الانطباع الأول نحن نحكم على الكتب من أغلفتها و الناس من خلال مظهرهم. و لا زال بعضنا لا ينتبه لذلك.
فللانطباع الأول قوة، و الأمر يستغرق فقط 100 ثانية لتظهر نفسك. بعد ذلك لا يمكننا تقريبا تغير هذا التقييم الأولي، فخلال تلك الثواني القليلة معظمنا يحدد مدي جاذبية الشخص و هل هو جدير بالثقة أم لا. ربما لا يكون هذا التقيم صحيح و لكن للأصف هذا هو الواقع.
ما الذي يشكل هذا الانطباع الأول بالضبط؟ ما الذي ننتبه إليه و العكس، ماذا علينا أن نفعل لنتمكن من كسب الغرباء فى صفنا؟ علم النفس يطلعنا على هذه الإجابات.
العطور و لغة الجسد و الإيماءات و تعبيرات الوجه كل ذلك ذات أهمية حاسمة. و لا عجب فى أهمية المظهر فى تلك اللحظات حيث أن 100 ثانية لا يمكن قول الكثير فيها.
و من المفترض أنه طبقا للدراسات التى قام بها عالم النفس الأمريكي Albert Mehrabian عام 1967 أن تأثير نبرة صوتنا تشكل 38 %، و 55 % إيماءات الوجه و تعبيرات الوجه، بينما كلماتنا تؤثر فقط 7 % علي المحتوي نفسه.
كذلك معظمنا يتجاهل لغة العيون و لا يهتم بالإتصال البصري، و لكنها مرآة الروح و تعطينا تأثيرًا كبيرًا.
ما تأثيرات و أهمية الانطباع الأول ؟
١- التأثير الأساسي
هى ظاهرة ذاكرة قصيرة المدي. و بإختصار، فإنه يضمن أ، نجعل من من المعلومات الأصغر أكثر تأثير حيث أن المختصر المفيد يكون هو المكون الأساسي للحظات الأولي.
٢- تأثير الهالة
تم اكتشاف هذه الظاهرة الإجتماعية النفسية فى القرن التاسع عشر من قبل الباحث السلوكي الأمريكي إدوارد لي ثورنديك. بإختصار، يصف تأثير الهالة خطأ إدراكي حيث يكون فيه الخصائص الفردية للشخص تأثير مهيمن علينا لدرجة أنها تخلق انطباعا عاما لامعا للغاية و العكس صحيح.
٣- أثر الحداثة
و هي النظير لتأثير الأسبقية. بإختصار، يمكن للمرء أن يقول: الإنطبارع الأخير لا يزال – يتردد صداها لفترة طويلة. هذا هو السبب فى أن تأثير اللحظات الأولي فى أي لقاء حيث تلعب دورًا تكونيًا هامًا فى تشكيل الأحكام – خصوصا فى حال التواصل للمرة الأولي: وكما يقول المثل الإنطباع الأول يدوم.
و بناءا على ذلك يجب الإنتباه إلي المحفزات الرئيسية التالية عند الإنطباع الأول
نصائح حول الانطباع الأول في العمل
١- أبتسم عند اللقاء الأول
تظهر الأسنان ابتسامة الوجه. أظهرت الدراسات التى أجراها كريس روبرت، أستاذ الإدراة فى جامعة ميسوري – كلومبيا، منذ سنوات أن الإبتسام يزيد من القبول لدي الآخرين و يحسن من السمعة عموما و يوصي به كثيرًا.
وجدت أليس إيسن، أستاذة علم النفس فى جامعة كورنيل فى نيويورك، فى دراستها أن الزملاء المبتسمين لم يكونوا أكثر شعبية فحسب، بل تم تصنيفهم أيضا بشكل أفضل من قبل رؤسائهم، و تم ترقيتهم فى كثير من الأحيان، و حصلوا على رواتب أعلي. لذلك الابتسام هو توربو مهنى حقيقي.
٢- العطر عند الإنطباع الأول
رائحة الإنطباع الأول، تدوم و بشدة حيث أن أنفنا حرفياً يحدد إنطباع عقلنا عن الناس إن إستطاع شمهم، لذلك يفضل أن تكون رائحتك جيدة.
و لكن العطور الخفيفة هى الأفضل فقد ثبت ذلك من خلال دراسات قام بها علماء النفس من جامعة نورث وسترن فى شيكاغو. إذا كانت الرائحة قوية جدا، يفقد معظمهم على الفور التعاطف.
كذلك يجدر بنا القول هنا، أن أنوف الرجال أنشط من النساء، و يتفاعلون عموما مع العطور بشكل أقوي.
