كانت إمبراطورية المايا أو حضارة المايا تتمركز في الأراضي المنخفضة الاستوائية التي تعرف الآن باسم غواتيمالا (دولة في أمريكا الوسطى). في القرن السادس الميلادي وصلوا إلى ذروة حضارتهم من حيث التأثير و القوة.
وكانت بعض المجالات الرئيسية التي اشتهروا بها هي الهندسة المعمارية المذهلة، و الأعمال الفنية الرمزية، و إنشاء التقاويم، و الكتابة (الهيروغليفية)، و صناعة الفخار و الزراعة.
بحلول عام 900 بعد الميلاد تقريبًا، تخلوا المايا عن أغلبية المدن الحجرية الضخمة التي كانوا قد بنوها لأسباب مختلفة.
من الناحية التاريخية، المايا هي واحدة من أكثر الحضارات نجاحًا. يعمل الباحثون بجد منذ سنوات لمحاولة الكشف عن بعض الألغاز المحيطة بهذه المجموعة من الأشخاص، و هنا 10 أسرار مذهلة اكتشفوها حتى الآن.
1- اللون الأزرق في حضارة المايا
أحد الأشياء التي احتفظت بها حضارة المايا بتقدير كبير كان درجة معينة من درجات اللون الأزرق، حيث اعتقدوا أنه كان لونًا مهمًا لعدة أسباب. و منذ ذلك الحين أطلق عليها اسم مايا بلو و استخدمت لتغطية المخططات و جدران القصر و الأواني.
و كلما حددو تضحية بشرية، كانوا يغطوا الجسد بثلاثة عناصر تعطي نفس اللون. اكتشف العلماء أن العناصر الرئيسية الثلاث في هذا اللون هي باليجورسكيت و indigo (النيلة)، و لكن لم يتمكن العلماء من أكتشاف العنصر الثالث حتي عام 2008م.
نشر فريق من الباحثين من الولايات المتحدة عام 2008م، دراستهم التي زعموا فيها أن هذا المكون السري لمايا بلو كان نوع من أنواع الصمغ.
بعد بضع سنوات في عام 2013 ظهرت دراسة أخرى زعمت أن هذه النظرية خاطئة. كان هذا الفريق من الباحثين يعتقدون أن هذا المكون النهائي كان في الواقع مزيلًا للجفاف.
يعتقد بعض الباحثون أيضًا أن المايا كانوا قادرين على الحصول على درجات مختلفة من اللون الأزرق عن طريق تغيير درجة الحرارة عند تحضيره. أحد الجوانب الأكثر إثارة التي تدعونا للاهتمام بهذا اللون هو أنه أثبت أنه مقاوم للعوامل الجوية.
على الرغم من طول الوقت و الظروف الجوية القاسية، فإن الكثير من القطع الأثرية المتبقية التي شوهد عليها هذا اللون الأزرق ما زالت محتفظة بلونها المميز.
2- القرابيين في حضارة المايا
أحد المعتقدات الرئيسية التي كانت لدى شعب المايا هو أن هناك قوة حياة متضمنة في كل شخص، اعتقدوا أن قوة الحياة هذه كانت بمثابة شكل من أشكال التغذية لآلهتهم. كان المايا يقيمون بانتظام احتفالات لتقديم القرابين البشرية المرتبطة بقوى الحياة .
كانو يصنعوا أسلحة من (نوع معين من الزجاج البركاني) لقطع أعضاء من أجساد بعض الأشخاص كقرابين للألهه. مثل شحمة الأذن أو اللسان. كان فكرهم وراء هذا الاحتفال أن قوة الحياة البشرية تعتبر كوجبة للإله. في حين كان الحفل نفسه مروعًا، يعتقد أن الأشخاص الذين شاركوا في هذه التضحية كانوا عادةً متطوعين و معظم الوقت كانوا ينجوا من هذا الحدث.
بينما كان يُنظر إلى الدم على أنه مصدر قوي لتغذية الآلهة، كان يُنظر إلى التضحية بمخلوق حي على أنه أقوى شكل من أشكال القرابيين.
بالنسبة للجزء الأكبر، كانت الحيوانات الحية هي التي يتم التضحية بها، ولكن هناك أيضًا العديد من حالات التضحية البشرية، حيث كان يُنظر إليها على أنها التضحية النهائية المرضية لللآلهة. تنطوي معظم الطقوس المرموقة و المهمة في طريقة حياة المايا على تضحية بشرية. كان معظم الذين تم اختيارهم للتضحية بحياتهم هم أسري الحروب أو السجناء.
