القيم الاجتماعية
إن المجتمع يواجه تغيراً سريعاً و هائلاً في مختلف مجالاته وجوانبه وكان من ضمن مسميات هذا العصر( عصر الصراع القيمى ) , سواء في المجتمع الواحد أو على النطاق العالمي ومع هذا التغير اندثرت قيم وحلت قيم أخرى محلها و وتبدلت قيم إلى قيم أسوأ تتسم مع سمات العصر الحالي , مما أدى إلى تعرض المجتمع لألوان من التناقض والصراع القيمي سواء من الأجيال الجديدة والقديمة أو من الجنسين , أو بين المراحل العمرية المختلفة, أو نتيجة لاختلاف الظروف الإقليمية بين الريف والمدينة فمثلاً تنظر الأجيال القديمة إلى شئون الأجيال الجديدة بنفس المنظار الذي تعودت النظر من خلاله إلى شئونها هي بينما الأجيال الجديدة تجد نفسها واقعة تحت تأثير قوى وعوامل اجتماعية جديدة مما يجعلها تقاوم القيم السابقة.
ونظراً لتعقد العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع وخاصة كلما ذادت المصالح ويحاول كل فرد من أفراد المجتمع أن يتوافق مع نفسه أو مع غيره , ومع زيادة عصر القلق الذي نعيشه الآن وما يترتب على ذلك من ضغوط نفسية, قد تؤدى إلى حالة من الإنهاك البدني والعقلي والنفسي , وكذا واقعنا الحضاري نتيجة التقدم التكنولوجي في جميع جنبات الحياة و وما يعكس الكثير من الاضطرابات النفسية التي تؤدى إليها التنافس وعدم المساواة والاستغلال .
والقيم الاجتماعية هي تنظيماتنفسية تدفع الفرد وتوجهه إلى سلوك معين بما يتفق مع معايير الجماعة ويتسم هذاالسلوك بالاهتمام بالآخرين والميل إلى مساعدتهم دون النظر إلى المقابل , والاشتراك في الخدمات العامة مع الإحساس بالمسئولية , وإنكار المصلحة الشخصية مقابل مصلحة الجماعة , وبما يحقق للفرد الرضا والسعادة. إلى أن القيم مهمة بالنسبة لدارس علم النفس الاجتماعي لأن القيم تعتبر أحد المحددات المهمة للسلوك الاجتماعي , والقيم نتاج لاهتمامات ونشاط الفرد والجماعة وينظر البعض إلى القيم على أنها من خصائص النوع البشرى ليست مجرد اختراعات شخصية أو تلتصق بجماعة معينة .
كما أن القيم من المفاهيم المجردة اللازمة للجنس البشرى والتي يكتسبها الفرد عن طريق الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام وتقويم القيم بتوجيه سلوكه وتعمل على توازنه وتستخدم كوسيلة للحكم على سلوكه كما أنها تساعد الفرد على ضبط نفسه وتوقعاته من الآخرين وتزوده بالشعور اللازم لمعرفة المرغوب من المرفوض كما أنها تساعده على التفكير فيما يقدم إليه من أفعال والأساليب والوسائل التي يختارها في الموقف المشكل, وبذلك يمكن أن ننظر إلى القيم كدعامة لتفكير الفرد .
في تفسيرات نظرية للقيم من خلال النظرية السلوكية حيث يركز أصحابها على أشكال التدعيم المختلفة سواء ايجابية أو سلبية في تغيير القيم والاتجاهات وحيث يؤكدون على أحداث تغيرات في مجال القيم من خلال مشاهدة النماذج الاجتماعية ، وإما أصحاب نظريات التعلم الاجتماعي فيرون أنه يمكن تغيير القيم من خلال التعلم بالقدوة ومشاهدة سلوك النموذج وينقلون عن “أورنستين” على ضرورة استخدام الأنشطة لتوضيح القيم وأن هذه الأنشطة تتضمن مواقف حياتية واجتماعية بالإضافة إلى المناقشات حول هذه المواقف لتنمية القيم.