علي الرغم من أن مصطلح الإنهيار العصبي لا يعد مصطلحاً رسمياً من الناحية الطبية إلا أنه يعد مفهوماً شاملاً لكثير من الأعراض العقلية و البدنية و خاصة عندما يكون السبب غير معروف، فكما نعلم أن بعض الناس قد يمرون بالمواقف التي تسبب الضغط و التوتر في مختلف مراحل حياتهم و التي قد تؤدي بهم إلي بعض المشكلات ألا و أخطرها الإنهيار العصبي و الذى يجعلهم يتوقفون عن الأداء الطبيعي لهم، لذلك علينا أن نتفهم ماهو الإنهيار العصبي؟ وما علاماته ؟ حتي نستطيع مساعدتهم.
ما هو الإنهيار العصبي ؟
يعد الإنهيار العصبي أو الضائقة النفسية أزمة صحية نفسية لا ينبغي الإستخفاف بها، فهي تحدث عندما لا يستطيع الفرد تحمل الضغوط أو العمل بشكل طبيعي، و قد عرفه بعض الأطباء قبل الستينيات علي أنه(نقطة محنة شديدة تؤثر علي العمل أو الوفاء بالمسؤليات اليومية بالإضافة إلي قدر من القلق والإكتئاب الناجم عن الإجهاد والذي قد يؤدي إلي الذهان التام أو الإنفصال عن الواقع.
حقائق سريعة حول الإنهيار العصبي
- تختلف أعراض الإنهيار العصبي من شخص لأخر.
- لا يوجد شئ يسمي بالإنهيار العصبي من الناحية الطبية.
- يعتمد علاج الإنهيار العصبي علي السبب.
ما هي أعراض الإنهيار العصبي ؟
هناك بعض الأعراض التي ترتبط بفترة الإنهيار العصبي و التي قد تتراوح من خفيفة إلي حادة حسب إختلاف الأشخاص، فقد تدفع بعض الناس إلي الإنتحار أو إدمان المخدرات و ذلك لتغير حالتهم العاطفية و هي كالتالي :
- الإكتئاب.
- القلق.
- عدم الإهتمام بالأنشطة.
- الدافع المنخفض.
- تقلب المزاج.
- مشاعر المرض الجسدي.
- صعوبة النوم.
- القلق و نوبات الهلع.
- صعوبة في التركيز أو تذكر أحداث اليوم.
- الإنسحاب الإجتماعي.
- البكاء أو الإنفعال المستمر.
- الشعور بالعجز و اليأس و قلة إحترام الذات.
- الأسلوب الخاطئ للأكل أو النظافة و يكون غالباً بسبب النسيان أو عدم التحفيز.
- الأوجاع أو الألام العامة الغير مبررة.
- الإسهال و الإمساك و الصداع النصفي.
- عدم القدرة علي التمتع أو تحقيق الأشياء المسببة للسعادة.
- عدم الإهتمام بالجنس و تغيرات الدورة الشهرية.
- الحركة البطيئة أو الكلام البطئ أكثر من المعتاد.
- كوابيس شديدة.
- ظهور أعرض القتال أو الهروب دون وجود أى نوع من التهديد أو الخطر مثل تسارع ضربات القلب، جفاف الفم و العرق الغزير.
- سوء التغذية و فقدان الوزن أو زيادة الوزن غير الصحية.
- عدم القدرة علي أداء الوظائف المدرسية أو العمل.
- المشاكل المتعلقة بالنوم مثل القلق أو فرط النوم.
- الإنسحاب و العزلة الإجتماعية.
- التفكير في الإنتحار أو إيذاء النفس.
اقرأ ايضًا: التوتر العصبي
الاسترخاء وتقبل الأمور المستجدة للصوم عن العصبية والتوتر
أسباب الإنهيار العصبي :
بالرغم من أن الصحية العقلية الأساسية عاملاً هاماً إلا أن ضغوط الحياة تؤثر بشكل ملحوظ وهي:
- الحزن الشديد.
- البقاء في علاقة سيئة.
- الوظائف ذات المواقف عالية الضغط.
- التاريخ العائلي.
- عزلة شخصية شديدة.
- صراع إجتماعي حاد.
- إنفصال الوالدين.
- فقدان أحد أفراد الأسرة.
- مشاكل أو ضغوط أكاديمية.
- الصدمات.
- فقدان الأصدقاء.
- المشاكل المادية.
علي الرغم من أن بعض الناس قادرون علي التعامل مع هذه المشكلات إلا أن هناك من أقل مرونة و التي غالباً ما تنجم عن (سوء مهارات التأقلم، نقص الرعاية الذاتية، إنخفاض الدعم الإجتماعي، ضعف العلاقات الشخصية و أليات التكيف غير الصحية).
