تأثير فيروس كورونا على الإقتصاد وسياسات الدول الاقتصادية
الأوبئة والإقتصاد
تأثير فيروس كورونا على الإقتصاد
في هذا المقال سوف نتحدث عن أثر الأوبئة على الإقتصاد العالمي و أثر فيروس كورونا المعروف تحت مسمي كوفيد 19 و تأثيرفيروس كورونا على الإقتصاد العالمي بشكل عام و الاقتصاد العربي بشكل خاص.
ظهرت في الآونة الأخيرة عدة أسئلة حول خريطة العالم الاقتصادية بعد انتهاء فيروس كورونا خاصة بعدما رأينا بانفسنا بعض القطاعات التى توقفت وبعض القطاعات التي قد تكون انهارت تماما في ظل هذه الأزمة مثل قطاع الطيران على سبيل المثال.
لكن قبل الحديث عن فيروس كورونا و تأثيره على الاقتصاد العالمي و الاقتصاد العربي بشكل خاص دعونا فى البداية نتعرف على الأوبئة التي مرت على البشرية من قبل و أثر تلك الأوبئة على الإقتصاد العالمي و علي تغيير خريطة العالم الاقتصادية لأنه كما نقول دائما ان التاريخ يكرر نفسه و اذا فهمنا كيف اثرت تلك الاوبئة فى تلك الاوقات علي البشرية يمكننا فهم جزء كبير مما يحدث الآن.
الطاعون الأنطوني: 165-180 م
ذُكر فى الكثير من المصادر أن السبب الرئيسي لظهور الطاعون الأنطوني هو عودة الجنود إلى الإمبراطورية الرومانية من الحملات العسكرية التي قاموا بها فيما يعرف بالحرب البارثية في بلاد ما بين النهرين والحروب ضد الماركوماني في شمال شرق إيطاليا.
و قد أعاد الجنود أكثر من غنائم النصر حيث كان الطاعون الأنطوني مصاحبا لهم عند العودة إلى روما، و لم يعرف بالضبط ما هو الطاعون الانطوني إلا ان معظم المصادر ترجح انه ربما يكون جدريًا، و قد قتل أكثر من 5 ملايين شخص في الإمبراطورية الرومانية.
يتفق غالبية المؤرخين على أن تأثير الطاعون كان شديدًا على الامبراطورية الرومانية، مما أثر على التجنيد العسكري و الاقتصاد الزراعي و الحضري و استنزاف خزائن الدولة.
لم يكن أثر الطاعون الأنطوني مغلقا على الحياة الاقتصادية فقط و لكن اثر ايضا على التقاليد الرومانية القديمة ، و علي الفنون آنذاك؛ حيث تم تسجيل تجديد الروحانية والتدين.
لكن الأثر الهام الذي لا يستطيع مؤرخ أو مؤلف أن يتجاهله هو الكيفية التي ساهم بها هذا الوباء في نشر المسيحية في ذلك الوقت.
ويؤجع تفسير ذلك إلي خسارة الامبراطورية العديد من جنودها بسبب ذلك الوباء مما مهد هذا الامر الطريق لدخول القبائل البربرية المجاورة إلى الإمبراطورية و تجنيد القوات البربرية في الجيش الروماني؛ هذه الأحداث فضلت بشكل خاص النمو الثقافي والسياسي لهؤلاء السكان.
و ربما يكون الطاعون الأنطوني قد خلق الظروف المناسبة لانهيار الإمبراطورية الرومانية، و بعد ذلك، لسقوطها في الغرب في القرن الخامس الميلادي.
طاعون قبرص: 250-271 م
وصف أحد أسقف قرطاج (مدينة في تونس حالياً) ذلك الطاعون بأنه الوباء الذي سيؤدي إلي نهاية العالم، قائلاً أن ذلك الوباء يقتل 5000 شخص يوميًا في روما وحدها.
وقد وجد علماء الآثار في عام 2014 في الأقصر ما يبدو أنه موقع دفن جماعي لضحايا الطاعون (كانت مصر وشمال أفريقيا) تابعة لروما في ذلك الوقت و كانت أجساد الضحايا الذين اكتشفهم العلماء مغطاة بطبقة سميكة من الجير (حيث كان الجير يستخدم تاريخيا كمطهر) كما عثر علماء الآثار على ثلاثة أفران تستخدم لتصنيع الجير وبقايا ضحايا الطاعون المحترقة في نار كبيرة.
طاعون جستنيان: 541-542 م
ربما كان هذا الطاعون هو الطاعون الأشهر في الإمبراطورية الرومانية و التي عرفت في ذلك الوقت بالإمبراطورية البيزنطية حيث كان له تأثير قوي على ملامح الإمبراطورية الرومانية آنذاك.
