للنساء دور عظيم في دعوة الإسلام فلقد قدمن تضحيات عظمي في سبيل هذه الدعوة و هناك العديد من الصحابيات اللاَّتِي روت عن النبي صلي الله عليه و سلم الأحاديث و منهن من كانت تسقي الجند في المعارك
و منهن أمهات الصاحبة الكرام و زوجاتهم و من تلك المؤمنات الصالحات
السيدة نسيبة بنت كعب رضي الله عنها و ارضاها
السيدة نسيبة
هي أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار إلى بني الخزرج و الخزرج قبيلة من القبائل التي كانت تسكن المدينة المنورة قبل هجرة الرسول صلي الله عليه و سلم
مثل قبيلة الأوس
تزوجت السيدة نسيبة بنت كعب من زيد بن عاصم الأنصاري و هو من الذين بايعوا النبي صلي الله عليه و سلم
و قاتل في غزوة و بدر و أحد، و أنجبت منه ولدان حبيب وعبدالله.
أستشهد حبيب علي يد مسيلمة الكذاب بعدما بعث له ليعود عن قوله فلما رفض حبيب الإيمان بقوله
قتله مسيلمة و قطع أطرافه و أحرقه.
أما عبد الله فقد أخذ بثأرأخيه حبيب فقتل مسيلمة الكذاب بعد ذلك ثم نال الشهادة بعد ذلك في موقعة الحرة.
فيالها من أم عظيمة أنجبت رجالا استطاعوا أن يرفعوا راية الإسلام و يضحوا بأنفسهم في سبيل نصرة هذا الدين و رفع رايته.
مواقف السيدة نسيبة في عهد النبي
مبايعتها للنبي(ص)
و قد بايعت النبي صلي الله عليه و سلم في البيعة التي قال فيها «لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ»
وهو الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال عنه أنه حديث حسن صحيح، وصححه الألباني
و قد كانت إبان دخول مكة للعمرة عندما تأخر سيدنا عثمان في العودة من أخبار قريش
أنهم جاءوا للعمرة لا للقتال ، ققد كانت السيدة أم عمارة دائما بجوار الرسول صلي الله عليه وسلم
تشهد غزواته و أحداثه و أنه لشرف عظيم نالته هي بإجتهادها و طلبها نيل رضا الله سبحانه و تعالي
بنصرة دينه و نبيه.
موقفها في غزوة أحد
و لأم عمارة موقفا عظيمة في غزوة أحد مع النبي صلي الله عليه و سلم فلقد خرجت لكي تقدم دورها في هذه الدعوة بأن تطبب الجرحي وتسقي العطشى لكن لما أشتد القتال وجدت رسول الله صلي الله عليه و سلم محاصر ببعض الكافرين أخدت تدافع عنه بجسدها الكريم و كأنها تقول نفسي فداك يا رسول الله جسدي فداء جسدك
و روحي فداء روحك و قد تلقت جراحا عظيمة في تلك المعركة إقتربت من إحدى عشرة طعنة بين سيف
و رمح و لكنها كانت لها نجوما علي جسدها تتشرف بها إن كانت فداءا للنبي المصطفي صلى الله عليه و سلم.
موقفها في غزوة حنين
و كانت ذات أثر عظيم أيضا في غزوة حنين حيث صمدت و لم تفر مع من فروا و أخذت تصيح و تنادي علي المسلمين بالعودة و الثبات.
موقفها في معركة اليمامة
حتي بعد وفاة النبي صلي الله عليه و سلم حاربت في عهد سيدنا أبي بكر الصديق في معركة اليمامة
في حروب الردة و إستطاع ولدها أن يأخذ بثأر أخيه و يقتل مسيلمة الكذاب
ولكنها في تلك المعركة قطعت يدها و أرسل لها طبيبا يكوي لها جرحها لكن من الواضح أن الجرح كان صعبا عليها فلم تحتمله و ماتت علي أثره بعام في خلافة سيدنا عمر بن الخطاب في سنة 13 هجرية.
فلكم كانت سيدة مضحية باذلة لدينها مجتهدة لتحصيل طاعة الله و رضوانه ضحت بكل غال و نفيس فهنيئا لها.