القلق ، حالة نفسية يمر بها الفرد تجعله متوتراً وفاقداً للشعور بالأمان بشكل كبير يختلف عن حالات القلق العابرة ، فاضطراب القلق يخلق شعوراً أقرب الى الهلع والرعب مما يؤثر على الفرد تأثيراً قد يمنعه من ممارسة أبسط نشاطاته اليومية.
ما أعراض القلق ؟
تتراوح الأعراض ما بين الخفيفة الى الحادة ، وتختلف من شخص لآخر كل حسب حالته:
- انعدام الشعور بالأمان
- الشعور بالذعر والتشاؤم
- التوتر والتململ والعصبية الزائدة والتسرع
- التشتت وعدم التركيز
- الارتجاف والتعرق في نفس الوقت
- تسارع التنفس وتسارع دقات القلب
- شد في عضلة القلب
- عدم القدرة على النوم
- الضعف والخمول والارهاق والتعب
- غصّة في الحلق ونوبات البكاء
- الصداع
ما أسباب القلق ؟
- العوامل الوراثية: حيث أن القلق والتوتر ينتقلان عبر الأجيال بنسب وراثية مختلفة تظهر على شكل مواد كيميائية طبيعية في المخ. كما أن تأثر الأطفال بسلوك الوالدين المرتبط بالقلق ، من شأنه أن يصبح جزءاً من شخصيتهم.
- الطفولة القاسية: تتمثل في قسوة الوالدين أو المعلمين وممارسة العنف اللفظي أو الجسدي ، أو الإهمال الكبير الذي يتعرض له الطفل ، أو مرور الطفل بصدمات كثيرة تجعله خائفاً من مواجهة المستقبل والإقدام على أي خطوة.
- عدم الثبات: إن التعامل المستمر مع أشخاصاً متقلّبين وغير ثابتين ، من شأنه أن يصيب الفرد بالقلق والتشوش وفقدان التركيز والخوف من حدوث أي شيء لا يمكن التنبؤ به.
- الوصول للكمال: بعض الأشخاص يطمحون للوصول الى الكمال في كافة أمور الحياة ، كالدراسة أو العمل. مما يجعل الشخص في حالة من القلق والصراع والخوف من أن يكون أقل من المستوى الذي حدده لنفسه.
- النقد المستمر: إن تعرض الفرد للنقد بشكل مستمر ، يصيبه بالقلق والضغط النفسي والخوف من الإقدام على فعل أي شيء خشية من أن يكون موضع تقييم أو موضع حكم بشكل من الأشكال.
- الظروف الحياتية: كوفاة أحد المقربين ، أو التعرض لأزمة مالية ، أو المشاكل الزوجية ، أو تراكم ضغط العمل ، وغير ذلك.
- الإصابة بالأمراض الجسدية: كمعرفة الفرد بأنه مصاب بمرض خطير كالسرطان أو الجلطة أو غيره ، مما يجعله قلقاً من المستقبل وأمور العلاج وغيرها.
- وجود مشاكل صحية بدنية: كالأعراض الانسحابية للمخدرات ، أو مشاكل الغدة الدرقية ، أو المشاكل التنفسية.
كيف يتم تشخيص القلق ؟
هناك عدة معايير يتم من خلالها تحديد فيما اذا كان الفرد مصاباً بالقلق أم لا ، أهمها:
- الشعور بالقلق لدرجة العجز عن القيام بالانشطة اليومية.
- استمرار الشعور بالقلق لمدة تزيد عن 6 أشهر.
- الشعور بالقلق دون أن يكون هناك مشكلة صحية بدنية ، وفي بعض الأحيان دون وجود سبب معين.
- أن يصاحب القلق مجموعة من الأحاسيس المتعلقة بانقباض العضلات ، التوتر ، ضيق التنفس ، تسارع دقات القلب ، التعرق والارتجاف.
ما مضاعفات القلق ؟
في حال لم يخضع المريض للعلاج فسوف تتفاقم حالته وتجعله عرضة للإصابة بأعراض أخرى ، أبرزها:
- اضطرابات الهلع الحادة
- قرحة المعدة أو القولون أو الغثيان أو القيء أو الاسهال أو المغص الحاد
- الأرق
- الصداع المزمن
- السكري أو ارتفاع ضغط الدم
- الاكتئاب
- العزلة الاجتماعية
- الفشل في الدراسة أو العمل أو الحياة الاجتماعية
- اللجوء الى المخدرات
- الانتحار
ما علاج القلق ؟
العلاج النفسي والسلوكي
عن طريق خضوع المريض لجلسات علاجية تحت يد متخصص في علم النفس ، تجعل للمريض قادراً على التحدث عن كافة مشاكله والأمور التي يعاني منها ، وفي نفس مراقبة سلوكه وطريقة تفكيره تجاه ضغوطات الحياة ، والعمل على رفع مستوى وعيه وتحسين طريقة تفكيره ، وإعادة تشكيل الأفكار السلبية للانتقال للمرحلة السلوكية المتمثلة في مواجهة الفرد لما يخشاه تدريجياً ، بدءاً من الخيال وصولاً الى المواجهة المباشرة للتخلص من القلق بشكل نهائي.
العلاج الدوائي
عن طريق تناول المريض لـ مضادات القلق والأدوية المهدئة كـ Xanax و Klonopin و Ativan و Valium ، حيث تتميز بمفعولها السريع في القضاء على القلق بمجرد تناول الحبة الأولى ، خصوصاً عند التعرض لنوبات الهلع الحادة عن طريق إبطاء ردة فعل الجهاز العصبي والشعور بالاسترخاء. قد تسبب هذه الأدوية الشعور بالنعاس وقلة التركيز وصعوبة التذكر عند استخدامها في الفترة الأولى ، كما أنها قد تسبب الإدمان عند تناولها لفترة طويلة.
هناك بعض حالات القلق المزمن التي تتطلب استخدام مضادات الاكتئاب لكنها تستغرق وقتاً أطول في العلاج ، حيث يشعر المريض بالتحسن بعد مرور 4-6 أسابيع. أشهر هذه الأدوية Prozac و Cipralex و Zoloft لكنها قد تسبب الشعور بالنعاس والتعب والصداع والضعف الجنسي والغثيان عند استخدامها في الفترة الأولى.