من أجمل صور التواصل بين الكبار والصغار حكي القصة، أو قرائتها. فوقت قراءة القصة بالنسبة للأطفال يعني مزيد من الخيال، والراحة النفسية، والشعور بالسعادة التي لا توصف. هذا بالإضافة إلى أنهم سيتمكنون من تعلم مهارات الحكي، وكذا إضافة معلومات جديدة إلى معلومات سابقة. وتمثل القصة جزءاً مهماً لمعلم اللغة العربية مثلاً، أو الآباء والأمهات عندما يبدأون في استذكار الكلمات، والحروف الأبجدية مع أبنائهم. وفي الأسطر التالية قصصاً عن حرف الخاء.
قصة حصة حرف الخاء
اجتمع خالد مع أصدقائه على مدار أيام خمسة، لتكوين أهم المعلومات عن بعض الكلمات التي تبدأ بحرف الخاء. فمعلمة الفصل أستاذة خديجة قد وكلته هذه المهمة على اعتبار أن اسمه يبدأ بحرف الخاء.
وبناءاً عليه، فقد قام خالد بتجميع أصدقائه، والذين قاموا بكتابة الكلمات على لوحات ورقية، واشترط في حديثهم عنها أن يتضمن كلمة أو اثنين على الأكثر بحرف الخاء.
وعندما جاء ميعاد الحصة، اتجهت المعلمة للجلوس وسط التلاميذ ينتظرون تقديم خالد لمجموعة حرف الخاء .
وقف خالد أمام السبورة، وقال : “مرحباً اسمي خالد، و يسعدني أن أقدم لكم بالتعاون مع مجموعتي كلمات تبدأ أو تحتوي على حرف الخاء ، وأدعو الله أن يوفقنا جميعا، ونستطيع إفادتكم”
ابتسمت المعلمة، وصفقت ، وتبعها التلاميذ بالتصفيق لخالد. فتابع خالد يقول: أقدم لكم الآن زميلنا عبد الله، فتقدم عبد الله وبيده لافتة مقلوبة، وقال : “مرحباً بكم، اسمي عبد الله، وسأحدثكم اليوم عن كلمة ” خرشوف“، ثم أدار عبد الله اللافتة، وقال: الخرشوف من النباتات، ويعد من أشهر الخضراوات المفيدة للصحة، والتي تعد منها أمي أطباقاً لذيذة. فنحن إذا تناولناه شعرنا بالنشاط ولا نشعر بأي خمول. شكرا لكم”.
ثم تقدمت الزميلة التالية بمجموعة حرف الخاء ، وهي خلود وقالت ” مرحباً اسمي خلود، وأدارت لافتة تحمل اسمها، وقالت: من رشح لي الإسم هو خالي، وأعجب بالإسم أمي وأبي فأطلقاه علي، واسم خلود يعني
استمرار الذكرى إلى الأبد. شكراً لكم”.
وتلى خلود، زميلهم أنس، والذي قال وهو يدير لافتته: “مرحباً! إسمي أنس، وسأحدثكم اليوم عن
كلمة “مُخ“، والمُخ هو ذلك العضو الرئيسي الموجود برأس الإنسان، والمسؤول عن جميع ما نقوم
به من عمليات، وأيضاً ما نشعر به، وما نستطيع فعله، فالمخ يجعلنا نفكر في كل شيء”.
وتلى أنس التلميذة خديجة، والتي قالت: ” مرحباً اسمي خديجة، وسأحدثكم عن “البخور“، والبخور، من المواد العطرية، التي تسبب رائحة طيبة، أرى أمي دائماً تحرص على وضعه بالـمبخرة، وتجول به في جنبات المنزل، لتضفى رائحة جميلة، ومناخاً من الراحة والسكينة”
وانتهى التقديم بظهور خالد، يحمل لافتته، وقال” بعد أن انتهى زملائي بتقديم كلماتهم عن حرف الخاء ، وأظهروا مجهوداً مُشرفاً أحييهم عليه، فسأحدثكم اليوم عن اللون المخملي، وهو من أجمل الألوان التي أحبها، فهو الأحمر القاتم، والمرتبط بقماش القطيفة الخرافي، وهو اللون الذي تحب الفتيات ارتداء أثوابها به، وكذا يمكن للرجال اقتناء رابطة عنق بالأحمر المخملي والذي يجعلهم يبدون في غاية الأناقة. شكراً لكم”
وهنا نهضت المعلمة، واتجهت إلى مكتبها وقالت: أحيي خالد ومجموعة حرف الخاء على مابذلوه
من جهد، وأقدم لهم هدية بسيطة كتقدير على مجهودهم” فرحت مجموعة حرف الخاء كثيراً، وشكروا المُعلمة كثيراً.
قصة خديجة وشجرة الخيزران
ذهبت خديجة في إجازتها الأسبوعية من المدرسة مع والديها إلى مزرعة جدتها. إنه اللقاء
الأسبوعي حيث تجتمع خالتها وخالها، وأبنائهما.
اجتمع الأبناء، وأخذوا يتبادلون المرح، والحكايات، والتسابق حتى أول حدود المزرعة. إنهم
متحمسون لجولة الجدة والتي دائماً ما تنتهي بالتعرف على نوع جديد من النباتات. فالجدة تُسير
بهم إلى هذه الشجرة، أو هذا النبات، وتعرفهم عليه كضيف أو صديق جديد.
وبعد تناول طعام الغذاء، أخذ كل الأطفال نصيبهم من فاكهة الموسم، وكانت الخوخ، وكانت الجدة
حريصة أيضاً على تناولهم للـخيار فهو مفيد ومغذي.
ثم أخذتهم الجدة في جولتهم الأسبوعية إلى حيث توجد نبتة اليوم. أخذوا يسيرون، طويلاً، حتى
استقرت بهم الجدة عند شجرة، حدقت بها خديجة كثيراً، قبل أن يخرج منها سؤال في لهجة حماسية:
أليست هذه هي الأخشاب التي صنعت منها الكراسي والمنضدة التي توجد أمام المنزل ياجدتي؟
ابتسمت الجدة وهي تربت على رأس خديجة: فعلاً ياخديجة، اسمحوا لي أن أقدم لكم شجرة الخيزران!
راقب الأبناء الشجرة التي كانت طويلة جداً بالنسبة إليهم، وكانت أوراقها وكأنها تلامس السماء،
وهنا، أكملت الجدة: إن شجرة الخيزران من الأشجار ذات القيمة العالية، ولها أنواع متعددة، ويتميز
خشبها بأنه سهل التشكيل، وكذا الاستخدام في بناء المنازل بإفريقيا، وصناعة الكثير من أثاث المنزل.
صاح سمير ابن خال خديجة وهو يقول: لقد رأيت بعض من أثاث الشواطىء مصنوع من الخيزران أيضاً ياجدتي !
ردت الجدة وقالت: بالفعل ياسمير، إنها من الأشجار الطيبة أيضاً، ومن صديقات البيئة والتي
تنتج الكثير من الأكسجين. وبعد فترة من تأمل الشجرة، قام الأبناء بتصويرها، والتقاط الصور
مع جدتهم إلى جوارها.
وفي نهاية اليوم، منحت الجدة لكل طفل ساق من الخيزران، ليحتفظ بها ذكرى من الجدة لهذا اليوم.