كيف يمكن بناء شخصية الطفل و تطويرها للأفضل
بناء شخصية الطفل أمر فى غاية الصعوبة فى ظل مجتمع يقوم على أن تربية الأبناء، هى أن تطعمهم بشكل صحى و تسقيهم وتأتى بالطفل وراء الأخر دون محاولة البحث عن معنى الشخصية أو تنمية جوانبها، الأمر جد يحتاج لبحث شاق فعندما قررنا الإنجاب لم يكن لهم أى رأى فى ذلك، و من هنا تأتى خطور المسئولية تتولى أنت قطعة من القماش الأبيض لتجعلها لوحة تسر الناظرين أو تمزقها لتتحول لخرقة تحت أقدامهم.
و على قدر قسوة المثال إلا أنها الحقيقة كل ما أتمناه أن يبدأ البشر بالبحث كيف نستطيع التربية بشكل سليم ؟
ما الذى يجعل طفل واثق من نفسه و لا يتردد فى القيام بالأعمال الموكله إليه و غالباً ما ينجح ؟
و أخر يخشى حتى التصريح برأيه أمام الأخرين، إنها الشخصية و التى تُعتبر حجر الأساس فى الإنسان و لكن أساسها هو إحترام الذات أو ما يُعرف بالصورة الذاتية للطفل.
هل التربية تحتاج للتعلم أولاً ؟
لا يوجد شخص مهما بلغ عمره أو بلغت خبرته لا يحتاج للتعلّم و عندما يرتبط الأمر بكائن يخرج للحياة.
فلا شك لحظة فى أن الأمر يحتاج للكثير و الكثير من التعلم و البحث، عندما نُقدم على عمل جديد فإنه لا مفر من الخضوع لفترة تدريب.
على الرغم من أنك فى الأصل دارس لهذا المجال إلا أنه لضمان نجاحك فى العمل يقومون بتدريبك.
فأنت بالفعل عندما تنجب تبدأ فى عمل جديد و أهم من أى عمل آخر ولا بد من الخضوع لتدريب قوى و بحث مكثف عن القيام بهذا العمل بقدر من المهارة.
ماذا تعنى كلمة تربية الأبناء ؟
كلمة تربية هنا تعنى أن نتبع خطوات معينة و مراحل من العمر العامل المشترك فيها جميعاً.
و هى أننا نقوم بإجراءات معينه لنُعد الأبناء للتوغل فى الحياة و عالمهم الخاص بمهارة و قدرة على التعامل أثناء الأزمات و التكيف مع بيئته.
و ايضًا تدريبه على التفاعل مع جميع الأفراد من حوله دون الرضوخ لهم و القبول لأذاهم.
و التعلم هنا غير قائم على المحاضرة أو التلقين.
و لكن التعلم هنا قائم بشكل أساسى على التفاعل بين الأفراد و المواقف مع تقديم قدر هائل من الحب الغير مشروط.
هذا المعنى من التربية هو ما يجب العمل عليه واضعين فى الإعتبار تنمية جميع جوانب الشخصية، و عدم التركيز على جانب دون أخر إهتمامنا دائما يُقسم قدر الإستطاعة مع الوضع فى الإعتبار الإهتمام الشديد بالصورة الذاتية للأبناء.
مع الأسف الصورة الذاتية للولد يغذيها المجتمع و فى حالات قليلة تصاب بإضطراب، أما الصورة الذاتية للبنت فالمجتمع يدمر ببطء و على مدار جميع المراحل العمرية، لذلك لابد من العمل عليها من البيت و الأسرة أساس المجتمع.
اقرأ ايضًا: نصائح من أجل تربية الأطفال بعد الطلاق بين الزوجين و طرق مساعدة الأولاد
ما معنى الصورة الذاتية ؟
الصورة الذاتية للشخص تعنى ببساطة كيف يرى هذا الشخص نفسه ؟
هل يرى نفسه محبوب وواثق من نفسه ؟
هل يعتقد أنه قادر على القيام بالكثير من الأشياء ؟
الصورة الذاتية هى أساس الشخصية الأطفال الذين لديهم صورة ذاتيه جيدة عن أنفسهم يحبون أنفسهم و يثقون فيها.
و كذلك يشعرون بالأمان ومتصالحين مع عيوبهم و متسامحين مع أخطائهم و فخورين بإنجازاتهم ؟
على العكس تماما فإن الأطفال الذين لديهم صورة ذاتية سيئة عن أنفسهم مترددون و يكرهون أنفسهم، يشعرون دائماً بعدم الأمان و غير واثقين فى أنفسهم على الإطلاق،.
و هذا الشعور قاتل و غالباً ما ستزيد الأخطاء كلما تحرك الشخص من هذا المنطلق و بهذه الأفكار.
بناء الصورة الشخصية يعود فى الأساس للأسرة أولا و المجتمع ثانياً و ثالثاً هذه الصورة التى تبنى مواطن صالح سعيد و آمن.
الصورة الذاتية للبنات و كيفيت بناء شخصية الطفل
كما إتفقنا أن الأسرة هى المسئولة عن بناء الصورة الذاتية.
