كيف تقول لا وسط الزملاء اللطفاء، فهم مفيدون جدا ولا يرفضون أبداً – الجميع يحبهم. لأنهم يجعلون الحياة أسهل، فهم يقدمون المساعدة بسهولة كبيرة و لا يمكنهم أن يقولوا لا و يدفعون ثمناً باهظاً لذلك: الحمل الزائد، و التورط و المزيد من الأخطاء و تلك هى أقل العواقب. فى النهاية، أولئك الذين يقولون نعم و يقدمون المساعدة بسهولة بلا حساب هم أقل إحتراما من أولئك الذين وضعوا حدوداً لأنفسهم و يقولون بثقة لا. إنه قانون العرض و الطلب: ما يسهل الحصول عليه تلقائياً أقل قيمة. من ناحية أخري، أولئك الذين يرفضون بلطف، يجعلون أنفسهم غالية و يرفضون فى بعض الأحيان.
و الآن نعرض لكم كيفية الرفض …
تعلم كيف تقول لا
أحذر من فخ أن الصلاح فى اللطف الزائد
أصبح الرفض كلمة محرمة بشكل متزايد فى العمل. يجب علي أولئك الذين فشلوا فى الأمتثال لدعوة الآخرين أن يخافوا أن يتم تصنيفهم على أنهم كسالي أو غير مستعدين لبذل المزيد من الجهد.
أو يعتبر شخص غير جيد فى العمل الجماعي أو حتى أناني لأنه يتخلي عن جيرانه الذين يحتاجون إلي مساعدته.
و بالمثل، يفترض بكل سرور أن الرفض يعني أنهم ليسوا قادرين على الإطلاق و مؤهلين بما فيه الكفاية و يبدو أنهم غارقون تماماً فى مامهم الخاصة.
المشاكل المترتبة على اللطف الزائد
و مع تلك التوقعات، يشعر الكثيرون بالخوف من الرفض. لذلك يقال نعم و آمين دائما و بجدية زائدة، علي كل شئ و لكل الناس. حتى لو كنت قد تخطيت حدود قدراتك الخاصة إلي حدودها من فترة طويلة، و هذا خطأ كبير تخلق به بعض المشاكل الجديدة:
- سيتم إستغلالك أكثر فأكثر.
- لا يمكنك أن تصبح من أصحاب القرار.
- ستسعى دائما لإرضاء الجميع ( بالرغم من معرفتك أن ذلك مستحيل).
- تصبح معتمد على رأي الآخرين فيك.
- أنت تجهد نفسك بشكل ممنهج.
لظاهرة عدم القدرة على رفض طلب فى العمل منذ فترة طويلة، يعنى أنك قد وقعت فى المصيدة.
بمجرد ملاحظتك، سرعان ما ستصبح النعم الصغيرة التى تنعم بها أمور تحلم بها و لا تجدها، لذلك لا تترك نفسك قانعا و تتعجل دائما فى قول نعم، قل لا أولا لتفكر ثم يمكنك أن تعود فتقول نعم أستطيع القيام بذلك إن رأيت أن هذا مفيد لك، إن مساعدة الآخرين شرف و يجب أن يكون لدينا جميعاً القدرة على مساعدة الآخرين، و لكن بحدود. و إلا سيتم استغلالك فى النهاية و ستظل المهام الخاصة بك مؤجلة، بينما يستغلك الآخرين لصالحهم.
ما هي أسباب و مخاوف الرفض؟
إذا لم تكن تستطيع الرفض، فغالباً ما يكون له أسباب نفسية أعمق. المخاوف من بين الأسباب الأكثر شيوعاً. و لكن يوجد أيضاً أسباب أخري، مثل …
- أولئك الذين لا يستطيعون قول ” لا ” يريدوا أن يشعروا بالإطراء.
حقيقة الأمر أنك تطلب الإعجاب. تريد أن تشعر أنك مطور، مهم، و مركزي. بإختصار: يتحول هؤلاء لمساعدين و مخلصين و مستشارين. تلميحات قصيرة من الأخرين تهبك القوة و الشعور بنفسك.
و لأنك تحب هذا الشعور و تخشي أنه إذا رفضت الطلب الآن، فلن تقل “لا “أبداً فقط “نعم”. ربما كانت هذه اللحظة الخبيثة التى تحول حياة هؤلاء.
