تعد الطريقة التي تعتمد على الحكي في سرد الكلمات التي تحتوي على حرف من حروف الأبجدية العربية، من أكثر الطرق الفعالة، والمؤثرة في ذاكرة الطفل، والتي تعينه على حفظ الكلمات المختلفة، وكذا مواضع الحرف المُراد استكشاف عدد الكلمات التي تحتوي عليه بالقصة. وفيما يلي بعض القصص التي تحتوي على كلمات بـ حرف الهاء .
القصة الأولى : هناء والهرة
اليوم هو عيد ميلاد هناء الرابع، واستعدت ماما هدى وبابا هاني، فقاما بدعوة الأقارب والجيران، وجدود هناء للاحتفال بحديقة المنزل وسط الزهور، والشجيرات الصغيرة.
ولقد صمم بابا هاني ألا ترى هدى المفاجآت بالحديقة قبل أن يكتمل كل شيء.
وعند الساعة الخامسة كان كل شيء على مايرام، فنزلت هناء السلالم إلى الحديقة ممسكة بيد ماما وبابا، ومغمضة العينين، حتى قال بابا : افتحي عينيكي ياهنا !
صاحت هناء في سعادة عندما رأت كل هذه الزينة من بالونات ووريقات فضية وملونة، وكذلك عندما رأت تلك المنضدة المستطيلة والطويلة والتي تحمل الكثير من أطباق الحلويات، ويتوسطها تلك التورتة التي تحمل صورة هناء.
ابتسمت هناء، واستدارت لتشكر والديها فوجدت بيد كل منهما هديتها.
صاحت هناء من الفرحة وهي تفتح هدية بابا هاني : لتجد بها فستان باللون الزهري الجميل الذي تحبه،
وقامت بفتح هدية ماما هدى لتجد بها لعبة على هيئة مهرج، ابتسمت وهي تحتضن أمها، فماما هدى تعلم أن هناء تحب المهرج كثيراً .
وبدأ الضيوف في الوصول،وجرت هدى عندما رأت جدو حليم عند باب المنزل، وقفزت في حضنه وهي تصيح : جدو! ابتسم لها جدو في حنان، ثم قبلها على وجنتيها، وقال لها : كل سنة وأنتي طيبة ياحبيبة جدك! إحذري ما هي هديتك من جدو؟!
أخذت هناء تفكر، وتقول : ياترى هاتف، أم زهرة، أم ؟!!
فتح جدو علبة الهدية أمام هناك: فإذا بها هريرة جميلة بلون أبيض وعيون زرقاء،
صاحت هدى في سعادة : هرة ! إنها هرة، بابا .. ماما، انظرا لقد أهدى لي جدي بهرة.
وأخذت تجري هناء وتلعب بهرتها، وبعد انتهاء عيد الميلاد، نامت هناء، و هي تربت في حنو على قطتها،
ثم همست: سأخبرك سراً! أنتي ياهرتي الجميلة أفضل هدية على الإطلاق!
كم أحب جدو حليم، وكم أحبك، والآن ماذا سنسميكِ؟! أريده أن يكون اسماً يربط بيننا، آه! أجل، سأسميكِ “هنا”، إنه الاسم الذي يناديني به أبي، سيكون اسمك هنا، تصبحين على خير ياهنا، ياهرتي الجميلة” .
القصة الثانية : هادي والهدهد
دق جرس الهاتف بالمنزل، وصاح صوت ماما هنية وهي تقول : أجب ياهادي.
أسرع هادي ورفع السماعة، وأجاب : جدي! أهلاً يا جدي، نعم أنا بخير وكلنا في خير حال، أجل نحن على موعدنا، في إجازة الأسبوع، كم أنا مهتم ومتحمس لهذه الزيارة! نعم، أمي بالمطبخ الآن، نعم ياجدي! سأخبرها أن تتصل بك. مع السلامة.
جرى هادي نحو المطبخ يخبر أمه بما كان من حديث الجد بالهاتف، اتصلت الأم بالجد، واتفقا على كل شيء بخصوص زيارة هادي، وأمه إلى القرية حيث يعيش الجد.
وفي صباح يوم الأجازة، ركب هادي مع أمه العربة، وانطلقا حيث القرية.
وفي الطريق أخذ هادي يشاهد الحقول، والطيور، وكذلك المزارعين وهم يعملون في الحقول .
كان هادي فرحاً، وعندما وصلا، استقبلهما الجد بسعادة، وجلسا في شرفة الدار يتحدثون جميعاً،
وإذا بهادي يلمح طائراً بمنقار طويل، وريش يختلط بين البني والأسود، وله منقار طويل،
فسأل جده: ما اسم هذا الطائر ياجدي؟، فأجاب الجد: إنه الهدهد ياهادي. فابتسم هادي،
وسأله: وما الذي يفعله الهدهد؟ أجاب الجد: إنه طائر أمين، ولهذا فهو يحمي المزرعة، والحقول من تدخلات الغرباء، وقد يساعد أبو فصادة وأبو قردان في تنقية الزروع من الحشرات أيضاً.
ابتسم هادي وأخذ يراقب الهدهد، وريشه، ويحاول التقاط الصور والفيديوهات له بكاميرا الهاتف المحمول الخاص به. وتمنى لو امتلك هدهداً في يوم ما.
وعاد هادي في الطريق وهو يفكر: أجل! لابد أن يكون لدي هدهداً يوماً ما، وقبل خلوده إلى النوم، أخذ ينظر بالصور والفيديوهات التي التقطها للهدهد، وعندما استغرق في النوم، كان الهدهد يراقبه بخارج نافذة غرفته، ليطمئن أنه بخير، ثم طار عائداً إلى القرية.