لقد مرت ستة أشهر على انتشار جائحة كورونا في جميع أنحاء العالم، و ما زال يكتشف الأطباء و الباحثون المزيد عن الفيروس التاجي الجديد طوال الوقت، و من بين أكبر اكتشافاتهم أنه بالرغم من أن كورونا يبدو أنه فيروس تنفسي في المقام الأول، إلا أنه يمكن أن يؤثر على مجموعة أخرى من أنظمة الجسم، و الأعراض العصبية للكورونا متعددة.
حيث أظهرت الأبحاث أن العديد من مرضى كورونا قد أصيبوا بتأثيرات نفسية و عصبية على جهازهم العصبي.
حيث أن فيروس كورونا إلى جانب الأضرار التنفسية على الرئتين، يمكن أن يسبب أضراراً نفسية و اضطرابات في الجهاز العصبي و المخ.
و تشير الدراسات أن فيروس كورونا يمكن أن يسبب تورماً في المخ و جلطات دموية و مشاكل صحية أخرى طويلة المدى.
و بعضها قد يستمر لمدة أسابيع أو حتى شهور حتى بعد التعافي من فيروس كورونا.
و سوف نتحدث في هذا المقال عن أهم أعراض فيروس كورونا التاجي التي يمكن أن تؤثر على جهازك العصبي ( الأعراض العصبية للكورونا )
الأعراض العصبية للكورونا متعددة، فيمكن أن تصاب باضطراب “ضباب الدماغ” أو قد تعاني من صعوبة في التركيز و أن تصاب بالهلوسة و ايضًا من الأعراض العصبية للكورونا قد تعاني من فقدان الذاكرة على المدى القصير و الشعور بضيق في التنفس.
١- يمكن أن تصاب باضطراب “ضباب الدماغ”
أفادت دراسة حديثة أن بعض مرضى فيروس كورونا التاجي معرضون للأصابة باضطراب “ضباب الدماغ”، حيث يشعرون بأن المرض يضعهم في حالة عقلية ضبابية.
قال أحد المرضى يصف حالته: “تشعر بتشويش ذهني و كأن عقلك يغرق في الضباب”.
و يمكن أن يكون ذلك بسبب التأثيرات العصبية لفيروس كورونا، بالإضافة إلى القلق و العزلة المصاحبة لفترة ما قبل التعافي.
اقرأ ايضًا: أطعمة لتقوية المناعة ضد كورونا و كيفية العلاج
٢- قد تعاني من صعوبة في التركيز
هذا عرض آخر وجده الباحثون شائعاً بين الأشخاص الذين أصيبوا بمرض كورونا.
و قد كتبت الباحثة سارة مانافيس في مجلة The New Statesman:
يحاول الناس في جميع أنحاء العالم التغلب على واحدة من المشاكل العالمية التي أحدثها هذا الوباء، و هي “ضعف التركيز”، و لكن يبدو شبه مستحيل الاستمرار في التركيز بأي شيء.
و ذلك لأنه عندما يواجه العقل تهديد جسدي فوري، يتم إغلاق قشرة الدماغ الأمامية الأكثر تعقيداً للسماح للأجزاء الأكثر بدائية بالتركيز على مجرد البقاء.
و لكن حتى إذا لم تكن مصاباً، فقد تواجه مشكلة في التركيز هذه الأيام، فالبحث عبر الإنترنت عن “كيفية التركيز” قد ازداد بشكل كبير منذ جائحة كورونا.
٣- يمكن أن تصاب بالهلوسة
وجدت دراسة أن الأعراض العصبية مثل الهلوسة كانت موجودة في ٤٠ بالمائة من مرضى فيروس كورونا في “ووهان” بالصين.
٤- يمكن أن تتعرض للهذيان
بعض مرضى الكورونا، يتم وضعهم على أجهزة تنفس صناعي للمساعدة في التنفس و يتم أيضاً إعطاؤهم مسكنات قوية كجزء من هذه العملية.
يمكن أن تؤدي هذه التركيبة إلى ظاهرة تسمى “هذيان ما بعد وحدة العناية المركزة”.
و التي يعتقد بعض الباحثين أنها ناتجة عن نقص الأكسجين في الدماغ و تراكم ثاني أكسيد الكربون في الجسم.
و أيضاً قد يكون الذهان ناتج عن تأثير بعض الأدوية المخدرة و المسكنات كأثر جانبي لها.
اقرأ ايضًا: مرض فيروس كورونا و الكمامات و أشهر الإشاعات حول الفيروس
٥- قد تعاني من فقدان الذاكرة على المدى القصير
حيث أثبتت الأبحاث الجديدة أن لفيروس كورونا تأثير مؤقت على ذاكرة الشخص المصاب.
و قد يرجع ذلك إلى قلة نسبة الأكسجين في الدم و انسداد الأوردة و تجلط الدم.
قال أحد المصابين بكورونا البالغ من العمر 28 عاماً أن “مؤخرًا ذاكرتي أصبحت سيئة حقًا”.