يقول فى ذلك الكاتب المسرحي الفرنسي موليير ” حتى الأذكي يشعر بالرضا من الإطراء ” - أي شخص لا يستطيع أن يقول ” لا ” يعاني من متلازمة هيلفر
يسعي هؤلاء الأشخاص بإستمرار إلي الشعور بأنهم مكرهين علي قول ” نعم ” و هى فكرة خاطئة لضمان عدم قابلية إستبدالك.
أو محاولة تعويض مشاعر النقص. هذا أيضاً خطأ، لأن الإعتراف بتلك الطريقة يكون قصير المدي الذي يتم تحقيقه لا يؤدي إلا إلي دوامة من الهبوط و الشقاء لمزيد من تحقيق هذا الشعو، و من ثم وقت أقل لنفسك، و أداء أفقر، و إنخفاض الإعتراف لأن الآخرين أعتادوا مساعداتك.
لا تؤدي تلك المتلازمة إلي المساعدة بل تضع صاحبها تحت ضغط كبير مما يؤدي إلي الإرهاق التام أو حتى المرض. - أولئك الذين لا يستطيعون الرفض، يخافون من الرفض.
يشعر عدد كبير من الناس بالقلق من أنهم إذا رفضوا طلباً، فسيكون له تأثير دائم على العلاقة. قد يكون لديهم أيضا شعور مريض بالذنب، و ربما هم أيضا يغضبون بشدة ممن يرفض لهم طلب، و يرون من يفعل ذلك شخص أناني و بلا قلب.
لكن السؤال هو: من هو أكثر أنانية – من يرفض طلباً لأنه لا يستطيع أن يفعل هذا الشئ – أو من يأخذ الأمر من الآخرين بسيف الحياء؟ احذروا هؤلاء الناس! إنهم يحاولن فقط التلاعب بك، و نادرا ما يحاسبون أنفسهم. - أولئك الذين يخافون من قول ” لا ” يخشون العواقب.
خاصة عندما يكون الرئيس فى العمل، أو أحد الأقارب ممن لهم سطوة كالأب و الأم وراء الطلب، فى كثير من الحالات، لا ينصح فى الواقع برفض طلباته. و يظن البعض أن تلبية كل رغباتهم سينتهي بالحصول على رضاهم و لكن فى الغالب ما يكون هذا النوع من البشر مُحبط فى الواقع، و لا يتعلموا من أخطائهم إلا بعد أن يصلوا للنهاية.
إن الخوف من الرفض أو خيبة الأمل بشكل عام من ردود أفعال الآخرين أمر مفهوم، و لكن من المهم للغاية تعلمه و التعامل معه. خاصة لحماية نفسك من الناس المتطفلة الأنانية. - أولئك الذين لا يستطيعون قول ” لا ” يشعرون بالمسئولية.
إنك تشعر بالمسئولية تجاه، الفقراء فى الشوارع، و زميل المكتب الذي سيقدم مشروعه غدا و لم ينهيه بعد، و لم يكن أمامه إلا أن يقول أنا جاهز، ربما لديك مسئولية جزئية تجاه الآخرين، أو لنقل مجتمعية، و لكنها فى حدود قدراتك، و لمن ربما يكون مستحق لها، فهل زميلك لم ينهى مشروعه بسبب ظرف قهري؟ و لماذا لم يوضح حقيقة وضعه و أخبر رؤساءه بأنه لن يستطيع إتمام العمل؟ هل لديك الوقت و الطاقه لتساعده؟
فهي ليست دائما مسئوليتك، سيكون رائعاً تقديم المساعدة للآخرين إن لم تكن على حساب نفسك. - إذا كنت لا تستطيع قول ” لا “، يقارن نفسه دائماً بالآخرين.
لكل شخص عبء فى العمل و الحياة مختلف عن الآخرين. و مع ذلك، فإن كل من يقارن نفسه مع الآخرين بشكل دائم يدور فى حلقة مفرغة.
حيث يدخل نفسه دائماً فى منافسة مع الآخرين، و يرغب فى الحصول على أفضل النتائج – حتى الآن الأمور جيدة جدا. و لكن من فضلك لا تضيف أفضل ما لديك لزملائك فقط دائماً. فلا شئ يضغط على الناس أكثر من محاولة تلبية احتياجات بإستمرار.
