عشاق لكن شعراء : سرد حواري عن حياة ٧ شعراء لعصور مختلفة
هذا “عاشق المأساة”، وهذا “عاشق النجوم”، وذلك “عاشق الكرم”، وذاك “عاشق الصعاليك”، وهناك “عاشق الرسول”، وهذا “عاشق العروض” إنهم عشاق لكن شعراء .
يشرفنا من خلال الأسطر التالية تقديم عرض مُلخص عن كتاب عشاق لكن شعراء بقلم الأستاذ فتحي سعيد، والذي صدر في نوفمبر عام 1984 .
فما الذي يقدمه الكتاب جديداً عن حياة شعراء؟؟ هل هو مجرد سرد لأهم محاطتهم الحياتية، أم عرض لأهم ما جادوا به من قصائد ؟؟ هذا ما سوف نكتشفه معاً.
عشاق لكن شعراء محاولة تقديم مختلفة لشعراء يعشقون بشكل آخر
يسرد الكتاب نبذات عن حياة سبعة من الشعراء، خلد التاريخ الأدبي أسماءهم بحروف من نور، ولُقبوا بما يعشقون، وما سردوا فيه الشعر أكثر.
وأول الشعراء الذي تم الحديث عنه هو “عاشق المأساة” أو “ديك الجن” وهو عبد السلام بن رغبان الحمصي، والذي عاش في الفترة ما بين (161 وحتى 235 هجرية).
ولتلقيبه بديك الجن تفسيرات متعددة، فقالوا أن عيناه كانتا خضراوان، وقالوا أن اللقب يعني النجيب الحاذق.
وكان يلقي الشعر من فرط إحساسه بالمأساة والذي نبع من قتل حبيبته ورد بنت الناعمة، وكذا قتل الغلام والجارية اللذان كانا يخدمانه وكانا يحبهما، وصدمته رؤيتهما في فراش واحد، فقتلهما، وأحرق جسديهما واحتفظ بثراهما.
أما الشاعر العاشق التالي فكان عمر الخيام ” عاشق النجوم“، واسمه غياث الدين عمر أبو الفتح بن إبراهيم الخيام، والذي عاش في الفترة ما بين ( 1040 وحتى 1123 ) ميلادية .
وكان من العلماء المتدينين، وكذلك من أشهر الفقهاء والمؤرخين، واشتهر برباعياته، وبعشقه للنجوم والفلك.
وذكر الكتاب أيضاً حاتم الطائي ” عاشق الكرم“، واسمه بالكامل هو حاتم بن عبد الله بن سعد الطائي والذي اشتهر بفصاحته، وجوده، ومروئته، وفروسيته”.
ولقد عاش حاتم الطائي في الجاهلية ومات سنة خمس وأربعين قبل الهجرة.
كما وتحدث الكتاب أيضاً عن عُروة بن الورد “عاشق الصعاليك” ، والذي كان يتنافس المؤرخون في المقارونة بينه وبين سماحة حاتم الطائي مع الجميع، فكان عُروة معطاءاً ، وكان ذو كبرياء شديد، ومغامراً، ويعشق الهمس بالشعر.
وكان حُراً لا يقبل أن يبيع شعره، إلا وأغدق بماله على الفقراء والمحتاجين، وكان صاحب لسان صدق وحق، ومن ألقابه الأخرى أبو نجدة فلقد كثرت نجداته للجميع، ومانع الضيم لأنه كان يؤثر الموت على نفسه ولا يشعر أحد في حماه بالموت، وهو أبو الصعاليك وأباهم الحنون.
أما بالنسبة لـ”مُضاض و مي” فمضاض هو الحارث بن مضاض الجرهمي وهو صاحب أول قصة عشق تاريخية مع مي، ومن أبرز المعلومات التي ذُكرت عنه أنه عاش ثلاثمائة عام؛ مائة منها كملك على مكة وماولاها، ومائتين هائماً على وجه من ويلات أخبار القرون الأولى.
ولم يغفل الكاتب عن ذكر حسان بن ثابت “عاشق الرسول“، والذي وُلد على أقرب تقدير في القرن السادس الميلادي، وتوفى في عام أربع وخمسين هجرية.
وكان يتميز بفصاحته الشديدة، وقوة موهبته في الشعر لذلك هابه العرب، وتجنبوه خوفاً من هجائه، وكان يسير مثلهم مثل حياة الجاهلية.
وفي يثرب أسلم على يد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن حبه لرسول الله، تحول لسانه لطيب الحديث، فقال فيه الشعر بعد إسلامه، وظل من المقربين لرسول الله عليه الصلاة والسلام.
أما بالنسبة للشاعر الأخير والذي تحدث عنه الكتاب فكان الخليل بن أحمد “عاشق العروض” ، والذي عشق الشعر لأجل الشعر فأبدع فيه، وعاش خمسة وسبعين عاماً لا يشتهي من الدنيا غير حب الشعر، والزود عن اللغة العربية.
ولهذا كان أول من وضع علم العروض، فضبط موسيقى القصائد، ووضع الوزن، فضلاً عن خوضه لغمار الكثير من العلوم، وعلى رأسها النحو والرياضة والكيمياء والموسيقى.
كانت هذه لمحة عامة عن أهم الشعراء الذين تم ورد ذكرهم في كتاب عشاق لكن شعراء ، من خلال نصوص حواريه بينهم، وبين أهم الشخصيات التي حكوا عنها في قصائدهم، فتم للأستاذ فتحي سعيد تقديم حياتهم بشكل جديد ومميز.
فضلاً عن ذكره بالطبع لأهم مقولاتهم، وقصائدهم التي ارتبطت ببعض الأحداث، بحيث لم يغفل عن أهمية وجودهم وإنجازاتهم في إثراء الشعر العربي.