تم تسمية الطاعون على اسم الإمبراطور البيزنطي جستنيان (حكم 527-565 م) حيث ظهر في عهده و يقال أن جستنيان أيضًا اُصيب بالطاعون و لكنه نجا منه الإ إن الطاعون في عهده دمر الإمبراطورية البيزنطية، و التي كانت بمثابة بداية انحدارها و تشير بعض التقديرات إلى أن ما يصل إلى 10 ٪ من سكان العالم ماتوا.
كانت الإمبراطورية البيزنطية وصلت في ذلك الوقت إلى أقصى حد، حيث سيطرت على المنطقة الممتدة من الشرق الأوسط إلى أوروبا الغربية. و بنى جستنيان كاتدرائية عظيمة تعرف باسم آيا صوفيا (“الحكمة المقدسة”) في القسطنطينية (اسطنبول الحالية) و التي كانت عاصمة الإمبراطورية في تلك الفترة، و مع ذلك، فقدت إمبراطوريته الأراضي تدريجياً و يرجع معظم المؤرخين أن الطاعون والآثار السلبية التي نتجت عنه كانت احد الاسباب الهامة لتقلص الامبراطورية البيزنطية.
الموت الأسود
و مع الانتقال في الزمن من القرن السادس الميلادي إلى القرن الرابع عشر الميلادي سنجد ان من اشهر الاوبئة التي انتشرت في ذلك الوقت هو ما يعرف بالموت الأسود (الطاعون).
بدأ الموت الأسود من آسيا و انتقل إلى أوروبا، تاركا خلفه الدمار في كل بلد يدخلها. تشير بعض الدراسات إلى أن الطاعون في ذلك الوقت قضي على أكثر من نصف سكان أوروبا. و قد نتج و انتشر عن طريق البراغيث التي تنتقل من القوارض المصابة إلى الإنسان. و دُفنت جثث الضحايا في مقابر جماعية.
لقد غير الطاعون مسار تاريخ أوروبا و ذلك بسبب ما خلفه الطاعون من وجود الكثير من القتلى، الأمر الذي نتج عنه نقص في الأيدي العاملة في أوربا وهو ما يوضح بقوة أثر الأوبئة على الإقتصاد، مما أدى إلى دفع أجور أفضل للعمال و إنهاء نظام القنانة (الاستعباد في العمل) في أوروبا حيث كانت أوضاع تلك الفئة في منتهي القسوة آنذاك. تشير الدراسات إلى أن العمال الباقين على قيد الحياة كان لديهم وصول أفضل إلى اللحوم والخبز عالي الجودة و ربما ساهم نقص العمالة الرخيصة أيضًا في الابتكار التكنولوجي.
بالطبع لم ينجو الشرق الاوسط من هذا الوباء حيث تذكر بعض المصادر التاريخية أنه في مصر وحدها مات حوالي 40% من السكان في ذلك الوقت بسبب الطاعون أو ما يعرف بالموت الاسود.
طاعون عمواس
حسنا بالحديث عن الشرق الأوسط و أثر الاوبئة على الشرق الاوسط يمكن ان نذكر طاعون عمواس الذي ظهر في بلاد الشام في عهد الخليفة عمر بن الخطاب عام 639 ميلادية/ 18 هجرياً و سميت هذه السنة عند المسلمين بما يعرف بعام الرمادة بسبب المجاعة التي حدثت في ذلك العام في المدينة المنورة. و يربط الكثير من المؤرخين ظهور هذا الوباء بطاعون جستنيان الذي ظهر في الدولة الرومانية في القرن السادس الميلادي و يعتبر وباء عمواس هو الوباء الأول الذي يظهر في بلاد المسلمين في ذلك الوقت.
من الواضح أن السبب المباشر وراء ظهور الطاعون في بلاد الشام في ذلك الوقت هو الحروب التي كانت بين المسلمين والدولة البيزنطية في الشام آنذاك، فالبرغم من أن المسلمين كانوا يقومون بدفن قتلاهم الذين قتلوا في المعارك إلا أن الدولة البيزنطية كانت تترك الكثير من جنودها دون دفن و قد تسبب الطاعون فى وفاة ما يقرب من 25 ألف من المسلمين و ربما أكثر من هذا و كان أشهر الصحابة الذين ماتوا بسبب هذا الطاعون هو أبو عبيدة بن الجراح و معاذ بن جبل و يزيد بن أبي سفيان.
الاسلام و الإوبئة
من الأمور الهامة التي يجب ذكرها أن عمر بن الخطاب كان ذاهبا الى بلاد الشام في ذلك الوقت و لكن أشار عليه احد الصحابة و هو عبد الرحمن بن عوف بقول الرسول صلى الله عليه و سلم: «إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقَدُمُوا عَلَيْهِ، وَ إِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَ أَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ» و قد عمل سيدنا عمر بن الخطاب و عاد مع من معه إلى المدينة مرة أخري. لمعرفة أكثر عن طاعون عمواس.