إذا فهذه الأسرة تحتاج لمجهود مضاع لبناء صورة ذاتية ناجحة لناتهم.
حيث أنه غالباً ما سيعاكسها المجتمع ويبدأ فى بث أفكاره بمجرد خروج البنت له بداية من الحضانة.
لذلك سنعطى بعض الأمثلة لمواقف قد تؤثر على الصورة الذاتية للبنت من خلال المجتمع فى حالة تفهم الأسرة ووعيها.
اقرأ ايضًا: طرق تربية الأبناء الصحيحة : إليك 6 طرق مهمة
مواقف تدمر الصورة الذاتية
هناك العديد من المواقف التى تدمر صورة البنات الذتية و قد تدفعهم لحياة بائسة فيما بعد.
و منها على سبيل المثال لا الحصر.
1- التنمر
على سبيل المثال طفلة جميلة ذات شعر مجعد و من يوم ميلادها و الأمر تقوم بتصفيف شعر إبنتها بما يتوافق مع طبيعته و البنت ترى نفسها جميلة.
تذهب للحضانة لترى أغلب من فيها يعلّق على شكل شعرها أو يحاول لمسه دون أى إحترام للمسافة الشخصية.
و الأكثر رعباً أن ذلك قد يحدث من الكبار العاملات مثلاً أو حتى المعلمات.
و هنا و بتكرار الموقف ستخرج البنت ترى نفسها قبيحة و تذهب مع أول رجل يقول أنه يريدها.
2- التدخل فى الحياة الشخصية
بنت فى المرحلة الإعدادية أو الثانوية قررت المشاركه فى الحياة الإجتماعية أو العمل على سبيل المثال، كم القيل و القال الذى ستواجهه من المجتمع من أنه كيف يرضى أباها بهذا و أنها تنقصها التربية.
كيف نستطيع بناء شخصية الطفل و صورته الذاتية ؟
السؤال الن كيف نستطيع نحن بناء الصورة الذاتية و تحسنها فى عيون أطفالنا.
أكد الباحثون أن النصائح التالية تبنى صورة ذاتية قوية وآمنة لطفلك.
- تعلم المهارات كالطبخ و الخبز و الرسم و الرقص.
- ممارسة الرياضات و التفوق فيها إن امكن بحيث يصبح عنده لعبة مفضلة يداوم على التمرين عليها.
- قبل كل هذا إعطاءه المزيد من التقبل و الحب منذ ولادته.
- عدم إلقاء التعليقات على جسمه أو مظهره أو سلوكه أو طريقته.
- التعبير عن شعورك بالفخر بما يصنعه مهما بدا بسيطاً.
- شجعهم على القيام بما يجيدون فعله فحصولهم على درجة أو جائزة و الحصول على تقدير امام الأخرين يساعد فى شعور الفرد بالفخر بنفسه.
- عند تعليمهم القيام بشىء أكد على أهمية المحاولة و أنه شىء يستحق الفخر.
- إمدح طفلك دائماً و قل له بوضوح أنك فخور بكل ما يفعله.
- ركز مديحك دائما على جهده فى العمل و ليس على النتائج بمعنى أن تقول ” أنا فخور بك لإنت عملت بجد طوال هذا الأسبوع” لا أن تقول ” أنا فخور بك لأنك حصلت على درجة ممتاز” الفرق عظيم فلكل طفل قدراته و ربما من عمل بجد لم يستطع الوصول للأمتياز و أخر وصل لها ببساطة بقدراته الطبيعية.
اقرأ ايضًا: تغذية و طعام الطفل من عمر يوم وحتى إتمام عامه الأول
تقديم الحب الغير مشروط يساعد في بناء شخصية الطفل
هذا العنصر على وجه الخصوص هو من أهم العوامل فى بناء الشخصية، و هو أن تحب أبنك كما هو حب غير مشروط بطاعته أو بكونه متميزاً.
هذا النوع من الدعم الذى يميز حب الأباء عن أى حب فى الكون أنه قبول بلا شروط.
و ايضًا هذا الحب هو ما يدفع طفلك لحب نفسه، أن يمتلأ بإحترام ذاته و يؤمن بها و بكل قدراته فى إنجاز الأشياء.
و ربما بل و من المؤكد أن يساعده هذا على إكتشاف موهبته.
المشكلة تكمن فى أن الجميع يعتقد اأنه يحب أبناؤه هذا النوع من الحب، لكن الضغط على الأطفال بالمقارنة أو التسفيه من قدراته لدفعه لإنجاز المزيد هو حب مدمر، حب الدبة التى قتلت صاحبها و التى تنتج كره عظيم داخل الطفل لنفسه أولا و لكل من حوله بعدها.
إذا فالجمل من نوعيه:
” لماذا لا تفعل مثل فلان” أو ماذا ينقصك لتصبح الأول على الجميع” أو حتى منذ بداية الإدراك عندما تقول “أفعل كذا حتى أحبك” فهذا إثبات كافى على أنه لا يستحق حبك إلا إن بلغ صورة معينة.
المصادر
https://kidshealth.org/en/parents/self-esteem.html
اقرأ ايضًا: تقوية العلاقة بين الطفل والوالدين في 10 خطوات