الألم العضلي الليفي
الفيبروميالجيا او الألم العضلي الليفي هو اضطراب مزمن مع الألم. تم تعريفه رسميًا من الكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم في عام 1990. وقبل ذلك، كان له عدة مسميات، بما في ذلك التهاب الألياف. وللفابروميالجيا تاريخ طويل ومثير للاهتمام يعود إلى ما هو أطول بكثير مما يدركه معظم الناس. و لكن السمة المميزة للفيبروميالجيا هي ألم واسع الانتشار يمكن أن يكون في أي جزء من الجسم ويمكن أن يتنقل.
و قد توصل الباحثون إلى الاعتقاد بأن الألم العضلي الليفي يعتمد بشكل كبير على الجهاز العصبي ، وأن أغلب الألم ينتج عن تضخيم إشارات الدماغ من الأعصاب.
ما هو شعور الفيبروميالجيا و أعراضه ؟
يمكن أن يكون ألم الألم العضلي الليفي ألما طعنيًا أى كالطعنات أو كخفقانًا أو كحرقًانا. و يمكن أن يكون ثابتًا و يمكن أن يظهر ويختفي ، ويمكن أن تختلف الشدة أيضًا ما بين قوى و ضعيف.
وتشمل أعراض الألم العضلي الليفي الأخرى التعب الشديد مع بذل مجهود جسمانى يستمر لعدة ايام والضباب العقلي (يسمى الضباب الليفي)، والقلق، والأرق، وتيبس الصباح، واضطرابات النوم و الإكتئاب و الصداع و ضعف الذاكرة وغيرها الكثير. فهو يتضمن أكثر من 60 عرض من الأعراض المعترف بها ، والتي يمكن أن تختلف من شخص لآخر من حيث العدد والشدة.
كما ان أشياء مثل الإصابة أوالمرض والتوتر (العاطفي أو الجسدي) والإرهاق يمكن أن تزيد الأعراض سوءًا. و قد يعاني بعض الأشخاص من وجود محفزات محددة (أشياء تزيد الأعراض)، مثل الأطعمة أو المواد الكيميائية أو الدورة الشهرية.
و تُعد اضطرابات النوم شائعة جدا بشكل خاص مع الألم العضلي الليفي بما في ذلك الأرق و صعوبة النوم او النوم الغير مريح.
ويعاني الناس من جميع الثقافات والمستويات الاجتماعية والاقتصادية من الألم العضلي الليفي. و هو أكثر شيوعًا لدى النساء فوق سن الثلاثين ، ولكن يمكن للرجال والأطفال أن يعانوا منه أيضًا.
ففي الولايات المتحدة الأمريكية يعاني أكثر من ستة ملايين شخص من الألم العضلي الليفي ، مما يجعلها واحدة من أكثر حالات الألم شيوعًا. وقد يؤثر علي العديد من الأشخاص في عملهم وعلي قدرتهم علي مواصلته. ومع ذلك فالطبيعة الغامضة لأعراض الألم العضلي الليفي ونقص الاختبارات التشخيصية تجعل جهات التأمين ترفض تغطيته.
تشخيص الألم العضلي الليفي
حتى الآن ، لا يمكن لأي اختبار في معمل تشخيص الألم العضلي الليفي بدقة. يحتاج الأطباء إلى استبعاد العديد من الحالات ذات الأعراض المماثلة قبل إجراء التشخيص، مما يجعل هذا تشخيصًا للإقصاء.
و قد تم تحديد معايير التشخيص لألم العضلات الليفية في عام 1990 من قبل الكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم (ACR)، ويتطلب التشخيص ألمًا واسعًا لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر وألمًا في ما لا يقل عن 11 من 18 نقطة محددة على الجسم ، تسمى tender points.
ثم تم إصدار معايير بديلة في عام 2010. قدمها ACR كبديل للأطباء الذين لم يكونوا من ذوي الخبرة أو الغير مرتاحين لإجراء اختبار tender points. و تعتمد هذه المعايير على أوراق عمل المريض التي يسجلها الطبيب.