و حديث الرسول عليه الصلاة و السلام هو رد على كل من يشكك أو يرفض اتخاذ الاجراءات الاحترازية ظنا منه أنه بهذا يرضى بقضاء الله و لكن الرسول قد حثنا فى حديث واضح وصريح بضرورة الأخذ بالأسباب ثم ما يقع بعد ذلك لا نملك فيه بالطبع إلا الرضا بقضاء الله عز وجل.
الطاعون العظيم فى لندن 1665 -1666
ظهر الطاعون في لندن في القرن السابع عشر الميلادي و قد ذكر احد المؤرخين ان هذا الوباء قد قضى على نحو 100 ألف مواطن في لندن فقط و انه تقريبا قضى على ما يقرب من ثلاثه اربعه مليون مواطن في ذلك الوقت داخل انجلترا.
عانت حياة الناس و الأعمال التجارية بشكل كبير في تلك الفترة بسبب أن هذا الوباء تسبب في غلق الكثير من الأعمال و عدم خروج الناس من منازلهم. حيث ذٌكر في أحد كتب المؤرخين أنه وفقا لكلام أحد الشهود العيان الذين عاصروا هذه الحقبة أن لندن أصبحت هادئة وبدأ العشب ينمو في الشوارع. و لكن بسبب التدهور الاقتصادي و توقف حركة التجارة التي حدثت اضطر الكثيرون إلى التسول أو سرقة الطعام و المال.
للأسف من الأمور السيئة التي كتب عنها المؤرخين في ذلك الوقت أن المجتمع البريطاني لم يكن يملك روح الوحدة و العمل الجماعي لمحاربة الطاعون فقد كتب أحد المؤرخين و يدعي صموئيل بيبيس في مذكراته ، أن الطاعون يجعلنا قساة كالكلاب لبعضنا البعض.
وباء الإنفلونزا 1889 -1890
وباء الانفلونزا الذي ظهر في القرن التاسع عشر الميلادي كان رعبا للعالم في ذلك الوقت و يرجع السبب السريع فى انتشاره إلى الحركة الصناعية التى كانت موجود في تلك الآونة و سهولة حركة النقل و التجارة و التنقل بين البلدان حيث بلغ هذا الوباء خلال خمسة أسابيع فقط ذروته فى عدد الوفيات و قد تسبب هذا الوباء فى موت ما يقرب من مليون شخص حول العالم و كانت بدايته في سانت بطرسبرغ في روسيا. بالطبع تبع هذا الوباء حالة من الركود العام و لكن تحديدا روسيا من أكثر الدول التى عانت اقتصاديا بسبب ذلك الوباء خلال عامي 1890 و 1891.
وباء الإنفلونزا الإسبانية 1918-1920
ظهر وباء الإنفلونزا الإسبانية في بداية القرن العشرين تحديدا و لذلك فهو اقرب الاوبئه الى ذهننا في هذا الوقت و يعد وباء الإنفلونزا الإسبانية هو ثاني رعب واجهه العالم بعد وباء الإنفلونزا الذي ظهر في القرن التاسع عشر و لكن هذه المرة كان الرعب التي تسببت فيها إنفلونزا الإسبانية أكثر بكثير مما حدث في القرن التاسع عشر.
تسبب وباء الإنفلونزا الإسبانية بأصابة ما يقدر بنحو 500 مليون شخص من الجنوب إلى القطب الشمالي و قد مات حوالي خمس هؤلاء الناس، و قد ساهمت الحروب بشكل كبير في انتشار هذا الوباء حيث كان السبب الرئيسي لنقل المرض إلى معظم اماكن العالم هو كثرة تنقل الجنود و الظروف الضيقة التي عاني منها هؤلاء الجنود و كذلك سوء التغذية في زمن الحرب التي عانى منها كثير من الناس خلال الحرب العالمية الأولى.
على الرغم من إطلاق اسم الانفلونزا الاسبانية على هذا الوباء إلا أنه في الغالب لم يبدأ في إسبانيا و يرجع ذلك أن إسبانيا كانت دولة محايدة خلال الحرب حيث يرجح المؤرخين ان سبب التسمية ترجع الى ان اسبانيا لم تفرض رقابة صارمة على صحافتها، و بالتالي كانت الصحف الاسبانية تنشر الروايات المبكرة للمرض بحرية. ونتيجة لذلك ، اعتقد الناس بشكل خاطئ أن المرض كان خاصًا بإسبانيا، وتمسكوا باسم الإنفلونزا الإسبانية.
