الإستماع هو أساس حل المشكلات، أى مشكلة قد يكون حلها سهلاً فقط إذا تم الإستماع لأطرافها جيداً مع المحاولة الصادقة لإيجاد حلول جذرية، ولكن فى حالات كثيرة يفتقر بعضنا لمهارات الإستماع أو بالأحرى الإنصات وحديثُنا هنا عن مهارات الإستماع وكيفية اكتسابها والتعامل بها فى خطوات بسيطة.
كن حاضراً بجميع حواسك
عند حدوث مناقشة ما أو مشكلة ويُطلب منك الإستماع للمساعدة، فعليك إذا الإستماع بكل حواسك وإبداء إشارات بوجهك تدُل على تركيزك وإهتمامك، أيضاً غالبا عند المشاركة فى مناقشة ما فإنك تركز تفكيرك فى ما تود الرد به أو الرأى الذى تريد الإدلاء به فى هذا الموضوع ولكن من الأفضل التركيز على ما يقوله الشخص نفسه وما يشعر به، حيال الموقف أو المشكلة، وسيساعدك هذا على أن يخرج ردك مسانداً ومتفهماً لما يشعر به صاحب المشكلة، حاول أيضاً إبعاد هاتفك بعيداً ولا تحاول إستخدامه مطلقاً فى هذه الحالة، أيضاً قم بالنظر لمن يحدثك جيداً وحاول الرد عليه بإهتمام عند توجيه أحد الأسئلة لك، وهكذا حاول التواصل والإستماع على المستوى البصرى والسمعى والجسدى أيضاً بتوجيه جسدك بشكل كامل تجاهه عند الإستماع لحديثه.
تأكد من إنتهاء الحديث قبل الرد
قبل أن تبدأ فى عرض رأيك تأكد جيداً أن المتحدث قد أنهى حديثه بشكل كامل فقد يتوقف لحظات للتفكير فى كيفية عرض المشكلة أو تذكُر شىء ما، فلا تستغل أنت هذة اللحظات وتبدأ فى الحديث وهكذا تضيع تفاصيل المشكلة بين الأطراف، أيضاً قبل البدء فى عرض رأيك قم بطرح الأسئلة عن الأجزاء التى لم تكن واضحة، فهذا سيعطى إنطباع عن إهتمامك بالأمر وإنشغالك بالتفاصيل، لذلك قم بطرح الأسئلة ولكن إحذر الأسئلة التوبيخية والتى لا تؤدى إلى شىء، على سبيل المثال :لماذا فعلت ذلك؟ فهذةالأسئلة لا تفيد بأى شىء ولا تتسبب غير فى حرج المتحدث وشعوره بالخزى والخجل، ولكن إهتم بما يجعل الأمور واضحة بالنسبة لك، ولا ضرر فى أن تعيد ما قاله المتحدث بإيجاز مما يدل على حسن إستماعك والتأكيد على أنك تتفهم شعوره جيداً ومنتبه لأدق التفاصيل، مما يجعل الحديث يتشبع بروح التعاطف والمودة ويخلق شعوراً بالراحة بين جميع الأطراف.
تحدث عن مشاعرك ولا تلقِ اللوم على أحد
عندما تبدأ فى التحدث عن الأمر مثلما أوضحنا إبدأ بالتأكد من أنك فهمت جيداً، عن طريق إيجاز ما فهمت فى جمل واضحة وقصيرة، و عندما تبدأ فى عرض رأيك تحدث عن مشاعرك تجاه الأمر وليس عن الأفعال،على سبيل المثال: لا تقل كان فعلك فى هذا الأمر محبطاً ولكن قل أشعر بالإحباط حيال هذا الأمر، وهكذا دائماً حاول وصف شعورك تجاه الفعل ولا تحكم على الفعل أو الشخص نفسه.
أنت غير مُلزَم بحل المشكلات
تذكر دائماً أنك غير ملّزم بإيجاد حلول للمشكلة فى كثير من الأحيان يكون كل المطلوب هو السند والدعم للشخص الذى يتحدث معك، ومجرد إستماعك للتفاصيل و إبداء تفهمك لمشاعره تكون قد قدمت الدعم المطلوب، وحتى إن حاولت التفكير فى حلول فالمطلوب المشاركة فى وضع عدة حلول للتفكير فى كل منها، وهذا هو دورك الأساسي هو المساندة والدعم وليس إيجاد حل.
لا تخرج من الموضوع لموضوع آخر
إبتعد تماماً عن الخروج من الموضوع الذى يحدثك فيه شخص ما إلى موضوع آخر، حتى وإن كان هذا الموضوع يزعجك او تشعر معه بالتوتر، فمن حق المتحدث أن يعبر عما يعتمل فى صدره بشكل واضح وكامل ودون تأثير خارجى يُشعره بعدم الراحة، لذلك يجب عليك الإنتظار حتى ينهى كلامه تماماً ثم تعرض ردك أنت وبعدها إن أردت الخروج من الموضوع فافعل ذلك،وتذكّر دائماً أنه لا يجوز لك إصدار الأحكام على الشخص أو أفعاله فأنت هنا لست قاضياً ولا من مهامك إصدار الأحكام حتى وإن إختارك الشخص لتستمع إليه فهو غالباً يرجو منك الدعم وليس الحكم.