيماناً، كما أنه بالعقل عرف الله.
ثم يبدأ في الحديث عن مرحلة الشك التي يتعرض لها الإنسان، لتكون البداية إلى الإقرار بوحدانية الله.
الحديث الثالث
يتحدث الكاتب في هذا الفصل، عن قيام الحضارات وقت نزول اليهودية والمسيحية، وكيف أن الإسلام قد أنزل على بيئة معينة، ووسط قوم معينين.
تتكرر مناجات المؤلف، وسط حديث مؤلم عن الفقد، كما ويتحدث أيضاً عن كيفية أن الإنسان مخلوق ضعيف أمام عظمة الله.
ويضيف الحكيم عن تصوره لكيفية الدعوة للإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، ويتحدث عن تعليق الإمام الغزالي في هذا الشأن.
كذلك كيفية تطلع الإنسان إلى معاني الجنة، من جمال، وحب.
الحديث الرابع
وهنا يبدأ الكاتب رحلة أخيرة في المناجاة، تتحدث عن مفاهيم الوجود، والخلق، وكيف أن الله بيده هذه الأمور كلها.
يستعرض الكاتب أيضاً قصة انضمامه لفريق التمثيل، وكيفية تعلقه بتلاوة القرآن الكريم، وكذا أهم الأسماء التي أضافت كثيراً لحياته.
وتناول قضية الحرية في عصره، وقضايا الأدب والشعر، والتاريخ الفكري لمصر، هذا بالإضافة للحديث عن اللغة العربية وأثرها المحمود.
ويتناول الحكيم بعض من النقاط التي تتعلق بالوطنية، وعلاقة الأمر ببعض الشخصيات التي ظهرت على صعيد حياته.
أنا مسلم.. لماذا؟
يشتمل النصف الثاني من كتاب الأحاديث الأربعة في رؤية توفيق الحكيم ، محاولة الإجابة على هذا السؤال الهام، في ظل رؤيا لجميع العلماء،وذكر لآيات قرآنية وأحاديث شريفة.
ويتلو هذا الجزء الخاتمة اللطيفة التي أنهى بها الحكيم” الأحاديث الأربعة”والتي يدعو فيها أن يكون حب الله هو السبيل لطاعته، وتحكيم العقل في السير بطريق الهداية.