الانفلونزا الأسيوية
هناك أيضا ما يعرف بالانفلونزا الاسيوية و التي ظهرت عام 1957 كان جائحة الإنفلونزا الآسيوية عرضًا عالميًا آخر للإنفلونزا. تسبب المرض الذي ظهر أول الأمر في الصين في وفاة أكثر من مليون شخص. كان الفيروس الذي تسبب في الوباء مزيجًا من فيروسات إنفلونزا الطيور. وقد وصل هذا المرض إلي المدن الساحلية للولايات المتحدة في صيف عام 1957. وكان إجمالي عدد القتلى أكثر من 1.1 مليون في جميع أنحاء العالم، وتتسبب في وقوع ما يقرب من 116000 حالة وفاة في الولايات المتحدة.
جائحة إنفلونزا الخنازير 2009 -2010
وباء انفلونزا الخنازير مثال اخر علي أثر الأوبئة على الإقتصاد و هو من الأوبئة التي اقرتها منظمه الصحه العالميه جائحة في عام 2009 و يعتبر كلنا عاصرنا تلك الازمة ربما لم تتسبب في شلل في الحياة الاقتصادية بشكل كبير كما يحدث في هذه الأيام و لكنها أيضا كانت لها تأثيراتها السلبية على الاقتصاد في ذلك الوقت.
كان السبب في ظهور جائحة إنفلونزا الخنازير لعام 2009 سلالة جديدة من فيروس عرف بإسم H1N1 نشأ في المكسيك في ربيع عام 2009 قبل أن ينتشر إلى بقية العالم. في عام واحد، أصاب الفيروس ما يصل إلى 1.4 مليار شخص في جميع أنحاء العالم و قتل ما بين 151،700 و 575،400 شخص.
الأحصائيات الأميركية لمراكز مكافحة الأمراض و الوقاية منها وضحت أن وباء إنفلونزا الخنازير 2009 أثر بشكل أساسي على الأطفال و الشباب، و ذكرت ان 80٪ من الوفيات كانت بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا. كان هذا غير معتاد، مع الأخذ في الاعتبار أن معظم سلالات فيروسات الإنفلونزا، بما في ذلك تلك التي تسبب الأنفلونزا الموسمية، تتسبب في أعلى نسبة وفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 عامًا و أكثر. و لكن أرجعت التقارير هذا الأمر الى أنه في حالة أنفلونزا الخنازير، كان كبار السن قد امتلكوا بالفعل مناعة كافية لمجموعة الفيروسات التي ينتمي إليها H1N1، لذلك لم يتأثروا كثيرًا. و قد تم اكتشاف لقاح خاص بالأنفلونزا H1N1 و هو مدرج الآن في لقاح الأنفلونزا السنوي.
وباء الإيبولا في غرب أفريقيا
ظهر وباء الإيبولا عام 2014 -2016 في غرب أفريقيا و قد تسبب في اصابة 28600 حالة و 11.325 حالة وفاة. تم الإبلاغ عن أول حالة في غينيا في ديسمبر 2013، ثم انتشر المرض بسرعة إلى ليبيريا وسيراليون. و حدث معظم الحالات والوفيات في تلك البلدان الثلاثة. و ذكرت مراكز السيطرة على الأمراض و الوقاية منها أن عدداً أقل من الحالات وقعت في نيجيريا ومالي والسنغال والولايات المتحدة وأوروبا.
ربما لم يصيب هذا المرض أعداد كبيرة مقارنة بغيره من الأوبئة المذكورة إلا انه خطورته الحقيقية تعود لعدم وجود علاج له حتى الآن، على الرغم من استمرار الجهود المبذولة لإيجاد لقاح.
وباء فيروس زيكا
ظهر وباء فيروس زيكا عام 2015 و لم يعرف تأثير وباء زيكا في أمريكا الجنوبية و أمريكا الوسطى قبل ذلك. و في الواقع يواجه العلماء سباقًا مع الزمن للسيطرة على الفيروس. عادة ما ينتشر فيروس زيكا من خلال البعوض من جنس الزاعجة، ولكن هناك أيضا احتمالية أن ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي في البشر.
يعتبر وباء زيكا غير ضارة عادة للبالغين أو الأطفال، إلا أنها يمكن أن تهاجم الرضع الذين لا يزالون في الرحم و تسبب تشوهات خلقية. إن نوع البعوض الذي يحمل زيكا يزدهر بشكل أفضل في المناخات الدافئة و الرطبة، مما يجعل أمريكا الجنوبية و أمريكا الوسطى و أجزاء من المناطق الجنوبية للولايات المتحدة أماكن مناسبة لازدهار الفيروس.
