كورونا يعتبر سهل الانتشار في وسائل النقل العام؛ كونها بيئة خصبة لإنتشار الأمراض و كذلك تزيد من معدلات الخطر فى بعض المناطق. تعد دراسة إنتشار الأوبئة فى وسائل النقل محط دراسة العلماء منذ عقود، لأن وسائل النقل تعتبر بؤرة لإنتشار العدوى حيث تزيد فرصة انتقال الفيروس بمعدل ٦ مرات أعلى لمستخدمى وسائل النقل العام. بالطبع ننصحكم في الفترات الحالية بالبقاء بالمنزل و لكن هذه النصائح فقط لفترات ما بعد هذه الأزمة بإذن الله.
تعد الطائرات، القطارات والأتوبيسات بيئة ملائمة جدا لنمو الفيروسات المنتشرة عبر الرذاذ مثل فيروس الكورونا (كوفيد ١٩).
يعتقد أن الفيروسات أكبر من أن تنتشر عبر قطرات الرذاذ التى تهبط على الأسطح و لكن يحمل الأشخاص الفيروس عن طريق ملامسة أيديهم المصابة لوجوههم ذلك الشئ الذى يفعله الجميع من ٢٠ إلى ٣٠ مرة فى الساعة .
والآن سوف نعطى لكم دليل تعليمات تجنب الفيروس فى كل وسيلة مواصلات على حدى :
١- القطارات و مترو الأنفاق
يؤكد البحث الذى تم نشره فى BMc Infectious diseases على أن مستخدمى المواصلات العامة أثناء تفشى الإنفلونزا هم أكثر عرضة لإلتقاط أمراض عدوى الجهاز التنفسي بمعدل ٦ مرات أعلى خصوصا فى المدن الأعلى كثافة سكانية مثل لندن التى تسجل حالات مرضية ملحوظة .
إن مترو الأنفاق الذى يخدم ١.٢بليون مسافر هو بؤرة واضحة لإنتشار المرض طبقا للبحث المنشور فى Environmental health journal عام ٢٠١٨م
يكون هؤلاء المسافرين أكثر عرضة للخطر خاصة فى الرحلات الطويلة أو مستخدمى محطات التبادل حيث يتعرضوا لأشخاص أكثر و كذلك الأسطح.
و أوضح الباحثين أيضا أن المسافرين فى محطات مترو أصغر يتعرضون لمعدلات إصابة أعلى حيث تكون المحطات أكثر إزدحاما.
و على العكس المسافرين فى مناطق بدون محطات مترو على الإطلاق يشهدوا حالات أقل من الإنفلونزا على مدى ٦ شهور .ولتجنب ذلك الخطر يجب فعل الآتى:
- تجنب السفر فى وقت الذروة لنقلل فرص التقاط العدوى من المترو وحتى ذلك الوقت من المحتمل التقاط قطرات رذاذ تلك الأمراض التنفسية من الأسطح والمقاعد أو حتى حافة السلالم .
- أيضا تأكد من نظافة يديك وغسلها بإستمرار وتعقيمها بالمطهر الكحولى بعد مغادرة محطة المترو.
- كذلك لا تلمس وجهك أثناء السفر.
٢- الطائرات وانتقال كورونا
- فى عام ١٩١٨م انتشر وباء الأنفلونزا الأسبانى عالميا على نطاق واسع عن طريق السفن والموانئ واليوم تساهم المطارات بشكل رئيسي فى تحويل الأمراض المحلية إلى أوبئة عالمية .
- أكد البحث الذى تم نشره منذ أيام قبل ظهور فيروس كورونا المميت فى الصين أن تكثيف غسل اليدين فى أشهر ١٠ مطارات عالميا يستطيع تقليل انتشار الأوبئة التنفسية بنسبة ٣٧ فى المائة .فى حين يمكن لتلك النسبة أن ترتفع إلى ٦٩ فى المائة إذا طبق ذلك فى جميع المطارات العالمية طبقا للمعلومات التى تم نشرها فى In Risk Analysis journal.
- إن التفتيش الأمنى يعد أكثر المناطق خطرا في المطارات حيث أكدت الدراسة التى نشرها باحثى جامعة نوتينغهام و المعهد القومى للصحة و الخدمات الإجتماعية على أن نصف حوامل الأمتعة البلاستيكية تحمل على الأقل مرض واحد من الأمراض التنفسية مثل الإنفلونزا .تلك الحوامل التى يتشاركها الأشخاص آلاف المرات نادرا ما يتم غسلها حتى أنها تحتوى على المخلفات لدرجة أنها تحتوى على الجراثيم أكثر حتى من مراحيض المطارات .
إجراءات المطارات تجنبا للعدوى
- هناك نقاط أخرى فى المطارات تعد بؤر حاملة للمرض يجب على المسافرين أن يأخذوا احتياطاتهم بتنظيف أيديهم جيدا بعد العبور خلالها حيث تؤكد نفس الدراسة التى نشرت فى BMC Infectious diseases journal على أن آلات الدفع فى المطارات تحمل الفيروس وتنقله وكذلك اليد التى تستند على السلالم والذراع الذى يلمس مقاعد الإنتظار والعبور المستمر للتذاكر وجوازات السفر لطاقم العمل قد يشكل ذلك خطرا أيضا .