ما هو علاج الفيبروميالجيا ؟
تبعا للكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم ، لا يوجد علاج واحد يناسب الجميع من الألم العضلي الليفي. وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على ثلاثة أدوية للحالة – Lyrica (pregabalin) ، Cymbalta (duloxetine) ، و Savella (milnacipran) – لكن الأطباء يصفون العديد من الأدوية الأخرى لعلاج الألم العضلي الليفي.
أيضًا. لسوء الحظ ، فإن مسكنات الألم الشائعة ، مثل مضادات الالتهابات (Motrin ، Aleve) والمخدرة (Vicodin ، Percocet) غير فعالة بشكل عام ضد آلام العضلات. وكثيرًا ما يعاني الأشخاص المصابون بالتهاب الألياف العضلية الليفية من صعوبة في العثور على طبيب على دراية بالمرض وعلي أفضل طريقة لعلاجه.
و تاريخيا ، تم علاج الألم العضلي الليفي في معظم الأحيان من قبل أطباء الروماتيزم. ومع ذلك ، في السنوات الأخيرة ، بدأ أطباء الأعصاب و أطباء العلاج الطبيعي بمعالجته بشكل أكبر.
الأشخاص المصابون بالتهاب الألياف العضلية في بعض الأحيان يلجأون الي معالجين بالتدليك، و معالج وتقويم العمود الفقري ، والمعالجين الفيزيائيين ، وغيرهم من ممارسي الطب التكميلي والبديل. و قد يرون أيضًا طبيبًا نفسيًا للتعامل مع صعوبات الحالة وربما الاكتئاب. حيث أن الاكتئاب شائع في الأشخاص الذين يعانون من الألم العضلي الليفي رغم انه في حد ذاته ليس حالة نفسية.
و الألم العضلي الليفي ليس له قاعدة للظهور فهو قد يزداد سوءًا أحيانًا بمرور الوقت ، و أحيانًا يظل كما هو أو يتحسن. في بعض الناس
ما هي أسباب الفيبروميالجيا ؟
لا نعرف حتى الآن ما الذي يسبب الألم العضلي الليفي بشكل محدد. فهناك حالات قد يكون ناتجًا عن الإجهاد المزمن.
يصنف الألم العضلي الليفي رسميًا على أنه متلازمة ، مما يعني أنه مجموعة من العلامات والأعراض المعروفة بحدوثها معًا ، ولكن بدون ارجاعه الي علم امراض معروف و واضح. من المحتمل إزالة لفظ “المتلازمة” عندما نتعلم المزيد عنها.
و يميل الألم العضلي الليفي إلى الانتقال الوراثي في العائلات ، مما يدفع الباحثين إلى الاعتقاد بأن له مكونًا وراثيًا في كثير من الحالات.
التعايش مع الألم العضلي
غالبًا ما يواجه الأشخاص الذين يعانون من الألم العضلي الليفي تحديات شديدة. يضطر الكثيرون إلى ترك وظائفهم أو العثور على وظائف أكثر قابلية للتحكم في أعراضهم. و يرى الكثير من الناس أن علاقاتهم تفشل ، خاصة عندما لا يعتقد الشخص الآخر أنه مريض حقًا أو غير راغب في تغيير حياته لتلائم المرض. و هذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى العزلة والمزيد من الاكتئاب.
مدرسة أخرى ترى أن الفايبروميالجيا مرض لا وجود له !
ويجب الإشارة إلى أن هناك مدرسة أخرى من الأطباء، التى ترى ان الفايبروميالجيا ليست مرضًا حقيقيا رغم معرفتهم بألم الكثيرمن الحالات في ذات الوقت. فالمرض من وجهة نظرهم لاوجود له وغير حقيقي و لكن الأعراض التى يشعر بها المريض هى أعراض حقيقية بالفعل لكنها ليست مرضا. و يستندون في ذلك إلى أنه ليس هناك ثمة تحاليل أو فحوصات تشير إلي هذا المرض، و حتى عند أخذ عينة من نسيج العضلات تكون سليمة و كذلك التحاليل و كل الفحوصات سالبة. فكيف يوجد مرض لا تشير اليه اى فحوصات او تحاليل!
