كان الخمينى يعيش فى العراق ويثير اضطرابا فى ايران ولم يقر الشاه طرد صدام للامام الخمينى من العراق …الا انه طلب اللجوء الى الكويت ومنها الى باريس …واختار الا يزور باريس ابدا رغم انه كان يعيش بالقرب منها …وكانت وسائل الاعلام على اتصال به …وكان انصار الخمينى وقتها فى الشارع يتظاهرون سلميا بينما يطلق الشاه النار عليهم …وجود الخمينى فى فرنسا كان يمثل احراجا لجيسكار ديستان …الذى طلب منه التخفيف من تصريحاته الناريه ضد الشاه …وكان رد الخمينى انه لا يفعل سوى ارسال رسائل للشعب الايرانى …اما ما يفعله الشعب الايرانى برسائله فهو امر يخص الشعب الايرانى …فى ذلك الوقت كانت رسائل الخمينى تجوب ايران وتلقى ترحيبا شديدا …وبارك الخمينى احتجاجات اليسار هناك ..
وكان الشاه وقتها ولمدة 30 عاما يقف جنبا الى جنب لسياسات الغرب فى المنطقه …وبعد 10 اشهر من استمرار الصراع فى الشوارع الايرانيه …حاولت الحكومه الامريكيه ان تجد حلا لاستمرار الشاه …الا ان الحل كان احداث اصلاحات قويه ..وتقديم تنازلات ..فما كان من الشاه الا ان ظهر على التليفزيون وتعهد للثوار على انه لن يسمح بالفساد …واعلن عن اجازة يقضيها مع اسرته …وقبل ذلك عين رئيسا جديدا للوزراء …حاول على حل سوء التفاهم بين الشعب والشاه …ثم غادر الشاه وزوجته ايران ولم تكن هذه المرة الاولى التى يفر فيها الشاه من ايران فقد حدث ذلك عام 1953اثر انتفاضه شعبيه الا ان بريطانيا وامريكا قادا انقلابا اعاده الى العرش الا ان هذه المرة كانت مختلفه ….طلب الرئيس كارتر من الخمينى ان يبقى بعيدا عن ايران وان يمهل رئيس الوزراء” بختيار” فرصه لحل الازمه …الا ان الخمينى غضب غضبا شديدا وارسل يطلب من كارتر الا يتدخل فى الامر الايرانى …تخلى كثير من المجندين فى الجيش عن العسكريه ونزل مع الثوار الا ان القيادات العسكريه كانت تصر على التصدى للخمينى حتى انهم خططوا لاسقاط طائرته …وفى هذا التوقيت قرر الخمينى العودة من باريس مصطحبا معه عدد من الصحفيين كاجراء احترازى حتى لا تقصف الطائرة …جمهوريه ايران الاسلاميه كان دستورها معدا من قبل الخمينى قبل عودته وقام بتسليم اوراق الدستور الى الطبطبائى قبل سفره …الا انه ما ان وضع قدميه على سلم الطائرة وهبط ايران الا ان الجموع كانت فى استقباله بشكل غير عادى وكانت الوعود باقامه جمهوريه اسلاميه … فقام الشعب الثائر بالاستيلاء على جميع مراكز الشرطه ..ونزل الشعب كله الى الشوارع واعلن الجيش وقوفه الى جانب الشعب …محاكمات عاجله مزقت الكثيرين بالرصاص …ورفضت اغلب الدول استضافه الشاه حتى حليفته امريكا …الا بعد شهور طويله سمحت له بالسفر الى امريكا لتلقى العلاج …وبدأ بهذا العداء بين ايران وامريكا ..