استعرضنا حتى الان تقريبا كافة الاوبئة التي مرت على البشر على مر التاريخ و منها أوبئة انتشرت بشكل سريع في كافة الكره الارضيه و كان لها تأثيرها السلبي على الاقتصاد و احيانا تسببت في تغيير خريطة العالم. كما قرأنا ساهمت بعض الأوبئة في تغير جذري لمفاهيم بعض المجتمعات كما حدث في المجتمع الروماني حيث ساعد الوباء الأنطوني في انتشار الديانة المسيحية الذي انتشر في القرن الثاني الميلادي. أحيانا بعض الأوبئة كانت سبب في التدهور الاقتصادي لبعض الدول مما ادي الي انهيار دول مع الوقت و صعود دول أخرى و هو تحديدا موضوع مقالنا اليوم حول مدى تأثير كوفيد 19 على الاقتصاد العالمي والاقتصاد العربي تحديدا.
تأثير فيروس كورونا على الإقتصاد
يستمر كوفد 19 في الانتشار بسرعة حول العالم. حيث تقريبا لم تنجو دولة من الاصابة بفيروس كوفيد 19 و ان كان انتشاره موزع بشكل غير متماثل. حيث هناك بعض الدول التي ظهر فيها سريعا ودول أخرى لم يظهر بها حتى بدايات شهر أبريل 2020 و نجد أنه انتشر سريعا في أوربا حتى انه وصل الإبلاغ عن 46 % من الحالات المؤكدة للفيروس داخل دول أوروبا فقط و حوالي 39 % في الولايات المتحدة.
كذلك تشهد دول مثل روسيا و تركيا تسارعًا في الآونة الأخيرة في عدد المصابين بالفيروس، و هناك دول لم تعلن عن وجود حالات الا مؤخرا مثل الهند و لكنها مع ذلك شهدت أيضًا زيادة كبيرة في عدد الحالات منذ بداية شهر أبريل، معظم الدول طورت استراتيجيتها الصحية لتتوافق مع انتشار الوباء الجديد، كما حدث في الهند على سبيل المثال التي قامت بتوسيع نطاق التأمين على مستوى البلاد، الكثير من الدول قامت بضخ أموال طائلة لمواجهة الفيروس كما حدث في السعودية على سبيل المثال فقد تم اعتماد 15 مليار ريال لوزارة الصحة بالإضافة إلى الكثير من الإجراءات المالية الأخرى التي اتخذت لتخفيف الآثار المالية المحتملة على الأنشطة الاقتصادية و القطاع الخاص و إجمالي ما تم رصده لمواجهة تلك الازمة حوالي 120 مليار ريال.
تأثير فيروس كورونا على الإقتصاد: الإجراءات الاحترازية
علي العموم فرضت كافة الدول تقريبا حزمة من الإجراءات لمواجهة الوباء و التي تتمثل في الإبعاد الجسدي، و قيود السفر، و التوعية بمخاطر الفيرس و ضرورة الالتزام بالتعليمات الصحية، و الاختبار و التتبع، و قدرة زيادة الرعاية الصحية اعتمادًا على مدى و سرعة انتشار الوباء.
بالطبع تختلف تطبيق هذه الإجراءات و مدى الصرامة في تطبيقها من دولة إلى أخرى و لكن على العموم تلك التدابير اثرت بشكل عام على الاقتصاد لكافة الدول و يظهر هذا التأثر بشدة في عدة محاور اهمها التجارة العالمية، تقليل الانتاجية، زيادة البطالة
بسبب تلك الآثار و رغم الإجماع حول ضرورة التباعد بين الناس و عدم الاختلاط لإبطاء انتقال الوباء بشكل سريع، فإن بعض الدول لم تقتنع بهذه الخطوة و اعتمدت استراتيجية مختلفة، مثل السويد، حيث تتبع استراتيجية بديلة و هو ما يعرف بمناعة القطيع و هذه الاستراتيجية قائمة بالأساس على فكرة حماية السكان الأكثر ضعفاً فقط بينما بقية الفئات ذات المناعة القوية و التي تستطيع التغلب على الفيروس فيمكنهم ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، و الهدف من هذه الاستراتيجية يتمثل في الحفاظ على العديد من جوانب الحياة الاقتصادية و الاجتماعية.
بالحديث عن الآثار السلبية للفيروس كوفيد 19، سنتناول هنا الآثار السلبية على المحاور الرئيسية المؤثرة في اقتصاد أي دولة و المتمثل كما ذكرنا في التجارة العالمية – الانتاجية – البطالة.
تأثير فيروس كورونا على الإقتصاد : التجارة العالمية
من المعروف ان حركة التجارة بين الدول أحد أعمدة اقتصادنا الحالي حتى أنها اصبحت من اهم مصادر الدخل لبعض الدول فالسؤال المطروح حاليا هو هل تتأثر حركة التجارة العالمية بما يحدث الآن في العالم بسبب انتشار فيروس كوفيد 19
بالطبع تتأثر حركة التجارة العالمية بما يحدث الآن فكما نرى أصبحت كل دولة منغلقة على نفسها بهدف محاربة الوباء بين مواطنيها بما يعرف بالاجراءات الاحترازية حتى تقلل قدر المسطاع عدد المصابين به من خلال منع الاختلاط بين المصابين و الأصحاء و بالطبع هذا الانغلاق الخارجي و الداخلي أثر بشكل كبير على حركة السوق و التجارة بشكل عام و على التجارة العالمية بشكل خاص.
