معظم الاشخاص مروا بالعديد من العلاقات التي تركت بداخله جرح غائر لا يشفى ,، كانت علاقات مؤذية استنفذت أجمل مشاعرنا وأجملها نقاءاً وبراءة ، مضت تلك العلاقات لكنها تركت علامة بداخلنا كقطع حولته الأيام لندبة لا تختفي ، تركت صاحبها بخوف من الدخول في علاقات جديدة أو مجرد التفكير في التقرب من الناس مجددا .
قد تكون تلك العلاقات ليست مؤذية بشكل ملموس ظاهري لكنها مؤذية ومؤلمة على الجانب النفسي والعاطفي بداخلنا ،كعلاقة العطاء دون أخذ وهي علاقات ( إستنفاذية ) لابد لطرف أن يتنازل حتى تستمر العلاقة .
أثار العلاقات المؤذية
البعض ينظر للآثار التي تحدث بعد الإنتهاء من تلك العلاقات أنها سببت لنا ألآم نفسية وعاطفية ، ويكون الشخص غير قادر على إستيعاب أن من أحبهم يوما بصدق قد أستطاعوا التخلوا عنه أو إيذائه أو أن الأشخاص الذين أستمد منهم أمله وأمانه هم أنفسهم من أطفأوا بداخله الثقة والحب للأخرين .
لذلك لتلك العلاقات آثار كبيرة تنحت شخصية الفرد وتعيد صياغته وبرمجته داخليا فيصبح شخصا أخر وتظهر تلك التغيرات على مدى زمني قصير أو طويل ..
ومن تلك الآثار :
1- إنعدام أو قلة الثقة في النفس :
البعض عندما يمر بمثل تلك العلاقات لا يستطيع تصديق أن الصورة المثالية التي رأها في المقربين منه تكون زائفة وغير حقيقية وأنه كان كمن يرتدي نظارة تحجب رؤيتهم بشكل واقعي لأنه يحبهم بصدق ،لذلك يظن أنه سبب حدوث الإنفصال ويشعرأنه السبب في تخلي الناس عنه أو يتحامل على ذاته لكي يتمسك بعلاقة مؤذية تستنفذ منه كل طاقاته و مشاعره وعند إنتهائها يأبى الدخول في أي علاقات جديدة خوفا من فشله فيها وظناً أنه غير مؤهل ليكون في علاقة مع الأخرين .
2- قلة الثقة في الناس :
و البعض يفقد الثقة الكاملة في الناس ويرى أن كلمة إطراء بسيطة أو لفتة لطيفة تقف ورائها مصلحة ما وأن محاولة أي شخص التقرب منه يليها خيانة وهجر من ذلك الشخص ، وبالتالي يشعر بعدم الأمان للدخول في أي علاقة بسبب التعميم الذي يفعله على أي علاقة جديدة من خبراته السابقة .
3- إخفاء المشاعر الحقيقة :
الذي يتعرض للعلاقات المؤذية يكون خائف دائما من إظهار مشاعره لأي شخص ، ويكون خائف من إظهار خوفه وحزنه ومشاعره الحقيقة لكي لا تستخدم كنقاط ضعف له لاحقا ممن يتحدث معهم، لذلك يكون ردود أفعاله عنيفة إتجاه أشخاص هو يشعر بقربهم بالأمان أو الراحة فيحاول إبعادهم بإظهار عكس مشاعره.
4- الهروب من العلاقات :
البعض يفضل الهروب من اي علاقات جديدة ويبعد نفسه عن العلاقات القائمة في حياته من قبل عندما يتعرض لصدمة في علاقة ما في حياته ، ويرى أن الأشخاص من حوله نسخ متطابقة وأن ما مر به يوما مع أحدهم سيمر به مجددا مع أحد أخر وأن الأشخاص جميعهم لا فرق بينهم .
كيفية التعافى من العلاقات المؤذية..
1- تصالح مع ذاتك :
التعافي من العلاقات أولى خطواته أن يدرك الفرد أنه ليس المتسبب في حدوث تلك التجربة له وأن الطرف الأخر ليس هو السىء أيضا ولكن لابد للشخص أن يكون متصالحا مع ذاته مدركا للأخرين قادر على تقييم كل شخص وإعطاء كل شخص مكانته الطبيعية دون مبالغة فلا تقع المسئولية على إنجاح العلاقة على طرف دون أخر ولا يكون جلد النفس هو السبيل لإيجاد إجابة لسؤاله لماذا حدث ذلك ؟
2- قم بعمل Update لعلاقاتك :
البشر ليسوا آلالات أو قوالب ثابتة لا تتغير فنحن نتغير ونتقلب كتقلب فصول العام تتغير إهتماماتنا وأفكارنا ومشاعرنا وأرائنا بل وحتى أشكالنا أحيانا فكيف نتوقع أن يظل الأشخاص كأول مرة تعاملنا معهم ، لا تدع أحدهم في صورة قالب ثابت لا يتغير وحاول أن تكون ذكيا بالشكل الذي تلتمس فيه تغيرات من حولك ولا تتعامل مع الأشخاص في إطار واحد فلكل موقف ولكل وقت طريقة في التعامل .
