هل حصلت على عمل جديد للتو؟ هل ستبدأ أولي أيامك بالعمل؟ هل تبحث عن النجاح في العمل ؟
تلك الفترة التى يعدها معظمنا أصعب الفترات التى تمر عليه فى و ظيفته، حتى أن بعض الناس بعدما يستقر فى عمله ربما يحصل على عرض عمل أفضل فيفضل البقاء فى وظيفته حتى لا يمر بنفس الفترة مره آخري .
هل هذه الفترة حقا بتلك الصعوبة ؟ لا تنزعج فالأمر فى الحقيقة أننا من نشق على أنفسنا!
حينما نعتقد أن علينا لفت الإنتباه لنا منذ لحظاتنا الأولي فى مكان عملنا الجديد و إثبات كفائتنا وجدرتنا منذ يومنا الأول.
والحقيقة الأمر ليس كذلك، بل على العكس تماما، فتلك الفترة فى كل أماكن العمل تكون فترة تدريب حيث يرغب صاحب العمل منك أن تتعلم بإجتهاد حتى تقدم لعملك الأفضل فى أيامك القادمة.
فلماذا إذا تشق على نفسك ؟ فتلك أفضل الفترات على الإطلاق لتؤسس نجاحك فى مكان عملك، ولكن كيف؟!
هذا ما سوف نوضحه لك فى السطور القادمة.
عوامل النجاح في العمل
أنت تريد أن تبني نجاحك في هذا المكان، و لكل يجب بناء أساس لذلك عليك إكتشاف عوامل النجاح فى العمل في هذا المكان لتتمكن من تأسيس نجاحك.
ربما تري أن لديك الكفاءة والمهارة وربما يكون لديك خيرة فى ذلك المجال، و لكن إن كانت لديك خبرة حقيقية فأنت تعلم أن كفائتك المهنية ليست هى العامل الوحيد للنجاح، فما هى العوامل الآخري.
الكفاءة و المهارة المهنية أساس النجاح في العمل
نعم و إن لم تكن العامل الوحيد و لكنها تظل العامل الأول، و لكنها فى النهاية تعتمد عليك و على إجتهادك و تأتى بمرور الوقت مادمت تعمل بجد.
ثقافة مكان العمل
ويمكن أن نطلق عليها أيضا قواعد النجاح المعلنة، حيث تكون مجموعة من القواعد و التوجيهات التى يتعهد مكان العمل أن الإلتزام بها يضمن لك القبول و النجاح فى مكان العمل.
وربما الخروج عنها يعرضك للمسألة ، تلك القواعد سهل معرفتها حيث أنها كما أشرنا تكون معلنة، فتتلي عليك فى محاضرة فى فترة التدريب، أو فى إجتماع مع رؤسائك، ويكون لكل مكان قواعد تختلف عن أماكن العمل الآخري تتفق مع طبيعة العمل وتوجهات صاحب العمل أو اصحاب القرار.
قواعد اللعبة
وتلك القواعد هى قوانين النجاح غير المعلنة فى هذا المكان، التى عليك أن تستنبطها و تكتشفها بنفسك، فلن يخبرك بها أحد و لكن كيف تعرف هذه القواعد ، عليك الإلتزام بما يلي :
الصمت
نعم الصمت أمر أساسي من أسس النجاح في العمل ، عليك فى فترتك الأولي فى مكان العمل أن تصمت كثيرا، و تسمع فقط، حتى و إن آتتك فرصة للتحدث فربما من الأفضل ألا تستغلها فى تلك المرحلة، فكما تقول الحكمة الشهيرة تحدث حتى آراك، عليك أن تفسح المساحة للآخرين أن يتحدثوا أكثر لتعرفهم ، قبل أن تعرفهم عن نفسك.
كذلك و على عكس الشائع لا نشجعك على طرح المزيد من الأسئلة، حيث أن إجابات أسئلتك جميعها ستأتي بالممارسة فليس عليك أن تتعجل، ويمكنك أن تبحث بنفسك عن تلك الإجابات، و حين تستنفذ كل الوسائل الآخري للحصول على الإجابة يمكنك كآخر حل أن تطرح سؤالك وذلك يعود لسببين.
السبب الأول : أن معظم الناس ينظر لنفسه على انه عاني كثيرا للحصول على تلك الخبرة فلن يعطيها لك على طبق من ذهب ، وسواء إتفقنا مع ذلك أم لا فهذا هو واقع الأمر.