لذلك يتوقع الكثير من خبراء الاقتصاد أن تتأثرالتجارة العالمية بنسبة تتراوح بين 13٪ و 32٪ في عام 2020.
الكثير من خبراء الأقتصاد حول العالم يعتقدون أن الانخفاض في حركة التجارة العالمية سيتسبب في عملية ركود قد تتجاوز على الأرجح الركود التجاري الناجم عن الأزمة المالية العالمية في 2008 – 2009.
حسناً هل اصبح الامر بهذا السوء و هل يمكن التعافي السريع من هذا الوضع هذا هو احد الاسئلة التي طٌرحت على المدير العام لمنظمة التجارة العالمية و كان رده ان الامر متوقف بالكامل على كيفية تخطي هذه الازمة الصحية و أن الوضع في عام 2009 عندما كنا نمر بالأزمة العالمية المالية كان يتميز بأننا تمكنا من توقع متى نتعافى من تلك الأزمة المالية و لكن اليوم للأسف لا يمكن توقع فتره معينه لان الامر كله متعلق بمتي يمكننا التعافي من الأزمة الصحية التي نمر بها حاليا و لكن هذا لا يمنع أنه يمكن التعافي السريع من حالة الركود هذه و رجوع الأمور لطبيعتها عندما يتم التخلص من الأزمة الصحية التي يمر بها العالم حالياً.
تأثير فيروس كورونا على الإقتصاد : البطالة
هل تؤثر هذه الأزمة على عدد الأشخاص الذين قد يفقدون عملهم في العالم، هل تساهم هذه الأزمة في زيادة نسب البطالة في العالم. هذا هو السؤال الآخر الذي يواجهنا هنا عند التحدث عن الأوضاع الاقتصادية التي قد تنشأ عن وباء كوفيد 19.
للإجابة عن هذا السؤال سوف نذكر مثال بسيط فى الولايات المتحدة الأمريكية و التي تعد من أكبر الدول الاقتصادية حالياً و قد قال أحد المسؤولين الأمريكين من الاحتياطيات الفيدرالية أن البطالة الأمريكية قد تزيد بنسبة 30 ٪ و أن حالة الركود الأمريكي قد تصل إلى النصف. أما فيما يتعلق بوظائف الناس، فهناك أيضًا تهديد حقيقي بفقدان وظائفهم و ذلك بسبب إغلاق الأعمال التجارية مما سوف يؤثر علي الإنتاج بوجه عام و قد يتسبب في قدرة الشركات على الدفع للعمال مما قد ينتج عنه القيام بتسريح جزء من تلك العمالة.
هذا بالنسبة لنتائج كوفيد 19 على امريكا و بنفس المقياس يمكننا رؤية الأمر بنظرة اشمل و اوسع علي الاقتصاد العالمي ككل.
تأثير فيروس كورونا على الإقتصاد : الإنتاجية
فكما وصفنا سابقاً أن حركة التجارة العالمية تأثرت بالكامل و بالتالي الدول المصدرة للمنتجات بدأت تعاني بالفعل و كذلك الدول المستوردة خاصة للسلع الأساسية بدأت تعاني من نقص جزء من المواد و السلع بأسواقها هناك أيضاً المصانع التي توقفت بشكل جزئي او بشكل كلي تماماً في بعض الدول مما يؤثر على الإنتاجية و بالتالي يؤثرعلى الاقتصاد و قد تسبب الأمر في كثير من الدول إلى ارتفاع نسبة البطالة بسبب قيام تلك المصانع بتسريح عدد من العمالة نتيجة توقف الإنتاج و بعضهم قام بتخفيض الرواتب كنوع من تفادي تسريح العمالة.
و لكن عند الحديث عن ذلك التدهور الاقتصادي لا يجب ان ننسي أن الأمر مؤقت و هذا التوقف أو الشلل الذي حدث ليس نتيجة انهيار اقتصادي كما حدث فى عام 2009 و لكن هو نتيجة وباء يجتاح العالم في الوقت الراهن و بمجرد إيجاد العلاج لهذا الوباء و التخلص منه ستعود الحياة إلى طبيعتها، المصانع لن تظل مغلقة للابد و حركة التجارة العالمية لن تتوقف إلى الأبد و لكن الركود الاقتصادي مرهون بالظروف الحاليه و لكن هذا لا يعني أن الدول لن تعيد التفكير في طرق بناء اقتصادها، و الكثير من الخبراء يظنون أن الكثير من الدول ستعيد الرؤيا حول بناء اقتصادها و خاصة فى محاولة الاعتماد داخليا علي سد عجز المواد والسلع الغذائية الاساسية.
