هل يوجد أحد منا لا يرغب فى أن ينظر إليه بشكل إيجابي، ففى عملك أغلي ما تملك هى سمعتك، حتى العملاء عندما يشعرون أن لهم سمعة جيدة لدي شركة معينة يفضلون التعامل معها دائمًا، و ذلك يجعل الناس يحاولون بناء سمعة جيدة .
و أصحاب الأعمال يقاتلون من أجل الحصول على سمعة ممتازة، حيث أن السمعة يمكن أن تساعدك على التقدم فى مسيرتك المهنية و تؤدي لتحقيق نجاح كبير.
و لكن للحصول على سمعة ناصعة، لا يكفي أن تقوم بعملك بشكل جيد فقط و تلبية توقعات رؤسائك و عملائك، بل السمعة الجيدة تحتاج للمزيد، فى نفس الوقت يجب عليك تجنب السمعة السيئة بكل جهدك.
فى هذا المقال نوضح لك أهمية السمعة لمهنتك و النصائح التى تساعدم على تحسين و توسيع سمعتك.
تعريف السمعة:
غالبًا ما تكون السمعة معادلة لتحقيق صورة إيجابية.
السمعة و صورتك أمام الناس ليسوا مترادفين، فصورتك فى أعين الناس يمكنك فى الواقع التضحية بها، لكن لا يمكنك التضحية بسمعتك على الإطلاق.
من ناحية آخري تعكس الصورة إنطباع قصير المدي، و مع ذلك يمكن تغييرها أو نسيانها سريعًا بنفس السرعة التى تشكلت فيها، على عكس السمعة، السمعة راسخة.
حيث تعتمد السمعة على بناء صورة طويلة المدي لدي الآخرين, فى سياق إحترافي، عادة ما يكون هؤلاء الناس هم زملائك فى العمل و رؤسائك و العملاء الذين تتعامل معهم بالطبع.
و سمعتك فى حياتك الخاصة يمكن أن تختلف على سمعتك فى العمل.
و بالتالي فالسمعة هى الرأي و التقييم السائد، بالإضافة إلي السمات و الخصائص المرتبطة بشخصك (أو منظمتك، شركتك …).
فلا يقتصر الأمر على إلقاء نظرة على الماضي فحسب، بل هو أيضًا تقييم و تقدير للسلوك المستقبلي المتوقع.
فإن كنت قد أكتسبت سمعة كموظف مسئول و فعال و مستقل، سيفترض رئيسك أنك ستستمر فى الإرتقاء بمستواك فى المستقبل.
لذا فإن سمعتك تعتبر وعد دائم عليك الحفاظ عليه، فيمكنك تحقيق السمعة الجيدة كفرد.
\و كذلك تسعي الشركات نحو ترك إنطباع إيجابي و بناء سمعة صلبة و هى ما تعرف بالعلامة التجارية.
حيث أن السمعة بالنسبة للشركات تتمتع أيضًا بقيمة كبيرة و خطيرة من أجل كسب العملاء و التميز عن المنافسين فى السوق.
فى كثير من الأحيان، لا يلعب المنتج و صفاته الدور الرئيسي فى قرار الشراء، و لكن تتصدر سمعة الشركة المصنعة.
لذا فالسمعة تعد أحد أهم الأصول غير الملموسة للمؤسسة و يمكن أن تزيد مباشرة من قيمة الشركة بأكملها.
اقرأ ايضًا: ١٣ طريقة من أجل تنمية المهارات و تقوية الذاكرة
السمعة مهمة جدًا فى العمل:
تلعب الآن السمعة دورًا هامًا فى الوظيفة فى العالم كله بصفة عامة، و بصفة خاصة فى الدول الأسيوية فتوصية من أحدهم تضر بسمعتك يمكن أن تنهى مستقبلك المهنى.
فى مصر لا يشكل السمعة مثل هذا المعنى المبالغ فيه، و مع ذلك، فهي مهمة جدًا بالنسبة لحياتك المهنية.
