كثير منا يحلم بالوظائف ليلاً ونهاراً، البحث عن وظيفة أمر يشغل بال الكثيرين، بحيث أنه الشغل الشاغل للكثير منا، و هو يبحث عن الوظائف، لا يفكر إلا في الفرص المتاحة والجهات الطالبة للموظفين، وهو يسارع إلى تقديم أوراقه لكل الجهات آملاً في الحصول على وظيفة أو عمل يصرف له مرتباً يعيش منه، وفي الحقيقة إذا لم يقبل في الوظائف فإنه يسخط ويحزن ويرمي باللوم على أسئلة مقابلة الجهات الطالبة للموظفين، في حين أن هناك أناس آخرين تم قبولهم في تلك الوظائف نفسها.
البحث عن وظيفة
سبب مهم لعدم حصولك على وظيفة حتى الآن أنك منشغل بالجهات الطارحة للوظائف، ولم تفكر أبداً بالأوراق التي تسارع بتقديمها لتلك الجهات (مؤهلاتك العلمية ومهاراتك الشخصية) فطالب الوظيفة قبل التقدم يجب عليه أن يستوفي تلك الأوراق وذلك بالتقديرات الأكاديمية، والمهارات المهنية، والمهارات الحياتية، وهذا ما سنوضحه بالتفصيل في السطور القادمة للعقلية الباحثة عن وظيفة جديدة أو ترغب في تغيير وظيفتها.
إذاً أنت طالب متخرج من الكلية حديثاً، وأول ما تقوم به هو البحث عن عمل يناسبك، ولا يجب أن تتجول بسوق العمل لتشعر بالضيق، فكل ما عليك القيام به هو الاستماع إلى قصص الرعب المتعلقة (بالبحث عن الوظائف) والتي تروى من الكبار والصغار الذين حولك في كل مكان، وهذه القصص قد تدفعك إلى الاعتقاد بأنك محكوم عليك بالفشل في إيجاد الوظيفة التي تحلم بها، أو الالتحاق بوظيفة لا تعجبك، ومن وجهة نظرك لا فائدة منها، بالإضافة إلى طول مدة البحث عن الوظيفة.
ولكن في الحقيقة لا يوجد من يستطيع الجزم بأنك ستعاني كل هذه المعاناة للوصول لوظيفة مرموقة ورائعة، فهناك فرص متاحة لمن يحسن استغلالها.
طرق الحصول على وظيفة
إليك مجموعة من النصائح لتركيز طاقاتك العقلية للوصول للوظيفة التي تحقق فيها النجاح والتألق:
التعرف على قيمة ذاتك
قيمتك الحقيقة لا تنحصر فقط في درجاتك وتقديراتك الأكاديمية، وإنما قيمتك الحقيقة في مهاراتك التي تتقنها وتسعى إلى تعزيزها وزيادتها مثل: القدرة على التحليل، القدرة على التعبير، ممارسة مهارات التفكير النقدي، القدرة على الإقناع، وغيرها الكثير من المهارات الحياتية التي تمنحك القيمة والثقة.
وعلى ذلك فنظرتك لقيمتك وذاتك وتقديرها (بمعرفة مزاياك فتقوم بتطويرها وعيوبك فتعالجها) هو الذي يعطيك فرصة أكبر من غيرك للولوج إلى المسار المهني الذي تريده وذلك بالعمل الدائم على تطوير ذاتك، بل ونظرتك الواسعة لما هو حولك وفهمك العميق له يجعلك تنظر لوظائف لم تكن تتوقع أن تتشوق إليه يوماً ما، فلابد أن تقوم بعمل جلسة عصف ذهني للنظر في جميع خياراتك المتاحة.
اقرأ ايضًا: نصائح تزيد من فرصة حصولك على وظيفة
قبل سنوات، تحدث أحد خبراء الإبداع والتفكير عن مفاتيح العصف الذهني وكيفية تطبيقها على تحديد مواهبك ومستقبلك المحتمل وإليكم اقتراحاته التي قدمها :
- اسأل الآخرين عن نقاط القوة في ذاتك ووجهة نظرهم فيك، فذكر نقاط القوة يقودك إلى اتجاهات مثيرة للاهتمام في نظرتك لمستقبلك وحياتك المهنية.
- جرب “التفكير السريع”: فعليك القيام بالتفكير ثم كتابة تلك الأفكار بسرعة، حتى الأفكار السخيفة والخيالية مرحب بها فقط أطلق لخيالك وعقلك العنان، ولا تستخدم الفلاتر إلا بعد تماماً من كتابة أفكارك.