تأثير فيروس كورونا على الإقتصاد وانهيار أسعار النفط
يمكننا القول أنه في الأونة الاخيرة تحطمت أسعار النفط تماما و يرجع ذلك بسبب رئيسي للتراجع الكبير من الدول على طلب النفط بسبب ما تسبب فيه وباء كوفيد 19 من غلق الكثير من المصانع و تراجع الإنتاجية حتى أننا وجدنا مؤخرا فى دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية و هى تعرض نفطها وتعطي عليه أموال أيضا لان انتاجها للنفط زاد أكثر بكثير من الطلب عليه و هو الأمر الذي يسبب خسائر كبيرة.
رصدت وكالة الطاقة الدولية (IEA) أن هذا الانخفاض في الطلب العالمي انخفض في شهر أبريل حتى وصل الى نحو 30 % فقط من الطلب الأساسي للنفط، و تتوقع أن هذا الانخفاض سوف يستمر في مايو. و يقول أحد المسئولين في وكالة الطاقة الدولية أن مستويات الطلب على النفط وصلت إلى الحد الذي كانت عليه في التسعينات.
و نتيجة لهذا الانخفاض غير المسبوق في الطلب، أصبحت مرافق تخزين النفط في بعض الدول و على سبيل التحديد في الولايات المتحدة تمتليء بمعدل سريع للغاية، حيث ارتفعت مرافق تخزين النفط بمعدل 16 مليون برميل في الأسبوع.
كان هذا الوضع الغريب و الغير معتاد على سوق النفط تسبب فيما يعرف بانهيار سوق النفط مما أدي إلى ذلك الانخفاض الواضح في سعر النفط حيث بدأ بسعر 18 دولارًا للبرميل في بداية عام 2020، والآن وصل السعر إلى سالب37 دولارًا.
سعر النفط الأمريكي وتحديد السعر عالمياً
يعتمد التسعير العالمي للنفط على تسعير الخام الأمريكي بشكل كبير وهناك نوعان من النفط في أمريكا.
النوع الأول هو نفط الذي يتواجد بمنطقة غرب تكساس، و لكن هذا النوع يُعتمد عليه فى تحديد سعر النفط في أمريكا الشمالية فقط و هو النوع الذي انخفض إلى سالب 37 نتيجة توقف الطلب و عدم وجود مرافق تخزين محجوزة كافية لتخزين الإنتاج، أما النوع الثاني فهو يعرف بأسم البرنت، و هو النوع الأكثر تداولاً عالمياً، و لذلك يُعتمد عليه في تحديد السعر داخل مناطق أوروبا وآسيا وأفريقيا.
لم ينهار سعر البرنت تماما كما حدث مع نفط غرب تكساس و لكن وصل سعره إلى 20 دولاراً و هو أيضا انخفاض كبير و ملحوظ.
هل يمكن أن تتعافى أسعار النفط
واقع الأمر أن التعافي مرتبط بشكل أساسي بالطلب حيث أن الطلب هو السبب الرئيسي لهذا الوضع غير المسبوق و سبب ما تعانيه أسواق النفط هو الضغط المادي الناشئ عن انخفاض الطلب بشكل كبير و قدرة التخزين المحدودة. و سيستمر للاسف هذا الوضع ما لم يرتفع الطلب العالمي مرة أخري و هو الأمر المرتبط بشكل كبير بإعادة فتح المصانع و الأسواق و ارتفاع الإنتاجية مرة أخرى بمعنى أخر الأمر كله مرتبط بشكل مباشر بالتعافي من وباء كوفيد 19.
يمكن فهم الأمر بشكل أوضح أذا عرفنا أن 60% منها يستخدم من النقل و بالطبع نتيجة غلق كافة وسائل الطيران بين الدول و توقف التجارة العالمية بشكل كبير كل هذا أدى إلى ما نراه اليوم من انهيار في أسعار النفط.
قمة العشرين و منظمة أوبك
في محاولة لحل الازمة تم عقد ما يعرف بقمة العشرين فى المملكة العربية السعودية و اتفقت الدول الموقعة على اتفاق أوبك و بلاس و هم تحديداً 23 دولة مصدرة للنفط منها 13 دولة عضو في منظمة أوبك، على تخفيض الانتاج النفطي و كان معدل تخفيض الإنتاج الذي تم الاتفاق عليه هو 9.7 مليون برميل يومياً، على أن يتم ذلك بداية من شهر مايو 2020. و لكنّ بالطبع هذا الحل حل مؤقت لوقف انهيار النفط و لكنه ليس حل كامل لانه بدون عودة الطلب الى ما كان عليه سيظل هناك مخزون لم يصرف طالما لازال الوباء يشكل خطر علي البشر.
