من الطبيعي أن نتوقع حدوث الأذى ممن حولنا و لكن عندما تفكر طوال الوقت في أن هناك من يراقبك أو يحاول استغلالك أو إيذائك بشكلٍ مبالغٍ فيه فأنت بنسبة ٍكبيرة مصاباٌ بمرض جنون العظمة أو ما يدعي بالبارانويا.
ماهي البارانويا أو جنون العظمة ؟
- جنون العظمة هو مصطلح يشير إلي شعور الشخص بأنه مهدد بطريقة ما، فيعتقد أن هناك أشخاصاً يراقبونه أو يتصرفون ضده، على الرغم من عدم وجود دليل على صحة ذلك .
- يعرف ايضاً بأنه نوع من عملية التفكير المعروفة بإسم الوهم، فالأشخاص الذين يعانون من جنون العظمة لديهم شكوك و معتقدات لا تستند إلى أساس حقيقي في الواقع فيعتقدون أنهم مراقبون، أو أن أشخاصًا أو منظمات أو قوى أخرى تعمل ضدهم .
- يطلق عليه أيضًا جنون العظمة السريري أو أوهام الإضطهاد.
أعراض جنون العظمة (البارانويا)
- الشك في دوافع أو أفعال الأخرين .
- عدم الثقة في الغرباء أو المعارف أو الأحباء.
- التساؤل عما يفعله الأخرون، سواءً في ذهنك أو بصوت عال.
- التفكير في وجود معنى خاص لسلوك الأفراد مثل الطريقة التي ينظر بها الناس إليك، أونبرة أصواتهم (أى قراءة معاني خفية في سلوكيات الناس العادية).
- الإعتقاد بأن لديك دورًا أو أهمية خاصة في العالم غير معترف بها أو تم إحباطها من قبل الآخرين.
- وجود رغبة عدائية وعدوانية.
- الإساءة بسهولة للأخرين.
- الإعتقاد بأنك دائمًا على حق .
- عدم القدرة على المساومة أو التسامح أو قبول النقد.
- قد يعاني المريض من ما يعرف بأوهام العظمة فقد يعتقد بأن لديه علاقة مع فرد مشهور أو تاريخي .
- القلق و الغضب و الإنفصال و الجدل.
- يعتقد أن الآخرين لديهم نوايا خبيثة ضده.
- رد فعل مبالغ فيه للهجمات المتصورة.
اقرأ ايضًا: ما هو الرهاب ( الخوف المرضى ) ؟؟
الأسباب
- مشاعر الذعر حيث تعد جزء طبيعي من التجربة البشرية فعلى سبيل المثال، عندما تمشي بمفردك في وقت متأخر من الليل، قد تعتقد أنك مراقب أو أن هناك شخصاً يتتبعك، حتى لو لم تكن كذلك .
- الضغط العصبي، فقد تعتقد أن الناس يضايقونك بشكلِ متعمد.
- عندما لا تحصل على قسطِ كافٍ من النوم، فقد تتطور أفكارًا غير واقعية و ذلك ببساطة لأنك متعب ولا يعمل دماغك بشكلِ طبيعي.
- مشاكل الصحة العقلية فقد يكون جنون العظمة سمة من سمات العديد من مشاكل الصحة العقلية، مثل (الإكتئاب و اضطراب ثنائي القطب، و قد يرتبط بالإضطرابات الذهانية، مثل الفصام.
- تعاطي المخدرات والكحول.
نصائح للتخفيف من حدة التوتر الناجمة عن الضغط العصبي
- عليك أن تأخذ وقتًا للإسترخاء وذالك لنسيان ما يزعجك.
- قضاء وقت مناسب مع الأصدقاء.
- البحث عن شئ يدخل السرور علي قلبك.
- ممارسة التمارين الرياضية.
- التأمل لتصفية الذهن.
اقرأ ايضًا: خوف العمل يقلل إمكانياتك المهنية – الخوف من الخطأ في العمل
معتقدات في ذهن مريض جنون العظمة (البارانويا)
- يعتقد أن هناك من يقوم بالتحدث عنه من وراء ظهره أو أنه مراقب من قبل الأشخاص أو المنظمات .
- يعتقد أن هناك أشخاصاً يحاولون تشويه صورته أو إستبعاده.
- يعتقد بوجود الخطر طوال الوقت، أو أن هناك من يحاول قتله أو إيذائه.
- يعتقد بأن الناس قد تتكلم بالمعاني المزدوجة و ذلك لتهديده سراً.
- يعتقد بتعمد الإزعاج من الأخرين.
- يعتقد أن الناس يحاولون أخذ أمواله أو ممتلكاته.
- يعتقد بتدخل الناس في أفكاره و أفعاله
ماذا عن الشكوك المبررة ؟
لا توصف كل أفكار الخوف أو الشك بأنها جنون العظمة، فلدينا جميعًا سبب وجيه للشك في بعض الأحيان.
و الشكوك المبررة هي الشكوك التي لديك دليل عليها.
فعلى سبيل المثال: إذا تعرض كثير من الأشخاص في شارعك للسرقة والسطو، فليس من الجنون أن تعتقد بأنك قد تسرق يوماً، فيمكن أن تساعد الشكوك المبررة في الحفاظ على سلامتك.
قد يكون دليلك تجربة فردية قائمة علي تاريخ من الإضطهاد أو التمييز.