كيف تقول لا بلباقة دون جرح الآخرين
من المفيد هنا أن نذكر قبل اي شئ قصة خبير تطوير الذات ستيفن كوفي مع أبنته البالغة من العمر 12 عام، فقد عزموا على قضاء عطلة سوياً، و وضعوا الخطة و كانت تسير على مايرام حتى دعي آباها إحد أصدقاءه الآعزاء الذي لم يراه منذ فترة طويلة على العشاء فى مطعم المأكولات البحرية الفخم الذي يحبه أبيها.
حينما سألته أبنته عما يجب عليه أن يفعله أخبرته أن ربما عليه أن يقبل دعوة صديقه و شعرت بخيبة الأمل و الملل الذي سيصيبها عندما تجلس بين ابيها الفيلسوف و صديقه، و لكن تفاجئت أن أبيها أخبر صديقه لا يمكننى غداً ربما بعد غد لأن لدي موعد أنا و أبنتى مع الملاهي و المثلجات.
فإن أهم مفتاح للقدرة على قول لا بشكل أفضل فى المستقبل هو إحترام ذاتك و السعي لبقاء علاقاتك صحية أكثر. من خلال تعزيز ثقتك بنفسك ( و بالتالي لديك ما يكفي من حب الذات و إحترام الذات )، فمن الأسهل أن تعلم كيف تقول لا علي الرغم من خطر أن يرفضك الآخر بعد ذلك أو يتفاعل معك بعد ذلك بعدم تقدير، لمجرد أنك رفضت له طلباً، فأنت لا تقل فى نظرك نفسك، و تدرك أن هو المخطئ.
فمن، يقولون لا فى الوقت الصحيح، يفعلون ما هو مطلوب، أولئك يحصلون على حرية أكبر و يكشفون عن قوة عقلية و نفسية.
مقتطفات من كتب كيف تقول لا
قل لا من خلال تقديم البدائل.
” لسؤ الحظ، ليس لدي الوقت اليوم لنقل الأثاث معك، و لكن يمكننى المساعدة فى إعداد الزخارف ”
” ليس لدي وقت الآن، و لكن أسأل محمد … ”
” هذا الأسبوع سأعمل لوقت متأخر، و لكن بعد أسبوعين سيكون لدي الوقت ”
قل لا من خلال توضيح العواقب.
” شكرا لك على وضع الكثير من الثقة فيا. لكن لدي بالفعل العديد من المشاريع الحالية التى يجب عليا الإهتمام بها، فلن أتمكن من تولي المهمة هذه أيضا، و إلا علينا تأجيل موعد تقديم المشروع (س).
” أنا لست الأفضل للقيام بهذا الأمر، فهناك من هم فى الفريق أقدر مني على ذلك ”
قل لا بدراما.
” أنا مشغول للغاية حالياً، لذا لا يمكننى المساعدة بالشكل الائق بك. و هذا سيؤدي لنتيجة سيئة “
” أشعر بعدم الإرتياح للغاية مع هذا الأمر ”
” لا ييمكنني التوفيق بين هذا و ضميري، و لا أحب أن اخذلك فى موضع ثقة “
قل لا بالنسخ المطابق.
” أستطيع أن أفهم أنك تشعر بعدم الأمان إذا ذهبت بمفردك، لكننى مقتنع أنه يمكنك القيام بذلك. جرب بنفسك، و لا يزال بإمكانى مساعدتك إن لم ترتاح لذلك ”
” أنا حقاً لا يمكننى مساعدتك فقد أعطاك المدير هذه المهمة لأنه يري فيك كفاءة إستثنائية ”
” أستطيع أن أتفهم أنك يجب أن تشارك فى هدية عيد ميلاد نهال، فأنت غالبا ما تخرج لتناول الطعام معها، لكننى بالكاد أعرفها.
قل لا .. مع ذكر السبب.
” أنا أشعر بالفخر أنك أخترتني أنا للخروج معك، لكن عطلات نهاية الأسبوع تخص عائلتي. “
” أسف، و لكننى وعدت بمساعدة شخص آخر فى وقت سابق، لو أنك آتيت مبكراً ما كنت تأخرت عنك ”
” أنا أسف و لكننى لا أحب إقراض المال للأصدقاء. “
قل لا … مع طلب التفهم.
” أجد عرضكم ممتع للغاية، لكن بصراحة لدي خطط أخري حيث لدي مقابلة عمل هامة. “
” أعلم أن ذلك مخيب للأمال، لكن لا يمكنني فعل ذلك مرة آخري هذا العام. ”
قلها موجزة.
” أسف، لا. “