الفيبروميالجيا و المناعة
سبب المرض بحسب هذه المدرسة .. هذه المدرسة ترى أن الأمر كله يتمثل في خلل عصبي بالجسم نتيجة وقوعه تحت ضغط ما و من ثم ينشط الجهاز العصبي السمبثاوى و الذى يجعل الجسم يعيد توجيه طاقته لتوفير احتياجات اجهزة الجسم الحيوية الاساسية فقط و مدها بكل ما تحتاجه و إهمال باقي الجسم و منها إهمال تغذية العضلات و المفاصل وو باقي خلايا الجسم بما تحتاج اليه من عناصر.
بالاضافة أن الوقوع تحت ضغط يولد إرتفاعا لهرمون الكورتيزول في الجسم و عند ارتفاع الكورتيزول يرتفع كل من مستوى ضغط الدم و مستوى السكر بالدم و كذلك مستوى الكوليسترول، محاولة من الجسم لإظهار وجود المشكلة و محاولة منه لعلاجها.
وهم يرون انه يتم علاج المريض بشكل خاطئ من قبل الكثير من الأطباء اللذين يبدأون في علاج المشاكل الموجودة لدي المريض، فيبدأون باعطاءه ادوية لعلاج ارتفاع الضغط و أخري لخفض سكر الدم و أخرى لخفض مستوى الكوليسترول، دون الإلتفات للمسبب. و هذه المشاكل ما هي إلا أعراض فقط لا يؤدى علاجها الي تحسن الألم و ذلك لاستمرار وجود المسبب بل يؤذى الجسم اكثر.
الفيبروميالجيا و الصيام
العلاج من وجهة نظر هذه المدرسة .. العلاج بحسب هذه المدرسة يبدأ بعلاج الامعاء و اعادة التوازن المايكروبي بها اولا و يمكن تناول المكملات التى تساعد علي ذلك مثل البروبايوتك و الإهتمام بتناول الخضروات و شوربة عظم البقر و مد الجسم بكل ما ينقصه من العناصر في شكل مكملات بكمية كافية، مثل فيتامين د وفيتامين ب و فيتامين ك والماغنسيوم و البوتاسيوم.
و الأهم في الأمر كله هو ازالة أسباب الضغط الذى يتعرض له الشخص والذى يؤدى الي التسبب في كل هذا. مع الاخذ في الإعتباركذلك الأهمية القصوى للنوم مبكرا و في موعد ثابت يوميا مالا يقل عن 6 او 7 ساعات.
و يجب علينا معرفة أن مواعيد النوم التى تتيح للجسم تجديد خلاياه و تنظيف السموم وعلاج مشكلاته ذاتيا، هى من الساعة العاشرة مساءًا وحتى الرابعة صباحًا. كما يجب أن يكون النوم في ظلام دامس بعيدا عن جميع الاجهزة و الهواتف الخلوية.
الفيبروميالجيا و الرياضة
كما يؤكد الأطباء أن ممارسة الرياضة بانتظام و القيام بتمارين التنفس العميق صباحا و مساءا ينشط الجسم و يمده بالاكسجين بكمية جيدة تتيح وصوله لكل خلايا الجسم بشكل كافي مما يفيد ويعالج خلايا الجسم و ينشط جميع اجهزته و يحسن من ادائها.
و في النهاية و أيا كانت المدرسة الطبية .. يجب الإعتراف أن هذه الأعراض ما زال يغلفها الغموض و في حاجة لمزيد من متابعة كل جديد في الابحاث المتعلقة بها، فمن المؤكد الوصول لكل اسباب هذه المتلازمة و اسرارها و ربما يحدث ذلك بعد وقت قصير.