على سبيل المثال، أولئك الذين يتمتعون بسمعة ممتازة و ليس فقط حيادية، من المرجح ترقيتهم فى عملهم على سبيل المثال، فعلي المدي الطويل تصبح علامة مميزة فى عملك.
و هذا يشمل بشكل خاص علاقتك مع رؤسائك و زملائك.
على سبيل المثال، من المعروف أن اولئك الذين نجحوا فى إكتساب سمعة طيبة فى حياتهم المهنية هم نفسهم الأشخاص الذين يقدمون الدعم لأعضاء فريقهم، أو غالبًا ما أقنع رئيسه و ربما رئيس رئيسه بأفكار جديدة و آتت ثمارها.
السمعة الطيبة هى عامل نجاح مهم و تستحق إنفاق المال و الوقت و المجهود.
سيكون رئيسك على إستعداد للثقة بك بشكل كبير، و سيدفعك للأمام دائمًا خاصة إذا وصلت السمعة لشركات آخير سيكون الحفاظ عليك على قائمة أهدافه.
السمعة السيئة:
تكمن خطورة المسعة السيئة فى صعوبة التخلص منها.
عند الحديث عن السمعة يركز الجميع على السمعة الجيدة، و لكن البناء و الحفاظ على سمعة جيدة أصعب بكثير جدًا من إكتساب السمعة السيئة.
غالبًا ما يكون حدوث موقف واحد يضر بسمعتك كافيًا ليترك آثره لدي زملائك و رؤسائك وعملائك لفترة طويلة.
بمجرد أن تشتهر بكونك غير موثوق فيك، أو أناني، أو غير مسئول، أو غير دقيق، أو صفات آخري غير جذابة، فإن التخلص منها و بناء سمعة إيجابية بدلًا من ذلك هو عمل شاق للغاية.
و السبب وراء ذلك أن ما ينطبع عنك فى الحاضر يشكل ما هو متوقع منك فى المستقبل.
حيث إن حدث ما يسيئ لسمعتك يتوقع الجميع منك أن تستمر على نهجك.
لذلك إن كنت تعاني من سمعة سيئة ستساعدك النصائح التالية:
اقرأ ايضًا: تحسين الأداء في العمل : إليك أهم 8 خطوات تساعدك
كيف تتخلص من السمعة السيئة:
1- الصبر و المثابرة:
نعم حينما تشكل السمعة السيئة تكون متشبثه بك جدًا، إلا أن محوها ليس مستحيل.
و لكنه يحتاج لمزيد من الصبر و المثابرة لتصحيح مسار سمعتك مرة آخري.
ركز على إعطاء إنطباع معاكس لما عرف عنك بإنتظام و لفترة طويلة من الزمن.
2- لا تتحدث كثيرًا:
لقد أثبت لكم جميعًا أنني قد تغيرت و أن ما تظنونه عنى ليس صحيحًا… قد تظل تكرر هذه الكلمات بسبب الإحباط،.
لكنها فى الحقيقة لن تساعدك، فلا يمكنك إجبار الناس على أن يظنون و يعتقدون فيما تقوله لهم.
بل على الآرجح ستحقق نتائج عكسية تمامًا، و سيزداد الإنطباع السلبي.
3- أعتذر:
ربما لا تنجح التأكيدات المجوفة، لكن الإعتذار ينجح حيث أنه صادق و نزيه.
من خلال القيام بذلك، فأنت تعطيهم لمحة ثاقبة بأن سلوكك لم يكن مثاليًا و لكنك في نفس الوقت أكدت على أنك لن تستمرعلى هذا فى المستقبل.
كيفية بناء سمعة جيدة :
بناء سمعة جيدة لا تكتسب بالمنافسة، بل هي أقرب للماراثون و ليست سباق للعدو.
و الناس لا تريد مواقف براقة سرعان ما تنتهى فكل شئ مؤقت هو كفقاعة الصابون ينفجر و يتلاشي فى وقت قصير.
