التسمم الغذائي هو أحد أكثر الأمراض شيوعاً في العالم، حيث ذكرت إدارة الغذاء و الدواء الأمريكية أن واحداً من كل ستة أمريكيين سيصاب بالتسمم الغذائي كل عام، و واضح أن الأطفال و الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، هم الأكثر عرضة لهذا النوع من الأمراض.
ونلاحظ أنه يوجد حوالي 250 سبباً محدداً للتسمم الغذائي، و أشهر تلك الأسباب على الإطلاق العدوى البكتيرية، و هذا لا يمنع أن تسبب الفيروسات و الطفيليات التسمم الغذائي.
و على الرغم من أن التسمم الغذائي يزول في الغالب من تلقاء نفسه و بدون علاج، إلا أنه في حالة حدوث مضاعفات، فيجب زيارة الطبيب على الفور.
و أنت بدورك يجب أن تتعرف أكثر على الأعراض المعتادة لتلك الحالة، حتى تتمكن من التعرف عليها فور حدوثها للتعامل معها بالشكل الأمثل.
و في هذه المقالة سنجيب على عدة أسئلة منها، كم يدوم التسمم الغذائي؟، كيف يتم علاجه؟ كل ما عليك هو أن تتابع القراءة للحصول على إجابات لهذه الأسئلة و غيرها.
ما هي أسباب التسمم الغذائي المختلفة؟
هناك العديد من الأسباب المختلفة للتسمم الغذائي، و مع ذلك يمكن إرجاعها في الغالب إلى واحدة من ثلاث أسباب رئيسية، الفيروسات و البكتيريا و الطفيليات، و قد علمنا سابقاً أن البكتيريا هي الأكثر شيوعاً بين الثلاثة، كما يمكن أن تسبب المعادن و المواد الكيميائية المختلفة التسمم الغذائي أيضاً.
و فيما يلي نظرة عامة موجزة عن بعض أكثر أنواع البكتيريا و الفيروسات و الطفيليات شيوعاً المرتبطة بذلك المرض:
المطثية الحاطمة
و هي نوع من البكتيريا يوجد في الغالب في المرق و الدواجن و الأغذية المطبوخة مسبقاً و لحم البقر و الأطعمة المجففة.
عدى نوروفيروس
يوجد هذا الفيروس بشكل شائع في المحار و المنتجات الخام.
الإشريكية القولونية
و يمكن العثور عليها في العصير و الحليب غير المبسترين و المياه الملوثة و لحم البقر غير المطبوخ و الخضروات النيئة.
البكتيريا العطفية
يمكنك العثور عليها في المياه الملوثة و الدواجن و اللحوم غير المطبوخة جيداً و منتجات الحليب غير المبستر.
عدوى اللستيرية
توجد تلك العدوى بشكل شائع في المنتجات الخام و الدواجن و اللحوم المصنعة و منتجات الألبان غير المبستر.
عدوى السالمونيلا
بشكل عام يمكن أن تصيب السالمونيلا مجموعة واسعة من الأطعمة، بما في ذلك الخضروات و الفواكه النيئة و الدواجن و منتجات الألبان غير المبستر و البيض، و اللحوم غير المطبوخة جيداً.
أقرا أيضا: مسببات الامراض
ما هي أعراض التسمم الغذائي؟
يمكن أن يستغرق ظهور الأعراض الأولى للتسمم الغذائي ما بين ساعة و 28 يوماً، فهذا يعتمد إلى حد كبير على سبب التسمم، و يجب على معظم الأشخاص التعامل مع ثلاثة أعراض على الأقل من القائمة التالية: الصداع و الضعف و التشنجات و آلام البطن و فقدان الشهية و الغثيان و الحمى الخفيفة و الضعف و الإسهال.
و يلاحظ أنه قد تكون الحالات الخطيرة للتسمم الغذائي مصحوبة أيضاً بالأعراض التالية: حمى تزيد عن 101.5 درجة فهرنهايت، و دم في البول، و مشاكل في التحدث و الرؤية، و إسهال يستمر لمدة ثلاثة أيام على الأقل، و جفاف حاد (جفاف الفم، كميات منخفضة من البول، صعوبة الحفاظ على المستوى المنخفض للسوائل)
كم يدوم التسمم الغذائي؟
في الحقيقة، يتوقف الأمر على سبب ذلك التسمم في الغالب، كما أن كمية الطعام المسموم و شدة الأعراض تؤثر على مدة التسمم الغذائي.
و عادة ما يتعافى الأشخاص الذين تعرضوا للتسمم من تلقاء أنفسهم في غضون يوم أو يومين، و لكن إذا استمرت الأعراض لفترة أطول من ثلاثة أو أربعة أيام، فمن الأفضل و الأولى زيارة الطبيب، كما أنك إذا لاحظت أياً من أعراض التسمم الغذائي الحاد، يجب أن تذهب إلى الطبيب في أقرب وقت ممكن.
العلاجات المنزلية
في غالب الأحيان، يستمر التسمم الغذائي ليوم أو يومين ولا يتطلب الأمر زيارة الطبيب في مثل هذه الحالات، و العلاجات المنزلية في الغالب تتلخص، في أخذ الراحة، و شرب السوائل، و لكن من الأفضل استخدام محاليل معالجة الجفاف.
