جميعنا يتعطش للعودة إلى الماضى حتى الذى لا نعيشه، وخاصة إن كان ماض يتعلق بالنجوم والفنانين الذين نعشقهم، ونعيش معهم في أحلامنا نفرح لفرحهم ونتآلم لآلامهم ونحزن عند وفاتهم، ومن هذه الشخصيات التى نريد أن نتحدث عنها اليوم هى شخصية المطرب والموسيقار والفنان فريد الأطرش رحمه الله عليه.
ولكننا سنتحدث عن الفصل الآخير من حياته، وعن آحد التقارير الطبية في آخر عمره، وعن ماذا قال له الأطباء عن المرض الذى أصاب قلبه، حيث أنه صارعه المرض طوال مدة تزيد على عشرين عاما,كان خلالها فريد مريض متمرد على آوامر الطب والأطباء حتى آخر عمره، حيث أنه كان يعانى من هبوط شديد بالقلب وقد حدث له منذ عام 1952 آثر جلطة بالشريان التاجى ولم يآخذ بعدها راحة كافية، حيث أنه شخصية كاره للقيود وكاره للرقود في السرير، وعنده حرص غريب على رفض آوامرالأطباء ولذالك فهو أجهد نفسه كثيرا وذالك في بداية الإصابة بالجلطة مما آدى إلى حدوث هبوط حاد بالقلب.
ولأنه شخص عنيد كاره للمرض قاسى على نفسه ، فإنه تعرض للدخول إلى غرفة الإنعاش وحدث له أيضا تضخم بالكبد ونهجان شديد، وكان فريد يسافر كثيرا إلى لندن لعمل قسطرة في القلب فى مستشفى (برميتون) وفى آحد المرات لعمل القسطرة فوجئ الأطباء بتوقف قلبه تماما ومكثوا معه حوالى تسع ساعات حتى عادت الحياة له مرة آخري وكشفت الأشعة عن أن حالة فريد لا تستفيد بآي تدخل جراحى أيا كان نوعه.
وبعدما تطور الطب في علاج مرض جلطة القلب بالجراحة طار فريد من لندن إلى أمريكا ولكن كل المتخصصين بهذا النوع من المرض رفضوا أى تدخل جراحى لأن فريد جسمه لا يستفيد بآي من العمليات، وآستمر على العلاج الباطنى وتحسنت حالته إلى حد كبير جدا وأصبح القلب على درجة طيبة,ولكن نتيجة لعناده وإجتهاده أقصى جهد بعمله لدرجة لا يتحملها قلبه، تعرض لحالات إغماء تامة لمدة لحظات نتيجة لعدم إنتظام ضربات القلب، ولأنه كان يعتبرالعمل هما المنقذ الوحيد لحالة حزنه الشديد الذى يعيشه دوما وخاصة بعد وفاة شقيقته المطربة الراحلة أسمهان وبيمنا كان يعمل في أحد المرات سقط وآعتبر الأطباء هذا السقوط هو النهائى ولكنها لم تكن ذالك فقد عاد مرة آخري قلبه إلى الحياة ولكن وفاته جاءت آثر أزمة قلبية حادة بالقلب يوم 26 ديسمبر عام 1975 في مستشفى الحايك ببيروت.
و بناءا على وصيته دفن في مصر وحضرت جنازته حشد كبير من الجمهور والفنانين بمسجد عمر مكرم بالتحرير وسربت جنازته لمكان مدفنه بجوار أخته المطربة أسمهان بمقابر البساتين ويقول الحاج إبراهيم القط حارس المقابر أن شهر ديسمبر من كل عام يآتى أقارب فريد الآطرش وأسمهان من بلاد الشام لزيارته ويأتى العديد من عشاقه لزيارته في يوم ذكراه,ويكون العدد بالمئات,ويوضع فوق قبره صورة فواتغرافية كبيرة له وهو يعزف على العود الذى يعشقه,مما جعل العديد يطلقون إشاعات عن دفن العود معه ولكن الحارس نفي ذالك,ومن الجدير بالذكر أن الأطباء منعوا فريد من الزواج لأن حالة قلبه لا تتحمل، رحم الله الفنان فريد الآطرش.