تعتبر المساندة الاجتماعية من الموضوعات الهامة في مجال علم الاجتماع فهي مصدر من مصادر الدعم النفسي والاجتماعي الذي يحتاجه الفرد في حياته اليومية ، ولما لهل من دور هام في إشباع حاجته للأمن النفسي والاجتماعي، وحظيت المساندة باهتمام الباحثين من خلال الجماعات التي ينتمي إليها الفرد ( كالأسرة – الأصدقاء – الزملاء في العمل)، فهذه الجماعات تقوم بدور كبير في خفض الآثار النفسية السلبية للأحداث والمواقف الضاغطة التي يتعرض لها الفرد في حياته اليومية.
كما أن العلاقات الاجتماعية تؤثر على جميع جوانب حياتنا بما في ذلك صحتنا البدنية , فالمساندة التي يقدمها الآخرون يمكن أن تحسن كلا من الصحة البدنية والنفسية وجودة الحياة , ولعل الألفة والتقبل هما المكونان الحاسمان والأكثر أهمية في المساندة الاجتماعية وكما تؤثر العلاقات الاجتماعية التي نكونها مع الآخرين في هذه الجوانب من حياتنا لأن شريك العلاقة لم يعد مجرد شريك فحسب بل أصبح جزءاً من ذاتنا.
والمساندة الاجتماعية تدعيم ايجابي للفرد ومن الآخرين الذين يعتمد عليهم في المراحل المختلفة من حياته ففي الطفولة نجد أفراد الأسرة , وفى المراهقة نجد الأصدقاء , وفى الرشد نجد الزوج والزوجة والأقارب وزملاء العمل ، وفى الشيخوخة نجد كل هؤلاء إلى جانب موفروا الرعاية الصحية وقد يشترك أكثر من فرد من هؤلاء في تقديم المساندة للفرد أي أن المساندة الاجتماعية تختلف طبقاً للمرحلة العمرية التي يمر بها الفرد . كما أن الفهم الحقيقي للآخرين ضروري للتعرف الحكيم معهم في المواقف الاجتماعية و وأن الذكاء الاجتماعي ينمو عن طريق الخبرة والاحتكاك الاجتماعي ، فالمعلومات الاجتماعية يتم بناؤها من خلال تجارب وخبرات الآخرين.
كما أن المساندة الاجتماعية ذات تأثير ايجابي على الصحة النفسية والبدنية للفرد وذلك بغض النظر عما إذا كان يتعرض لأحداث حياتية مثيرة للمشقة أم لا ، وقد اشتق هذا النموذج أدلته من خلال التحليلات الإحصائية التي أظهرت وجود أثر رئيسي لمتغير المساندة , وعدم وجود تأثير للتفاعل بين المشقة والمساندة ، مما دعا البعض إلى أن يطلق عليه نموذج الآثار الرئيسة، وتشير إلى أن البيئة الاجتماعية تؤثر على نواتج الصحة من خلال مجموعة من العمليات تتمثل في الإقتداء – التدعيم والتشجيع وتأثير الأقران .