بالإضافة لذلك، يجب عليك تناول الأطعمة الصحية، و الأطعمة التي يمكنك تناولها لملء معدتك دون التسبب في أي مشاكل أخرى تشمل الموز و الخبز المحمص و البسكويت، و الحبوب و الأرز.
و من ناحية أخرى، يجب تجنب الكحول و الأطعمة الغنية بالدهون و الكافيين و الحلويات، و منتجات الألبان و المشروبات الغازية.
متى يجب عليك زيارة الطبيب؟
إذا استمرت الأعراض لعدة أيام أو كانت خطيرة أو شديدة منذ البداية، فيجب عليك الذهاب إلى الطبيب، و سأذكر بعض العلامات التي تدل على أن الوقت قد حان لتدخل الطبيب، و ذلك في الحالات و الأعراض التالية:
- إذا وجد دم في القيء.
- إذا كان البراز أسود أو به دم أو يحتوي على صديد.
- إذا استمر الإسهال لأكثر من 48 ساعة.
- إذا وجدت حمى تزيد عن 101.5 درجة فهرنهايت (أو أكثر من 100.4 درجة عند الأطفال).
- إذا أصبحت الرؤية مشوشة أو يوجد صعوبة في التركيز.
- في حالة الشعور بضعف العضلات.
- إذا كان هناك وخز في الذراع.
- إذا كان هناك شعور بالضعف العام.
- في حالة الشعور بالجفاف، مصحوباً بالعطش الشديد، انخفاض التبول، جفاف الفم.
ملاحظة هامة
إذا لم تكن راضياً عن العلاجات المنزلية، يمكنك شراء الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية للإسهال والغثيان والقيء، و لكن كن حذراً عند استخدام تلك العلاجات، و القيء و الإسهال يساعدان على طرد المواد السامة من جسدك.
أما في حالة التسمم الحاد، قد يكون العلاج في المستشفى واجباً، و ذلك لأن المرضى الذين يعانون من التسمم الغذائي الشديد قد يحتاجون إلى محاليل طبية، بالإضافة إلى أن طول الإقامة في المستشفى يساعد على سرعة الشفاء.
الاشخاص الاكثر عرضة للاصابة بالتسمم الغذائي
- النساء الحوامل.
- الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي.
- الأطفال الصغار والرضع.
- أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة أخرى، مثل أمراض الكلى أو مرض السكري.
- الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً.
ما الذي يمكنك فعله لتقليل خطر الإصابة بالتسمم الغذائي ؟
هناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها لتقليل خطر التسمم الغذائي، و ذلك كما يلي:
- يوصى بشدة بتخزين جميع الأطعمة القابلة للتلف في الثلاجة أو المجمدة بحد أقصى ساعتين بعد تناول الوجبة، عليك أن تقوم أيضاً بإذابة الطعام المجمد في الميكروويف أو الثلاجة، و ليس على المنضدة، كما يمكنك إذابته تحت الصنبور أو تحت الماء البارد.
- قم بفصل الأطعمة التي لا تتوافق معاً، على سبيل المثال: لا يجب خلط اللحوم غير المطبوخة مع أنواع أخرى من الطعام، و هذا ينطبق أيضاً على الأسماك و الدواجن، و كذلك عند إعداد وجبة تحتاج إلى تتبيل لا تقم باستخدام التتبيلة مرة أخرى قبل غليها، كما يجب أن يكون لكل من البيض و المأكولات البحرية و الدواجن و اللحوم ألواح تقطيع خاصة بهم.
- كما يوصى باستخدام مقياس حرارة اللحم عند طهي الأسماك و اللحوم و الدواجن.
- و حتى إذا كنت ستقوم بتقشير الفواكه والخضروات، فيجب عليك غسلها جيداً قبل التقشير، كما يجب عليك استخدم الماء الدافئ والصابون لتنظيف المعدات و الأواني المنزلية بالإضافة إلى ألواح التقطيع بعد كل غداء أو عشاء، كما يجب عليك أن تغسل يديك جيداً إذا تعاملت مع الأشخاص المرضى أو تعاملت أيضاً مع اللحوم النيئة أو قمت باستخدام المرحاض.
في الختام
على الرغم من أن التسمم الغذائي مزعج للغاية، إلا أنه ليس حالة خطيرة في العادة، و قلنا أنه يمكن أن يحدث بسبب أكثر من 250 نوعاً من البكتيريا و الفيروسات و الطفيليات، مع بقاء البكتيريا هي السبب الأكثر شيوعاً.
و ذكرنا أن التسمم الغذائي يستمر في العادة لمدة يوم أو يومين، و مع ذلك في حالة حدوث مضاعفات يمكن أن يستمر لفترة طويلة من الزمن، و عندها يوصى بزيارة الطبيب على الفور.
و ذكرنا أنه عادة ما تكون العلاجات المنزلية كافية لعلاج التسمم الغذائي غير الحاد.
و بصفة عامة، أفضل طريقة للوقاية من التسمم الغذائي، هي الاعتناء جيداً بتنظيف الأطعمة، و الأواني التي توضع فيها.
المصادر
- التسمم الغذائي – مقال