جزءاً كبيراً من المستقبل في يد أصحاب الحرفة في مصر . فرغم التقدم التكنولوجي الذي طبع آثاره على كل شيء، إلا أن هذا التقدم لم ينجح بالظفر من أصابع خبير، أو من ذوق فنان تعلم الحرفة على يد أساتذة عظماء.
ومن قال أن الحرفة تم تعلمها على أصولها من الكتب والأساتذة؟ لقد استمر جمال الصناعات والانتاج الحرفي بمصر لسنوات نتيجة توارث هذه الحرف اليدوية، فكانت نعم الإرث من الأب لابنه وهكذا.
فما هي أهم ملامح الحرفة في مصر؟ وكيف يتم دعم مستقبل الحرفة في مصر؟ هذا ماسوف نتعرف عليه من خلال مقالنا الآتي بموقع مقالات.
كيف تم الحفاظ على الحرفة على مدار السنوات الماضية؟
نشأنا على التعرف بالحرفة على مدار سنوات طويلة، عن طريق القصص، والكتب الدراسية، وبمرور الوقت علمنا أن الكتب التي حوت بعض هذه الحرف محددة تحت اسم “التعليم الفني” أو التعليم الفني الصناعي”.
ورغم تميز هذا النوع من التعليم بكونه مؤهلاً متوسطاً، أو مؤهل فوق المتوسط، إلا أنه يحظى بتقدير داخل البلاد وخارجها بشكل كبير؛ فيكفي أن كثير من رجال الأعمال بدأت حياتهم بممارسة حرفة.
هذا بالإضافة إلى أن بعض منا أحب مزاولة هذه الحرف إلى جوار دراسته، أو وظيفته الثابتة، كنوع من اكتساب المهارات، وزيادة الدخل.
وتوارث الأبناء المهنة عن آبائهم وأجدادهم لعقود طويلة، وورثها الأبناء لأبنائهم والأحفاد أيضاً، حتى تظل الحرفة هي عمل اليد المُشرف.
ومن الأمثلة اللانهائية عن الحرف الموجودة: الحدادة، النجارة، الخياطة، الغزل، الطهي، رفة وترقيع الأحذية والحقائب، وصناعة الفخار والخذف،وصناعة السجاد، وغيرها من الحرف الأخرى.
أقرا ايضا: كيف تستخدم خيط الكليم لفرش منزلك
كيف تحولت الحرف إلى نطاق التعليم الفني؟
أثبتت الحرفة وجودها، وتأثيرها القوي في بناء المجتمعات، لهذا لم يكن من العسير أن يحمل أحد أوجه التقدم في حياة المجتمعات تعليماً معترفاً به لهذه الحرف.
ولقد مثل هذا التعليم انتصاراً لتاريخ الحرف المصرية، والتي لازالت الأساس الأول والحقيقي للعديد من الصناعات المختلفة.
ربما اعتمد هذا التعليم الفني في البداية على شروط بسيطة للانضمام إليه، ولكن سرعان ما ارتبط الأمر بضرورة اختبار قدرات الدارس، واثبات الحد الأدني لديه من معرفة المواد والأدوات المختلفة.
كما أضاف التعليم الفني إلى الدارسين فيه تقدماً ملحوظاً في مستوى تقدمهم الوظيفي خاصة في القطاع الحكومي، وليس القطاع الخاص فحسب.
ومع حركة التقدم التي تتخذ منحنيات واسعة المدى حالياً، فُتحت الأبواب أمام جميع دراسي الحرفة بمصر إلى السفر من أجل تقلد مواقعهم بشكل مشرف في دول العالم الخارجي؛ فأصحاب الحرفة مقدرون بشدة هناك.
ربما ساعد على إزدهار وضع الحرفة في مصر أيضاً، مجموعة الدراسات والأبحاث التي أجريت خلال السنوات السابقة، وحتى الآن حول وضع الحرفة بمصر، وحول كيفية تطورها ومستقبلها.
كما ساعدت الكثير من منافذ الإعلام على توجيه النظر إلى هذه الحرف، وأصحابها، وبالتالي تحفيز الإتجاهات القومية والحكومية لدعم هؤلاء بالشكل الذي يليق.
كيف يتم دعم مستقبل الحرفة في مصر؟
بتوجيه النظر إلى خريطة المشروعات المقامة على أرض الواقع الحالي، والتي تسعى لحفظ مكان أصحاب الحرف لها بالمقام الأول، فإن هذا يعتبر أحد أهم الأوجه الراعية للحرفة.
كما أن الحفاظ على الشوارع، والمناطق التي اشتهرت على مستوى الجمهورية بأنها مواطن الصناع، والحرفيين، وتأمين الدكاكين، والورش الصغيرة والكبيرة تعتبر من أكثر أساليب الجحفاظ على هذا الإرث.
يُضاف كذلك الحرص على دعم راغبي الاقتراض، أو التجار من أصحاب المشاريع الصغيرة من أجل توسيع دائرة الحرفة، والتي أصبح لا غنى عنها في أي مجتمع، وتمثل أحد أسباب الاعتزاز بتراثه من جهة، وتقدمه من جهة أخرى.