دائماً ما يلجأ الآباء إلى حكي القصص كأسلوب فعال ومؤثر في التربية والتوجيه. ولطالما كان حكي القصص هو الأسلوب الأهم، لتلقين مختلف المعلومات، وتثبيتها بالذهن إذ أن الأطفال يحبون ترديد القصة أو “الحدوتة” على كل من يقابلهم بالطريق من الرفاق، أو الأجداد أو الأعمال، أو أبناء الخال أو العم. ومن أبرز المعلومات التي تتضمنها القصص هي الكلمات التي تحتوي أو تتضمن أحد الحروف الأبجدية. وفيما يلي أهم القصص التي تحتوي على كلمات بـ حرف الظاء .
قصة حرف الظاء
التف الأبناء حول أبيهم، والذي فتح دفتراً، كان يحرص على إعداد القصص التي تحتوي حروفاً أبجدية معينة، واليوم سيقرأ عليهم قصة حرف الظاء.
نظر الأب في البداية إلى أبنائهم، وقد امتلأوا بالشغف لمعرفة أحداث القصة، ثم بدأ في القراءة.
اليوم هو الخميس، والساعة الثانية عشر ظهراً، وظاهر على وشك الخروج من المدرسة، حيث الذهاب إلى المنزل والتمتع بالإجازة حتى يوم السبت.
رن جرس الخروج، صاح التلاميذ في فرحة، ماعدا صديقه ظريف، فاتجه إليه ظاهر وساله: مابك ياظريف؟ فرد ظريف: كنت أتمنى أن يأتي والدي ليصطحبني، ولكنه لن يفعل اليوم، ولهذا لن يجدي انتظاري شيئاً.
ربت ظاهر على كتف ظريف وقال: لا تقلق! أنا سأكون أباك، وسأصلك حتى المنزل، ثم غير صوته وقلد الكبار وهو يقول : ياولد ياظريف هيا بنا إلى المنزل!
ابتسم ظريف واحتضن صديقه، وذهبا سوياً إلى بيت ظريف، وفي الطريق رأي كل منهما رجلاً كبيراً يرتكن إلى أحد الأسوار، ويشكو الظمأ، فرفع ظريف زجاجة المياه الخاصة به على الفور، ومنحها إياه، فشرب الرجل ما بها.
عاد ظريف إلى صديقه، وأكملا طريقهما إلى بيت ظريف، وكانا يستمتعان بـمنظر الظل الممتد لكل منهما، وأخذا يقومان بأشكال من انعكاس هذا الظل ويمرحان.
و عندما وصلا إلى بيت ظريف، كانت والدة ظريف تجلس إلى جوار المنزل في قلق، حتى رأت ابنها، فاحتضنته، وعرفها على صديقه ظاهر، والذى أصر على أن يقوم بتوصيله اليوم.
فرد ظاهر: سأحرص على الأمر يومياً، حتى يسترد والد صديقي عافيته، سلام ياظريف، أراك الأحد القادم.
وعندما عاد ظاهر إلى منزله: قام بـتنظيم الأغراض على مكتبه، وبـتنظيف حذائه ووضعه في
المكان المخصص له، وكذا تلميع نظارته جيداً وتنظيفها من غبار الطريق، ثم خرج إلى ذويه يقص
على والديه ما كان منه بشأن زميله.
أثنى والدا ظاهر على سلوكه الطيب، وقال له والده: إن الجبر بالخاطر ياولدي من أعظم الأعمال
الإنسانية، جزاك الله خيراً على ترضيتك لزميلك، وجعله في ميزان حسناتك بإذن الله.
قصة معسكر الظبيان
انطلق التلاميذ في إجازة نصف العام لبناء معسكر بالقرب من إحدى الغابات، وكانوا قد قرروا
عدم استعمال أي من الأدوات التكنولوجية، والسماح فقط باستخدام الكاميرا لتوثيق أهم ما سجدونه في رحلتهم هذه.
وضع ذكي لافتة مكتوب عليها” معسكر الظبيان” وهو المسمى اللذين اتفقوا على تسمية معسكرهم به.
وربما عانى الأبناء في البداية من رائحة الظربان والتي يطلقها عندما يشعر بوجود الغرباء، ولكنهم اعتادوا عليها.
كما كان من حسن حظهم هو وجود الكثير من الزهور ذات الرائحة المميزة، والتي حرصوا على
زراعتها بالقرب منهم. وكذلك قاموا بتنظيم أدوارهم، ما بين البحث عن الحطب لإشعاله يومياً
من أجل توفير الدفء، وطهى الطعام، والعمل يومياً على تنظيف المعسكر، كذلك القيام ببعض
الإجراءات الأمنية وأهمها فحص محافظهم ومسلتزماتهم الخاصة.
ولقد التزم التلاميذ كذلك بـحظر الخروج من دائرة المعسكر في ساعات مبكرة أو متأخرة، وعدم
التحرك للاستكشاف إلا في مجموعات، كما حرص كل منهم على معرفة وظيفته اليومية بالمعسكر
فمن ينظف المعسكر اليوم، يساعد في تنظيم المجموعات وخروجها بالغد، وهو المسؤول عن الطعام بعد غد، وهكذا.
وفي نهاية أسبوع المعسكر، علق القائد الشارات على جميع المشاركين في معسكر الظبيان، مكافأة لهم على تعاونهم.