سنتحدث اليوم عن الملكة حتشبسوت وهي واحدة من أعظم النساء المصريات التي صنعت الحضارة المصرية وجعلت مصر ذات مكانه عظيمة.
و قد تناولت الأعمال الدرامية الكثيرة جوانب من حياتها ولكننا أتينا اليوم لكى نقف على الحقيقة كاملة عن الملكة حتشبسوت .
عن الملكة حتشبسوت
الملكة حتشبسوت ( ١٥٠٧-١٤٥٨) قبل الميلاد
تعتبر الملكة المصرية حتشبسوت “ غنمت أمون ” من اعظم ملكات العالم على مر العصور كما أنها تحمل أيضا لقب انجح انثي فرعونية صعدت على عرش مصر الفرعونية حتى إطلق على فترة حكمها العصر الذهبي.
حكم الملكة حتشبسوت
تعتبر الملكة حتشبسوت الملكة الخامسة من الأسرة الثامنة عشر لمصر القديمة وعلى الرغم من أن المرأة الفرعونية كانت تحظى بمكانتها في المجتمع ولكنها لم تتولى أبدا الحكم من قبل فكانت أول أمرأة تحظى بلقلب الفرعون.
يشير الجدول الزمني إلى حياة الملكة حتشبسوت وأنها ابنة الملك تحتمس الأول وعندما توفي الملك، ورث ابنه تحتمس الثاني العرش. تمشيا مع المعايير المصرية التقليدية، تزوج الملك الجديد من ابنة والده الكبرى. وهذا يعني أنه تزوج أخته غير الشقيقة، حتشبسوت، وأنجبت طفلة تدعى نفرور، ” لانه ماكان متعارف عليه عند الفراعنة أن وريث العرش من الذكور يتزوج بالأخت الكبرى له الغير شقيقة منعا لاختلاط دم الملوك بالعامة ”
فكانت بداية حكمها عندما توفي تحتمس الثاني في أوائل العمر وعند وفاته أصبح ابنه من قبل زوجة أخرى، تحتمس الثالث فرعون.
كان طفلا صغيرا جدًا في ذلك الوقت ليحكم الأمة العظيمة في مصر، لذلك تولن حتشبسوت الحكم نيابة عنه، بصفتها الوصية عليه.
حكم حتشبسوت الوصي لمدة ست سنوات وعندما أصبح الصبى ” تحتمس الثالث ” فى سن السادسة من العمر أى في عام 1473 قبل الميلاد، قررت حتشبسوت أن يكون لديها ما يكفي من الحكم نيابة عن الطفل وأعلنت نفسها فرعون.
كانت هذه خطوة جريئة لها كأنثى. في هذا الوقت بدأت حتشبسوت في اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أن يراها شعب مصر الحاكم الشرعي للأمة المصريةعندما بلغ تحتمس الثالث مبلغ الرجال ، عيّنته قائدا لجيوشها حتي أصبح قائدًا عسكريًا قويا حتي أطلق عليه “نابليون مصر” من قبل مجموعة من علماء المصريات الذين درسوا هيمنته العسكرية في العديد من معاركه الرئيسية.
وكانت الملكة حتشبسوت مثلا للمرأة الذكية القوية لأنها تخلصت من الملابس الأنثوية التقليدية وقامت بارتداء زى الرجل الفرعوني.
وتشير النقوش على جدران معبدها أنها ارتددت لحية ذكورية وهمية مشابه لتلك التي كان يرتديها الفراعة الذكور الذين سبقوها في الجلوس على عرش مصر.
كما أشار أيضا فن التصوير الخاص بالملكة حتشبسوت إلى ان كان عهدها ملئ بالعديد من الإنجازات لقد انجزت أكثر بكثر من الفراعنة الذين سبقوها فى الحكم كما تمتع شعب مصر بالسلام فى ظل حكمها.
وبسبب حب شعبها لها ونجاحها فى قيادة الجيوش وقيادة مصر بأكملها استمتعت الملكة حتشبسوت بحكم طويل على الرغم من كثرة الضغوط من تحتمش الثالث وريث العرش ” وهو ابن الملك تحتمس الثاني زوج حتشبسوت واخوها غير الشقيق ويعتبر تحتمس الثالث ابن حتشبسوت بالتبني” للصعود على عرش الحكم فى مصر.
عائلتها
- جدها هو الملك ” احمس الأول” طارد الهكسوس من مصر و صاحب الانتصارات الكبيرة و.
- ابوها هو الملك “تحتمس الأول”.
- أمها هي الملكة ” احمس نفرتيتي”.
- زوجها هو الملك ” تحتمس الثاني”.
- الأبناء انجبت الملكة حتشبسوت ثلاث ابناء “ صبى ومات فى سن مبكر وبناتنا هما” نفرو رع و مريت رع“
إنجازات حتشبسوت
معبد حتشبسوت الجنائزي
كما ذكرنا من قبل أن الأعمال الفنية والكتابة الهيروغليفية لحياة الملكة تم تسلط الضوء عليها من خلال معبدها في الدير البحري.
