” لا زال الدوري طويلاً ” هكذا رد ” بيب جوارديولا” بعد خسارته من نيوكاسل يونايتد و حينها قد اصبح الفارق بينه و بين غريمه ” ليفربول” سبع نقاط و الكل رأي ان درع الدوري بات محسوما ” للريدز” ليفربول الا ذلك المدرب ” بيب جوارديولا “
و بالفعل ما هي الا عدة ايام حتي نجح في تخطي كافة مبارياته و استعادة الدفة مرة اخري و في المقابل بدأ ” ليفربول” في نزيف النقاط حتي تربع ” المانشستر سيتي ” علي الصدارة مرة اخري كما حصل ايضا علي بطول الكأس الانجليزية امام ” تشيلسي ” بركلات الترجيح بعد مباراة مثيرة انتهت بالتعادل .
من هذا المدرب الذي يحمل الثقة في جيبه ؟ و لا يخشي اي ضغوط و يثق ثقة تامة في نفسه و قدراتها قبل الثقة في لاعبيه .
بيب جوارديولا “Pep” Guardiola
بيب غوارديولا إي سالا : Josep “Pep” Guardiola Sala
هو لاعب كرة قدم إسباني سابق، ومدرب كرة قدم حالي في مانشستر سيتي الذي يشارك في الدوري الإنجليزي الممتاز.
مواليد 18 يناير 1971 بمدينة سانتبيدور، إسبانيا.
كان غوارديولا لاعب كرة قدم في مركز الوسط الدفاعي.
قضى فترته الأحترافية في نادي برشلونة، حيث كان جزئًا من فريق أحلام يوهان كرويف الذي استطاع تحقيق أوّل كأس أوروبية سنة 1992.
لعب أيضًا لعدة أندية منها ناديي بريشيا وروما في إيطاليا، والأهلي في قطر، ونادي دورادوس دي سينالو في المكسيك .
مسيرة بيب جوارديولا التدريبية
بعد تقاعده كلاعب، أصبح غوارديولا مدرب نادي برشلونة ب لفريق الأحتياط وفي منتصف العام 2008 نجح ليحل محل فرانك ريكارد كأوّل مدير للفريق.
وفي أوّل موسم له كمدير فاز برشلونة بثلاث بطولات هم بطولة الدوري الإسباني، وكأس ملك إسبانيا، ودوري أبطال أوروبا.
أصبح بيب غوارديولا أصغر مدرب يفوز بدوري أبطال أوروبا.
في الموسم التالي فاز غوارديولا مع برشلونة بكأس السوبر الإسباني وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية ليصل رصيد بيب إلى ستة ألقاب في ست مسابقات في سنة واحدة فقط وبالتالي إنجاز ستة ألقاب سداسية في موسمين. في يونيو من عام 2013.
قضى بيب مع بايرن ميونخ 3 مواسم حقق خلالها 3 ألقاب الدوري الألماني 3 مرات، ولقب كأس ألمانيا مرتين، ولقب كأس السوبر الأوروبي 2013 وكأس العالم للأندية لكرة القدم 2013، بحيث أصبح مجموع ما حققه مع بايرن ميونخ 7 ألقاب ، الا انه لم يحقق مع العملاق ” البافاري ” البايرن ميونيخ الكأس المحببة للجميع و الأغلي علي الإطلاق ” دوري ابطال اوروبا “
حيث إعتبر البعض ذلك الإخفاق في تحصيل هذه البطول إخفاقا في مسيرته مع ” الالماني ” لان كل الإمكانيات كانت مهيئة و متاحة و لم تكن ثمة عوائق .
وفي 1 فبراير 2016 أعلن نادي مانشستر سيتي عن التوقيع له خلفًا للمدرب التشيلي مانويل بلغريني، وإستلم مهمته رسميًا في يونيو 2016.
وفي موسم 2017/2018 إستطاع تحقيق لقب الدوري الانجليزي (البريمرليغ) وكأس الرابطة الإنجليزية مع مانشستر سيتي.
