عملية الجماع تتسبب في ثقل وكسل شديد للجسم والغسل يعيد النشاط والحيوية للجسم ويجعل الجسم يستعيد قوته ، وكذلك فمن المعلوم أن المني يخرج من الجسم كله ، وأظهرت الدراسات أن خروج المني يتسبب في حدوث فتور وارتخاء في الأعصاب وكذلك حدوث توسع في الاوعية الدموية وهذا يؤدي إلى ضعف كبير في عضلات الجسم والنشاط عموماً ، وعملية الغسل تعمل على ايقاظ وتحريك الشبكات العصبية التي تؤثر على الجهاز العصبي وتخرجه من حالة التراخي والخمول ليستعيد قوته .
كذلك أثبتت الدراسات أن أثناء عملية الجماع يفرز الجسم نوع من العرق لا يفرز إلا في هذه الحالة ، وهذا العرق يكون عالي في نسبة السموم ، وإذا ظل على الجسم فترة فقد يعاد امتصاصه مما يسبب ضرراً بالغاً في الجسم ، وعملية الإغتسال بعد كل جماع كفيلة بالتخلص من هذه السموم وتطهير الجلد
والمدعو للتأمل أيضاً أن الغسل يساعد على تقنين عمليه الجماع ، والإفراط فيها ، وكما هو معلوم أن فرط الجماع يضعف البدن وينهك قواه ويسبب مخاطر في المستقبل ، والغسل يساعد على الإعتدال في هذه العملية للحفاظ على القدرة الجنسية لفترة أطول من العمر ، فقد ثبت علمياً أن ما يسربه المرء من حيويته في كل جماع يقدر بحوالي نصف لتر من الدم .
وفي العموم نجد أن غالبية الإرشادات الصحية العامة تدعو إلى الاغتسال بالماء بعد أي مجهود عضلي مثل ممارسة الرياضة والتمارين الشاقة وما إلى ذلك ، لأن ماء الغسل يعمل على إزالة أي أثر سيء للجهد العضلي ، بل يعيد النشاط ويخفف من المتاعب ، وبما أن الجماع هو أيضاً جهد عضلي كبير فإن مثل هذه التوصيات أولى بالنسبة للجماع .
والجدير بالذكر أن هناك اكتشاف طبي جديد أن أحد أسباب آلام الظهر الشائعة سببه تأخير غسل الجنابة إلى ما بعد الاستيقاظ من النوم أو حتى عدم الوضوء بعد الجماع في حالة تأخير الغسل ، والتفسير العلمي هو أن سائل المح في الفقرات يحتاج بإستمرار إلى تدفق الدم فيه و إذا حدث الجماع وخرج المني ” يخرج من بين الصلب والترائب ” فإن سائل المح يكون معرض للجفاف ، و وإذا تعرض للجفاف فقد يتآكل ، مما يؤثر على الغضاريف المحيطة بالمح و التي تضغط على الفقرات الظهرية بصورة مستمرة مما يؤدي إلى آلام شديدة في الظهر ، وأظهرت الدراسة أن ماء الغسل أو الوضوء يعمل على تنشيط الدورة الدموية و يدفع إلى تدفق الدماء إلى سائل المح .