كلنا نتوق إلى تلك اللحظات القريبة من أطفالنا و التي تذوب فيها قلوبنا، هذه الرابطة القوية أيضاً السبب الوحيد الذي يجعل الأطفال يتبعون قواعدنا عن طيب خاطر، و هنا سنحدثكم عن عدة عادات بواسطتها يمكن تقوية العلاقة بين الطفل والوالدين .
فالأطفال الذين يشعرون بأنهم على صلة قوية بآبائهم سيريدون التعاون متى أستطاعوا، وأكَّد الباحثون أننا بحاجة إلى خمسة تفاعلات إيجابية مع أطفالنا مقابل كل تفاعل سلبي للحفاظ على أي علاقة صحية.
ولإننا نقضي الكثير من الوقت في التوبيخ فمن المهم التأكد من قضاء خمسة أضعاف الوقت في الإتصال الإيجابي.
أهمية العلاقة الإيجابية بين الطفل والوالدين
لماذا تعتبر العلاقة الإيجابية بين الوالدين و الطفل مهمة من أجل تقوية العلاقة بين الطفل والوالدين ؟
العلاقة بين الوالدين و الطفل هي العلاقة التي تغذي النمو البدني و العاطفي و الإجتماعي للطفل.
إنها رابطة فريدة يمكن لكل طفل ووالد الإستمتاع بها، فعلاقتنا الجيدة مع أطفالنا ضرورية لنا نحن الآباء كما هى ضرورية لهم، و هذا ما يجعل الأبوة تستحق التضحيات.
و تضع هذه العلاقة الأساس لشخصية الطفل و خيارات الحياة و السلوك العام. و يمكن أن تؤثر أيضاً على قوة صحتهم الإجتماعية و البدنية و العقلية و العاطفية.
وتشمل مزايا العلاقة الإيجابية بين الطفل و الوالدين ما يلى:
- يتمتع الأطفال بفرصة أفضل لتطوير علاقات سعيدة و مضمونة مع الآخرين في حياتهم.
- يتعلم الطفل كيفية تنظيم العواطف تحت الضغط وفي المواقف الصعبة.
- يعزز النمو العقلي واللغوي والعاطفي للطفل.
- يساعد الطفل على إظهار سلوكيات إجتماعية متفائلة و واثقة.
- تضع مشاركة و تدخل الوالدين السليم في حياة الطفل اليومية الأساس لمهارات إجتماعية وأكاديمية أفضل.
- يؤدي إلى تطور إجتماعي و عاطفي و معرفي و تحفيزي صحي.
- يكتسب الأطفال مهارات قوية في حل المشكلات عندما تكون لديهم علاقة إيجابية مع والديهم.
و نظراً لأن الأبوة و الأمومة هي أصعب مهمة على وجه الأرض، فإن الطريقة الوحيدة للحفاظ على علاقة قوية مع أطفالنا هي بناء عادات يومية للتواصل.
تقوية العلاقة بين الطفل والوالدين
فيما يلي ١٠ عادات بسيطة لا تأخذ وقتاً من يومك لكنها تغير من كل شيء فى العلاقة و التواصل مع أطفالك و تعمل علي تقوية العلاقة بين الطفل والوالدين .
١. الإحتضان والعناق
قالت المستشارة الأسرية الشهيرة “فرجينيا ساتير”:
“نحن بحاجة إلى 4 أحضان يومياً للبقاء على قيد الحياة”.
إحتضنوا أطفالكم في الصباح لبضع دقائق، و في الليل، ربِّتوا على أكتافهم و ابتسموا فى وجوههم. فأطفالنا يحتاجون إلى العناق يومياً لنمو نفسي سوي.
يمكن لعناق مدته 20 ثانية أن يساعد طفلك على النمو بشكل أكثر ذكاءً و صحة و سعادة و أكثر مرونة وقرباً من الوالدين.
و ملامسة الجلد، أو اللمس الجسدي مثل المعانقة، أحد أهم الوسائل المطلوبة لنمو دماغ سليم و جسم قوي.
و عندما يحرم الأطفال من الإتصال الجسدي، تتوقف أجسامهم عن النمو على الرغم من تناول المغذيات بشكل طبيعي.
هؤلاء الأطفال يعانون من الفشل في النمو و يمكن تحسين نقص النمو هذا عند توفير اللمسات و العناق.
٢. أخبروهم بحبكم
أخبروا أطفالكم بحبكم كل يوم، بغض النظر عن أعمارهم. حتى عندما يخطئون أخبروهم أنكم لا تحبون هذا السلوك ولكنكم تحبونهم دون قيد أو شرط.
يمكن لكلمة “نحبكم” البسيطة أن تفعل الكثير لتقوية العلاقة.
٣. أغلقوا هواتفكم
قوموا بإيقاف تشغيل هواتفكم و التلفزيون و إبعاد التكنولوجيا و قضاء بعض الوقت الجيد معاً.
سوف يتذكر طفلكم لبقية حياته أنه كان مهماً بما يكفي لكم حتى قمتم بإغلاق هواتفكم للإستماع إليه.
حتى إيقاف تشغيل الموسيقى في السيارة يمكن أن يكون دعوة قوية للتواصل.
