النجاح في المجال الشخصي و العائلي يعني قدرة المثابرة على التطور المستمر، و الصيرورة ضمن وتيرة واحدة و الحفاظ على المعطيات، و التعامل معها بصفة حكيمة جدا دون إهمال أو تهميش أو تضييع لمتطلبات اخرى كالعائلة و العلاقات الإنسانية من صداقة و أهل و أحباب، فلا يجب أن يطغى جانب على الآخر و لا نحكم بالجزء على الوضع العام أبدا بل نعطي لكل حق حقه، و الجانب الصحي أيضا له اثر حاسم و حساس جدا في مسيرة النجاح و الانجاز المهني، فلا ينسى الإنسان وهو يركض وراء الرزق و القوت و رفع مستواه المعيشي و نيل مطالبه حق نفسه عليه من راحة و استجمام و استراحات، و تجنب للضرر و الهلك و الانقباض فعليه أن يتسم بالمرونة التي تجعله كالأب العادل وسط عدد الأبناء، و أيضا لا يرهن الشخص حياته انطلاقا لجانب من جوانب الحياة فيدعه يؤثر عليه سلبا في عواطفه و إحساسه و نظرته فيتكون لديه طابع نفسي سلبي تجاه كل شيء و يفقد النظرة الايجابية البناءة , ولذلك فالنجاح هو اتزان في التعامل مع المعطيات الحالية و توسط في التقدم و تدرج في المسير و استمرارية في العمل و بذل الجهد و مواظبة و التزام بالهدف و الصبر على المحطات المتتالية أي أن ثمرة النجاح ليس كما يتصورها البعض هي نقطة الوصول الأخيرة بالعكس إنما هي الكفاءة الشخصية في طريق الوصول و ارتباطه بمدى تأهيل الشخص نفسيا و ميدانيا و اجتماعيا و عائليا لوضع بصمته الأخيرة لنيل النجاح و استعداده الكلي للأخذ بأسبابه و عوامله و تحمل عواقبه و أثره في النفس و المجتمع فلا ننسى أن الكل يركض و لا يعير اعتبارا لكل جوانبه الشخصية و النفسية و العائلية و الانسانية.
فنكون أنانيين و فاشلين منذ بداية الأمر إذا فكرنا بطريقة شاحبة باهتة لأننا نريد أن نمتلك شيئا لم نخطط له و لم ندرسه بالكيفية الواجبة و لم ننظر له بكل الزوايا بل إن منظورنا القاصر لنيل شهادة النجاح في الحياة تكمن في مدى رجاحة العقل الذي يخطط و ينجح و يضع موازين متكافئة لكي يضمن بلوغه هدفه و يناله دون أن يخسر بذلك جوانب و مجالات آخرى تسبب له الخذلان و الانهزامية فتنكسر كل أحلامه و ذلك ناتج لإنعدام الكفاءة و التأهيل المناسب و بنفس الطريقة لا نستطيع مثلا أن نضع في الإدارة من لا لم يكن خبيرا و عالما بالميدان و بنفس الشيء، عندما نتعلم اصول النجاح فقط هناك سننجح لأننا نحتاج لتخطيط و تقسيم جدي هادف متزن و انضباط و التزام بالهدف و نفتقد لعزيمة و إرادة هذا ما يجعلنا ننظر للطموح بنظرة بعيدة.