- ولتجنب تلك الأخطار تمكن معظم المطارات العالمية المسافرين من المعقمات الكحولية ولكن لسوء الحظ لم تؤهل الصحة بإنجلترا موظفى المطار البريطانى بذلك لذا يجب عليك أن تأخذ المعقم الخاص بك معك أثناء السفر وتستخدمه على الفور .
- الكثير مننا على وعى بأن كبائن الطائرات تشكل خطرا لإلتقاط الفيروس و لكن في الغالب لأسباب خاطئة.
- تشير معظم الدراسات إلى أنه ليس هواء الكابينة المعاد تدويره هو الذى يشكل أكبر خطر (لأنه يمر عبر مرشحات معقدة )و لكن قطرات الرذاذ التى تنتشر عن طريق الركاب و موظفى المقصورة الذين يتحركون صعودا و نزولا فى الممرات الرئيسية .
- و توصلت دراسة أجراها علماء فى جامعة إيمورى فى الولايات المتحدة إلى أن مضيفا جويا يمكن أن يكون سببا قويا فى إنتشار المرض حيث يتحرك بإستمرار فى الطائرة ذهابا وإيابا .
الخلاصة :أن أفضل مكان للجلوس هو فى منتصف الطائرة فى مقعد بجانب النافذة للهروب من هذا الخطر .البقاء فى مقعدك طول فترة الرحلة يعزز فرصك فى البقاء خاليا من العدوى وإذا لم تستطيع الحصول على مقعد بجانب النافذة فمن الأفضل هو المقعد الأوسط بدلا من الممر .
أقرأ ايضًا: أشهر الأوبئة فتكًا بالبشرية
أسباب انتشار كوفيد ١٩
كيف تتصرف في حالة شككت بعدوى كورونا في المواصلات ؟
- إذا أصيب راكب آخر بالعدوى وكان جالسا بالقرب منك فهناك القليل يمكنك القيام به .
- وجدت الدراسة أن أولئك الذين يجلسون فى نفس صف الراكب المصاب لديهم فرصة بنسبة ٨٠ فى المائة للإصابة بهذا الفيروس .
- خلال وباء سارس عام ٢٠٠٣م أصيب ٢٥ راكبا بشركة طيران واحدة بسبب وجود راكب واحد مصاب حيث قد تحدث الإصابة حتى ٧ صفوف أمام و٥ صفوف خلف الشخص المصاب .
- يعد إلغاء رحلتك أمر حكيم و مطلوب إذا كنت من الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض وتشمل هذه الفئة كبار السن من عمر ٦٠ إلى ٨٠ عام وأكثر و كذلك أصحاب الأمراض المزمنة مثل مرض السكر وأمراض القلب وأمراض الرئة.
- إذا كان السفر ضرورى فعليك بالحفاظ على المسافة الخاصة بك بينك وبين المسافرين واتباع تعليمات النظافة العامة .
٣– الأتوبيسات والترام
تم إجراء أبحاث أقل للنظر فى إنتشار المرض فى الحافلات و لكن وجدت دراسة واحدة فى BMc Infectious diseases عام ٢٠١١م أن استخدام الحافلات و الترام كان مرتبطا بما يقرب من ٦ أضعاف زيادة خطر الإصابة بعدوى تشبه الإنفلونزا خلال موسم الإنفلونزا.
بالرغم من إختلاف انتشار مرض السل عن مرض الإنفلونزا فقد وجدت دراسة أخرى فى هيوستن عام ٢٠١١م إن الإصابة بالسل كانت أعلى بنحو ثمانية أضعاف بين المسافرين الذين يقضون أكثر من ساعة يوميا فى الحافلة.
لتجنب ذلك الخطر: حاول الجلوس فى منطقة هادئة عند السفر فى حافلة و كن على دراية بالأسطح و الدرابزين التى تلمسها و غسل يديك عند النزول من الحافلة.
٤– سيارات الأجرة (التاكسي)
يجب أن يكون سيارات الأجرة (التاكسي ) آمنة نسبيا فى حالة حدوث إنتشار أوبئة و لكن لم تكن هناك دراسات علمية لذلك.
لكن خبراء الأمن يوصون بأن يكون المكان الأكثر أمانا للجلوس خلف السائق مباشرة و ذلك حيث تقل احتمالية سقوط قطرات رذاذ عليك إذا قام السائق بالعطس أو السعال وكذلك الحماية فى حالات الحوادث لأن جميع السائقين يميلون للإنحراف لحماية أنفسهم .
٥- السفن السياحية و عدوى كورونا
يمكن أن ينتشر المرض بسرعة داخل أنحاء السفينة كما حدث بالفعل فى العديد من الحالات .
لهذا السبب يحذر مركز السيطرة على الأمراض الآن من أى سفر على متن سفينة سياحية خاصة لأولئك الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
٦- أخيرا حاول المشى بقدر المستطاع تجنبًا ل كورونا
-فى الواقع لا نستطيع المشى دائما ولكنه يعتبر أفضل طريقة لتجنب الفيروس فحاول المشى كلما استطعت .
كما يحميك التمرين المنتظم لمدة ١٥٠ دقيقة على الأقل فى الأسبوع من أمراض القلب و الأوعية الدموية الأخرى و التى تشكل خطرا أكبر على صحتك من الفيروسات التاجية على المدى البعيد .