لذلك لبناء السمعة الناصعة عليك أن تتحلي بالمثابرة قبل كل شئ، و عليك أن تدرك أنه يمكن للجميع أن يبنوا سمعة حسنة.
و كذلك يحسنوها مع مرور الوقت، و بالتالي مواصلة حياتهم المهنية بنجاح.
إليك خطوات بناء سمعة جيدة :
1- حدد موقفك:
إن الشرط الأساسي لتحقيق سمعة حسنة هو موقفك أنت تجاه سمعتك من حيث المبدأ.
و يقول إيمانويل كانط فى هذا المقام: تعامل مع زملائك كما تحب أن يعاملوك، إذا جعلت هذا هو المعيار لأنشطتك اليومية، فقد وضعت بالفعل أساسًا جيدًا.
اقرأ ايضًا: عوامل النجاح في العمل و كيف تترقي فى عملك
2- ألتزم:
فى الواقع، لا توجد طريقة تضاهي الجدية و ربما البقاء فى العامل لساعة آخري إضافية أو العمل بجهد أكبر من المعتاد للتميز عن زملائك.
من المهم جدًا تحقيق أداء أو نجاح فوق المتوسط اليوم من أجل إكتساب السمعة الحسنة غدًا.
حيث تجبر الجميع على الإعتراف بك كموظف موثوق به أو شريك عمل دقيق و أمين.
فكر فى ذلك على أنه إستثمار لمستقبلك، و أنت الآن تقوم بمزيد من العمل، و لكن فى وقت لاحق و بناء على ما بذلته من الجهد ستكون قد بنيت علامتك التجارية الشخصية، و سيكون من الأسهل إقناع الآخرين بمجهود أقل للحصول على مزيد من الطلبات أو الترقيات و حتى المال، حيث سيصبح لإسمك وزن.
3- قدم المساعدة:
من أجل بناء سمعتك و تحسينها، من المستحسن أن تقدم المساعدة للآخرين، دون أن تتوقع شئ فى المقابل.
مثل هذا النهج سيشكل تأثير مزدوج على سمعتك الجيدة.
حيث سيراك الزميل الذي تساعده فى أفضل صورة، و سيخبر الآخرين أيضًا عن مهاراتك و إيماءاتك اللطيفة.
4- خطوات بناء سمعة جيدة – طور خبراتك:
يجب عليك أيضًا تطوير المزيد من المعرفة و المهارات الخلفية التى لا يمتكلها الآخرون.
قم بالعمل بشكل جانبي فى مجالات عمل جديدة.
كن فضولي، اقرا فى الأدبيات المتخصصة، و كن خبيرًا فى مجال عملك و في أمور خارج سياقه.
فبهذه الطريقة ستجعل الآخرين يدركون مدي روعة معرفتك و ينبهرون بمهاراتك.
5- خطوات بناء سمعة جيدة – نمي شخصيتك:
فكر فى النقاط التى تريد تطويرها بشكل أحترافي و ضع خطة إستراتيجية لنفسك.
و ايضًا فكر فى المواهب الكامنة فيك و ابحث عن طرق لتطويرها و إدخالها فى عملك اليومي، و هذا يشمل بشكل خاص قدرتك على تحمل المسئولية.
بهذه الطريقة يمكنك تأسيس سمعتك لتقوم حياتك المهنية على اسس قوية بطريقة مدروسة.
اقرأ ايضًا: طرق الحصول علي فكرة مشروع ناجح
6- خطوات بناء سمعة جيدة – تحدث عن إنجازاتك:
يجب أن يكون نجاحك شفافًا، بعبارة آخري لا تتباهي بهذا الأمر.
فالمبالغة فى التباهي والتفاخر هو ما يقوم به المصابون بإطضراب عصبي فى واقع الأمر.