السبب الثاني : أن غالبا من يساعدك على أن تتمرن على وظيفتك الجديدة ، لا تكون أنت عمله ولكن يكون لديه عمله الأصلي ومهام عليه أن ينجزها أو نسبة عليه أن يحقهها ( Target ) ، لذلك عليك آلا تثقل عليه وآلا تجعله يتخذك حجه لعدم إنهاءه مهامه المقررة عليه.
الهدوء
أن تهدي، يعني آلا يلحظك أحد، آختر أن تقف فى آخر الصف بمحض إرادتك، و أن تصرف الأنظار عنك فى أسرع وقت ممكن وذلك لسببين :
السبب الأول : أن تركيز الجميع معك لأنك جديد عليهم ، يصيبك بطبيعة الحال بالإرتباك و الرغبة فى التحرك بخطوات أسرع وهو ما يخرجك عن الهدف الأساسي من تلك المرحلة
السبب الثاني : أن وطبقا لنظرية القفازات يتعمل البشر مع بعضهم للوهلة الأولي كما يحبون أن يظهروا ، أو بعبارة آخري يتصنعوا الصورة التى يتمنوا أن تراهم عليها ، فلا تدع المظاهر تخدعك ودعهم يتعاملوا علي طبيعتهم حيث أنهم لا يلحظوا وجودك و حتى تتمكن من رؤية عملهم وتقنياته بشكل أفضل.
الملاحظة
وتلك هى الخطوة الأهم على الإطلاق والتى تحتاج الكثير من الصبر والسعي ، أو ربما سيكون من الأدق أن نطلق على تلك الخطوة المراقبة ، كن و كأنك مرسل من جهاز مخبراتي و ترغب فى تقصي الحقائق دون أن يلحظك أحد.
والآن عليك أن تراقب كل شئ وكل من هم فى محيطك ، ولكن عليك أن تخص بالمراقبة و الملاحظة الدقيقة نوعين من الناس :
النوع الأول : هو الشخص الناجح ، والمقرب من أصحاب القرار داخل مكان عملك.
النوع الثاني : هو الشخص المحبط الذي ينشر المشاعر السلبية طوال الوقت بين زملاءه المبعد وغير المرضي عنه من أصحاب القرار أو رؤسائه.
النوع الثاني سوف يعلمك السلوكيات التى تقودك للفشل فى مكان العمل ، مما يعنى أن عليك أن تتجنب أفعاله ، حتى وإن كنت تري انه من الناحية المهنية على كفاءة عالية ، فلا تتعجل فسوف يتراجع مستواه وربما يترك العمل أو يطرد منه.
أما النوع الأول فسوف تري فى سلوكياته و طريقة عمله كتالوج يرشدك للطرق والسلوكيات التى تقودك للنجاح فى مكان عملك.
ولكن يوجد هنا ملاحظة هامة ، وأنت فى طريقك لتكوين صورة عن قوانين النجاح في مكان عملك ، لا تتسرع فى الحكم علي ما تراه من الناحية الأخلاقية ، ويعود ذلك لسببين :
السبب الأول : أنه لا يمكنك أن تقيم أمر ما لا تعرفه جيدا ، لذلك عليك أن تري الصورة كاملة أولا وتختبرها ثم تحكم عليها حتى يكون تقييمك للأمور صحيح.
السبب الثاني : أن إنصراف ذهنك لوضع علامة صح أو خطأ على كل تصرف تراه سوف يشتت ذهنك و يصرف نظرك عن حقيقة الأمور لذلك لن تنجح فى تكوين الصورة الصحيحة مطلقا.
فربما تعتقد أن مهارات التواصل المميزة للوهلة الأولي نفاق ، ولكن بعد رؤية مواقف متتالية مختلفة يتضح لك أن ذلك الشخص متواصل جيد مع رؤساءه وملاؤه.
وفى النهاية عليك أن تدرك أن فهمك لتلك القوانين ، وتحليك بمهارات آخري بجانب مهاراتك المهنية ربما يقودك إلي النجاح حتى لو كانت معرفتك بالمهنة التى تقوم بها قليلة فتلك المهارات تدعم كفائتك ، وتدفعك للأمام.
يمكنك أيضا قراءة: كيف تنشئ علاقات جيدة في العمل