أسئلة توضح بعض علامات الاصابة
كما ذكرنا أن مصطلح (الإنهيار العصبي)غير رسمي من الناحية الطبية ولا يوجد طريقة لتشخيصه، لذلك يحاول الطبيب أو أخصائي الصحة العقلية تحديد العوامل المساهمة في ذلك وهي :
أولاً: عن طريق طرح بعض الأسئلة الشائعة حول الأعراض مثل:
- هل يبدو عليك التوتر ؟
- هل أنت مرهق طوال الوقت؟
- هل لديك تقلبات مزاجية مستمرة؟
- هل يبدو عليك جنون العظمة؟
- هل أنت مكتئب؟
- هل فاتتك أحداث مهمة(مثل المدرسة أو العمل)؟
- هل لديك صعوبة في النوم؟
- هل تراودك أحلام مزعجة؟
- هل تعاني من الرهاب الإجتماعي؟
- هل فقدت الإهتمام بالأشخاص والأشياء من حولك؟
- هل تعاني من نوبات بكاء شديدة؟
- هل تشعر بعدم تقدير ممن حولك؟
- هل تشعر بالعجز و اليأس؟
- هل تعاني من صعوبة التركيز؟
- هل تشعر بضربات قلب سريعة بدون سبب؟
- ها فكرت في الإنتحار؟
- هل قل إهتمامك نحو الجنس؟
- هل الدورة الشهرية منتظمة ؟(بالنسبة للسيدات)
فعند الإجابة علي الأسئلة بنعم فهناك إحتمال كبير بالإصابة.
ثانياً: إجراء فحص بدني و مراجعة التاريخ الطبي و العائلي للفرد
متي يجب ان تزور الطبيب؟
إن من عوامل الخطر الشائع للإنهيار العصبي أن تكون من أصحاب الوظائف عالية الضغط و من المهم جداً أن تتحدث إلي الطبيب و ذلك في الوقت الذي يتداخل فيه الإجهاد البدني أو العاطفي مع الحياة اليومية أو الروتين أو الأنشطة، و لكن هناك بعض المشكلات التي تواجه المرضي وهي :
- عدم إدراك المريض أنه بحاجة إلي المساعدة.
- التردد في طلب المساعدة الخارجية في الحالات العقلية و ذلك خوفا ًمن الحكم عليهم أو إنتقادهم.
أمراض ذات الصلة بالإنهيار العصبي
- الإكتئاب السريري أو المرض القائم علي القلق.
- إضطراب ما بعد الصدمة او إضطراب الإجهاد الحاد(ASD).
- إضطرابات التكيف.
- إضطراب ثنائي القطب.
- إنفصام الشخصية.
- إضطراب الهوية الإنفصامية(DID).
كيف أتعامل مع طفلي إذا ظهر لديه هذا المرض؟
- التعرف علي المرض.
- التفكير في الإرشاد الأسري الذي يعامل جميع أفراد الأسرة كشركاء في الخطة العلاجية.
- التسجيل في برامج تدريب الوالدين.
- محاولة الإسترخاء و الإستمتاع مع الطفل.
- العمل علي مدح نقاط االقوة لدي الطفل و إصلاح نقاط الضعف.
- العمل مع المدرسة للحصول علي الدعم الكافي.
كيفية علاج الإنهيار العصبي و الوقاية منها :
علاج الإنهيار العصبي :
يعتمد نوع العلاج علي تشخيص المريض و هو ما يختلف من شخص لأخر فقد يشخص أحدهم بالإكتئاب و الأخر بالقلق، و إعتمادا ًعلي التشخيص قد يشمل العلاج :
الإستشارة الفردية، العلاج الجماعي، العلاج الأسري، العلاج المعرفي و السلوكي، العلاج بالفن، وصف بعض الأدوية كمضادات الإكتئاب
و يوجد أيضاً العلاجات التكميلية مثل: العلاج بالإبر، العلاج بالتدليك، العلاج باليوجا، العلاج بالمكملات الغذائية، العلاجات العشبية، و رغم أنها قد تساعد بعض الناس علي التعامل بشكل أفضل إلا أنها لاتغني عن العلاجات الطبية التقليدية.
كيفية الوقاية من الإنهيار العصبي :
كما أن هناك بعض الإستراتيجيات الشائعة في علاج الإنهيار العصبي و الوقاية منه فكما نعلم ان “الوقاية خير من العلاج” و هي:
- طلب المشورة و إتباع العلاج المعرفي السلوكي.
- زيارة الطبيب و إتباع ما يصفه لنا من مضادات الإكتئاب و مضادات القلق و مضادات الذهان.
- محاولة تقليل مصادر التوتر أو حلها مثل حل المشكلات الخاصة بالمنزل أو العمل.
- القيام ببعض تمارين الإسترخاء مثل التنفس العميق و التأمل.
- محاولة الخروج من المنزل و لو لبضع دقائق يومياً.
- التحدث إلي الأصدقاء أو العائلة حول المشكلات المزعجة.
- وضع جداول للنوم و الطعام و النظافة الصحية و الإلتزام بها.
- عدم الإفراط في تناول الكفايين و النيكوتين و الكحول.
- تجنب تماماً تناول المخدرات غير الشرعية.
- التوقف في اللحظة التي تشعر فيها بالإرهاق.
- إعطاء الاولوية للعناية الذاتية و الإنخراط في أليات التكيف الصحي.
- تجنب التوتر.
- ممارسة اليوجا.
- ممارسة التمارين الرياضية حيث تعمل علي إزالة التوتر.
- تناول الطعام بشكل جيد.
- الحصول علي قسط كافي من النوم ( و يعد هذا تحدياً إذا كان عقلك مشغولاً بأمر ما ).
- ركز علي فعل شئ واحد في كل مرة من الأعمال المرهقة.
فترة ما بعد الإنهيار العصبي
قد تجد نفسك بعد الإنتهاء من هذه الفترة الشديدة في حاجة ماسة إلي تجميع ما فاتك و الإستمرار في الحياة بشكل طبيعي، فعليك في المقام الأول في التعرف علي سبب محنتك ثم تعمل جاهداً علي تحسين تقنيات التكيف لتجنب ما حدث في المستقبل.