حينما صرخ الضابط : ” انها يهودية حقيره ” ،
الكتيبه كلها نظرت الي السيده كذئاب مفترسه ستنقض علي السيده اليهوديه ، واسرعوا اليها و هي عالقه من شعرها في يد الضابط ، وتكالبوا عليها ، باسلحتهم وقاموا بضربها باقدامهم ، واخر كان يقوم بنغس سكين سلاحه فيها من كل ناحيه ، والسيدات في الشارع يصرخن لما يروه ، اما انا فقدمي حتي لم تساعدني علي الحركه ، ولكني فوجئت بضابط يقف امامي ويطلب هويتي ويصوب سلاحه تجاهي ، وكأن المشهد الذي رأته قد ادخلني في حاله من عدم الاحساس بما حولي ، فقدت الصله بالعالم الخارجي تماما ،انظر امامي ولا ترف لي عين ، حتي سمعت صوت شد اجزاء سلاح الضابط ، فبكيت بكاء شديد ، كانت نظرات الضابط تتحول شيئا فشئ لنظرات الاستعداد للهجوم وافتراسي ظنا منه اني شخص يهودي تعاطف مع السيده ، فرفعت يدي المرتعشه مثلها مثل قلبي حينها الذي كان يتمزق لما تراه عيناي ، واعطيته الهويه الخاصه بالجامعه وجواز سفري ، فنظر بتمعن ثم القي اوراقي ارضا وامرني بالذهاب من هذا الشارع بعيدا ، وان اذهب الي منزلي والا انظر الي مالا يعنيني ، وانا مستمر في البكاء والنحيب ،
ثم ابتعد خطوتين او ربما ثلاثه ، واعتدل في وقفته ونظر الي قائلا ” هاي هتلر ” ، فبدأت ارد التحيه بلسان معقود ، لكن اخترق مشهد ردي التحيه مشهد اخر ، الجنود يحملون السيده وكأنها كيس قمامه مململ ، ويقذفوها في السياره ، وعيناها تنظر الي ، فاسرع الظابط للسياره ورحلوا بعد ان حطموا قلبي ، بقيت في مكاني لحظات ثم سرت في الشوارع لا اعلم اين اسير ، كل ما اراه هو الجنود وهم يضربون السيده ونظرة عينيها الي ، هل كانت تستنجد ام ماذا ؟ ، لماذا كل الاضطهاد هذا ؟ ، ان كانت شيطان قذف من فوهة النار ، لابد ان ارفق علي حاله ما دمت قويا ، ملاذي الوحيد هو حبيبتي ، ساذهب اليها ، هي من ستهدئ من روعي ، احتاج اليها الان ، فقط انظر اليها لاشعر بالامان واستعيد رجولتي ،
هرعت الي المتحف وانا ما زلت ابكي ، حتي راني الحارس منهارا فاتي صوبي وسالني ماذا دهاك ؟ ما الذي اصابك ؟ ، فقلت له دعني ادخل ، لا استطيع ان اتحدث ، فاخبرني بما لم اكن اتوقعه ، لم يعد باستطاعة اي زائر دخول المتحف بعد الان ، سينقل كل محتواه الي اماكن اخري ليخزن حتي تستقر حاله البلاد وتهدأ الحرب العالميه وان احد رجال الاعمال سيقوم بنقل تمثال حبيبتي نفرتيتي ضمن محتويات المتحف ، حاولت ان اضربه حتي ادخل الي المتحف ، وكأني طفل صغير ينزعوه من قلب امه ، هو ينازع وهي تموت تدريجيا ، بدأ صوتي يرتفع ويتحول لصراخ ، لم اري الا الحارس رفع سلاحه و ضربني به علي رأسي وسقطت ارضا ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, يتبع