منذ الاف السنين حرص المصريون علي الاحتفال بقدوم الربيع، حيث ان شم النسيم يوم عيد له خصائص تعكس روح الثقافة المصرية المتوارثة عبر الأجيال.
الاحتفال المتجدد لعيد شم النسيم
أصبحت عادة ثابتة تنضح بما أعتاد عليه الناس و بالرجوع الي جذور المصري القديم نجد ان البيئة هي المؤثر الفعال في سلوكه و هي العامل لإمتداد سلالاته.
فمن تاثير الوسط المحيط له نسج سبل حياته و تعايش مع معطيات الطبيعة المحيطة به و منها نظم نمط حياته اليومية و جعل منها يوم يجدد فيه نشاطه و يريح جسده و يمنح الروح الوقت لتأمل جمال الطبيعة و دراسةة ما حوله من نعم طبيعية تساعده في سبل حياته.
المواسم و الفصول
بنظرة فاحصه أدرك المصري نعمه تغير المناخ و لاحظ مع التغيير تغير ناتج الارض و فطن إلي أن كل نوع من النباتات له وقت للاثمار و النمو فبدأ بدراسة كل نبات و التعايش معه و مع خصائصه و كذلك سبل الحفاظ عليه.
وتامل اكثر و تعلم الشهور الزراعية، التي نظمت زراعة أنواع المحاصيل. و من خلال التعايش مع الوسط اخذ المصري القديم علي عاتقه الاستفادة من معطيات الطبيعة و بدأ في فهم التربة و دراستها و توصل الي ان النسيج البشري و باطن الأرض هما مكون واحد فأدرك “قيمة الوطن”.
اثر شم النسيم
أدرك الانتماء و أدرك الكثير الي حد الخلود في هذه الارض لعل يوم شم النسيم هو يوم جميل نسعد به و نمضيه علي غرار الأجداد لكن الأجداد زادوا بالمعاني الخالدة أرادوا ان نعلم ان هناك علوم قبل هذا التوقيت و علوم تأتي بعد هذا التوقيت علوم زراعيه وتبني عليها ثقافات وتبني عليها حضارات فبتنظيم الغذاء ينتظم البيت و من ثم المجتمع و من ثم الدولة و بمعرفة العلوم ينشق عنها علوم جديدة فبالزراعة تنتظم الحياة الصناعية و الحياة التجارية و الإقتصاد.
لعل شم النسيم هذا هو مفتاح الرخاء عند المصري القديم و نحن اليوم غفلنا هذا، غفلنا المعني والمغذي المصري. جدي وجد ابناءي قام ببناء حضارات بفهمه للاسس الفلكيه واراد ان يسجلها ليتعلمها احفاده فختار هذا اليوم فهذا اليوم لابد لتسجيله.
الاحتفال بفيضان النيل
وتسجيل خصائصه فهرع الي حيث الخضره وجلب ما هو متوفر من طعام وزاد بماهو مخزون من اسماك مجففه مدخره لايام الجفاف التي يندر فيها صيد الاسماك واصبح يكررهذا السلوك كل عام ويطور فيه الي الان والشاهد في ثقافه المصري القديم هو الذكاء الفطري المتطور حيث انه عكف علي مجمل الانتفاع بما اعطته الطبيعة و منها انه انتفع بمعرفة التالي:
- قسم السنة لديه الي اربعة فصول ثابتة.
- قسم السنة الي اثني عشر شهراً تبدأ بإمتلاء النيل.
- نظم سبل حياته الزراعية و ملائمة المناخ.
- أبتكر ما نسميه اليوم الادخار.
- أهتم بالعامل الروحي و زرع الزهور و استخلص العطور.
المصري المعاصر هو الامتداد الطبيعي للاجداد قد نكون تعلمنا وفهمنا ومضينا قدما علي درب الاجداد لكن ليس بالشكل الصحيح والدليل ماهو نحن عليه نستورد قمحنا.
لابد من تفعيل المنظومة بالطريقة الصحيحة مثلما فعل اجدادنا من المهم جدا ان نعلم من نحن وماذا نريد وماهو الشء الذي يميزنا او نبرع فيه وما هو متوفر لنغتنمه لدينا بحر متوسط بطول البلاد في الشمال وااخر الاحمر بطول الشرق ونعمه اسمها النيل يشق البلاد من الجنوب حتي الشمال.