و فى دراسة لجامعة بوردو الأمريكية، قام روبرت بارون، بفحص تأثير العطور على مقابلات العمل. و كانت النتيجة أن مديري شئون الموظفين يصنفون المرشحين المعطرين بعطور نفاذة على أنهم أقل أستعدادا و أقل ذكاء و ودية من أولئك الذين معطرين بعطر خفيف للغاية،
٣- المصافحة عند الإنطباع الأول
مصافحة الإنطباع الأول عادة ما تستمر من ثلاث إلي أربع ثوانٍ، و المصافحة لها أثر كبير إيجابي على الآخرين. و كأول تفاعل إجتماعي بين شخصين، فقد ثبت أن المصافحة تنشط مناطق فى الدماغ مختلفة، و أكثر من مجرد التحية اللفظية. و لكن الشئ الأكثر أهمية أنه يجب أن تكون حازمة، لا سيما المرأة، فوفقا لدراسة أجراها أستاذ الإدراة جريج ستيوارت من جامعة أيوا، فقد حققوا أعلي التصنيفات – و من المرجح أن فرصهم أعلي أن يحصلوا على الوظيفة بعد المقابلة.
٤- التواصل البصري
الإنطباع الأول بالعين، تواصل العين دائمًا مع المصافحة يعزز من جودة التواصل، و كذلك التواصل البصري يضفي عليك مظهر الواثق من نفسه، هذا يدل على أنك لست بحاجة إلي الإختباء.
حيث يظهر النظر إلي شخص ما فى عينه اهتمامًا شخصيًا و انفتاحًا، مما يجعلك تبدو تلقائيًا أكثر تعاطفًا.
هل الانطباع الأول صحيح ؟
١- الاهتمام بالملابس في الانطباع الأول
الحديث عن البصريات: تحدد المنبهات البصرية الإنطباع الأول بأكثر من 50% – ما نرغب فيه حقا، و بصرنا يحركنا فى كافة جوانب حياتنا.
بينما يمكن أن تتغير لغة الجسد و التوتر، تبقي الملابس ثابته كما هى، و ذلك له تأثير كوني.
كذلك عليك أن ترتدي لباس مناسب لكل مناسبة، فمثلا ملابس مقابلة العمل تختلف عن ملابس الخروج مع أصدقائك.
كذلك أستطاع العالم كيرت جراي أن يثبت، أنه كلما غطيت جسدك كلما جعلت الناس ينتبهون و يتفاعلون مع أفكارك، أما الجسد العالي فيشغل محدثك عنك بأمور آخري.
٢- الصوت عند الإنطباع الأول
صوت الإنطباع الأول هام جدا فصوتنا ليس فقط بطاقة تعريف فريدة، و لكنه أيضًا بطاقة عمل أصيلة و حميمة لشخصيتنا.
بمساعدة صوتنا، نحدد بشكل حاسم كيف نؤثر على الآخرين، بالفعل التعاطف و التنفس يتسببان فى التعاطف: و هذا لب التأثير النفسي.
نحن نقلد عندما نستمع. المتكلم، الذي يتكلم بعصبية، يسبب تشنجات نفسية أيضًا لمستمعيه. يمكنك أيضاً الشعور بإقتراب من الحنق أو الخناق، عندما يصبح صرير الصوت لا يطاق.
علي العكس: أي شخص يهدئنا و يريحنا بصوته يتعاطف معنا على الفور. نجد أصواتنا عميقة دائماً أكثر متعة و تعاطفًا، و يعتبر حاملوها سيادين من ناحية أخري، فمن يعلو صوته يلتصق به وصف أنه غير كفء أو غير آمن أو غير لائق أو خاطئ.
و الأهم من ذلك، هو ما يسمي اللامبالاة، أي أن تتحدث بنغمة ثابتة و رتيبه، فتصبح ممل و لا يعد مستمعك ينتبه لحوارك.
بينما الواثقون يبدو ذلك فى صوتك قوي و هادئ، و أصحاب هذه اللهجة سوف ينظر إليهم المستمعون على أنهم حقيقيون و مقنعون و واثقين من نفسهم.
٣- أختيار الكلمات
أختيار الكلمات يشكل عامل حاسم فى الإنطباع الأول، فبعد أن تحيي نظيرك أو تبدأ بمحادثة صغيرة نموذجية.
ليس فقط ما تقوله هو المهم، و لكن كيف تقوله: تحدث ببطء و بتركيز، ضع الحماسه و القناعة فى صوتك و أظهر أنك مقتنع بما تقوله. لذا سيكون نظرك مقتنعا أيضًا أنك تعرف ما تتحدث عنه.
يتم نقل شغفك و عواطفك الإيجابية ، لذلك تأكد من التحدث بالشكل الصحيح، و تحدث بلغة راقية و أبتعد عن لغة الشارع الهابطة، و إن كنت تتعامل مع أحد اللهجات المختلفة و أنت تجيدها فيفضل أن تستخدم أما إن كنت لا تجيدها فلا تستخدم غير لهجتك الأصلية.