و قال أحد المتعافين من فيروس كورونا:
“لفترة من الوقت، لم أكن أستطيع التفكير و تذكر الكلمات أو حتى المصطلحات الأساسية”
و قال آخر:
“لقد أمضيت أسابيع دون التحدث إلى أي شخص لأن ذلك كان يحتاج مني كثيراً من الجهد لأتذكر من هم”
٦- قد تشعر بأحاسيس اهتزازية غريبة
إن الإحساس بالوخز أو الاهتزاز عند لمس الأسطح، قد تم الإبلاغ عنه من قبل بعض المصابين بكورونا.
و يمكن أن يكون ذلك بسبب تأثير المرض على الدماغ و الجهاز العصبي.
٧- قد تظهر لديك مشاكل في الجهاز العصبي الودي
يمكن أن يكون تأثير المرض على الجهاز العصبي أكثر حدة، فقد يعاني بعض المرضى من مشاكل في الجهاز العصبي الودي.
و هو الجهاز الذي يتحكم في العمليات اللاواعية مثل ضربات القلب و التنفس، و يعد ضيق التنفس من أكثر الأعراض الشائعة.
و لكن يمكن أن يسبب فيروس كورونا أيضاً مشاكل في القلب مثل عدم انتظام ضربات القلب أو أن تكون ضربات القلب إما بطيئة جداً أو سريعة جداً.
اقرأ ايضًا: العزل المنزلي : كيف يعزل مريض الكورونا نفسه منزلياً ؟
٨- الأعراض العصبية للكورونا : قد تشعر بضيق في التنفس
يشعر بعض مرضى كورونا بضيق في التنفس حتى عندما يكون مستوى الأكسجين لديهم طبيعياً.
بل قد يعانوا أيضاً من ما يشبه النوبات القلبية على الرغم من أن قراءات تخطيط القلب و الأشعة السينية على الصدر سليمة.
و قد قال الباحثون أنه من المحتمل أن تكون هذه الأعراض، أعراض نفسية جسدية أو استجابة مناعية للفيروس.
٩-الأعراض العصبية للكورونا : قد تشعر بنشاط غير عادي في الأحلام أثناء النوم
من الآثار الجانبية المثيرة للاهتمام لوباء الفيروس التاجي، عدد الأشخاص الذين لاحظوا نشاطاً غير عادي بأحلامهم خلال أزمة الفيروس التاجي.
وأشارت دراسة أجرتها شركة YouGov بأمريكا، أجريت قبل بضعة أسابيع، إلى أن ثلث الأشخاص المصابين بالفيروس يحلمون أكثر من قبل.
حيث يسبب وباء كورونا الكثير من الأحلام النشطة الحيوية بشكل غير معتاد.
و اشارت الدراسة أن بعض الناس لديهم أحلام مزعجة و مقلقة، و آخرون لديهم أحلام أكثر بهجة.
و قد يرجع ذلك إلى أن الدماغ تقوم بمعالجة العواطف الشديدة أثناء النوم من خلال الأحلام.
فيقول البعض أن الأحلام تعمل كآلية دفاع لصحتنا العقلية، من خلال منحنا فرصة مواجهة مخاوفنا و التدرب على أحداث الحياة الواقعية المجهدة.
فإذا كنت تلاحظ أحلاماً كثيرة بشأن ماضيك أو طفولتك، فقد يكون التفسير أن دماغك تدفعك إلى العودة للعثور على ذكريات قديمة للهروب من الواقع.
لذلك قد يكون لهذا الوباء العالمي و القيود المرتبطة به تأثيرات على أحلامنا.
١٠- الأعراض العصبية للكورونا : الكثير من المصابين يعانون من الأرق
قد يعانى معظم المصابين بفيروس كورونا من الأرق الشديد و القلق و صعوبة الاستغراق في النوم.
و يرجع ذلك إلى خوف الأشخاص المصابون من فقدان الوعي أثناء النوم.
قالت احدى المتعافات من الفيروس : “كنت خائفة للغاية لأنني اعتقدت أنني لن أستيقظ”.
و قال مصاب آخر البالغ من العمر 28 عاماً: “كنت على قناعة تامة بأنني سأموت في نومي”.
و أيضاً قد يعاني بعض المرضى من الأرق لأسباب أخرى، مثل الألم، و للأسف يمكن أن يؤدي ذلك لنتائج عكسية، لأن النوم الجيد ضروري لنظام المناعة الصحي.
١١- الأعراض العصبية للكورونا : قد تشعر بالاكتئاب و الاضطراب
يمكن أن تتسبب تجربة التعافي من مرض مميت محتمل مثل كورونا في حدوث مشاكل عاطفية مثل القلق والاكتئاب و اضطراب ما بعد الصدمة.
و كل هذه الاضطرابات قد تحتاج إلى علاج و تأهيل نفسي لفترة طويلة حتى بعد التعافي من المرض.
و ختاماً و بعد أن استعرضنا الآثار المحتملة لفيروس كورونا على الدماغ و الجهاز العصبي، ما زالت الأبحاث مستمرة حول هذا الفيروس المستجد و تأثيراته المختلفة.
المصادر:
https://www.eatthis.com/coronavirus-symptoms-mind/
اقرأ ايضًَا: كيف أنقذ مشروعي الجديد من الفشل بعد تداعيات أزمة كورونا ؟