مهارته التدريبية
إن الأمر الذي يتعلق ب ” بيب جواديولا ” و التعليق الكثير عليه و الإنتقادات أو الإيجابيات التي يتلقاها ليست لها علاقة بحجم نجاحاته أو إخفاقاته في البطولات بل بطريقته في لعب كرة القدم و شخصيته التدريبية.
فهذا الأمر جعل من ” بيب جوارديولا ” محل الحديث الراهن في إستديوهات
تحليل كرة القدم.
فالبعض يري ” بيب جوارديولا ” ليس مجرد مدير فني و حسب يقوم بوضع خطط اللعب و يجهزاللاعبين للمباريات بل هو أكثر من ذلك.
فقد بدأ في تعديل طرق اللعب الموجودة علي الساحة الآن بل و إستحدث مراكز لبعض اللاعبين واستغني عن بعض المراكز في الملعب.
كما أضاف مهمات لبعض المراكز هذا كله أدى إلى تغيير طريقة اللعب نفسها التي تعتمد علي التمرير المثير حد الملل و الحصار المطول علي الخصم للحد الذي يجعل الخصم إما يخطئ أو نتيجة إستمرار الضغط تحدث الثغرة و يتم تحقيق الهدف.
إستطاع ” بيب جوارديولا” علي سبيل المثال اللعب بخط وسط مدافع واحد فقط و ذلك لأنه أضاف للظهيرين الأيمن و الأيسر مهمة الدخول إلي عمق الملعب و التمرير من الأسفل بجانب مهمتهم في الزيادة العددية و عمل العرضيات فاصبحت هذه الكثافة في وسط الملعب مريحة و كافية جداً لا تحتاج لمزيد من اللاعبين ، الأمر الذي جعل الكثافة الهجومية ممكنة و الدفع بالمزيد من المهاجمين أصبح بالإمكان.
غير أن مركز المدافعين الصريحين إستبدله ” بيب جوارديولا ” بمدافع واحد أيضا لأن حصاره الذي يفرضه علي الخصوم لا يمكنهم من الهجوم عليه فلماذا إذا يضع مدافعين ؟!
و هكذا العديد من تغييرات المراكز و المهمات التي استطاع ” بيب جوارديولا ” وحده أن يستحدثها و يبدأ العديد من المدربين حول العالم في السير علي نهجه هذا من المغامرة و المتعة الكروية.
هل بيب جوارديولا تاجر لاعبين؟ أم أنه معلم ملهم؟
على الرغم من جميع ما ذكرناه من مهارات جوارديولا التدريبية إلا أن البعض لا يري في ” بيب جوارديولا ” سوي تاجر لاعبين وذلك لأنه في كل مرة يذهب إليها لأي نادي يكون تحت قيادته أكثر اللاعبين مهارة و سرعة و أعلاهم ثمناً مثل ” ميسي، انيستا ،شابي هيرنانديذز ، ” في برشلونة ” روبين ، ريبيري ، لوفندوفسكي ” في البايرن ” دي بران ، سيلفا ، اوجويرو ” في المانشستر سيتي.
أي أن ” بيب جوارديولا ” ما كان ليقدم ما يقدمه لولا هذه النوعية من اللاعبين و من يستقدمهم هو كشرط تدريب الفريق فما هو إلا ” تاجر لاعبين ” جيد.
الا ان هذا النقد مردود عليه بأن هذه النوعية من اللاعبين لعبت بعد رحيل جوارديولا لكنها لم تقدم نفس النتيجة مع المدربين الجدد و لم يقدم النادي نفس طريقة اللعب و الأداء و الحديث هنا عن برشلونة و البايرن ميونيخ العملاقين الاوروبيين.
إذا فأثر الرجل واضح و طريقته و بصمته لا خلاف عليها و ما قدمه لكرة القدم لم يقدمه غيره من المدربين حتي الذين سنحت لهم الفرصة في تدريب نفس الفرق .
و سيظل ” بيب جوارديولا ” رغم كل شئ مدربا عظيما جديرا بالإحترام و التقدير من الخصوم قبل الأصدقاء و من هنا أقول لك شكرا ” بيب جوارديولا “أنت تمتعنا حقا.