لعلها من أصعب المراحل التي قد تمر بها هي رفض الآخرين لك بسبب موقف، أو طبع، أو رأي، وما إلى ذلك من أمور تخص شخصيتك، بلى أن تشعر بالرفض ممن حولك يعتبر أمر من أقسى المشاعر التي قد تعيشها.
ولعل حيرتك تبدأ في الظهور بأسئلة محددة: لماذا يفعلون معي هذا وقد خصني الموقف بالكامل؟ أو ، لماذا يقومون بمعاملتي هكذا وأن لم أؤذي أحد مطلقاً؟ أو لماذا لا أجد من يفهمني بشكل سليم؟
هذه الأسئلة وغيرها الكثير، يتبادر إلى ذهننا، ولكن هل لابد من الإجابة عليها؟ هل لابد من إعارة الإهتمام لبشر يرفضوننا، أو يرفضون التعامل معنا؟
هي دعوة منا لاكتشاف بعض الحقائق حول الكيفية التي تسير بها الأمور، وكيف نتعامل مع الشعور بالرفض من قبل الآخرين من خلال مقالنا التالي على موقع مقالات
ما هي أبرز الأسباب وراء رفض الآخرين لك ؟
- يأتي يعلى مقدمة هذه الأسباب الانطباعات الأولى، وتمسك الآخرين بها، فكثير منا بسبب الفهم الخاطيء لطبيعة شخصيته يُصبح ضحية لهم، ولحديثهم عنه أمام ضعاف الشخصية والذين لا يملكون الجرأة للتعامل، ويسلمون بآراء بعض الشخصيات.
- سبب آخر يأتي بسبب الحكم من خلال بعض المواقف والتي لا تمثل في الحقيقة سوى جزءاً من حقيقة الشخص، فتدخل بعض الظروف، أو الحالة المزاجية، أو المرضية، أو الاستعداد النفسي جميعها عوامل يجب مراعاتها قبل الحكم بشكل نهائي على الأشخاص من خلال ماقف قد تكون عارضة.
- وهناك سبب آخر يتمثل في عدم ثقة هؤلاء في حدثهم، أو في رفضهم في الأصل التعامل مع أشخاص آخرين، فيرفضون التعامل من أجل الرفض.
- ومن الأسباب الأخرى، عدم إعطاء الأشخاص فرصة لإثبات نيتهم بعد زلات أو أخطاء ارتبكوها، مع العلم أن جميعنا يُخطيء.
- ومن الأسباب الأخرى لرفض الآخرين لك، ويعتبر السبب الأكثر عمومية وانتشاراً هو شعور الغالبية أمامك بنقاط الضعف في شخصياتهم، وهذا بدوره ينعكس على ردود أفعالهم فتأتي ضعيفة هي الأخرى فيرفضون، وتجد أنهم قد يبرزوا نقاطاً للضعف ليست بشخصك بالمرة.
- وهناك سبب آخر لرفض الآخرين للتعامل معك، ويعتبر من أكثر الأسباب خسة وتنمراً، وهو كونك مختلفاً عن الطبيعة البشرية فولدت بعيب خلقي أو عجز ما، أو تعرضت لحادث أثر على هيئتك .
كيف لنا أن نتعامل مع رفض الآخرين لنا؟
- أولاً : يجب أن تثق بنفسك مهما حدث، وأن تجعل في عقيدك مبدأ راسخ، وهو أن الجميع يخطئون، وأن الخطأ ليس هو نهاية المطاف، بل إنه من العقل والمنطق أن تؤمن أنه هناك فرصة لإدراك الخطأ، وتصحيحه، لأننا مادمنا نعيش فهناك فرصة للتسامح، ومعالجة الخطأ.
- ثانياً: الحياة لن تتوقف، عند رفض الآخرين لك فهناك أشياء أخرى ستكسبك حب الصغار مثلاً، وهو حب بريء لم يُلوث، وهناك حب كبار السن الذي سيكون صريحاً ومتفهماً.
- ثالثاً: إعلم دائماً أنك أفضل حالاً من غيرك فهناك أمر حتماً يحسدونك عليه أو يغبطونك على امتلاكه، فحاول الاستمتاع بحياتك كما خلقها الله لك، وكن راضياً قنوعاً، تُصبح أغنى الناس، وأكثرهم حرية.
- رابعاً : اعتمد التعامل الجيد مع الجميع مهما أساءوا التعامل معك، واجعل لنفسك حدوداً مع من يبغضونك أو يرفضون التعامل معك، حتى يتأكدوا بأنفسهم من حسن نواياك، وطيبك مقصدك.
- خامساً : اشغل وقتك دائماً بما يفيد، اقرأ، وسافر، واطمئن على أقاربك، وجيرانك، وقم بالتطوع في الأنشطة المجتمعية المختلفة، مارس رياضة مختلفة، وضع ليومك نظاماً وابذل ما في وسعك للالتزام به، ولا تنس عبادة الله والتقرب منه.
- سادساً : تذكر دائماً أنك وُلدت حراً، وأن علم الله عز وجل بما في نواياك هو ما سينجيك، وهو الذي سيبقى لأجلك.