دروس من يوم شم النسيم :
لعل شم النسيم يكون وازع الخير للمصريين عله الاستفاقة او التنبيه لتعديل المسار وتوجيه الهمم اين نحن الان من مخازن الارض اين الهرم الاقتصادي اين الترتيب المزدهر ا اليوم العالم مفتوح والكل يشاهد الكل وليس بعيد ان يرنا العالم ويسمع ان في مصر احتفال اسمه شم النسيم قد يستنكر السلوك قد يجزع من الماكل ولكن الحقائق الخفية لهذا اليوم والعلوم المجهوله التي لايفطن لها احد تظل حبيسه الي ان ياتي يوما نشاهد فيه فرعونا يوضح و يشرح و يبني.
يبني حضارة صناعية و اقتصادية و ثقافية ركيزتها الزراعة التي نظمها الفرعون القديم و التي سجلها لنا ببساطه في يوم جميل لندرس ما قبله و ما يستجد بعده فلكياً و من ثم زراعياً فاليوم نحتفل بعيد الربيع بنفس الادوات و الكيفية. و هذا مانطلق عليه ثقافة الشعوب الثقافة هي الحضارة. و التي لا تقتبس و لا يمكن محوها. لقد علمنا العالم أسس الزراعة و أسس دراسة الطبيعة و الفلك و جميع العلوم و أخذ بها اما نحن فتوقفنا عند السمك المملح و شكراً. أدعو كل مصري للفهم و الادراك والعمل عدم التواكل.. افهم.. و افتخر.. و تطلع.
لابد ان تبدأ و الموضوع ليس ببسيط كونه يوم عادي انه الوقت المنظم لمنهج حياه الماء. ماء النيل الفياض منهج الحياة، رسالة لنا انتبهوا الي الخير الوفيض الي العمل الي الانتاج إلي الرقي الي الكرامة الي الازدهار هذا اليوم بداية كل شئ بداية الاسرة و المجتمع و الدولة.
الأجتهاد و العمل أفضل طريقة للازدهار:
ولنا ان نتذكر أن من لا يملك قوته لا يملك قراره، الماء اساس الحياة. العالم تعلم من الفراعنة اخذ كافة العلوم و اكمل و بني عليها و تقدم و اذدهر و أصبحنا نحن في المؤخرة و نهتم بما يفيء علينا من مستجداته وتوقفنا رعم اننا كنا الأوائل. و الغريب ان العالم مازال ينتظر ظهور جديد هو لا يعلمه. مازال ينظر الينا عله يجد الجديد.. انه شم النسيم… عيد الاسرة.. عيد الحب والتسامح ولم الشمل عيد الحياه المتجدده بتجدد نهر النيل.
عيد المصريين ابناء النيل و حاضني شواطئه، هذا هو الجديد الذي يصعب ادراكه من العالم كله. لعلك تجد الشعوب تترك اوطانها هرباً من حروب او هرباً من مرض او هرباً من كوارث الا المصري. لا يترك وطنه ابدًا ابدًا ابدًا، لأن الوطن هو شم النسيم، شم النسيم ذك اليوم الذي هو رسالة تحدد مواعيد الرخاء مواعيد البناء للحضارات مواعيد الخلود الابدي فوق و تحت هذه الارض، الرسالة كونها أكبر من احتفال، الرسالة مصير امم و أجيال قادة العالم لابد ان يستمر. عندما نقول مصر أم الدنيا قد يستهزء البعض لكن الحقيقة هي فعلا أنها أم الدنيا بما فعله ابنائها علي مر التاريخ لها.
فمصر هي التي أرشدت الشعوب و نشرت الثقافات و أنتشرت في كافه الارجاء الوفود المصرية لتعمير الارض أنظر الي الكثير من الأنبياء أين و لمن ارسلوا. أنظر الي تكريم رب العالمين لمصر بذكرها في القرآن صراحة ومجازاً، تلك الارض المباركة، مباركة من رب العالمين. إن يوم شم النسيم هو يوم يخص المصري فقط يوم معانيه كثيرة و عظيمة و مازال الحديث موصولاً بالتحليل و الدراسة و البحث لمعرفة معلومات أكثر مما أراد الأجداد ان يرسلوه لنا و يعلموننا اياه.