الوشم
بات الوشم شائعاً في مجتمعاتنا العربية خاصة بين النساء والشاب، والغريب هو أن الوشم بعد أن كان تراثاً من الأجداد، و كان مستهجناً من قبل القلة لكنه أنه بات هذه اللحظة شيئاً محبباً بين الشبان وذلك محاولة من الشباب في تقليد الغرب.
و كنوع من التقليد الأعمي تسعي السيدات لاتخاذة كمكياج دائم، فتقوم برسم حاجبيها أوعيونها ككحل دائم، أو حتي تصبغ شفتيها به، وأيضا الشباب والمراهقين يرسمون صوراً مختلفه علي جلدهم واجسامهم مقلدون لفناني الغرب ومشاهيرهم وحتي كتقليد لبعض فناني العرب.
فمن أشكال انتشار الوشم إننا نري في بلد مثل الولايات المتحدة الامريكية الأمريكية قد خصصت لذلك الشأن قسماً خاصاً في كلياتها علي اعتباره فن، وعلي الرغم من هذا فإن ذوي الخبرة والتخصص يحذرون من مخاطر هذا السلوك.
ما هو الوشم؟ وكيفية عمله؟
الوشم هو علامة مستدامة أو تصميم يتم على الجلد باستخدام ألوان وأصباغ يتم إدخالها بواسطة الغرز في الطبقة العليا من البشرة، عادة يستعمل الفنان الوشم بآلة الخياطة “إبرة الخياطة”، فيقوم بثقب البشرة مراراً وتكراراً بالإبرة.
مع كل ثقب بالإبرة يتم إدخال قطرات الحبر الضئيلة، تلك العملية – التي تحدث دون التخدير قد تؤدي لنزيف قليل وهذا ما كانت تفعله الجدات في السابق لكن حالياً اختلف الأمر وتم استحداث آلات أقل إيلاماً.
هل للوشم أضرار؟
مايو كلينيك أجرت دراسة علمية عن مخاطر الوشم ونصحت بتجنبه، و أوضحت هذه الدراسة أن الوشم هو عملية اختراق للجلد الأمر الذي ينتج عنه التهابات جلدية، ومضاعفات ومخاطر أخري متعددة ومتنوعة ، نجملها فيما يأتي:
- الحساسية : الأصباغ التي تستخدم في الوشم هي ألوان عديدة منها الأحمر و الأخضر والأزرق ..الخ، و كلها قد تؤدي الي حساسية وهرش وطفح جلدي وقد تظهر تلك الحساسية بعد أعوام و ليس بالضرورة عقب عمل الوشم مباشرة.
- الالتهابات الجلدية وذلك قد يحدث عقب عمل الوشم فيحدث احمرار وتورم و قيح، وصديد.
- مشكلات جلدية أخري: مثل الجدري، وأحيانا يترك أوراماً ناهيك عن الندبات.
- الأمراض التي تنقلها المعدات الملوثة التي تستخدم لعمل الوشم وتلك أمراض غير ممكن حصرها فمثلا: الالتهاب الكبدي الوبائي بي أو سي , ناهيك عن مرض الإيدز والسرطان وغيرها من الأمراض التي تنتقل من خلال الدم ، فعندما تستخدم إبرة وشم ملوثة فهي تختلط بالدم و تنقل له أمراضاً شتي.
- مضاعفات التصوير بالرنين المغناطيسي: فالوشم أو المكياج الدائم قد يسبب تورماً أو حروقاً حال التعرض للآشعة الرنين المغناطيسي.
ما الاحتياطات الواجب إتخاذها عند عمل الوشم؟
من المثير أنه في الدول الأجنبيه و قبل ان يبدأ معك في رسم الوشم يحذرونك منه، ويذكرون لك تلك المخاطر وفي الخاتمة يعطون الفرد بعض التعليمات التي يلزم أن يسير عليها علي الأقل مدة أسبوعين عقب عمل الوشم مثل عدم التعرض للشمس ، عدم السباحة في مياه البحار والبحيرات، اختيار الملابس باهتمام، استعمال مرطبات معينة عدة مرات في اليوم مع مكوث الضمادة علي الجروح لفترة 24 ساعة، ثم استعمال مضادات حيوية والتأكد من نظافة يد راسم الوشم و نظافة الماكينة وبالرغم من كل تلك الاحتياطات والتعليمات غير أنهم في المحافل العلمية الغربية شحذرون من خطورته ومضاعافاته ومن العجيب أن نبي الإسلام سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم نهي عن ذلك الشأن قبل 1400 عام.
فعن ابن عباس أفاد: لعن النبي صلى الله عليه وسلم الواشمة والمستوشمة – وفي لفظ: والمتوشمة – والواصلة والموصولة.
يا من ترغب في عمل الوشم عليك أن تعي جيداً أن الوشم علامة مستدامة علي جلدك فهل انت مستعد لبقائها على جلدك وبشرتك علي نحو أبدي معك؟ وهل تريده في مكان مرئي من الجسد أم مخفي تحت الملابس؟ وليكن بحسبانك أن شكل الوشم يتأثر بعوامل السمنة والنحافة، الأمر الذي يؤدي الي تشوه منظر الوشم، فيحوله من لوحة فنية الي تشوه يصعب علاجع حتي مع تقنيات الليزر والعلاجات الحديثة.