لكن على ضوء ما يحدث يمكننا أن نرى سبب تسارع الدول في محاولة للكشف عن لقاح او دواء لهذا الوباء و نري علي جانب آخر محاولة بعض الدول اعادة الحياة الى طبيعتها مع اخذ فى الاعتبار بعض الإجراءات الوقائية، الوباء لم يهدد فقط الحياة الانسانية و هي بالطبع التهديد الاخطر و الاهم و لكنه هدد ايضا الحياة الاقتصادية و انهيار اقتصاديات بعض الدول و التي كان اقتصادها ضعيف بالفعل كدولة مثل إيطاليا و تراجع دول أخرى مثل بريطانيا. بعض الخبراء ذهبوا بآرائهم أن تلك الازمة قد تتسبب في انهيار الاتحاد الاوربي بسبب الخلل الذي حدث بين الدول نتيجة لذلك الوباء و غلق الدول على نفسها و عدم قدرة دول الاتحاد الأوروبي على مساعدة بعضهم البعض مما تسبب فى زعزعة الكثير من المبادىء القائم عليها الاتحاد الأوروبي و هو ما قد يتسبب بانهياره.
عودة الحياة الطبيعية
السؤال الآخر الذي طالما نطرحه على انفسنا هل ستعود الحياة لطبيعتها مرة أخرى هل سيتعافى الاقتصاد بالفعل من تلك الازمة. إذا أردنا رؤية أوسع وأشمل دعونا نلقي لمحة سريعة عن ما يحدث فى الصين حاليا.
رغم تفشي المرض بداية الأمر في الصين و رغم أن الاقتصاد الصيني تأثر بشدة اثر هذا الوباء حتى أن بعض الاقتصاديين كانوا يتوقعون انهيار الاقتصاد الصيني اذا استمرت الاوضاع اكثر من هذا إلا أن مؤشرات النشاط الاقتصادي في الصين تشير إلى أن الأنشطة الاقتصادية تعود إلى المستويات التي كانت عليه من قبل التفشي. علي سبيل المثال اذا اخذنا مبيعات العقارات السكنية كمثال على عودة الحياة الاقتصادية إلى طبيعتها سنجد أن مجال مبيعات العقارات السكنية عادت الى ما كانت عليه في أوائل يناير 2020. و عادت المصانع مرة أخرى إلى العمل حتى أن استهلاك الفحم عاد إلى 74 و 85 في المائة على التوالي من مستويات شهر يناير، الأمر الذي من شأنه زيادة الإنفاق.
تأثير فيروس كورونا على الإقتصاد و سياسيات الدول في الإنفاق ستكون في نفس الاتجاه الذي كانت عليه قبل انتشار كوفيد 19.
كثير من الخبراء يتوقعون أن استراتيجية الدول في الإنفاق سوف تتغير نوعا ما بعد ما عانوه أثر هذا الوباء و قد حدد الخبراء ثلاث محاور لشكل هذا الإنفاق.
المحور الأول يتشكل حول إعادة التفكير في العقود الاجتماعية. بمعني أخر اهتمام الدولة بشكل أكبر في القطاعات التي تخدم صحة الناس كالمجال الصحي و توفير التأمين الصحي و زيادة عدد المستشفيات و الأطقم الطبية أي أنه بأختصار سيكون هناك اهتمام بكلاً من المجال الصحي و التعليمي و أيضا المجال الزراعي بما يغطي احتياجات الافراد وقت الازمات و انتشار الاوبئة.
المحور الثاني هو تحديد مستقبل العمل و الاستهلاك. الأزمة الحالية وضحت دور العمل و التعليم عن بعد و أهميته و من المرجح أن الكثير من الدول سوف تستثمر في هذا المجال وأن تصبح ممارسات العمل والتسوق الجديدة عنصرًا ثابتًا حتي بعد التخلص من تلك الأزمة.
المحور الثالث هو الانتقال من العولمة إلى الإقليمية. أحد أهم ما كشفه هذا الوباء هو مدى اعتماد العالم على سلاسل التوريد العالمية، على سبيل المثال، سنجد أن الصين وحدها تمثل حوالي 50 إلى 70 في المائة من الطلب العالمي على النحاس و خام الحديد و الفحم المعدني و النيكل و بالتالي يمكننا تخيل كيف تعطلت الحياة الصناعية بشكل كبير عندما أغلقت الصين على نفسها لمكافحة الوباء. و لذلك الكثير من الخبراء يتوقعون أن الكثير من الدول سوف تعمل على إعادة هيكلة ضخمة لعملية الإنتاج و محاولة إضفاء الطابع الإقليمي على سلاسل التوريد الخاصة بها.
في ختام المقال أتمني أن أكون استعرض كافة الأمور المتعلقة بتأثير هذا الوباء علي الاقتصاد العالمي و العربي. و لمزيد من المقالات يمكن الاطلاع علي موقع مقالات.