- كن منفتحًا ومبدعًا قدر الإمكان، واستكشف الأماكن التي قد تصل إليها بمؤهلاتك ورغباتك، وفكر في أنواع الوظائف المختلفة ولزيادة الفكرة وضوحاً إرجع لقراءة موضوع (قبعات التفكير الست)
احترام واستغلال الوقت
عندما تسأل الناس عن جهدهم في البحث عن العمل، يقول معظمهم أنهم يحلمون بالخروج من مأزقهم والحصول على وظيفة وأنهم يبذلون أوقاتهم في سبيل ذلك، ولكن عندما تعرف الوقت الفعلي الذي يقضونه في البحث، غالبًا ما تجد أنهم لا يبذلون الوقت المناسب للوصول للوظيفة المطلوبة، فإرسال الطلبات عبر الإنترنت إلى وظيفتين أو ثلاث وظائف عبر مواقع التوظيف سيؤدي قريبًا إلى النجاح، إذاً أنت بحاجة إلى قضاء بعض الوقت الجاد، فالبحث عن وظيفة ليست مجرد مهمة عابرة في قائمة مهامك وإنما هي المهمة الأولى في الحقيقة، والجديرة بالاهتمام، فعليك أن تهتم أكثر بنجاحك وسعادتك في المستقبل.
ويجب ملاحظة أنه عند تخصيص وقت معين للبحث عن وظيفة، فعليك أن تستخدمه بحكمة ولا تضيعه، وبالتالي ينبغي العلم أن أحد الأنشطة ذات العائد المرتفع هي مقابلة الأشخاص وجهًا لوجه، وبناء اتصالات “حقيقية” في مجال الإنترنت والشبكات، فتقديم الطلبات عبر الإنترنت للوظائف التي تناسبك تمامًا وتجهيز سيرتك الذاتية الجذابة والمنظمة هو أفضل استغلال للوقت.
مهارات البحث عن وظيفة
لا يوجد شخص ليس لديه بعض الخوف من الالتحاق بوظيفة جديدة، أو التغيير لوظيفة جديدة، يمكن أن يتجلى هذا الخوف في نفسه، مما يؤدي إلى الخوف من (مقابلة العمل) وأدائها بشكل سيء، لا يمكنك التخلص نهائياً من الخوف، ولكن على الأقل هناك أساليب ستساعدك على تقليل الآثار السلبية:
- قم بالتحليل الذاتي لتلك المخاوف وذلك بأن تقوم بكتابة مخاوفك وإلقاء نظرة جيدة عليها، بعد ذلك، انتقل إلى تحديد ما إذا كانت هناك حقائق تدعمها، ويمكنك استخدم هذه التقنية لمحاربة الرهاب الاجتماعي والمخاوف بشكل عام.
- تحدث إلى الأشخاص الذين التحقوا بنفس الوظيفة، وستشعر بتحسن كبير بعد أن تحدثت إلى أولئك الذين هم على الجانب الآخر حول ما مروا به، ربما لديك قلق بشأن موقع الوظيفة إذا كنت تنتقل إلى مدينة جديدة، أو أنك لا تعرف ما هي توقعات الشركة فيمن يعمل معهم وتخاف ألا تكون على قدر تلك التوقعات، وفي كلتا الحالتين، فإن أفضل طريقة لنزع فتيل الخوف هي التعلم من الآخرين الذين كانوا هناك.
- تقبل حقيقة أن هناك بعض الأمور الغامضة التي تتعلق بمستقبلك، ولكن على الأقل ما يعطيك الإحساس بالطمأنينة، أنك إذا بقيت متحكمًا في الجهد الذي تبذله في وظيفتك، وعلاقتك الطيبة بزملائك ورؤسائك في العمل فسوف يزول الخوف.
كيف يمكنك البحث عن وظيفة
أن نصف النجاح يتوقف على طريقة تفكيرك ولياقتك العقلية والذهنية، فهناك طريقتان للبحث عن وظيفة:
- الجلوس على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، والبدء ميكانيكيًا في إرسال رسائل البريد الإلكتروني والتطبيقات، على أمل أن شيئًا قمت برميه على الحائط “سيلتصق به”، بمعنى أنك ستجد الوظيفة المنشودة أو المقبولة على الأقل، لأنه حتى الشخص الذي يستخدم نهج البندقية سيصيب شيئًا في النهاية.
- و هي الطريقة الأفضل بكثير: وهي العودة وضع هدف أصلي كبير و يتبعه مجموعة من الأهداف التي تنمي من مهاراتك و تزيد مؤهلاتك لسوق العمل وتوصلك لهدفك الأصلي، ومحاول تحقيق تلك الأهداف بكل الوسائل الممكنة، وعليك الاستمرار في متابعة هذا الهدف الأصلي إذا كان لا يزال يحفزك و لكن في نفس الوقت، عليك وضع المزيد من الخيارات على طاولتك.
وعلى ذلك فإنك إذا قمت بدمج هذا التفكير الإبداعي مع القليل من الوقت و الجهد المنظم، فقد تقفز خطوات كبيرة ومهمة نحو النهوض بذاتك و حياتك المهنية.