٤. التواصل قبل إعطاء الأوامر
يجد الأطفال صعوبة في الإنتقال من فعل شيء إلى فعل شىء آخر. إنهم بحاجة إلينا خلال تلك اللحظات عندما لا يرغبون في التخلي عن ما يفعلونه للإنتقال إلى شيء نريدهم أن يفعلوه.
و لتساعده على الإستجابة لأوامرك، أبتسم، أنظر إليه في عينيه، إستخدم أسمه و مازحه.
٥. تخصيص وقت يومى لكل طفل على حدة
عليكم أن تفعلوا كل ما بوسعكم لتوفير 15 دقيقة عالأقل لكل طفل على حدة يومياً، يمكن أن يبنى هذا إحترامه لذاته و يتيح له معرفة قيمته.
أتفقوا مع أطفالكم أن تفعلوا ما تريدوا أنتم خلال تلك الفترة لا ما يريدوه هم.
في هذه المدة قاوموا الرغبة في تنظيم الوقت لأطفالكم بالأنشطة، بدلًا من ذلك جربوا أي نشاط بدني أو لعبة تسعدهم.
٦. إستمعوا و تعاطفوا مع مشاعرهم
يبدأ الإتصال بالإستماع، حاولوا أن تشاهدوا الأشياء من منظور أطفالكم.
لمساعدة أطفالكم على الشفاء من تلك الإضطرابات و المشاعر السلبية عليكم إظهار التعاطف.
إستمعوا لهم و اعترفوا بمشاعرهم و أظهروا لهم الفهم، و تأكدوا من وجودكم لمساعدتهم كلما واجهوا مشاكل.
لا تدعوا الغضب يثيركم عندما يصرخون بل رحبوا بدموعهم و أستوعبوا مخاوفهم التي تختبئ دائما وراء غضبهم.
تذكروا أنكم الأشخاص الذين يثقوا بهم بما يكفي للبكاء بأحضانكم. هذا يخلق لهم الشعور بالأمان حتى يتمكنوا العودة إلى التواصل.
٧. التواصل و المشاركة
إستخدموا المواقف خلال اليوم كفرصة للتواصل فالأطفال يحبون قضاء وقت خاص مع والديهم.
شاركوا كل لحظة مع أطفالكم، فمثلاً شاركوهم غسل أيديهم، و ضعوا أيديكم معهم في الماء الجاري.
إذهبوا فى نزهة معاً أو حتى فقط التجول في المركز التجاري، فإن تواجدكم معاً بمكان واحد يجعلكم أقرب.
تناولوا وجبات الطعام معاً كعائلة وتلك فرصة جيدة لتبادل الحديث و وقت رائع للترابط.
حيث توفر الوجبات العائلية أجواء رائعة للتحدث ومشاركة جزء من يومك مع أحبائك.
كما يمكن أن تطلبوا منهم المساعدة و إشراكهم في الأشياء التي تقومون بها. أطلبوا منهم المساعدة في تحضير العشاء أو تجميع قطعة أثاث.
و بدلاً من الشعور و كأنه عمل روتيني، فإنه يربطكم ويعطيكم إحساساً بأنكم حققتم شيئاً معاً.
٨. دردشة قبل النوم
إحرصوا على قضاء بعض الوقت فى زيارة أطفالكم فى سريرهم قبل النوم.
فلحظات الإستجمام تلك مع أطفالكم فى الظلام تجعلهم يخرجون ما داخلهم إلى السطح، سواء كان شيئاً حدث في المدرسة أو مخاوفهم اليومية.
و لا تتخلوا عن هذه العادة عندما يكبر أطفالكم، و ستندهشوا من عمق علاقتكم بهم.
٩. اللعب المشترك
اللعب مع أطفالكم مهم جداً لنموهم، و يمكن للأطفال الصغار تطوير العديد من المهارات من خلال قوة اللعب، كما أن اللعب الجماعى يساعد الأطفال أيضاً على التعاون.
بالإضافة إلى كونه ممتعاً و يساعدك على تطوير علاقتك مع طفلك، يساعد على تطوير المهارات اللغوية و الإجتماعية.
يجعلك اللعب و الضحك على إتصال دائم بطفلك من خلال تحفيز الإندورفين والأوكسيتوسين، و زيادة مستوى الأوكسيتوسين يمكن أن يقوي أجهزة المناعة.
كما أنه يخفض مستويات البلازما من هرمونات الغدة الدرقية مما يؤدي إلى التئام الجروح بشكل أسرع.
إن جَعل الضحك عادة يومية يمنح طفلك فرصة للتخلص من القلق و الإضطرابات النفسية.
١٠. تدوين ملاحظة إيجابية
فكرة رائعة فى ختام اليوم، قوموا بتدوين ملاحظة إيجابية عن سلوك جيد قام به الطفل خلال اليوم.
و لا يهم كم من الأخطاء و نوبات الغضب التي حدثت في ذلك اليوم.
فالتواصل مع أطفالكم بطريقة إيجابية لا يجعلهم يشعرون بالرضا فحسب، بل يمكن أيضاً أن يعزز جهاز الماناعة لديهم.
إقرا أيضا: أهمية التحدث مع الأطفال