كانت الطريقة المعتادة التي تتم بها التضحية بالبشر هي قطع رأسهم و استخراج قلبهم. و لكن هناك طرق أقل شيوعًا تشمل إطلاق السهام المشتعلة بالنار على الشخص ، و رميه في حفرة، و دفنه على قيد الحياة.
3- حضارة المايا
كانت تيكال واحدة من مدن المايا المهمة التي ازدهرت لمئات السنين. و تم العثور عليها في منطقة لا تنزل بها الأمطار لثلث العام، ولكن مع عدم وجود قطرة مطر تأتي من السماء. تمكنوا من أن يقضوا هذه الأشهر الأربعة كل عام بدون هطول أمطار.
في عام 700 م، كان هناك أكثر من 80.000 شخص يعيشون في هذه المدينة. ثم طرح المؤرخون السؤال، كيف استطاع هؤلاء الأشخاص البقاء على قيد الحياة لسنوات عديدة على الرغم من حالات الجفاف التي تمر بها تلك المدينة؟
لم يتم إكتشاف أي نظام توصيل مياه لتلك المدينة. و هذا يعني أنه سيتعين عليهم امتلاك مخازن للمياه يقوموا فيها بتخزين الأمطار خلال الثمانية أشهر الممطرة. لذلك، صنعوا شبكة من الخزانات التي كانت تحتوي علي آلاف الغالونات من الماء. يمكن لبعضها استيعاب ما يصل إلى 74 مليون لتر من مياه الأمطار.
فقد كان هذا النظام مستدامًا للغاية وكان قادرًا على خدمة سكان هذه المدينة في حالات الجفاف التي تمر علي المدينة لمدة أربعة أشهر كل عام.
4- إنشاء الطرق
كان التداول من أهم أجزاء حياة حضارة المايا. هذا هو السبب في أنها ركزت بشكل خاص على وجود طرق نقل فعالة. بما أن حضارة المايا كانت قائمة في مناطق غابات كثيفة، كان من الصعب التجول دون أن تضيع. هذا هو السبب في قطع المايا للغابات و خلق الطرق من خلالها.
كان هذا إختراعا ثورياً حيث مكن التجار و غيرهم من الأشخاص التنقل بين المدن بسهولة، و يُعتقد أن هذه كانت الحضارة الأولى التي شيدت الطرق من مكان إلى آخر في أمريكا الوسطى.
كما اعتمدوا على سفنهم للتجارة في أماكن متنوعة من أنتيغوا إلى كوبا. و يعتقد حتى أن كريستوف كولومبوس شاهد أحد مراكبهم في رحلته الرابعه، كانت هذه السفن طويلة و كان هناك عدد كبير من المجاذيف المستخدمة من أجل تحريك السفينة.
5- كيف عاش المايا
جويا دي سيرين هي قرية تابعة لحضارة المايا التي تم الحفاظ عليها خلال كل تلك العصور. تم العثور على الموقع في عام 1978 من قبل رجل يدعى البروفيسور بايسون شيتس. و نظرًا لأنه تم الحفاظ على القرية جيدًا مُنح المؤرخون و علماء الآثار الفرصة النادرة للحصول على رؤية واضحة لكيفية عيش شعب المايا العادي حياتهم بشكل يومي.
كانت جويا دي سيرين مستقلة تمامًا مما سمح لها بالتحكم في جوانب مجتمعها مثل الاقتصاد و الدين و اختيار المحاصيل و الهندسة المعمارية. إذا كان هناك قرار مهم يجب أن يؤثر على القرية بأكملها، فإن جميع السكان يجتمعوا و يقرروا فيما بينهم أفضل مسار يمكنهم الإتفاق عليه. كانت هذه القرية تعمل على النقيض عما ذكر سابقًا في بعض سجلات المايا بما يخص أن القرارات السياسية و الاقتصادية دائما ترجع إلي نخبة المجتمع.
كان غالبية قوم المايا العاديين مزارعين عندما يأتي موسم الزراعة و عند الحصاد ،بينما يذهب الأشخاص الأخرون الذين لا يعملون بالزرعة للعمل على بناء مدن المايا المدهشة.
كان المحصول الرئيسي هو الذرة، بالإضافة إلى زراعة الكوسة و الطماطم و الأفوكادو و البطاطا الحلوة و الفلفل الحار. كانت بعض العائلات تقوم بتربية الماشية ، و الديك الرومي و البط. كان هناك أيضًا أولئك الذين يصطادون الخنازير البرية و الغزلان، بالإضافة إلى صيد الأسماك في المحيطات والبحيرات والأنهار.
إقرا أيضاً: حضارة الرافدين و أبرز انجازتها
المصادر:
أسرار حضارة المايا – مقال