قيمة الخيل عند العرب
إن الخيل من أجمل الحيوانات علي الإطلاق كان العرب و غيرهم من أهل الحضارات المختلفة يعشقون الخيل و يجعلون له قدرا مهما ،و حتي أن العرب قالوا في الخيل شعرا و أبدعوا فيه و لم لا وقد كان بالنسبة لهم مفخرة
و عزا لا مجرد حيوانا يمتطي للسفر أو الحرب.
فقد كان الخيل يمثل الهيبة و العزة و المكانة
فقالوا فيها :
إذا ما الخيل ضيعها أناس ربطناها
فشاركة العيــــالا نقاسمها المعيشة
كل يوم ونكسوها البراقع والجلالا
و يقول عنترة بن شداد
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك إن كنت جاهلة بما لم تعلمي إذ لا أزال على رحالة
سابح نهد تعاوره الكماة مكلمي طورا يحرد للطعان وتــــــارة يأوي إلى
حصد القسي عرمرم يخبرك من شد الوقيعـــــة أنني أغشى الوغي
وأعف عند المغنم .
حتي إن النبي الله سليمان كان محبا للخيل و انشغل بها عن ذكر ربه
إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ(33)وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ(35) -ص-
فالجياد اكثر من كونها ركوبة أو حيوانا أليفا بل أبعد من ذلك عند مقتنيها.
حب الخيل في الصعيد
في صعيد مصر إمتاز أهلها بذلك الحب و التعلق بالخيل حتي أنهم أقاموا لها سباق للخيل كل عام في بعض المدن و القري و لعل سبب هذا التعلق هي الأصول العربية لبعض أهالي الصعيد في مصر فقد حملوا معهم حب الخيل لدي اجدادهم و ظلوا متأثرين به و محافظين علي طقوسهم من ألوان السعي له و المسابقات للجري و يتحصلون أيضا علي جوائز فيها و تسمي الجياد في الصعيد أيضا كما كان قديما عند العرب.
فتارة تجد اسم العاصف ، البراق ، فرعون ، و حتي وصل الأمر ان سمي أحدهم جواده أبو تريكة. و تقوم بين هذه الجياد سباقات حادة و شرسة جدا خاصة عندما تنتمي هذه الجياد لقرى مختلفة أو عائلات كبري قد يصل الأمر في بعض الحالات لأن تتم مشاجرات قوية جدا و صلح و كبير حتي تعود المياة لسابق عهدها.
و أيضا معروف عن أهل الصعيد ومن عاداتهم أنه من كان يقتني خيلا وقد مات فيقام له عزاء وتأتي الجيران والأصحاب لعزاء صاحب الخيل.
سباق الخيل تراث ثقافي عند أهل الصعيد
و يكون ذلك السباق في صحاري الصعيد بين الجبال مما يعطي إنطباعا خاصا و إحساس بالعودة إلى الماضي السحيق و أمجاد الأجداد و تشعر حينها أنك عدت لمئات السنين للخلف حيث الجبال و الصحراءو الرمال و الشمس و لا يوجد إلا الخيل فقط الخيل و يتعهد كل صاحب جواد فائز بمأدبة عشاء يدعوا فيها جميع أهل قريته احتفالاً بفوزه و فوز جواده .
و لعل هذا من أعظم ما يميز أهل الصعيد و هو تمسكهم بالتراث و ما فيه من عظمة و إجلال و تتوارث تلك العادات الأجيال فتجد هناك عائلات من سنين طويلة لم ينقطع عنها الخيل و لم ينقطع عنها الفروسية و الخيالة فقد اعتادته و أصبح لديها بمكانة الجزء الأصيل الذي لا يمكن الإستغناء عنه ،و حتي هناك في الصعيد تجد البعض الذي
يقتني الخيل لا للسباق بل حبا فيه و عملا بالقول ” الخيل معقود في نواصيه الخير ”