3- لا تبكي على اللبن المسكوب :
لا تسترسل في لعب دور الضحية التي تم خداعها والتي راحت ضحية للأخرين ، قد تجد التعاطف معك في بداية الأمر ثم سرعان ما سينفض الناس من حولك ويتركوك وحيدا ،كن أنت مصدر الأمان والثقة لنفسك ، حتى تقف مجددا على قدميك بعد صدمتك وتكون تعلمت الدرس جيدا مما مررت به ،لن ينفعك أحد وقت حزنك ولا تظن أن العالم سيتوقف منحنيا يشاطرك أحزانك ستدرك يوما أن تلك الصفعات لم تترك علامة باقية ولكنها كانت لإيقاظك .
4- لا تأخذ الأشخاص على محمل الأبدية :
الفصول تتغير ،البحور تتغير ، الكون من حولك يجري العديد من العمليات الدقيقة الهدف منها التطور والبقاء والتغيير فكيف تمضي بنفس النمط الذي تشعر أنه (ملاذك الأمن )،لا شىء يدوم ولا شخص يبقى للأبد ولا تعتقد أن أحدهم سيظل موجودا للأبد وما بعد الأبد ولا تسمح لأحدهم أن يكون مصدر بهجتك أو حزنك لأنه عندما يغيب سيغيب معه أسباب فرحتك وستشعر بداخلك بفجوة سوداء لا يشبعها شىء.
5- رب مجهول خير من مأهول :
أحيانا نسير وراء المقولة التي تقول ( الذي نعرفه أفضل مما لا نعرفه) ويكون بداخلنا دائما الخوف من التجربة خوفا من المجهول نظل نقول لأنفسنا (ربما يكون هذا أفضل من شخص أخر لا نعرفه ) ومع مرور اوقت تصبح كلمة (لا ) صعبة للقول.
وجملة ( أنا استحق أفضل من ذلك ) أصعب وأصعب فنكمل بالرغم من تعاستنا ونحن متاكدين أن أخر هذا الطريق مسدود ، ونتناسى أنه من الممكن التوقف وإتباع درب جديد قد نكتشف فيه أشخاص أجمل أو ربما نتعثر في أنفسنا فنكتشفها .
6- قاوم حتى تصل :
مع كل بداية للتعافي من أي علاقة ستجد نفسك تقاوم كل شىء حولك حتى ذاتك وستجد ممن حولك تعليقات سلبية ، أحيانا نتمسك بعلاقة خوفا من تعليقات ممن حولنا فنكون خائفيين من الإنفصال ولو على حساب أنفسنا وراحتنا النفسية.
هناك مقولة جميلة تقول: (كيف يسقى إناء فارغ زرعا ) كيف تراعي من حولك وتخاف من أحاديثهم دون إعتبار لذاتك ومشاعرك؟الأهم هو ذاتك وراحتك لذلك قاوم حتى تتخلص من كل تلك العلاقات المؤذية أو على الأقل لا تجعلها تؤثر فيك.
7- لا تكن تائهاً:
بعد التخلص من أي علاقة ستشعر أنك خائف من الدخول في علاقات جديدة أو ربما تتسرع في الدخول في علاقة جديدة لكي تنسيك ما مررت به سابقا (لا تفعل ذلك ) قبل أن تدخل في أي علاقة تأكد من تخلصك من مشاعرك السلبية وتذكر أن تجد نفسك أولا وتحاول إعادة تقييم ذاتك وما مررت به مجددا وأعطي ذاتك وقت للتعافى لكي تفكر بشكل سليم وتكون قادر على التقييم و الحكم الجيد .
8- قائمة أهداف :
ضع لذاتك قائمة اهداف طويلة المدى، فلا يكن اقصى طموحك العمل والعلاقات في حياتك ، لذلك ضع أهداف طويلة المدى لكي تشعر أن لك هدفا أنت تعيش لأجله فيكون بمثابة عامود بقائك وحتى لا تشعر بداخلك بفراغ حينما يخذلك من حولك لاتكن الشخص الذي يعتمد على الأخرين، أجعل لحياتك معنى يستحق العيش لأجله وصاحب أفكارك وأحلامك التي لن تخذلك يوما على الأقل.