بدايات العبودية
الرق شيء قديم جداً. وربما بدأ عندما قام الجنود بإمساك أعدائهم في الحروب وبدلاً من قتلهم جعلوا منهم عبيداً . وكان الرق في ذروته الأولى في مصر القديمة واليونان وفي الإمبراطورية الرومانية
فالمجتمع المصري كان يعتمد على الرق. وفي معظم الحالات الرقيق كانوا مجرد أسرى حرب أو مجرمين أو غيرهم من الناس الذين عليهم ديون ولا يمكنهم سدادها. وكان المصريون يشترون العبيد من البلدان المجاورة. وكانوا يحلقون رؤوسهم حتى يتعرفوا عليهم بسهولة
الرق في مصر القديمة
لم يكن الرق في اليونان قاسياً كما كان الحال مع الرومان في مصر. حيث أن الرقيق في اليونان يمكنهم جمع القليل من المال من أجل الحصول على حريتهم
وكان بعض العبيد في مصر ملكا للدولة أيضاً حيث يعاملون معاملة سيئة ويقومون بأعمال شاقة في المزارع والطرق وكثيرا ما كانوا يقيدون بالسلاسل إلى بعضهم البعض ويضربوا بالسياط
في حوالي 150 ميلادي بدأت القوانين تتغير وبدأ الرومان في معاملة عبيدهم بطريقة أكثر إنسانية. وصدرت قوانين جديدة تحت حكم قسطنطين الأول .. أول إمبراطور مسيحي
الرق في العصور الوسطى
شكل جديد من أشكال الرق يدعى نظام القنانة .. كان موجودا في العصور الوسطى. وكان يشبه نظام الرق في العصور القديمة ولكن لم يكن يملك الأسياد الاقنان بعبيدهم
في معظم الحالات، يعمل العبيد في أراضي أمراءهم وفي المقابل تقدم لهم الحماية. ولأنهم كانوا شديدي الولاء ويقاتلون من أجل أمراءهم في أوقات الحرب يحصلون في كثير من الأحيان على جزء صغير من الأراضي من أمراءهم
ولكن في حوالي 1400م فصاعدا بدأ الرق يلعب دور أكبر في أوروبا.
تجارة الرقيق في أفريقيا
في منتصف القرن الخامس عشر اكتشف الملاحين البرتغاليين ساحل أفريقيا وهم في طريقهم للبحث عن طرق بحرية إلى الهند. وكانوا يحضرون آلاف العبيد من أفريقيا كل عام ويباعوا في سوق الرقيق. وكذلك كانوا يبيعون العبيد لأسبانيا
وبدأت تجارة الرقيق في المستعمرات الإنجليزية في امريكا في أوائل القرن السابع عشر. في البداية كان العبيد يتحررون بعد خدمة أسيادهم 21 عاماً. ولكن بمرور بعض الوقت قام كل من فيرجينيا وميريلاند بتمرير قوانين جعلت الزنوج العبيد يظلون عند أسيادهم مدى حياتهم. وذكر القانون الجديد أيضا أن الأطفال الذين ولدوا عبيدا تلقائياً يصبحون ملكا لسيدهم الأبيض
في بداية القرن الثامن عشر كانت تجارة الرقيق تجارة كبيرة. وبدأ البريطانيون بما يسمى “التجارة الثلاثية”حيث السلع المصنعة كانت تحضر إلى أفريقيا، وفي المقابل يؤخذ العبيد إلى جزر الهند الغربية، حيث يتم بيعهم للمزارعين الأمريكيين
الرق في الولايات المتحدة
رغم أن بعض الأميركيين كانوا ضد تجارة الرقيق إلا أن العديد من رجال الدولة المشهورين في ذلك الوقت مثل جورج واشنطن وتوماس جيفرسون كانوا يملكون عبيدا . وتم إلغاء تجارة الرقيق في الولايات الشمالية إلا أنها استمرت في الجنوب
كان معظم العبيد يعملون في الحقول. وكانوا يعاملون بقسوة ويعيشون حياة صعبة. وآخرون عملوا كطباخين وخادمات. وأولئك الذين كانوا حرفيين كانوا يعملون كنجارين أو بنائين
مع مرور الوقت وقف الشماليين ضد الرق بصورة كبيرة . أما الجنوبيين فقد اعتقدوا أن السبيل الوحيد للحفاظ على حقهم في امتلاك العبيد هو بالخروج بعيداً عن الولايات المتحدة. كما ان العديد من الولايات الجنوبية انفصلت عن الولايات المتحدة مع بدأ الحرب الأهلية
الرق في الأوقات الحالــية
في القرن العشرين” اتخذت الأمم الأخرى خطوات واسعة لإنهاء الرق . وبعد الحرب العالمية الثانية، التي انتهت بملايين الناس المعتقلة في معسكرات العمل في ألمانيا والاتحاد السوفيتي، أعلنت الأمم المتحدة أن جميع الناس لهم الحق في الحياة والحرية
واليوم، على الرغم من أن الرق غير موجود رسميا، إلا أن ملايين الناس من جميع الأعراق والأديان يجبرون على العمل في خدمة الآخرين. ويعيشون محرومين من جميع حقوقهم الإنسانية