هذا المعبد الذى يعتبر شهادة لإنجازات للأنثي الفرعونية حتشبسوت.
وفى تناقض غريب مع بناه الأهرامات تم بناء المعبد الجنائزي التابع لها في منطقة تعتبر الأكثر أمانا للبعد عن السارقين والمحتالين والذي يتميز بشموخ هيكلة حتى انه تفوق على معبد البارثينون اليوناني الشهير الذى يقال انه سبقة فى البناء بألف سنه مما دعى العديد من ملوك الفراعنة من بعدها إلى بناء معابدهم بالقرب من معبد حتشبسوت بهدف ربطها بعظمة مبانيها.
مشاريع البناء الأخري
قامت الملكة حتشبسوت أيضا ببناء العديد من المشاريع الأخري في مصر العليا إلى مصر السفلى التي تعتبر اكبر وأضخم المشاريع السابقة لأسلافها. كما أنها أمرت أيضا بتشيد مسلتين كبيرتان تم وضعهم فى منطقة الكرنك”الذي يعتبر احد أكثر المعابد أهمية في مصر الفرعونية حيث ساهم فيه الكثير من ملوك الفراعة بالأثآر والتماثيل من خلال فترة طويلة من الزمن”.
كما أنها قامت بإنشاء المقصورة الحمراء التى تصور وتحتفظ بالعديد من الإنجازات والأحداث في عهدها التي تم تدميرها في حقبة من الزمن محاولة لمحو التاريخ المصري وربما كان المقصود منه محو تاريخها بالتحديد ولكن بمجرد اكتشاف هذه المقصورة الحمراء اعيد بنائها وتجميعا مرة اخرى لتقف شامخة في معبد الكرنك.
ازدهار التجارة الخارجية في عهد حتشبسوت
كما ذكرنا من قبل انه تفوقت الملكة الفرعونية الأنثي في القيادة السياسية الداخلية و الخارجية وتمتعت مصر فى ظلها بالسلام.
مما ادى حب شعبها لها ولكنها لم تقتصر على الجانب السياسيي فقط بل الاقتصادي أيضا حيث يعود الفضل إليها بإرسال بعثات تجارية إلى بلاد الحبشة و إلى أرضى بونت بهدف إعادة تأسيس رابط تجارى.
فعادت الأفواج التجارية محملة بالعديد من النباتات العطرية المستخدمة فى صناعة البخور والمواد الخام من ارض بونت ” تقع فى شمال الصومال ” على رأسهم أشجار المر التي يقال عنها التاريخ أنها أول الأشجار التي تم إستزراعها بنحاح.
وتشير كثير الدلائل أنها تمكنت من إستعادة الكثير من القلائد الذهبية الثمينة التى عززت بدورها ثروة مصر القديمة.
موت الملكة حتشبسوت
كان يطلق عليها الملكة المفقودة حيث لم يتم تحديد أي مومياء هي الملكة حتشبسوت إلى أن حسم الأمر في عام ٢٠٠٧ عن طريق تطبيق الحمض النووي مع رفات جدتها المحنطة ” أموس نيفريتى ” حيث تبين انها :-
- توفت في الخمسين من عمرها.
- كان طولها يزيد عن الخمس أقدام وقد عانت من السمنة.
- كما عانت أيضا من مرض السكرى و سرطان العظام ، مما أدي إلى فقدها الكثير من أسنانها التي وجدت بداخل صندوق منفرد يحتوى على بقية أحشائها.
- احتواء روفتها على مادة البنزوبيرين الهيدروكربونية المسرطنه.
حقائق مثيرة للاهتمام حول حتشبسوت
- يترجم اسمها إلى ” قبل النساء النبيلة “.
- يرجع إليها الفضل في بعض الانتصارات العسكرية الهامة في وقت مبكر من حكمها، إلا أنه سيطر مستوى عال من الازدهار الاقتصادي المصرى على سمة عصرها أكثر.
- بمجرد أن أسست نفسها كفرعون، أخذت حتشبسوت العديد من الصفات الذكورية، وارتدت لحية وهمية لتتناسب مع الزعماء الذين يهيمن عليهم الذكور الذين تفاعلت معهم.
- يعتبر خليفتها، تحتمس الثالث، من قبل البعض أنه الأهم من بين جميع الفراعنة بسبب قوته العسكرية.
- بسبب كثرة التماثيل الخاصة بها، هناك مساحة كبيرة من الأرض في متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك مخصصة لحتشبسوت.
- مقارنة مع غيرها من الحكام من مصر القديمة، كانت فترة حكم حتشبسوت الأطول ويعتقد أنها أكثر أهمية بسبب إعادة تأسيسها لطرق التجارة الحيوية ، وفترة السلام الطويلة تحت حكمها.
هذه كانت نبذه مختصرة عن حياة الملكة المصرية حتشبسوت ودورها التاريخي في صناعه مجد مصر
المصادر
- حتشبسوت الملكة الفرعونية للكاتب جويس تيلدسلي