و لكن من ناحية آخري، عليك أن تجلس بلا خجل و تسير يثقة و لا تخفي نجاحاتك و لا تقلل منها، فالمبالغة فى التواضع يجلب المذلة.
و للحصول على سمعة جيدة عليك أن تكون على استعداد للتحدث عن إنجازاتك عندما يطلب منك، أو عندما تحين مناسبة.
و يمكنك بدلًا من ذلك ترك الفرصة للأخرين ليتحدثوا هم عنها.
تلك النقطة هامة لدرجة أننا سنوضح فى السطور القادمة، كيف تستطيع أن تجعل سمعتك واضحة للجميع، لا يمكنك اكتساب سمعة إلا إذا عرف الآخرون عن إنجازاتك.
لذلك يعد نشرها جزء من مهامك لبناء سمعة حسنة.
حتى إذا وجدت أنه من غير المريح أن تفعل ذلك بنفسك، فعليك العمل و كأنك تصمم حملة تسويقية خاصة لنفسك على الفور.
كرس وقتك و مجهودك لتلك الحملة حتى تعرف الجميع على إنجازاتك الخاصة.
7- خطوات بناء سمعة جيدة – تجعل سمعتك أكثر شعبية:
و لتجعل سمعتك أكثر شعبية يمكنك القيام بما يلي:
1- البريد الإلكتروني:
ضع رئيسك و رئيس رئيسك إن أمكن فى إيميلك الذي تصف فيه المشروعات التى فى عهدتك و مراحلها الهامة و النجاحات الجزئية التى تحققت حتى اللحظة.
يجب عليك بالطبع ألا تزعج رؤسائك بخطواتك اليومية.
و لكن إذا كنت على سبيل المثال على وشك إبرام عقد هام مع عميل من العيار الثقيل، فيمكنك بالطبع الترويج لهذا النجاح.
2- الإجتماعات:
أستغل الإجتماعات كفرصة تتحدث فيها، و تظهر ثقتك بنفسك حينما يحين دورك بالطبع.
تميز عن زملائك الذين يفضلون الصمت و هؤلاء أيضُا الذين يثيرون الجلبة بدون وعي.
بمجرد أن يكون لديك جدول أعمال، قم بإعداد قائمة تشمل على البيانات الهامة المحددة التى ترغب فى الإدلاء بها حول البنود المطروحة على جدول أعمال الإجتماع من أجل المساهمة بشكل بناء فى الحل.
تأكد من كتابة النقاط الرئيسية قبل الإجتماع و الأرقام و البيانات الهامة.
3- الوضوح:
أعرض أهدافك التى تتعلق بتطوير العمل و الشركة التى تعمل بها، و كيف تريد تحقيقها، و لكن ما لا تثق من قدرتك عليه أو أهدافك الشخصية أجعلها سرية.
فيمكنك التحدث عنها فى إستراحة القهوة مع مديرك أو يمكنك إجراء محادثة هامة و مميزة على العميل على الملأ فى راحة الغذاء.
فإظهار شخصيتك بوضوح هو جزء هام فى هذا السياق.
4- العلاقات:
بناء العلاقات، يجب أن يتجاوز دائرة زملاءك بالشركة.
و لا يمكنك أبدًا البدء فى التواصل مع جهات الإتصال الآخري فى وقت مبكر من حياتك المهنية.
و لكن فى مرحلة متوسطة يمكنك فعل ذلك بأريحية.
و بناءًا عليه فحضور المؤتمرات المتخصصة و بناء صفحتك الشخصية على مواقع الإنترنت المتعلقة أو الإتصال بزملاء الدراسة القدامي أو زملائك فى الكلية، كل هذا مفيد، فأنت لا تعرف حقًا من سيكون أكثر أهمية غدًا.
المصادر
https://www.forbes.com/sites/yec/2014/01/28/10-simple-ways-to-improve-your-reputation/#704423cd6b9f
اقرأ ايضًا: المهارات الأساسية للنجاح : إليك 20 مهارة للنجاح فى العمل و الحياة