فعلى سبيل المثال: إذا كنت شابًا أسود وتعلم أن الشرطة في لندن تستهدف المزيد من الشباب السود للتوقف و البحث، فليس من الجنون أن تشعر بأنك مهدد بالبحث و التوقف .
مريض البارانويا في الحياة العملية
قد يكون مريض البارانويا هو ذلك الموظف المضطرب و القلق و الذي قد يصل به الإمر إلى أنه قد يحتاج إلى مساعدتك و لكنه لا يثق بك
و كما ذكرنا أن السمة المميزة للفرد المصاب بجنون العظمة هي الشكوك المنتشرة و عدم الثقة و الحساسية الشديدة لأي ردود فعل سلبية و الإعتقاد في النوايا الحاقدة للآخرين، كما أنهم يفضلون المسافة العاطفية.
و قد يعملون بشكل أفضل في المواقف الفردية التي تتطلب أقل قدر ممكن من التفاعل الجماعي و العلاقات.
و العديد منهم يحتفظون بأفكارهم الخاصة لأنفسهم، و يتصرفون بشكل طبيعي إلى حد ما و يؤدون عملهم بشكل مناسب ، إلا أن تظهر “قضيتهم” حبنها تظهر اللاعقلانية الصريحة لمعتقداتهم.
قد يتجه البعض إلى بعض الطرق لتقليل القلق و الخوف و الشك مثل الإقلاع عن العمل و التخلي عنه و ذلك خوفًا من إيذائهم أو إسغلالهم.
اقرأ ايضًا: الضغط النفسي : أسباب و كيفية تخفيف الضغط النفسي
كيفية التعامل مع شخص مصاب بمرض جنون العظمة
عادة ما يتطلب العيش مع شخص تم تشخيصه بجنون العظمة الصبر والتعاطف.
و هناك بعض النصائح التى تساعده في التغلب على جنون العظمة:
- تشجيع الإمتثال للعلاج (فقد يدفعه عدم الثقة الى رفض تناول الأدوية الموصوفة أو حضور جلسات العلاج. وغالباٌ ما يحدث هذا بشكلٍ شائع مما يؤدى الي بطئ عملية الشفاء فعلينا أن نشجعه على متابعة برنامجه العلاجي)
- التحدث بوضوح مع المريض (حيث أن الجمل البسيطة و الكلمات التي لا لبس فيها تقلل من فرص إساءة)
- كن متقبلًا و لكن حازمًا وهذا بالنسبة لإوهام المريض (فهى حقيقية جدًا للشخص الذي يمتلكها، فعليك ألا تواجه الشخص بشأن معتقداته أو تحاول مساعدته في اختبار الواقع ، بل اخبره أنك تحترم معتقداته، لكن لا تتظاهر بمشاركتها و كن صادقًا بشأن تصوراتك)
- التوضيح و التفسير(حيث يمكنك مساعدته على التأقلم مع شكه و عدم ثقته من خلال تشجيعه على التعبير عن أفكاره و فى نفس الوقت عليك أن تشرح أفعالك بطريقة محايدة و غير دفاعية)
- العمل على تعزيز نقاط قوته (فالأشخاص الذين يعانون من جنون العظمة غالبًا ما يكونون أذكياء للغاية، فيجب ان نكون على دراية به كشخص كامل ليس فقط من حيث أعراضه بل علينا أن نركز على صفاته وسلوكياته الإيجابية)
- السعي لتحقيق التوازن (فيجب منح جوانب أخرى من الحياة بعضاٌمن الوقت، وذلك عن طريق إجراء محادثات معه حول مواضيع أخرى غير مرضه)
- ثقف نفسك (فيستحسن لكل من يتعامل مع المريض ان يتعلم كل ما تستطيع عن جنون العظمة، فذلك يساعده على فهم الأعراض التي يلاحظها و العلاج الذي يخضع له)
العلاج
إن العلاج الناجح يعتمد في الأساس على السبب االرئيس للأعراض
1- العلاج النفسي
قد يكون العلاج النفسي صعب في البداية مع حالات البارانويا.
و بما أن الثقة هي العنصر الأكثر أهمية في العلاقة العلاجية، فهنا يقع الدور الأكبر على المعاج النفسي لخلق هذه الثقة
حيث أن طبيعة الإضطرابات التي تنطوي على جنون العظمة تجعل من الصعب على العميل الانفتاح و السماح بإقامة الثقة.
2- العلاج بالأدوية و العقاقير
يعد العلاج بالأدوية و العقاقير فعالاً جداً عندما يكون المرض ناتجًا عن الإكتئاب و إضطراب ثنائي القطب و الذهان، مع العلم بأن الطبيب وحده هو من يستطيع تحديد الدواء المناسب للحالة، و غالبًا ما تكون الأدوية المضادة للذهان مثل (كلوزابين) ضرورية مع بعض الأنواع الأخرى مثل(ريسبيريدون و أولانزيبين و أريبيبرازول).
3- العلاج السلوكي المعرفي.
حيث يساعد (العلاج السلوكي) الفرد على تعلم الاسترخاء وإدارة أعراض القلق.
كما يعلمه مهارات شخصية جديدة تسمح له بالعمل بشكلٍ مرضى.
أما (العلاج المعرفي) فيسمح للفرد بمعرفة معتقداته و اختياراته و إستبدالها بأفكار أكثر واقعية.
المصادر
https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/conditionsandtreatments/paranoia
اقرأ ايضًا: الأعمال اليدوية :3 أمراض نفسية تحميك منهم الأعمال اليدوية